أيهما شجرتك؟؟

[اختكم فى الله]

أيهما شجرتك؟؟

ماذا تعرف عن الشجرة الطيبة ؟؟
. . . . . اليوم ، تساقطت من شجرتي الورقة العشرون .. عشرون ورقة ، تساقطت تباعا من شجرة عمري في كل ورقة ذكرى عام بأكمله ..
منها أوراق حافلات حملتها الرياح و ارتقت بها إلى درجات السماء و أخرى .. لم تزد على أن تيبست .. و عصفت بها الريح .. فضاعت في مهب الحياة ------------- أما تدري ؟؟
لكل منا شجرة .. شجرته الخاصة التي بُذرت بذورها مع أول إطلالة له على ينابيع الحياة تأمل حولك في أشجار العمر بعضها لا زال قصيرا .. مع أن صاحبها ضارب في الطول و أخرى عملاقة .. رغم أن أوراقها المتساقطة لا تربو على العشرين و ربما أقل و تلك عجوز ، منحنية ، تودع الحياة ، و صاحبها بعد في صَهَد الشباب أشجار كثيرة متنوعة مختلفة
لكن .. أما علمت ؟؟ -------------------------- أما علمت أن الله تعالى صنفها في كتابه في نوعين ؟
شجرة خبيثة .. و شجرة طيبة
{شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها }
{ و شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}
-------------------- أما تدري ؟؟
أن الشجرة الطيبة هي شجرة المؤمن و ما شجرة المؤمن إلا شجرة الحب و كيف لا ؟؟ أليس " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ؟؟ " نعم هي شجرة الحب الحب الذي هو شجرة الخلد تربتها بذور العفاف سقياها قطرات الصدق شمسها أشعة الفضيلة أوراقها الرحمة و جذورها تقوى الله أنعم بها من شجرة !
------------------- أما تدري ؟؟
أن لتلك الشجرة خصائص عجيبة لا تجتمع لغيرها منها أن ثمارها أغلى و أثمن مما يكلفك زرعها الشجرة الطيبة غراسها حب الله و الإيمان به فهي تكبر و تقوى بفعل ما يحبه الله بأعمال الخيرات و القربات و هي لا شك تحتاج لجهاد عظيم ليس بالسهل جهاد قد يستمر مدى الحياة حتى تسقط آخر الأوراق و يحفر النعي على الشجرة غير أن ما تساقط من أوراق الشجرة الطيبة لا يذهب سدى إنها تتساقط منك لتذهب إليه تعالى يودعها عنده ليوفيك الثمن يوم الحصاد أوَتدري ما الثمن ؟؟؟
" قد رضيت عنكم فلا أسخط عليكم بعدها أبدا " { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون }
يا له من ثمن !!!!!!!!! أكرِم بها من ثمار !!! أعظم به من قطاف !!! هنيئا لك .. يا صاحب الشجرة الطيبة !
----------------- و من خصائصها كذلك أنك ... لا تستحقها بعملك ! مهما عملت في حر الشمس مهما تفصد على جبينك من قطرات العرق مهما ناء كاهلك بالحمل مهما عزقت و بذرت و فعلت و فعلت لا يمكن أن تأتي أبدا ما تستحق به الثمن ,, أيها العبد الأجير! إنما الشجرة عندك وديعة وهبة ، لا فضل منك و لو كان لأحد أن يستحق الثمن ، لكان أكرم الخلق على الخالق لكان سيد الخلق و نبي الرحمة عليه الصلاة و السلام و لكن ، لم يكن كذلك

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْتَ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ ) ( صحيح مسلم )
نعم ، إنها رحمته تعالى و عظيم منته و فضله عليك ، أيها العبد ! أنعم عليك باصطفائك عبدا له ، من بين ملايين تُركوا في ظلماتهم يتيهون ثم أنعم عليك بما تأتيه من خير فإذا بك تنظر لتلك الشجرة القوية ، و جذورها الضاربة في أعماق الأرض ، و الأغصان الملتفة المكتظة ثم أنت تبتسم زهوا ، أيها العبد ! و كان حريا بك أن تسجد له شكرا ،
أيها المؤمن ! {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}
أما دريت .. أيها العبد ؟؟ أنه حين يدخلك جنته برحمته ، يشملك بكرمه و حنانه ألا ترى أنه تعالى يقول
{ جزاء بما كنتم تعملون }
{ و نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }
رحماك يا حنان ! و هل أعمالنا إلا رحمة من عندك ؟؟!!
سبحانك ربي ، ما أعظمك ! حري بك أن تسجد شكرا لمولاك ، أيها العبد حري بك أن ترفع رأسك عزة و فخرا ، أنك عبده
--------------------- أوما تدري أنني أدري ؟
أدري أنك تنتظر الحديث عن الشجرة الخبيثة لكنك لا تدري أن ليست لنا فيها حاجة الشجرة الخبيثة لا تكون لعباده تعالى الذين أسلموا له و شهدوا له بالوحدانية و لنبيه بالرسالة ألا فاعلم أنه " لا يثقل مع اسم الله شئ " فحري بشجرة طيبة غراسها إيمانك باسم الله تعالى .. أن تكون طيبة صحيحة لا طيبة سقيمة فإنما الإيمان ما وقر في القلب .. البذور و صَدّقه العمل .. و هو الإنبات تذكر ..
أيها العبد أنها وديعة لديك .. تراها يوم العرض عليه أفستكون مورقة وارفة الظلال ؟؟
أم تراها هزيلة منحينة قد عصفت بها رياح الشهوات و الأهواء ؟؟!!
احذر .. أيها العبد اعمل .. أيها العبد إنما أنت أجير في الدنيا .. مُؤْجَر في الآخرة فاجْهَد هنا لتستريح هناك اعْزَق و ازرع هنا لترقد في ظلها هناك ------------------- ﴿و لولا فضل الله عليكم و رحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا فجاهد في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك ﴾
------------------- ترى .. كم ورقة تساقطت من شجرتك ؟؟
متى ستسقط الورقة القادمة ؟؟
و هل ستعصف بها الريح ؟
أم سترفعها الرياح ؟؟
------------------ يا رب نسألك أن تجعلنا من أصحاب الشجرة الطيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء
ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا و قنا عذاب النار



hgالمصدر


http://www.twbh.com/articles.php?ID=7445