|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-10-09, 05:13 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
أسماؤه مختصة به (سبحانه وتعالى) للشيخ / عبد الرزاق البدر حفظه الله
أسماؤه مختصة به-سبحانه وتعالى إن من القواعد المهمة والأصول المفيدة فى باب فقه أسماء الله الحسنى أن نعلم أن أسماء الله الحسنى وصفاته العليا مختصة به سبحانه ، لائقة بجلاله وجمال عظمته ، كما قال سبحانه : ((وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف : 180]، وإضافته إليها تدل على اختصاصه بها ، ولهذا سمى نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء ، وكانت تلك الأسماء مختصة به لا يشركه فيها غيره ، ولا ند له فيها ، ولا ند ولا سمى ولا مثيل 0 وقد سمى الله – تبارك وتعالى – مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم وإضافتها إليهم تدل على اختصاصهم بها ، وأنها تليق بحالهم ونقصهم وضعفهم ، وقد جاءت هذه الأسماء موافقة لتلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتقصير ، ولا يلزم من اتفاق تلك الأسماء اتفاق الحقائق والمسميات 0 وبيان هذا يتضح بإيراد أمثلة عديدة يستبين بها المراد ويظهر بها المقصود 0 فقد سمى الله نفسه حياً فقال : ((اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) البقرة : 255 ، وسمى بعض عباده الحى فقال : ((يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ )) يونس : 31 ، وليس هذا الحى مثل هذا الحى ، لأن قوله اسم ( الحى ) اسم لله مختص به ، وقوله (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) اسم للحى المخلوق مختص به ، وهذان الاسمان يتفقان إذا جردا من الإضافة والتخصيص فى معنى الحياة المعنوى وهو ضد الموت ، أما فى حال الإضافة والتقييد فلكل من المسميين بهذا الاسم ما يليق به 0 فالحياة المضافة إلى الله حياة مختصة به سبحانه ، تليق بجلاله وكماله ، إذ هى حياة كاملة غير مسبوقة بعدم ، ولا يلحقها ولا ثناء أى زوال ، ولا يعتريها نقص أو ضعف ، ولا يتخللها سنة أو نوم متضمنة لكمال صفاته وعظمة نعوته 0 والحياة المضافة إلى المخلوق حياة خاصة به ، تليق بضعفه ونقصه وكونه مخلوقاً ، فهى حياة مخلوقة بعدم كما قال سبحانه : ((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً [الإنسان : 1 ، آيلة إلى موت وهلاك كما قال تعالى : ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص : 88] ، مصحوبة بضعف كما قال تعالى : ((وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء : 28] وسمى سبحانه نفسه عليماً كما فى قوله تعالى : ((إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنفال : 61] وسمى بعض عباده عليماً فقال : ((وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ [الذَّاريات : 28] ، يعنى إسحاق عليه السلام 0 وعلم الله مختص به ، فهو علم كامل غير مسبوق بجهل ولا يلحقه نسيان ولا يعتريه نقص ، بخلاف علم الإنسان فإنه علم ناقص ((وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85] ، مسبوق بجهل ((وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً [النحل : 78] ، وآيل إلى قصور وضعف ((َمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً [النحل : 70] وسمى نفسه سبحانه حليماً كما فى قوله : ((إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [الإسراء : 44] ، وسمى بعض عباده حليماً كما فى قوله : ((فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ [الصافات : 101] ، يعنى إسماعيل عليه السلام ، وليس الحليم كالحليم 0 وسمى نفسه سميعاً بصيراً فقال : ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [النساء : 58] وسمى بعض خلقه سميعاً بصيراً فقال : ((إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان : 2] ، وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير 0 وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : ((إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [البقرة : 143] ، وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : ((لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 128] ، وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم 0 وسمى نفسه بالملك فقال : ((الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ [الحشر : 23] ، وسمى بعض عباده بالملك فقال : ((وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً [الكهف : 79] ، وكل ملك لدى العباد فهو ملك زائل ، وهو بيد الله المعطى المانع الخافض الرافع القابض الباسط ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 26] وسمى نفسه بالعزيز فقال : ((الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر : 23]، وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : ((قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ [يوسف : 51] ، وليس العزيز كالعزيز 0 وسمى نفسه بالجبار المتكبر ، وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال : ((كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر : 35]، وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر 0 وكذلك سمى صفاته بأسماء ، وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال : ((وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء [البقرة : 255]، وقال : ((أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء : 166]، وقال : ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات : 58] وقال : ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ [فصلت : 15] ، وسمى صفة المخلوق علماً وقوة فقال : ((وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85] وقال : ((وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف : 76] ، وقال : ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [الروم : 54] وقال : ((وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود : 52] ، وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة 0 وكذلك وصف نفسه بالمشيئة ووصف عباده بالمشيئة فقال : ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير : 29] ، وقال : إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [المزّمِّل : 19] ، ((وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً [الإنسان : 30] وكذلك وصف نفسه بالإرادة ووصف عبده بالإرادة فقال : ((تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال : 67] وكذلك وصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال : ((َفَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة : 54] ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : ((رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة : 119] ، 000 إلى غير ذلك من الأمثلة وهى كثيرة جداً فى القرآن الكريم 0 والواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، ونفى مماثلته لخلقه 0 فمن قال : ليس لله علم ولا قوة ولا يحب ولا يرضى كان معطلاً جاحداً 0 ومن قال : له علم كعلمى أو قوة كقوتى أو حب كحبى أة رضا كرضاى فهو مشبه ممثل 0 والحق قوام بين ذلك ، إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل ، ولا يلزم من التفاق فى الأسماء الاتفاق فى الحقائق والمسميات كما هو واضح مما سبق 0 من كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ / عبد الرزاق البدر حفظه الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل طلب العلم !!! | نبع الصفاء | روضة آداب طلب العلم | 0 | 15-06-07 09:44 PM |
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) | تواقة الى الجنة | روضة السنة وعلومها | 4 | 18-03-07 05:05 AM |