العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-10, 09:20 PM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
a مراتب الدين الإسلامي

مراتب الدين الإسلامي


هل للدين الإسلامي مراتب ، وما هي مراتبه




الحمد لله
وبعد


فإن للدين الإسلامي ثلاث مراتب


وهي الإسلام ، والإيمان ، والإحسان


وكل مرتبة لها معنى ، ولها أركان


فالمرتبة الأولى


الإسلام وهو لغة : الانقياد والإذعان


وأما في الشرع
فيختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان


الحالة الأولى
أن يطلق مفرداً غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ
يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله كقوله تعالى


( إن الدين عند الله الإسلام )
آل عمران/19


وقوله تعالى


( ورضيت لكم الإسلام دينا )
المائدة/3


وقوله


( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
آل عمران/85


ولذا عرفه بعض أهل العلم بقوله
هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة
والبراءة من الشرك وأهله





الحالة الثانية


أن يطلق مقترنا بالإيمان فهو حينئذ يراد
به الأعمال والأقوال الظاهرة


كقوله تعالى
( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) الحجرات/14


وفي صحيح البخاري ( 27 ) ومسلم ( 150 )


عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ : فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ "


فقوله صلى الله عليه وسلم : "أو مسلما "
لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا : يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة





والمرتبة الثانية


الإيمان وهو في اللغة : التصديق المستلزم للقبول والإذعان
وفي الشرع
يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا


الحالة الأولى


أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ
يراد به الدين كله كقوله عز وجل


( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )


البقرة /257 ، وقوله تعالى


( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
المائدة/23


وقوله صلى الله عليه وسلم


" إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون "
أخرجه مسلم ( 114 )


ولهذا أجمع السلف على أنه
تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب
وقول باللسان ، وعمل بالجوارح
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
ولهذا حصر الله الإيمان فيمن التزم الدين كله باطنا وظاهرا





في قوله عز وجل


( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) الأنفال/24



وقد فسر الله تعالى الإيمان بذلك كله في قوله تعالى



( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )
البقرة/177


وفسره النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك كله في حديث وفد عبد القيس
في صحيح البخاري ( 53 ) ومسلم ( 17 )
فقال
" آمركم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس "


وقد جعل صلى الله عليه وسلم
صيام رمضان إيمانا واحتسابا من الإيمان وكذا قيام ليلة القدر وكذا أداء الأمانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك


وفي صحيح البخاري ( 9) ومسلم ( 35 )


" الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "


والآيات والأحاديث في هذا الباب يطول ذكرها





والحالة الثانية
أن يطلق الإيمان مقرونا بالإسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات
الباطنة كما في حديث جبريل وما في معناه


وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة


"اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته
منا فتوفه على الإيمان "
أخرجه الترمذي ( 1024 )


وقال : حسن صحيح
وصححه الألباني
كما في صحيح سنن الترمذي ( 1 / 299 )


وذلك أن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منها في الحياة
فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله


والحاصل أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر
فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده
يشمل الدين كله
وإن فرق بين الاسمين كان الفرق بينهمابما ذكر


( وهو أي الإسلام يختص بالأمور الظاهرة على الجوارح
والإيمان بالأمور القلبية الباطنة )
وهو الذي دل عليه حديث جبريل
الذي رواه مسلم في صحيحه ( 8 )


عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ :
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ :
يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَان ،َ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمَانِ . قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ "
قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ " ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"






والمرتبة الثالثة
الإحسان وهو في اللغة
إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه
وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه
وله حالتان
الحالة الأولى


أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان فيراد به الدين كله كما سبق في الإسلام والإيمان





الحالة الثانية
أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه : تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم
تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين
غيره صلى الله عليه وسلم
لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم
الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"


وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا
وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن مرتبة الإحسان على درجتين






وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين


المقام الأول وهو أعلاهما
أن تعبد الله كأنك تراه وهذا يسميه بعض العلماء
(مقام المشاهدة )
وهو أن يعمل العبد كأنه يشاهد الله عز وجل بقلبه فيتنور القلب بالإيمان حتى يصير الغيب كالعيان فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه وإقباله عليه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم





المقام الثاني


مقام الإخلاص [والمراقبة ]
وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه
فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله
يمنعه من الالتفات إلى غير الله ، وإرادته بالعمل . وهذا المقام
إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول


ولهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا للأول فقال



" فإن لم تكن تراه فإنه يراك "


وفي بعض ألفاظ الحديث
" فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك"
فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام استشعار قرب الله تعالى
من عبده ومعيته حتى كأنه يراه . نسأل الله من فضله العظيم


يراجع معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي ( 2 / 20 – 33 ، 326 – 328 ) ( المجموع الثمين 1 / 49 ، 53 ) ( جامع العلوم والحكم 1/ 106 ).




هنا الرابط



التعديل الأخير تم بواسطة مفكرة إسلامية ; 12-03-10 الساعة 11:51 PM سبب آخر: وضع الرابط
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توضيحٌ بشأنِ سَترِ عَضُدِ المرأةِ أمامَ المرأة والمتضمِّن فتوىٰ الشيخ محمد ناصر الدين رقية مبارك بوداني روضة الفقه وأصوله 1 09-10-13 11:53 PM
تنبيه,, لايقال في السؤال : ما رأي الدين ؟؟ شـروق روضة الفقه وأصوله 11 10-02-08 02:53 PM
حكم سب الله - الدين - الرسول - الصحابة حفصة روضة العقيدة 4 05-05-07 11:54 PM
ما هو الدين الوسط salafia روضة الفقه وأصوله 0 14-07-06 10:05 PM


الساعة الآن 11:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .