العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-09, 08:02 PM   #1
راجية عفو الرحمان
~مشارِكة~
افتراضي عاشوراء بين غلو الغلاة وتوسط أهل السنة والجماعة.

عاشوراء عند اليهود:

هو اليوم العاشر من الشهر الاول في التقويم اليهودي.(وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية).ويخصصونه بالعبادة والصوم والاستغفار .وهو عندهم عيد من أعيادهم المقدسة اذ يسمونه سبت الاسبات او عيد الاعياد.فهو بالنسبة لهم "يوم التكفير" أو "يوم غسل الخطايا.

وهذا اليوم أبلغ مثال على التناقض في حياة اليهود ، اذ كيف يصرون على صيام عاشوراء وهو ليس بواجب حتى في ملتهم، و بالمقابل لا يؤلون جهدا في ترك أوجب الواجبات وهي عبادة الله وحده والانقياد لاوامر الرسول .فالشكر الحقيقي وسبب التكفير والمغفرة انما يكون بالفعل لابطقوس مجردة من الانقياد المطلق واليقين والايمان الخالص .والتـزام الديــن يعني بالضرورة أخذه بكليته من غير شك ولا ارتياب ولا تردد،وليس تجزئته والإيمان ببعضه والكفر ببـعـض .
ولعل هذا من أهم الاسباب التي جعلتنا أوْلى بنبي الله موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الأمة المغضوب عليهافي صيام هذا اليوم.


عاشوراء عند النواصب:

وهم الذين يتدينون ببغض علي .اتخذوايوم عاشوراء عيدا لهم معاندة منهم للشيعة .فيتطيبون ويلبسون فيه أفخر ثيابهم ويصنعون فيه أنواع الاطعمة ويظهرون فيه السرور.
قال بن تيمية: ( (...)وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَ لا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ , لا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ (...)، وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ كَصَلاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الاكْتِحَالُ وَالاخْتِضَابُ , أَوْ الاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ و َلا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا مَالِكٌ وَلا الثَّوْرِيُّ , وَلا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلا الأَوْزَاعِيُّ , وَلا الشَّافِعِيُّ , وَلا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلا أَمْثَالُ هَؤُلاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ....". - ( الفتاوى الكبرى لابن تيمية )

عاشوراء عند الرافضة :

لقد كان مما زينه الشيطان لهاته الطائفة اتخاذ هذا اليوم مأتما فهو عندهم يوم ندب ونياحة و تعطش وحزن وتفجع، وغير ذلك من الأمور المنكرة المحدثة، التي لم يشرّعها الله تعالى ولا رسوله، ولا أحد من السلف، لا من أهل البيت ولا غيرهم.

وإنما كانت هذه مصيبة وقعت في الزمن الأول بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، يجب أن تتلقى بما تتلقى به المصائب، من الإسترجاع المشروع، والصبر الجميل، دون الجزع والتفجع، وتعذيب النفوس، الذي أحدثه أهل البدع في هذا اليوم، وضمّوا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البُراء أموراً أخرى مما يكرهه الله ورسوله.

قال ابن رجــب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخــاذه مأتماً كما تفعله الرافضــة؛ لأجــل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه .. فـهــو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟)(لطائف المعارف :113)

معتقد أهل السنة والجماعة في هذا اليوم:

- هويوم يقع في شهر الله الحرام الذي هو خير الشهور صياما بعد رمضان :(أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان شهر الله المحرم.)- الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1163
خلاصة الدرجة: صحيح.
- يكفر السنة الماضية :عن ابي قتادة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء فقال :(أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله.)الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة الدرجة: صحيح

- معتقد اهل السنة والجماعة عدم الاتكال على صيام هذا اليوم في تكفير الذنوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل " ا.هـ (الجواب الكافي، الجزء 1، صفحة .13
كان الرسول يتحرى صيامه عن سائر الأيام :عن ابن عباس قال:(مارأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء.)الراوي: عبدالله بن عباس .المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2006 خلاصة الدرجة: [صحيح.
- هذا يوم نجى الله فيه التوحيد والطاعة على الاستكبار والاستعلاء والتجبر .نجاة من غير عدة ولا عداد ولكن بتوحيد رب الارباب .ولعل في قصة موسى عليه السلام لأبلغ عبرة لمن اراد النجاة في الدنيا والاخرة .فهذه جيوش الطغيان تلاحقه ومن اتبعه حتى اذا ايقنوا بالهلاك وشارفوا على الموت نجاهم الله واغرق المستعلين لتبقى معجزة خالدة وعبرة لمن اراد الاعتبار.اذن فمن اراد النجاة والنصر ولو من غير عدة ولا عداد فليستمسك بحبل الله وليطع الرسول.
- هذا يوم انتصار اصرة العقيدة على اصرة القرابة والانتماء القومي .فالنبي صلى الله عليه وسلم أولى بموسى من قومه والمسلمون كذلك انما كان ولاؤهم لله ومعقودا بالايمان.
- هذا يوم من صامه كان مقتديا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء مستحب فكان حريا به ومن باب أولى له ، يتبعه في الواجبات والفرائض.
- هذا يوم تاب الله فيه على قوم فعساه ان يتوب فيه علينا .
_صيام التاسع معه (او الحادي عشر)فيه مفارقة لأهل الكتاب ومخالفة لهم حتى في العبادة وان كانت صوابا ونهي للتشبه بهم لأن التشبه ادناه ان يكون كبيرة .قال النووي :(قال بعض العلماء :ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر ان لا يتشبه باليهودفي افراد العاشر.)( المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، المؤلف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي.)
- هذا يوم يذكرنا بان الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع فقد فرد بالصيام فلا يجوز افراده بقيام ولا غيره لانه مما لم يثبت.
- هذا اليوم ليس بيوم عيد تلبس فيه افخر الملابس وتصنع فيه اشهى الاطعمة وتظهر فيه الزينة والسرور كما يفعل النواصب بل هو يوم صيام فقط.
- وهو ليس بيوم مأثم ولا ندب ولا نياحة كما يفعل الشيعة .حيث يسجلون اكبر دليل على عدم الاتباع بتفويتهم صيام هذا اليوم وتعويض ذلك باثارة الشحناء بسب السابقين وانشادالقصائد الحزينة والمراثي المدججة بالسب والشتم والنياحة بل و تخرج نساؤهم في الشوارع ينحن ويلطمن ،ويتكبلون بالسلاسللا ويذرون على انفسهم الرماد...الى غير ذلك من البدع الشنيعة.
قال ابن حجر الهيثمي :(فمن ذكر ذلك اليوم مصابه لم ينبغ ان يشتغل الا بالاسترجاع امتثالا للامر واحرازا لما رتبه تعالى عليه بقوله:(اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.)(البقرة:157)ولا يشتغل ذلك اليوم الا باتلاء ونحوه من عظائم الطاعات كالصوم ونحوه ثم اياه واياه ان يشغله ببدع الرافضة من الندب والنياحة والحزن اذ ليس ذلك من أخلاق المومنين والا لكانت وفاته صلى الله عليه وسلم أولى بذلك وأحرى.)(الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة .)
- هذا اليوم ليس للاكتحال ولا للغسل ولا للاختضاب ولا للتوسيع على الاهل في النفقة بل ماروي في هذا الشان الا أحاديث موضوعة حري بالمؤمن انكارها فضلا عن الاستئناس بها .
راجية عفو الرحمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شبهة اتهام أهل السنة بأنهم مجسمة ومشبهة، وكشفها للعلامة الألباني رحمه الله رقية مبارك بوداني روضة العقيدة 2 14-12-13 04:49 PM
* وجوب الرجوع إلى السنة وتحريم مخالفتها * بشـرى سنن مهجورة 6 16-10-09 01:14 AM
أهل السنة والجماعة شمس الإيمان روضة العقيدة 1 18-05-07 12:08 PM


الساعة الآن 05:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .