النية في طلب العلم.

[أمة المعز]

النية في طلب العلم

ينبغي لطالب العلم أن يُخلص في الطلب لتزكو نفسه ويطهر قلبُه ويُقْبَلَ علمُه، ويزكو وينمو، لأن طلب العلم عبادةٌ، والله أمر بإخلاص العبادةِ فقال: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) البينة:5.
وكلما أكثرتَ من النوايا الصالحة عظُمَ أجرك وكثر ثوابك.
فتنوي بطلب العلم:
1- أن تعبد الله على بصيرة.
2- تزكية النفس بالعلم.
3- التعبد الله بمدارسة العلم ، قال قتادة: << بابٌ من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول>>.
4- تكثير سواد المسلمين، والالتقاء بعباد الله المؤمنين.
5- تنوي الاعتكاف في المسجد مدة الدرس- عند من يرى ذلك من الفقهاء – أو تنوي الانقطاع لله هذه المدة.
6- رجاء الحصول على ثواب مجالس العلم ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: << ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده >>.
7- رجاء أن تقوم من مجلسك ذلك مغفوراً لك ، فقد روى الإمام أحمد وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5507) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << ما اجتمع قومٌ على ذكر ، فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفوراً لكم>>.
8- ينوي طلب النضرة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: << نضر الله امرءاً سَمِعَ منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره ، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه>>.
9- رجاءَ أن يصيبك دعاء الملائكة إذا كان الدرس بعد الصلاة في المسجد ، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :<< الملائكة تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ، مالم يُحدث ، تقول: اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه >>.
10- رجاء الحصول على ثواب انتظار الصلاة إذا كان الدرسُ سيمتد إلى وقت الصلاة الأخرى ، ففي الصحيحين عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: << لا يزال أحدكم في مصلاه ما دامت الصلاة تحبسه ، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة >>.
11- تنوي أن تنال رضا الله ورضا الملائكة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: << إن الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع>>.
12- أن يجعل الله طلب العلم سببا في دخول الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: << من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة>>.
13- أن تأخذ شيئا من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم<< إن العلماء ورثة الأنبياء، وان الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أ خذ بحظ وافرٍ>>.
14- تنوي تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم<< بلغوا عني ولو آية>> رواه البخاري.
15- تنوي الحصول على الخُطُوات إلى المسجد الذي يُلقى فيه الدرس؛ لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنة نُزلاً كلما غدا أو راح>>.
16- أن تتعلم هذا العلم لتعلمه الناس فيثني الله عليك في الملأ الأ على ، وتستغفر لك الملائكة ؛ فقد روى الترمذي ، وقال حسن صحيح ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدُهما عابدٌ و الآخر عالمٌ فقال صلى الله عليه وسلم :<< فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم >>.
ثم قال : << إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلِّم الناس الخير >>.
17- تنوي بتعلم العلم أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فتكون من المفلحين الذي قال الله فيهم (وَلتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوِف وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران: 104
18- رجاء أن يهدي الله بك رجلا ًفتفوز بهذا الخير المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم << لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم>>.
19- تنوي بتعلم العلم أن يرفعك الله درجات ، قال تعالى : ( يَرْفَعِ الله الَّْذِينَ امَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات ) المجادلة: 11
20- تنوي أن تتزود من العلم لتزداد خشية لله تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر: 28
21- تنوي أن تنال مثل أجر من تدعوه إلى طاعة الله وفعل الخيرات : فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تَبِعَهُ لا ينقُص ذلك من أجورهم شيئاً >>.
وقد يفتح الله عليك بنوايا أخرى فيعظم أجرك ويكثر ثوابك، قال صلى الله عليه وسلم: << وإنما لكل مريءٍ ما نوى>>.
والنوايا هي تجارة العلماء ، وقد فضلوا على العباد بأمور منها :
1- العبادة على علم، كإتيان الشروط والأركان والواجبات والابتعاد عن المبطلات.
2- تكثير النوايا الصالحة للعمل الواحد.
3- تعليم الناس وما فيه من فضل وأجر.
4- خشية الله، لأن العالم كلما ازداد معرفة بالله ازداد له تعظيماً.

فأسأل الله الكريم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يُلهمنا صلاح النية وحُسن الطوية.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

عن فضيلة الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي
من كتاب شرح بداية المتفقه للشيخ إبراهيم بن فتحي بن عبد المقتدر الْمُجَلَّدُ الأول.

لاتنسونا ووَالِدينَا والمسلمين من صالح دعائكم