العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-07, 04:21 AM   #29
راحله
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 24-12-2006
المشاركات: 52
راحله is on a distinguished road
افتراضي عذراً .. هذه الدقائق من 20 - 31

يقول الشيخ السِعدي في تفسيرها :

(هذا توبيخ للنصارى الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة فيقول الله عز وجل هذا الكلام لعيسى فيتبرأ منه عيسى ويقول " سبحانك " عن هذا الكلام القبيح وعما لا يليق بك )
لأن التسبيح هو تنزيه الله

( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق )

أي ما ينبغي لي ولا يليق أن أقول شيئاً ليس من أوصافي ولا من حقوقي ، فإنه ليس أحد من المخلوقين ، لا الملائكة المقربون ولا الأنبياء المرسلون ولا غيرهم له حق ولا استحقاق في مقام الإلهية وإنما الجميع عباد مدبرون وخلق مسخرون وفقراء عاجزون .

( إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )

فأنت أعلم بما صدر مني .

( إنك أنت علام الغيوب )

وهذا من كمال أدب المسيح عليه الصلاة والسلام ، في خطابه لربه .

هذا دليل على أن هناك أناس عبدوا الأنبياء.

وَدَلِيلُ الصَّالِحِينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ... ﴾ الآية [الإسراء: 57].

هذه الآية ينبغي أن نعلم أو أن نعرف معناها يخبر تعالى أن هؤلاء الذين يعبدهم المشركون مع الله من الملائكة والصالحين هم أنفسهم يطلبون التقرب إلى الله بالطاعة والعبادة ويمتثلون أوامره رجاء رحمته ويجتنبون نواهيه خوفاً من عذابه .

ففي الآية بطلان عبادة المشركين لغير الله ، لكون المعبودين أنفسهم يطلبون القربه من الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه .

( أولئك الذين يدعون ) أي الذين يعبدهم المشركون هم أنفسهم يطلبون رحمة الله عز وجل ويخافون عذابه .

وَدَلِيلُ الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾ [النجم: 91، 20].

أفرأيتم ... أخبروني
اللات .... اسم لرجل صالح كان ينت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا
العزة .... شجرة بين مكة والطائف عليها بناء يعبدها قريش
ومناة ... بناء بين مكة والمدينة

معنى الآية ينكر تعالى على المشركين عبادة الأوثان عامة وفي مقدمتها تلك الأوثان الثلاثة وهي اللات في الطائف والعزة ومناة فيتحداهم في هذه الأصنام هل تنفع شيئاً فتدفع الضر وتجلب النفع ؟ أم أنها مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان
بل هي مجرد أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان

ومن الأدلة أيضاً على أن هناك أناس عبدوا الأشجار

َحَدِيُث أَبِي وَاقٍِد اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ، يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ.

والحديث صحيح .
أبو واقد الليثي اسمه الحارث ابن عوف صحابي مشهور مات عام ثمان وستين
حُنين ... غزوة حُنين كانت بعد الفتح
ونحن حدثاء عهد بكفر ... أي قريبون عهد بكفر
وهذا فيه دليل على أن غيرهم ممن تقدم فيه اسلامه من الصحابة لا يجهل ذلك
يعكفون عندها ... أي يقيمون عندها للتبرك ، والعكوف هو الإقامة على الشيء في المكان
ومنه قول الخليل ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )
ومنه سُمي المعتكف أو الإعتكاف هو الجلوس في المسجد .
وينطون بها أسلحتهم ... أي يعلقونها عليها للبركة
اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ... أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً بها ونعكف حواليها
ظنوا أن هذا أمراً محبوباً عند الله فقصدوا التقرب إلى الله بذلك وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي عليه الصلاة والسلام .

( فقال : الله أكبر)

قال النبي الله أكبر استعظاماً ، لا فرحاً ، استعظاماً وتعجباً لا فرحاً بذلك

( إنها السُنن )

أي الطرق

( لتركبن سنن من كان قبلكم )

أي لتفعلن مثل فعلهم ولتقلن مثل قولهم ، وهذه الجملة المراد منها التحذير لا الإقرار

فالحديث دل على أن اتخاذ الأشجار للتبرك والعكوف عندها شرك ، فيدخل فيه كل ما يتبرك فيه من شجر أو حجر أو قبر أو غير ذلك ، وأن هذا وجد من يعبد الأشجار

وهذا الحديث فيه فوائد ،، من فوائده :

أن التبرك بالأشجار شرك ومثله الأحجار وغيرها .
وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطله .
وفيه تكبير الله وتنزيهه عند التعجب أو ذكر الشرك .
وفيه علم من أعلام النبوة من حيث أنه وقع كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام .
وفيه النهي عن التشبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه إلا ما دل الدليل على أنه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد الحديث .. أن نفي التبرك بالأحجار ونحوها من معنى لا إله إلا الله ، فإن لا إله إلا الله تنفي كل إله سوى الله .
ومن فوائده .. أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ولهذا جعل طلبهم كطلب بني إسرائيل ، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط .
وفيه .. أن الشرك لابد أن يقع في هذه الأمة خلافاً لمن ادعى خلاف ذلك .
وفيه .. الغضب عند التعظيم .
وفيه .. استحباب إظهار ما يدفع الغيبة حيث قال " ونحن حدثاء عهد بكفر " .
ومن فوائد الحديث .. صعوبة انتزاع العادات من نفوس البشر .
ومن فوائده .. يُعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم .
وفيه .. وجوب سد الذرائع .
وفيه .. جواز الحلف على الفُتيه .
وفيه .. جواز الحلف بدون استحلاف لمصلحة .


القاعدة الرابعة من القواعد التي ذكرها المصنف قال :

أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانَنَا أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الأَوَّلِينَ، لأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ، وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، وَمُشْرِكُو زَمَانَنَا شِرْكُهُمْ دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَِّة؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ? فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ? [العنكبوت: 65].
هذه القاعده أراد المصنف أن يبين أن مشركي هذا الزمان في زمان المصنف وفي زمننا هذا أعظم شركاً من الأولين .
وجه ذلك بينه المصنف / أن الله أخبر في القرآن عن المشركين المتقدمين أنهم يشركون في الرخاء وإذا أصابتهم الضراء والشدة فإنهم يوحدون

كما قال تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )
وكما قال تعالى عنهم ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون )
وقال تعالى ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور )

فهؤلاء المتقدمين يشركون في الرخاء وإذا أصابتهم الضراء والشدة وحدوا الله فهذا ما حكاه الله عز وجل في القرآن .

أما مشركوا هذه الأزمنة فإنهم إذا مسهم الضر فزعوا إلى الحسين أو إلى البدوي أو إلى الموتى ... وهذا لا شك أنه أعظم من شرك الأولين .
فالأولون يشركون في الرخاء ويرجعون في الضراء
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : فالأولون يشركون في الرخاء يدعون الأصنام والأحجار والأشجار ، أما إذا وقعوا في شدة وأشرفوا على الهلاك فإنهم لا يدعون صنماً ولا شجراً ولا حجراً ولا أي مخلوق وإنما يدعون الله وحده سبحانه وتعالى ، فإذا كان لا يخلص من الشداد إلا الله عز وجل فكيف يدعى غيره في الرخاء ، أما مشركوا هذا الزمان يعني المتأخرين الذين حدث فيهم الشرك من هذه الأمة المحمدية فإن شركهم دائم في الرخاء والشدة لا يخلصون لله ولا في حال الشدة بل كلما اشتد بهم الأمر اشتد شركهم وندائهم للحسن والحسين وعبد القادر والرفاعي وغير ذلك وهذا شيء معروف ويذكر عنهم العجائب في البحار أنهم إذا اشتد بهم الأمر ساروا يهتفون بأسماء الأولياء والصالحين ويستغيثون بهم من دون الله عز وجل .
انتهى كلامه حفظه الله .

وهذه القاعدة فيها فائدة أخرى وهي : أن الشرك بعضه أعظم من بعض .. بعضه أكبر من بعض ..
هذا معلوم كالذنوب والمعاصي
هل الذنوب على درجة واحدة ؟ كلا
وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام : ما أكبر الكبائر ؟
أي الذنب أعظم ؟

وهنا نقطة أخيرة قبل أن ننتهي وهي قد يقول قائل كيف يقول المصنف الإمام محمد أن مشركي هذا الزمان أغلظ من الأولين مع أن المشركين في هذا الزمان يصلون ويصومون ويفعلون العبادات بينما المتقدمين واضح حاربوا الرسول وقاتلوا الرسول فكيف يجعل المشركين المتأخرين أغلظ ؟

فالجواب / إن الشيخ رحمه الله لم يجعل الموازنة بين أهل الشرك في الزمن المتأخر وأهل الشرك في الزمن المتقدم من كل وجه إنما الموازنة في مسألة الدعاء ولذلك قال : إن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ، فالموازنة إنما هي في الشرك وليست في كل ما هو عليه ، لأن أهل الشرك الأولين كانوا يأدون البنات ويزنون ولا يحرمون الحرام ولا يحللون الحلال ويفعلون ما يفعلون من جاهلية جهلاء وهي ليست في المشركين المعاصرين .. فنقول الكلام والبحث ليس من كل وجه إنما من جهة الشرك .

ننتهي من هذا المتن القصير الذي نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يحيينا على التوحيد وأن يميتنا على التوحيد وأن يكون هذا العلم حجة لنا لا حجة علينا وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل والله تبارك وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
راحله غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .