العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-07, 02:25 PM   #1
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي متن الدرس الثاني( مشكولاً )

الفصل الأول

آدابُ الطَّالِبِ في نَفْسِهِ



1. العِلْمُ عبادةٌ [1]:

أصلُ الأُصولِ في هذه «الحِلْيةِ» بل ولكل أمرٍ مطلوبٍ : عِلْمُك بأنَّ العلمَ عبادةٌ؛ قال بعضُ العلماء : «العلمُ صلاةُ السِّرِّ، وعبادةُ القلبِ».
وعليه؛ فإن شرطَ العبادةِ:
1- إخلاصُ النِّيَّة لله سبحانه وتعالى؛ لقوله:
﴿وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ... ﴾ الآية.
وفي الحديث الفَرْدِ المشهور عن أمير المؤمنين عُمَرَ بن الخطَّاب - رضي اللهُ عنه - أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّات ...) الحديث.
فإن فَقَدَ العِلْمُ إخلاصَ النِّيَّةِ، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحَطِّ المخالفات، ولا شيء يُحَطِّمُ العلمَ مثل: الرياء؛ رياء شركٍ، أو رياء إخلاص [2]، ومثلُ التسميع؛ بأن يقول مُسَمِّعًا: علمتُ وحفظتُ...
وعليه؛ فالتزم التخلُّصَ من كل ما يشوب نيتَك في صدق الطلب؛ كحُبِّ الظُّهور، والتفوُّق على الأقرانِ، وجعله سُلَّمًا لأغراض وأعراضٍ، من جاهٍ، أو مالٍ، أو تعظيمٍ، أو سُمعةٍ، أو طلبِ محمدةٍ، أو صرفِ وجوه الناس إليك؛ فإنَّ هذه وأمثالَها إذا شابت النيةَ، أفسدتها، وذهبت بركةُ العلم، ولهذا يتعيّن عليك أن تَحْمي نيَّتَك من شَوْبِ الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحِمى.
وللعُلماءِ في هذا أقوالٌ ومواقفُ بَيَّنتُ طَرَفًا منها في المبحث الأول من كتاب «التعالمُ»، ويُزاد عليه نهيُ العلماء عن «الطُّبوليات»، وهى المسائلُ التي يُراد بها الشُّهرة. وقد قيل: «زلَّة العالم مضروبٌ لها الطَّبْل »[3].
وعن سفيانَ - رحمه الله تعالى- أنه قال:
«كنتُ أُوتيتُ فهمَ القرآن، فلمَّا قبلتُ الصُّرَّةَ، سُلِبْتُه»[4].
فاستمسِكْ - رَحِمَكَ اللهُ تعالى- بالعُروة الوثقى العاصمةِ من هذه الشوائب؛ بأن تكونَ – مع بذل الجهدِ في الإخلاص - شديدَ الخوف من نواقضِه، عظيمَ الافتقارِ والالتجاءِ إليه سبحانه.
ويُؤْثَرُ عن سفيان بن سعيد الثَّوْري - رحمه الله تعالى- قوله: « ما عالجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي».
وعن عُمر بن ذَرٍّ أنه قال لوالِده: يا أبي! مالَك إذا وعظتَ الناسَ أخذهم البكاءُ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يبكون؟ فقال: يا بُني ! ليستِ النائحةُ الثَّكْلى مثلَ النائحةِ المُسْتأْجَرَةِ[5].
وفَّقك الله لرشدك آمين.




-----------------------
[1] - «فتاوى ابن تيميه» : (10 / 11، 12، 14، 15، 49 – 54)، و( 11 / 314 )، و(20 / 77 – 78).
[2] -«الذخيرة» للقرافي (1 / 45). وفيه : « وحقيقة الرياء : أن يعمل الطاعة لله وللناس، ويُسَمَّى : رياء الشرك، أو للناس خاصة، ويُسَمَّى : رياء الإخلاص وكلاهما يصير الطاعة معصية » انتهى.
وانظر مبحثًا في « تهذيب الآثار» للطَّبَري : (2/ 121-122) طبع في مطابع الصفا بمكة.
[3] - «الصوارم والأسنة» لأبى مَدْيَن الشنقيطي السلفي رحمه الله تعالى.
وانظر: «شرح الإحياء»، وعنه «كنوز الأجداد» (ص263).
[4] -« تذكرة السامع والمتكلم» (ص19).
[5] -« العقد الفريد » لابن عبد رَبِّه.



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .