العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-07, 04:35 PM   #1
أم خــالد
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2006
المشاركات: 956
أم خــالد is on a distinguished road
افتراضي رفع الإشكال عن التفاضل بين طلب العلم والعبادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابكم الله..
نريد منكم تعليق على كلام الذهبي -رحمه الله- لمزيد من الفائدة..

قال الحافظ العجيب الذهبي في السير( 7/167 ) :

هل طلب العلم أفضل أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر ؟

فأما من كان مخلصا لله في طلب العلم وذهنه جيد فالعلم أولى ولكن مع حظ من صلاة وتعبد
فإن رأيته مجدا في طلب العلم لا حظّ له في القربات فهذا كسلان مهين وليس هو بصادق في حسن نيته .

وأما من كان طلبه الحديث والفقه غية ومحبة نفسانية فالعبادة في حقه أفضل بل ما بينهما أفعل تفضيل وهذا تقسيم في الجملة فقلَّ - والله - من رأيته مخلصا في طلب العلم .
دعنا من هذا كله فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف من حيز طلب العلم، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية وأخذ عن شيخ لا يعي وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم أو لرضيع يبكي أو لفقيه يتحدث مع حدث أو آخر ينسخ وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس والقارىء إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء سواء تصحف عليه الاسم أو اختبط المتن أو كان من الموضوعات فالعلم عن هؤلاء بمعزل والعمل لا أكاد أراه بل أرى امورا سيئة نسأل الله العفو.اه


الجـــــــواب:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
فهذا موضوع يضل فيه فريقان
الأول يزهد في العلم ويرغب عنه بسبب قلة الإخلاص، وعدم العمل به
وفريق يزهد في العبادة، ويزدري العباد، ويزهو بعلمه الذي ليس له منه نصيب
وكثيرًا ما يخرج كلام بعض العلماء في ذم بعض التصرفات قاسيًا قويًا لشدة أثر الواقع عليه، فيظن بعض الناس أن هذه الكلمة تؤخذ على عمومها، فينزلها على وقائع لا تصلح لها
والعاقل هو الذي يضع كل شيء في موضعه ويحمل كلام أهل العلم على محمله الصحيح
والذهبي يتحدث عن المفاضلة بين العبادة والعلم، وهذا إنما يكون حين يتعارضان في حق العبد، والأصل عدم المعارضة
فإن العلم إنما يراد ليعبد الله به، وللعمل به، فكل علم خلا عن عمل فلا خير فيه
لكن العلم له نهمة وصاحبه المولع به قد ينجر به نهمه إلى الدخول فيما لا فائدة فيه، ولا ثمرة له، ويكون هذا على حساب عبادته وكثرة صلته بربه
ومنهم من يكون حظه منه بقدر ما فيه فائدته، ويبقى جهده ووقته في التعبد والطاعة
ثم إن كثيرًا من الناس ينظر إلى العبادة على أنها الصلاة والذكر والصوم والحج فقط
ويغفل عن جانب عظيم من العبادة وهو دعوة الناس وتعليمهم والصبر على أذاهم ونصحهم وتوجيههم إلى الخير
ويغفل عن جانب من العبادة عظيم وهو طلب العلم ذاته، فهو عبادة في ذاته
والتفضيل في هذه المسألة يكون بالنظر إلى الجملة، وإلى التفصيل
فالجملة هو أن العلم أفضل من التعبد؛ لأن العلم ينفي الجهل عن نفسه وعن غيره والعابد إنما يتعبد فقط
ثم إن العبادة إنما تصح بشرط العلم، فعبادة لا علم فيها عبادة نصرانية ضالة
وعلم لا عبادة فيه علم يهودي مغضوب عليه
وعلم فيه عبادة هو طريق المنعم عليهم من الرسل والأنبياء والصديقين والصالحين
وهذا من حيث الجملة، أما من حيث التفصيل فإنه ينقسم إلى قسمين
الأول هو ما ذكره الذهبي هنا، من أن العلم أفضل في حق من كان له نهمة فيه، وله فيه فهم جيد
والعبادة أفضل لمن لم يكن كذلك
الثاني: ما في الواقع، وهنا تختلف مقامات الناس
وعلى هذا الواقع ينزل كلام الذهبي في ذمه لمن رأى في عصره
من تعلقهم بالمظاهر والرسوم، وقلة الإخلاص،وعدم تحقيق العلم والعناية به
فمن الخطأ إنزال كلامه على جميع الحالات والصور
بل إنما يكون على ما يناسبه من الواقع المعاصر
والإخلاص أمره عزيز وشديد، والأشياء التي تنازعه كثيرة، وقل من يحققه تحقيقًا لا يدخل عليه فيه غير الله
بل تتناوبنا المصالح الخاصة، والشهوات المختلفة، والأغراض المتباينة
لكن يبقى النصيب الأعظم والدافع الأكبر هو ما عند الله
ولهذا لما سئل أحمد هل طلبت العلم لله، قال: الإخلاص عزيز، ولكن شيء حبب إلى نفسي
ولا يمكن أن نطعن في نيته، ونقول إنه طلبه لغير الله
ولكن دعوى أنك إنما تطلبه لوجه الله فيه تزكية للنفس، وتغرير بها
وإنما الحال أنك تتعلم لرغبة في العلم ثم يقودك العلم إلى الأخلاص وأنت لا تشعر
دون أن تزكي نفسك، أو ترفع من نفسك، وتظهر سريرتك
فالعلم محمود لذاته، ولما يقود إليه، فهو القائد إلى الإخلاص، وما قيمة الإخلاص بلا علم
فكأن الإمام أحمد أراد أنه أول طلبه للعلم إنما هو شيء حبب إليه، ووجد فيه نهمته، ثم قاده هذا العلم إلى الإخلاص
وقد يثاب العبد على فعل الأمور المحمودة ولو يمكن له فيها نية لله تعالى، وأعني بهذا أنه يثاب في الدنيا، وقد يقوده هذا إلى ما يحبه الله ويرضاه
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشيخ عبدالسلام بن ابراهيم الحصين حفظه الله



توقيع أم خــالد
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ: "اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام
إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في مصلحة، فالسنة الإمساك عنه
لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.
************
قيل للإمام مالك رحمه الله: ما تقول في طلب العلم؟ قال: حسن جميل..
ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه.


التعديل الأخير تم بواسطة أم خــالد ; 20-03-07 الساعة 05:18 PM
أم خــالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل كبر السن يمنع من طلب العلم ؟ بداية مشرقة روضة آداب طلب العلم 10 04-12-15 12:07 AM
ملخص حلية طالب العلم للأستاذة عطاء الخير أسماء حموا الطاهر علي أرشيف الفصول السابقة 10 25-12-13 01:00 AM
فضل طلب العلم !!! نبع الصفاء روضة آداب طلب العلم 0 15-06-07 09:44 PM


الساعة الآن 11:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .