|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-11, 06:42 AM | #21 |
|نتعلم لنعمل|
|
الحلقة السادسة :)
الحلقة الخامسة حينما يكون الإنسان في عافية.. لا يشعر بالزمن وهو يمر عليه.. وهذا يكون من جهة نعمة ويكون نقمة عليه من جهة أخرى.. حينما نضب مالدي من نفقة .. .. أدركت أنني وقعت في خطأ قاتل .. فأنا أمام خيارين إما أن أعود للبيت وهذا مالم يكن واردا على الإطلاق حينها.. أو أن أحاول تدارك نفسي بأي وسيلة ممكنة!! ولكن كيف ومع من...؟؟ مرت علي تلك الليلة كدهر فقد استغرقت في التفكير والبحث عن مخرج.. أعيتني الحيل وضاقت علي السبل.. توجهت للخالق سبحانه بكل صدق وإخلاص.. سألته سؤال المضطر .. لم يكن في مخيلتي أي سبيل أو أي منفذ.. ولكن ثقتي به تعالى هي سبيلي الوحيد.. في اليوم التالي توجهت للنادي الرياضي فقد شعرت بالاختناق من بقائي في الغرفة كان النادي شبه خال على غير العادة.. وكانت الساعة الواحدة بعد الظهر تقريبا.. رأيت في حوض السباحة شخصا يحاول العوم بمشقة ظاهرة.. حينما رآني ابتسم ابتسامة عريضة.. وقال لي: هل تعرف السباحة ؟؟ قلت له قليلا وأحذرك من التقدم إلى الماء العميق..!! ابتسم وتهلل وجهه وقال إن غرقت ستنقذني أنت!! ضحكت وقلت له ابحث عن غيري.. وحكيت له الموقف الذي مر علي قبل فترة من الزمن مع صاحبنا الأعرابي!! سألني عن الكدمات التي على وجهي .. فقد كانت ظاهرة وعميقة!! لم أرد أن استرسل في تفاصيلها .. فقلت له سقطت !! عرفني باسمه وصافحني وقال أنا أخوك سعود المعاشي من منطقة حائل وأنا من قبيلة شمر.... هل سمعت بحائل وأجا وسلمى؟؟ عرفته باسمي .. سألني عن عملي .. قلت له أنا لا اعمل .. قال لي أين تقيم ..؟ قلت له هنا في الفندق!! قال ألست من سكان الرياض؟؟ قلت لا أنا من سكان الطائف!! قال لي ماذا تفعل هنا في مدينة الرياض إذا ؟؟ هل تدرس ؟ قلت له أنا جئت لطلب العلم ..!! قال وعند من تدرس من العلماء .؟ لم اجبه فأنا لم أبحث عن شيخ حتى تلك اللحظة.. لا أدري لماذا استرسل الأخ سعود معي في الحديث ولكنه أصر علي أن أرافقه للغداء سويا.. شكرته وتعذرت منه ولكنه ألح بشكل كبير حتى رضيت.. قال لي ونحن نمشي .. أنا أملك تسجيلات إسلامية في حائل .. واعرف عددا من المشائخ في الرياض فإن كنت ترغب في أن أعرفك عليهم فعلت..!! صمت ولم أجبه..!! ونحن قعود ننتظر الغداء قال لي سعود: أسمع أخي أنت لك قصة وأكيد لديك مشكلة وأنا اقرأ ذلك في وجهك!! ولو ترغب في ذكرها لي ولا يحرجك الأمر فأرجو أن تخبرني بها .. فما يدريك لعلي أستطيع مساعدتك ..!! خجلت والله من كرمه وسماحة نفسه.. إن الأخ سعود حينما يقول لي هذا الكلام فهو رجل صادق غير متكلف أو متصنع.. ولقد اكتشفت بعد مخالطتي للأخ سعود أن معدن هذا الرجل معدن أصيل كالذهب .. لقد كان الأخ سعود رحمة ساقها الله لي فإن مجرد إنصاته وسماعه لقصتي هو أمر يشكر عليه بارك الله فيه.. حدثته بمشكلتي وأنصت إلي لأكثر من ساعة حتى برد الطعام ولم يأكل منه شيء!! لم يقاطعني طوال حديثي.. وحينما استكملت قصتي .. صمت قليلا ثم قال لي.. أسمعني جيدا .. أنا رحلتي بعد قليل على حائل وسوف ترافقني للمنطقة وستكون في ضيافتي.. ومن هناك سوف نتدبر حلا لمشكلتك... ما رأيك؟؟ بالنسبة لي أنا لا أعرف الخ سعود ولكني كالغريق يبحث عن أي شيء ينقذه.. قلت له ثم ماذا ؟؟ قال ثق تماما سنجد حلا لمشكلتك موضوعك بسيط وسأجد له حلا.. أرجوك اصعد لغرفتك ووضب أمتعتك وانتظرني عند الاستقبال.. لم يعطني الفرصة- وقد تعمد هذا – حتى أفكر في الموضوع.. وحينما صعدت لغرفتي أخذت تجول بخاطري الأفكار: ياترى هل الرجل صادق ؟؟ ماذا لو كان .؟؟؟ ولكن سيماه الخير !! أسئلة تتردد ولكن لا خيار لي !! لم اخبر الأخ سعود بوضعي المادي.. ولكن كرمه غير المصطنع.. جعله يحاسب الفندق دون مشاورتي..!!! طلب سعود من سائق التاكسي أن يسرع .. فقد كان يعلم أنه ليس لدي حجز لمقعد في الطائرة.. وبعد قليل التفت إلي وقال : إن سألك أحد من تكون فقل لهم أنك أحد أقربائي وتقيم في الطائف.. قلت له ولكن لقب العائلة ؟؟ قال لهم أنت فلان الشمري!! قصد الأخ سعود من ذلك حمايتي من ألسنة الناس وتحقيقاتهم.. ولكن لقد دفعت أنا ثمن تلك الغلطة الشرعة والاجتماعية ثمنا غاليا..!! وصلنا للمطار واجتهد الأخ سعود حتى حصل لي على مقعد في الطائرة.. كان الأخ سعود يلتفت إلي كل فترة ويطمنني بقوله: لا تقلق سوف تحل المشكلة.. لقد كنت متأكدا أن سعود ليس لديه عصى سحرية لحل وضعي.. ولكن طيبته وسماحته ورطته في هذا المقلب .. وصلنا لمدينة حائل وكان منظر جبالها وهضابها يسحر الناظر.. يابعد حيي كلمة تسمعها عشرات المرات يوميا.. أهل حائل كرماء وأسخياء بشكل عجيب.. والطبيعة البدوية والفطر السليمة هي الغالب على الناس.. توجهنا فورا من المطار لمكان عمل الأخ سعود .. لأخذ بعض أوراقه.. اكتشفت أنه ضابط صف في المرور.. سلمت على أصحابه وعرفني لهم بأنني فلان الشمري!! خجلت من ذلك أيما خجل فأنا لم اعتد على ذلك اللقب.. لقد كان ذكاء الناس الفطري وأسئلتهم البسيطة تكشف بسهولة بطلان هذا الانتساب ..بالإضافة للكنة الحجازية فقد كان الأمر برمته مفبركا !! لم تعجبني الحال فلم اعتد الكذب ولكن إرضاء لمضيفي تغاضيت.. وصبرت لاحظت أن في المنطقة أمنا عجيبا فالناس ينامون في بيوتهم.. ومفتاح السيارة على المقود.. هذا ما رأيته بنفسي في عدة مواقف.. تعرفت على إخوة سعود في منزله في حي المطار .. كانا شابين نسيت أسماءهما ولكن طيبة هذه العائلة والمواقف الجميلة التي عشتها في بيتهم هي ذكريات عطرة تبقى معي أينما حللت.. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|