|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-03-08, 02:14 AM | #27 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ الدرس الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم تفريغ الدرس الثامن من دروس سلسلة أسماء الله الحسنى .. ذكرنا ستة أمور والسابع من الثمرات هو تزكية النفوس وهذا الدين أيها الأحبة يهدف إلى صلاح الإنسان ,وإنما يكون صلاحه بإقامة العبادة على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرّعه الله تبارك وتعالى.. وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من أراد أن يصلح قلبه و حاله ونفسه هو النظر في آيات الله عزوجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله وأسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه إلى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى.. وقد كان الأصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عزوجل وصفاته وفعله في الكون . القرآن يتحدث مبيناً عظمة الله عزوجل ويدعو الناس إلى الإستجابة إليه, والأخذ بما بأمرهم به ويشرعه لهم , ومجانبة ومجافات ما يوقعهم في مسا خطة , وأسباب غضبه, وهكذا يبين لهم فعله بأهل طاعته وفعله بأهل معصيته في الدنيا والآخرة,, وهذا الحديث هو الذي يحرك النفوس ويستثير الهمم ويجعل العبد مشمراً في طاعة الله عزوجل سالكاً صراطه المستقيم.. وبذلك تزول الأدناس والأرجاس التي تعوقه عن فعل الخير والتعلقات في الأمور الدنية التي تشغله عن التعلق بربه جل جلاله . ((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)) .. فالعلم بأسماء الله عزوجل وصفاته - أيها الأحبة - هو العاصم بإذن الله عزوجل لهذه النفوس عن الخطأ والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الأمل .. وبذلك تعرف النفوس أن ربها غفور رحيم تواب يتوب على من تاب وأناب, كما يعينهم على الصبر كما سيأتي إيضاحه بإذن الله تبارك وتعالى.. وإذا تمكنت الأسماء والصفات من قلب العبد خلّصت قلبه من كل شائبة شركية أو بدعية وطهرت نفسه من كل دنس . إن اسم الله تبارك وتعالى { الــــلــــــــه } إذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة.. لأن الله هو المألوه أي المعبود, فلا تتوجه النفوس إلى عبادة غيره ,, وإنما يكون تألهها وتعبدها له وحده لاشريك له, وبهذا يكون العبد قريب من ربه مطيعاً له ممتثلاً مستجيبا . الثــامن من هذه الثمـرات : - تحقيق السعادة . فالعلم بالأسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح, من رام السعادة -أيها الأحبة- وابتغاها فليأخذ نفسه بأسماء الله وصفاته, فبها الأنس كله والأمن كله وما راحة القلوب وسعادته إلا بها لأنها تتعلق بمن طبُّ القلوب بيديه وسعادتها بالوصول إليه وكمال إنصباب القلب إليه.. ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) وعرفنا أن أعلى منازل الإحصاء هو :التعبد , فهذا كما يقول ابن القيم "رحمه الله" : (هو قطب السعادة ومدار النجاح و الفلاح ) وكان يقرر "رحمه الله" أن من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار إليه بأسمائه الحسنى وصل إليه.. ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكان آثر شيء لديه ,فحياة القلوب بمعرفته و محبته وكمال الجوارح في التقرب إليه بطاعته وكمال الألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته . وماذا عسى أن تلهج به الألسنه أفضل من لهجها بالثناء على الله عزوجل؟ وبماذايمكن أن تُعمر القلوب أيها الأحبة أعظم من تعظيم الله عزوجل ومحبته والخوف منه ورجائه؟ وما إلى ذلك من الأمور التي بها حياتها وراحتها وأنسها , فالقلب -أيها الأحبة- إذا لم يعرف ربه فإنه يستوحش , تغمره الوحشة ويظلم الصدر ويضيق.. ولو كانت الدنيا بأسرها بيديه.. فإنه لا أُنس لهذه القلوب إلا بأن تعرف الرب المعبود معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته , فالسير إلى الله -كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله "- عن طريق الأسماء: ( والصفات شأنه عجيب وفتحه عجب , صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلقي على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولامشرد عن سكنه ) . والتعرف على الله بالأسماء والصفات -أيها الأحبة- هو من أعظم السبل الموصلة للأنس لله والتعظيم لشأنه جل وعلا , وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله" (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية ) هذه القلوب -أيها الأحبة- لا يمكن أن تجد طعم الراحة وتذوق طعم السعادة إلا إذا عرفت المعبود معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته وتعبدته بمقتضى ذلك,, وعلى قدر هذه المعرفة والتعبد على قدر ما يحصل لنا من الانشراح واللذة والسرور ولو كان الإنسان يعيش في مكان بعيد عن الناس منقطع عنهم فإن سعادته لايمكن أن تُقدَّر.. وراحة قلبه لايمكن أن تنقطع بانقطاعه عن الناس , ولهذا كان أهل المعرفة بالله عزوجل يستَروِحون بالخلوة به سبحانه وتعالى عند مناجاته في صلاة الليل أو صلاة النهار أو قراءة القران , ولهذا كان بعضهم يقول: ( إني لأدخل في الليل فيهولني فينقضي وما قضيت منه أَرَبي) . وكان الأخر يقول : ( أهل الليل في ليلهم يعني أهل قيام الليل والمناجاة أعظم لذة من أهل اللهو في لهوهم ) فأهل اللهو تنقبض قلوبهم وتستوحش نفوسهم ويجدون عصرة وألماً بقدر ما في هذه القلوب من الأنس بغير الله والاشتغال بحطام الدنيا . فمن أراد أن يبتعد عن الآفات التي عصفت بكثير من أهل الزمان من الاكتئاب والحزن والآلام التي تقع في النفوس والوحشة والظلمة التي تقع في الصدور.. فعليه بالإقبال على الله عزوجل.. أن يعرفه , ولهذ ينبغي على الإنسان أن يدمن النظر من هذا الباب, وأن يلاحظ نفسه وحركات هذه النفس وعلى أي شيء تقبل .. وما الذي تميل إليه.. فيداويها بهذه الأدوية النافعة حتى تستقيم على هذه الجادّة . التـاسع من هذه الثمرات :- وهو التلذذ بالعبادة . والتلذذ بالعبادة -أيها الأحبة- من أعظم المنح الربانية , كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها .. إنما حظه منها السماع فحسب . وقد رأينا أيها الأحبة في الحج أناساً كان بعضهم يقول :( كأني لم أسلم إلا اليوم ) وسمعنا عدداً منهم ونُقل عن بعضهم أنه يقول : (إنه يعيش في لذة وسعادة وانشراح وفرحة غامرة لم يجدها طيلة حياته) . وكان بعضهم يقول : (ينتهي الحج ويملأ قلبي الحزن على فراق هذه الأعمال والمشاعر التي وجدت قلبي فيها . وبعضهم كان يرسل برسائل بعد الحج ولعل بعضهم يحضر معنا الآن يذكر مثل هذه المشاعر , بعضهم يذكر حزنه بعد الحج وبعد فراق تلك الأعمال والمشاعر مع أنه يعيش في الخيمة وليس له من الأرض إلا ما يكون للعارية من المستعير على قدر ما ينام عليه , ومع ذلك يجد هذه اللذة والفرحة ., فليست اللذة بالقصور وسعت الدور ,, وليست اللذة بكثرة الطعام , فهو يقف في طابور إذا أراد أن يأكل, ولربما وقف في طابور إذا أراد -أعزكم الله- الخلاء.. وينام على مكان صغير لايستطيع أن ينقلب يمين ويسرة لأن الناس لم يتركوا شبراً حوله من أجل أن يتقلب فيه. لكن أين وجد هؤلاء اللذة ؟ في طاعة الله عزوجل وهؤلاء ربما لم يعرفوا ذلك قبل حجهم!! ولكن الكثيرين أيها الأحبة ممن عرفوا الله عزوجل يجدون ذلك في ليلهم ونهارهم طيلة العام.. في صلاتهم وصيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم, استشعر أن الله عزوجل يراه وأنه يراقبه وأنه يرى عمله وأنه يجازيه وأن الله يحب عابديه ومن ينيب إليه ومن يقبل عليه.. فيستشعر هذه الأمور جميعاً... فالمقصود أيها الأحبة من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه , وطرب قلبه , فيكون لسان حاله {أرحنا بالعبادة يابلال} كما كان النبي "صلى الله علي وسلم " يقول : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة).. فتكون الصلاة لما فيها من القرب لله عزوجل والمناجاة له والتلذذ بكلامه والتذلل له والتعبد بأسمائه قرة العين وسلوة الفؤاد.. ولذا كان النبي "صلى الله عليه وسلم " يقول : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله" ( أن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لايمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله سبحانه و تعالى وتوحيده والإيمان به وانفتاح الحقائق الإيمانية والمعارف الربانية المعارف القرآنية كما قال بعض المشايخ : ( لقد كنت في حالٍ أقول فيها : إن كان أهل الجنة في هذه الحال إنهم لفي عيش طيب ) وقال آخر : ( إنه لتمر على القلب أوقات يرقص فيها طرباً وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان والمعرفة , لذة غامرة , انشراح, هؤلاء قد تكون أبدانهم تعاني الأمراض والأسقام.. وأحوالهم تتقلب في الفقر والجوع ومع ذلك يجدون هذه الراحة والسرور ,, وآخرون يعيشون في بحبوحةٍ من الدنيا ومع ذلك قلوبهم مظلمة لا يفتأ الواحد منهم يشتكي من ضيق الصدر والحزن وما قد ينتابه من نوبات البكاء التي قد لايعرف لها سبباً . المقصود أيها الأحبة أن الإنسان إذا حصّل هذه اللذة لذة العبادة خفّت عليه التكاليف.. وقد تزول عنه المشقّـات وهو يزاول العبادات الشاقة فتكون برداً وسلاماً على قلبه لأنه يشتغل بشيء فيه رضا المحبوب سبحانه وتعالى فيُقبل على ذلك بانشراح وفرح فينسيه ذلك التعب كله.. ومن أعظم ما يحصل به هذه اللذة هو النظر في أسماء الله وصفاته وأن نتعبد الله عز وجل بها وأن نستحضر ذلك قي كل عمل نزاوله وفي كل عبادة نتعبد بها.. فإذا أعطى العبد القليل من الصدقة يتذكر أن ربه شكور يجزي الجزاء الكبير على العمل القليل وأن الله لا يضيع عمله فيكون ذلك سبباً لمزيد من الإقبال والتلذذ بهذه الصدقة والعمل الصالح الذي يعمله.. فيجد حلاوة في قلبه لايمكن أن توصف,, وهكذا من صلى وتذكر حينما قام لله عز وجل بين يديه صافاً قدميه تذكر قيّوميته -كما يقول الحافظ ابن القيم- وأن الله قائم بذاته وأن عباده لا يقومون إلا به تبارك وتعالى فإذا كبير ورفع يديه استشعر أن الله أكبر من كل شيء وشاهد كبرياء اله وعظمته وجلاله وإذا قرأ دعاء الاستفتاح استشعر مافيه من تنزيه المعبود عن كل نقص.. وإذا استعاذ وبسمل التجأ بقلبه إلى الركن الركين وتبرأ من كل حول واعتصم بالله من عدوه واستعان به لا بغيره.. ثم إذا قرأ الفاتحة استشعر في ذلك ما فيها من استحقاق الله عزوجل لكل المحامد , استشعر ألوهيته وربوبيته ورحمته بخلقه وملكه لكل شيء , واستحضر أنه يناجي ربه وأن ربه يجيبه على مناجاته,, ثم تذكر عظمة الله وعلوه وتذكر خضوعه وتذللـه بين يدي ربه بركوعه وسجوده وانكساره وتأمل ذلك وهو يقول سبحان ربي العظيم , سبحان ربي الأعلى . وإذا صنع ذلك في صلاته , كيف لا يصلي صلاة مودع ؟! وكيف لا يتلذذ بصلاته وعبادته ؟! وكان شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله" يذكر قريبا من هذا المعنى وأن العبد يستحضر أته مناجي لله تعالى كأنه يراه , فإن المصلي إذا كان قائماً فإنما يناجي ربه . والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد.. وهذا يكون بحسب قوة الإيمان,, والأسباب المقوية للإيمان كثيرة جداً وهي معلومة ,,, فهذا باب واسع أيها الأحبة,, فإن مافي القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته وإخلاص الدين له وخوفه ورجائه والتصديق بأخباره وغير ذلك مما يتباين الناس فيه ويتفاضلون تفاضلاً عظيماً ويقوى ذلك كلما ازداد العبد تفكراً للقران وفهماً ومعرفة بأسماء الله وصفاته وعظمة وتفقره إليه في عبادته واشتغاله به.. بحيث يجد اضطراره إلى أن يكون تعالى معبوده ومستغاثه أعظم من اضطراره إلى كل شيء سواه كالأكل والشرب كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله " :(فإنه لا صلاح له إلا بأن يكون الله هو معبوده الذي يطمئن إليه ويأنس به ويلتذ بذكره ويستريح به ) ولا حصول بهذا إلا بإعانة الله عزوجل . وما سبق أيها الأحبة من العبادة هو نماذج تدل على غيرها, وكل عبادة من العبادات نقدم عليها مستشعرين هذه المعاني وقد امتلأ القلب بالحب للخالق العظيم سبحانه وتعالى فإنه لابد أن نجد لذتها وأن نأنس بها.. والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول : ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان, أن الله ورسوله أحب مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) .فهذه ثلاثة أمور توجد بها اللذة.. فكما أن الإنسان يجد لذة حسـية بذوق الطعام الذي يستلذه فكذلك أيضاً يجد لذة أخرى إذا تعاطى أسبابها.. وكل من زاول شيئاً واستعان بالله عزوجل فإنه يُحصِّـله بإذن الله تبارك وتعالى.. ومن أكثِر طرق الباب فإن ذلك مؤذن بأن يفتح له . العــاشر من هذه الثمرات :-
هو أن العبد إذا عرف هذه الأسماء والصفات سعى إلى الإتصاف والتحلي بها على ما يليق به. ومن المعلوم أن المُحِبْ يحب أن يتصف بصفات محبوبة كما أن المحبوب يحب أن يتحلى محبه بصفاته . فالله تبارك وتعالى له المثل الأعلى.. ربنا جل جلاله كريم يحب الكرماء.. رحيم يحب الرحماء.. رفيق يحب الرفق.. فإذا عرف العبد ذلك سعى إلى التحلي بصفات الكرم والرحمة والرفق وهكذا في سائر الصفات التي يحب الله أن يتحلى بها العبد على مايليق بذات العبد كما قدمنا. وقد عرفنا من قبل أن الاتصاف بموجب أسماء الله تعالى مقيد بشرط: وهو أن بعض أسماء الله تبارك وتعالى إنما تكون كمالاً في حقه فحسب كالمتكبر فإن الكبر لا يكون ويصلح في حال من الأحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وإنما يكون صالحاً للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته.. فهذا القيد لابد من مراعاته. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 1 | |
محب التوحيد |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام | أم خولة | روضة العقيدة | 2 | 14-02-15 10:05 PM |