استفسار من المشرفات

[ام محمد علي ايلاف]

بسم الله الرحمن الرحيم
ومن ذاق شيئا من ذلك وعرف طريقا موصلة الى الله ثم تركها و اقبل على اراداته وراحاته وشهواته ولذاته وقع في اثار المعاصي واودع قلبه سجون المضايق وعذب في حياته عذابا لم يعذب به احد من العالمين اه والله
ان اللي عرف الطريق لربنا يعني ربنا فتحلو باب لقيام الليل باب لحفض القران وتلاوة القران وباب الذكر وحلاوة الذكر باب طلب العلم والانهماك عليه وتعليمو للناس وبعد كده سلب منه هذا او الانسان نفسه اعرض عن هذا او انشغل عن هذا واقبل على راحاته وشهواته ولذاته تبقى الشهوات دي عذاب لا يطاق ليه
يقول الشيخ فحياته عجز وغم وحزن و موته كدر وحسرة ومعاده اسف و ندامة قد فرط عليه امره و شتت عليه شمله واحضر نفسه من الغموم و الاحزان فلا لذة الجاهلين ولا راحة العارفين هي دي المصيبة انو لو كان
ماهو كان طائع ماشي في الطريق لربنا و فجاة قلب ومش قادر يلتزم في المعاصي دا مش قادر يلتزم بالمعاصي لانو كاذب وعارف الحلاوة و مش قادر يلتزم من اصلو ولا قادر يعمل اللي هو عارفو عشان يرتاح فلا لذة الجاهلين ولا راحة العارفين يستغيث فلا يغاث و يشتكي فلا يشكى
قد ترحلت افراحه سروره مدبرة واقبلت الامه واحزانه وحسراته قد ابدل بانسه وحشةوبعزه ذلا وبغناه فقرا وبجمعيته شتاتا ابعدوه فلم يضفر بقربهم و ابدلوه مكان الانس ايحاشا
ذلك من عرف طريقه الى الله ثم تركها نادما عنها مكبا على وجهه فاضفر ثم عند و عرف ثم انكر و اقبل ثم ادبر و دعي فما اجاب و فتح له الباب فولى ضهره
ترك طريق مولاه و اقبل بكليته على هواه فلو نال بعض حضوضه و تلذذ لراحاته و شؤونه فهو مقيد القلب عن انطلاقه في فسيح التوحيد و ميادين الانس ورياض المحبة و ماوائه القرب قد انحط بسبب اعراضه عن الا هه الحق الى اسفل السافلين و حصل في عداد الهالكين فنار الحجاب تظضلع كل وقت على فؤاده و اعراض الكون عنه اذ اعرض عن ربه حائل بينه وبين مراده فهو قبر يمشي على وجه الارض وروحه في وحشة من جسمه و قلبه في ملاذ من حياته يتمنى الموت و يشتهيه لو كان فيه ما فيه حتى اذا جاءه الموت على ذلك الحال والعياذ بالله فلا تسال عما يحل به
هي ذكر لقضية الي عرف الطريق و اداه ضهره اللي عرف ربنا واعرض عنه اللي اقبل على لذة من لذات الاخرة ثم استبدلها بلذات الدنيا لانه اثر شهواته ولذاته الفانية التي هي كخيال طيف او مزنة صيف هذا هو غب اعراضه وايثار شهواته على مرضات ربه يعوق القدر عايه اسباب مراده فيخسر الامرين جميعا فيكون معذبا في الدنيا بتنغيص شهواته مع قلة اهتمامه فيطلب ما لم يقسم له و ان قسم له منه شيء فحجم ما قسم له الخوف والحزن والنكد و الالم فهم لا ينقطع وحسرة لا تنقضي وحرص لا ينفزا وغل لا ينتهي و طمع لا يقلع
هي دي مصيبة اللي اقبل ثم اعرض و عرف ثم انكر و ذاق ثم ترك يتفاجئ ان هو يخسر التوفيق توفيق الله سبحانه وتعالى فتلاقيه حريصا وداعي ومهتم و طلب ما لم يكتب له ربنا مش كاتبله الحلجة دي ويزرع في قلبه شهوة هذا الشئ يجري وراه و يتابعه و يحصلها و مش مكتوبة له عمرو ما حيطلها ولو قسم له شئ منها يبقى اللي انقسملو منها عذاب
حسه الخوف والحزن والنكد والاسى والالم هذا في هذه الدار و اما في البرزخ فاضعاف اضعاف ذلك حيل بينه وبين ما يشتهي وفاته ما كان يتمناه واحضر جميع همومه واحزانه واما في دار الجزاء فسجن جهنم مع المبعدين والمطرودين فوا غوثاه ثم واغوثاه برحمتك نستغيث يا ارحم الراحمين لغياث المستغيثين وارحم الراحمين نستغيث فمن اعرض عن الله بالكلية اعرض الله عنه بالكلية ومن اعرض الله عنه لزمه الشقاء والبؤس والبخس في احواله واعماله و قارنه سوء الحال و فساده في دينه و مااله فالمحروم كل المحروم من عرف طريقا الى الله ثم اعرض عنها او وجد زارقة من حبه ثم سلبها لم ينقض الى ربه منها خصوصا اذا مال بتلك الارادة الى لذة نفسه و نهوة هواه وانصرف الى تحصيل الاغراض والشهوات عاكفا على ذلك ليله ونهاره فيصبح في سجن الهوى تاويا و في اسر العدو مقيما و في بئر المعصية ساقطا و في اودية الحيرة هائما معرضا عن المطالب الغالية الى الاغراض الخسيسة الفانية كان قلبه يحوم حول العرش فاصبح محبوسا في اسفل حجز فاصبح كالباز شخص فاصبح كالباز منتف ريشه يرى حشرات كلما طار طائر وقد كان دهرا في الرياض منعما على كل ما يهوى من الصيد قادر الى ان اصابته من الدهر نكبة فاذا هو مقصوص الجناحين حائر
فيا من ذاق شيءا من معرفة ربه و محبته ثم اعرض عنها واستبدل بغيرها منها يا عجبا لك باي شيء تعوضت كيف قر قرارك فما طلبت الرجوع الى احليتك
كان لقوم جارية فباعوها فاستوحشت فرجعت الى اول امرها و قالت لاصحابها بالله عليكم ردوني فقد الفتكم
فيااللي بيعصي ربنا ارجع و قلو رجعلي اللي كنت مدهولي لاني مش قادر انسى اللي كنت معودني عليه من كرمك
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك