العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > .. ( حـيـاتـي تـغـيـرت ) ..

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-11, 10:55 PM   #31
نور الهدى 1
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
a الواجب

بسم الله الرحمن الرحيم
الواجب
سر هذا الاسم من أسماء الله تعالى, وتعلق الأنبياء به في القرآن..؟؟
فإن المتتبع لدعوات الأنبياء عليهم وعلى إمامنا وإمامهم أزكى صلوات الله وأتم تسليماته يجد اتفاق ألفاظها في كثير من المواضع على نداء الله باسم (الرب) وأريد أن أسأل المشايخ الفضلاء عن هذا الاسم من أسماء الله تعالى هل قال أحد من أهل العلم أنه هو الاسم الأعظم لله, وإلا فما سر إطباق الأنبياء وإجماعهم على دعاء الله به , سيـَّما وأن كثيراً من تلك الدعوات أُتبع بالفاء الدالة على التعقيب بالإجابة, كقول الله عن آدم حين دعاه هو وحواء بقولهما ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فقال الله فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيموقوله عن داود وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا لهوقوله عن أيوب وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين*فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين وقول الله عن زكريا هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين وقوله عنه في موضع آخر: وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وقول الله عن إبراهيم فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير *فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين وقول الله عن لوط رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعينوقول الله عن يوسف قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين *فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم وغير ذلك من المواطن في كتاب الله فما سر ذلك ..؟؟ والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح ، وما في دعواتهم من هذا المعنى ، ولابن القيم إشارات فيما سألت ، منها قوله في بدائع الفوائد : ( وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم كما في سيد الإستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك // رواه البخاري // والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين ربنا اغفر لنا ذنوبنا آل عمران 147 وقول آدم ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف 23 وقول موسى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وقول نوح رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم هود 47 وكان النبي يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي // صحيح // وسر ذلك أن الله تعالى يسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب ) .

وهنا ملحظ لطيف إذ إن لفظ ( رب ) دال على مجموع شيئين :
الإيمان بالله الخالق الإقرار له سبحانه بالربوبية وفي هذا الوصف في الدعاء
تتحقق ذروة الخضوع والانقياد لمشيئة اللهوأن الداعي بهذا ليس له ملجأ ولا ملاذ إلا الله وحده فأخلق به أن يتلقى من ربه استجابة عاجلة ومعلوم أن الدعاء في مواطن الخضوع حيث يكون القرب من الله حقيقة أو أقرب للنوا لكما في الحديث : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... ) لذلك يؤمل العبادُ من ربهم استجابةً وعطاءً في حال المسكنة

نتأمل في ادعية الانبياء:

1ـتحقيق الدعاء بين الخوف والرجاء:
وأما في مقام الخوف والرجاء والطمع بما عند الله، فمن ذلك قول الله –عز وجل- علىلسان آدم –عليه السلام- في قوله تعالى: [قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّمِنَ الخَاسِرِينَ ] {الأعراف: 23 }، ومن ذلك ما كان على لسان موسى –عليه السلام- راجيا ربه.{ [عَسَى رَبِّي أَنْ يَھْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ] {القصص: 22ورجاء يعقوب –عليه السلام- في رجوع وَلدَيه إليه [عَسَى للهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِھِمْ جَمِيعًا].{ {يوسف: 83ومنه رجاء إبراهيم –عليه السلام- أن يهب له ولدا وأهلا يستأنس بهم في اعتزاله، أو.(1){ رجاؤه بهداية أبيه [عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا] {مريم:

2ـ مقام الملك والتصرف في الكون والثناء على الله:
أما في مقام الملك وتصرف الله بالكون، وأنه تعالى بيده كل شيء، فإن دلالته ُتلحظ من دعاء سيد الخلق –صلى الله عليه وسلم- حينما أمره ربه أن يتوجه بالدعاء لله ويمجده، ويُعظِمالطلب، في قوله تعالى: [قُلِ اللھُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّمَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 26 ) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّھَارِ وَتُولِجُالنَّھَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِحِسَابٍ ( 27 )] {آل عمران}


3ـمقام تفرّد الله بالنفع والضرّ:
ومن مقامات مقتضيات الربوبية التي دلت عليها أدعية الأنبياء الدلالة على ملك الله للنفعوالضرّ
وتفرده بهما، وهذا المقام يكثر تجّليه والدلالة عليه عند تعرّض الأنبياء للبلاء، الذي هومن أجْل
التمحيص، ومن ذلك ما دلّ عليه أيوب –عليه السلام- في طلبه لدفع الضر: [وَأَيُّوبَ إِذْ.نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ] {الأنبياء: 83 }، وقوله [أَنِّيْ مَسَّنِيَ الْشَّيْطَانُ.{ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ]{ص: 41ومنها ما دلّ عليه دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- : [قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَايُوعَدُونَ ( 93 )رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي القَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 94 )] {المؤمنون} ، لئلا يطاله العقاب إذا حل.( بالظالمين من أهل مكة( 1ومنها ما دلّ على دفع وصرف الفتنة، ودلالته دعاء يوسف –عليه السلام-: [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَھُنَّ أَصْبُ إِلَيْھِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الجَاھِلِينَ ].{ {يوسف: 33ومنها ما كان في طلب النُّصرة ودلالته دعاء شعيب –عليه السلام- : [رَ بَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا. { وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ] {الأعراف: 89.{ ولوط –عليه السلام- إذ دعا: [رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى القَوْمِ المُفْسِدِينَ ] {العنكبوت: 30.{ ونوح –عليه السلام- [رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ] {المؤمنون: 26وموسى –عليه السلام- حين دعا على قوم فرعون: [رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِھِمْ وَاشْدُدْعَلَى قُلُوبِھِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ ] {يونس: 88 }،

فإن جميع هذه الأدعية لها دلالة فيإثبات قدرة الله على التصرّف بالعباد، ونصر أنبيائه في مقام تفرّد الله


4ـمقام تكفلّ الله برزق عباده وإحلال الأمان والاطمئنان،
دلّ عليه قول إبراهيم–عليه السلام- : [رَبِّ اجْعَلْ ھَذَا البَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ( 35 ) رَبِّ إِنَّھُنَّ أَضْلَلْنَكَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 36 ) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَھْوِي إِلَيْھِمْوَارْزُقْھُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّھُمْ يَشْكُرُونَ ( 37 ) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى لله مِنِْ الَّذِي وَھَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي 􀍿 شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ( 38 ) الحَمْدُلَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ( 39 ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَ بَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ( 40 ) ] {إبراھيم}. وقولهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ قَالَ وَمَنْ 􀍿 تعالى: [رَبِّ اجْعَلْ ھَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَھْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْھُمْ بِا.{ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ ] {البقرة: 126.إن في دعاء إبراهيم –عليه السلام- دلالة جليّة على معرفته التامة، وإقراره بتوحيدالربوبية، وهل الأمان والرزق والهداية وقبول الأعمال والدعاء، إلا من مقتضيات الربوبية ومستلزماتها!

5ـفي مقام التوكل على الله والاستعانة به:
أمّا في مقام التو ّ كل والاستعانة بالله، فقد كثرت دلالة أدعية الأنبياء على ذلك فمنها: دعاء.{ إبراهيم –عليه الإسلام- [رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ ] {الممتحنة:
وقوله تعالى على لسان نبيه: [رَبِّ احْكُمْ بِالحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ].{ {الأنبياء:
وقوله تعالى على لسان هود –عليه السلام- : [إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى للهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍإِلَّا ھُوَ آَخِذٌ بِنَاصِ يَتِھَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ] {ھود: 56 }،
ومنها [قُلْ ھُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا ھُوَ.{ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ] {الرعد

6ـبالنظر إلى مهمّتهم ووظيفتهم في إبلاغ الدعوة
وبالنظر إلى مهمّة الأنبياء ووظيفتهم في التبليغ، تبرز أهمية أخرى للدعاء، فإنه خير زادلهم، وهو ركن شديد يلجأون إليه، وسلاح عظيم يحتمون به، فهو من أهم مرتكزات مقوماتهم النفسية.وللأنبياء مهمّة عظيمة بيّنتها آيات الكتاب، وعند إنعام النظر في تلك الآيات، نجد أنهم سفراء الله إلى عباده، وحملة وحيه، ومهمّتهم الأولى هي: إبلاغ هذه الأمانة التي تحمّلوها إلىعباد الله [يَا أَيُّھَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه وَللهُ يَعْصِمُكَ مِنَالنَّاسِ ] {المائدة: 67 }،
والبلاغ يحتاج إلى الشجاعة وعدم خشية الناس، عند إبلاغهم ما يخالف. وأمرهم ما يستنكرونه ونهيهم عما ألِفوه [الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ للهِ وَيَخْشَوْ نَهُ وَلَا.(1){ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا لله ] {الأحزاب

فإذا كانت تلك أحوال الأنبياء مع أقوامهم، فلا بدّ للنبي من التحصّن من أذى قومه، وذلك باللجوء إلى الله؛ ليعصمه، "ولقد كان للأنبياء مع أقوامهم مواقف حرجة، لم ينقذهم منها إلا صدقالالتجاء، وقوة الاحتماء بالخالق القدير، ورب العرش العظيم، فكانت لهم فنون من الدعاءالجميل، والذكر الرفيع، حيث يرفعون إليه أ ُ كف الضراعة منيبين إليه، ينشدون عونه ويرجون.( فضله، حيث كانت لهم في هذه المواقف أنبل كلمات الدعاء وأجمل ألفاظ المناجاة والتوسل ونسوق ما يوضح أهمية وحاجة الأنبياء للدعاء من خلال تأديتهم وتبليغهم الرسالة،ومن تلك الدعوات التي التجأ إليها نبي الله موسى - عليه السلام- حينما كّلفه ربه لحمل الرسالة.{ قائلا له: [إِنَّنِي أَنَا للهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي] {طه: 14وبعد هذا التكليف أمره الله أن يواجه الطاغية فرعون، ويدعوه إلى الإيمان برب العالمين، ورغم القوة النفسية والعزيمة القوية، التي كان يتمتع بها موسى –عليه السلام- حيث كان من أولي العزم، كان –عليه السلام- مستشعرا حاجته لله، وعونه على مواجهة هذا الطاغية،فطلب من الله وسائل تعيُنه على هذه المهمّة قائلا: [رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي( 25 ) وَيَسِّرْ لِيأَمْرِي( 26 ) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي( 27 ) يَفْقَھُوا قَوْلِي( 28 ) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَھْلِي( 29 ) ھَارُونَ( أَخِي( 30 ) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي( 31 ) وَأَشْرِكْهُ ف ي أَمْرِي( 32 ) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا( 33 ) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا( 34إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا( 35 )] {طه}."وإزاء هذا التكليف كان موسى - عليه السلام- حريصا على أن يستمدّ العون من الله،وكان حريصا على أن يعينه على هذه المهمّة أحد من أهله، فدعا أن يُش ِ رك أخاه هارون فيالنبوّة: [وَأَخِي ھَارُونُ ھُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ].{ {القصص: 34. 1وحين استجاب الله دعاءه، وكّلفهما أن يذهبا إلى فرعون، أحسا أنهما بحاجة إلى عونالله، وخشيا لقاء فرعون بسبب ما عُرف عنه من بطش وجبروت، فتوجها إلى الله يدعوانه [قَالَا1)، فكان هذا الدعاء رغم اعتقاد موسى – ){ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى] {طه: 45عليه السلام- يقينا أن الله معهما، وأنه يسمع ويرى، إلا أنه شعر بالاحتياج إلى عون الله ومعيته.كذلك المتدبر في سورة نوح يرى الجهد العظيم الذي بذله مع قومه على مدار تسعمائةوخمسين سنة [وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيھِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَھُمُ الطُّوفَانُوَھُمْ ظَالِمُونَ ] {العنكبوت: 14 }، لكنهم أعرضوا وتجبّروا، فلا بدّ من اللجوء لركن شديد، ومنالتوجه إلى الله –عز وجل- بعد هذه السنين الطويلة من الدعوة المستمرة؛ ليشكو إلى خالقه.{ عنادهم [قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّھُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَ سَارًا] {نوح: 21ولا تقتصر حاجة الأنبياء للدعاء وأهميته في حياتهم في الإبلاغ أو التبشير والإنذار، بلتتعدى ذلك؛ من أجل إصلاح نفوس المؤمنين وتزكيتها، فإن إخراج الناس من الظلمات إلىالنور، لا يتحقق إلا بتعليمهم تعاليمَ ربهم، وتزكية نفوسهم، وتعريفهم بربهم وعبادتهم، لذا نجدالخليل - عليه السلام- يدعو بدعوة خالدة، نجد صداها بعد مئات السنين، وذلك حينما دعا لهذهالأمة ببعث الرسول الخاتم من الأمة نفسها فقال عز وجل: [رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيھِمْ رَسُولًا مِنْھُمْ يَتْلُوعَلَيْھِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُھُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيھِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ] {البقرة: 129 }، لتتحقق هذهالدعوة بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- .ومن جانب آخر لمهمّة الأنبياء، تمثلت حاجة الأنبياء للدعاء أيضا، في سياستهم للأمة،وتتركز هذه الحاجة في احتياجهم إلى السداد في الرأي، فرب العزّة ينادي داود –عليه السلام-قائلا: [يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ ] {ص: 26 }، فلما أخطأ فيإصابة الحق بالقضاء، سارع إلى التوجه وخرّ راكعا؛ لاحتياجه إلى المغفرة من الله تعالى.(2){ [فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ] {ص: 24.و
هكذا نلمس أهمية الدعاء في حياة الأنبياء وهي المليئة بالمتاعب والابتلاءات، فلا يمكن لهم ترك الدعاء أبدا.

7ـ بالنظر إلى حاجاتهم البشريةللدعاء أهمية بالغة في حياة الأنبياء،
تظهر من خلال حاجاتهم البشرية، وبما يعتريها مننسيان وغفلة، وعجز وحاجة إلى السلامة من الأسقام، وافتقار إلى إعانة الله في أمورهم كلها.فإن أنبياء الله –تعالى- ذوو طبيعة بشرية، تظهر ملامحها في ثنايا حياتهم، فهميتوجهون إلى الله وقت إحساسهم بالحاجة إلى أي من لوازم بشريتهم ومقتضياتها، وشواهد ذلككثيرة في حياة الأنبياء، وما ذاك إلا أن أمر بشريتهم بات موضع جدل لدى أقوامهم، وأنّبشريتهم من الأسباب المباشرة لتكذيبهم، وما فتئ الأنبياء عن إثبات بشريتهم طوال فترةدعواتهم.لذا نجد أن الأنبياء لا يفُترون عن دعاء الله، نظرا لأنهم بشر، ومن هذه الحاجات التيكانت من مقتضيات بشريتهم: شعور الأبوة الذي ألجأ الخليل –عليه السلام- إلى طلب الذرية فقال: [رَبِّ ھَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ] {الصَّافات: 100 }،
وكان طلبه بعد ما تقدم به السن، ولم ينجب، وزكريا –عليه السلام- حينما شعر بحاجته للذرية، كان من أجل حَمل همّ الدعوة منبعده، ووراثة الدين، فقال: [وَإِنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَھَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَوَلِيًّا( 5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا( 6) ] {مريم}.إن شعور الأبوّة الحانية التي استجاشت في نفس زكريا - عليه السلام- جعلته يُحسن فنّ الطلب،
ويصف حاله: بأن أصلبَ ما فيه قد وهن –وهو العظم- فلهج بهذا الدعاء.كما تتجلى أهمية الدعاء، استنادا إلى طبيعة الأنبياء البشرية، التي قد يعتريها النسيان والغفلة والخطأ والغضب، فيقع بالذنب حينئذٍ، ولا بد من التوبة والدعاء، فآدم -عليه السلام-كان لا بد من اعترافه بالذنب حين نسي، وأكل من الشجرة [وَلَقَدْ عَھِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ]{طه: 115 }، فتاب قائلا: [رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُ ونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ].{ {الأعراف: 2348كذلك داود –عليه السلام- ألهَمه الله الاستغفار، بعدما أخطأ الاجتهاد.وأيوب –عليه السلام- كذلك تعرض للبلاء في بدنه وماله وأهله وولده، فاحتاج إلىكشف ورفع ما به من مرض وسقم، فشكا إلى ربه: [أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ].{ {الأنبياء: 83بهذه الجوانب وغيرها تتجلى لنا أهمية الدعاء في حياة الأنبياء.
نور الهدى 1 غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .