العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-07, 09:21 PM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي (( توجيهات عامة )) .. درس المقدمة .. "مفرغ "

....بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,

أخواتي الكريمات طالبات العلم الشرعي .....حياكن الله

هذه مقدمة دروس الشيخ/ سليمان اللهيميد ...وفقه الله

والتي تفضل بإلقائها يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ...الموافق 20 / 12 / 1427 هـــ 9/ 1/ 2007
وسوف يكون هذا الدرس ضمن الاختبارات فيما بعد ..... لذلك لزم التبيه أخواتي الكريمات,



نص الدرس :
ـــــــــــــــــــــ





.. بسم الله الرحمن الرحيم ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ..,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ...



(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيما ))


أما بعد ...أيها الجمع المبارك :
فمقدمة لدرس الأصول الثلاثة .....


فإنه يسرني في هذه الليلة أن أذكر نفسي والجميع ببعض الأمور وبعض التنبيهات التي أسال الله عز وجل أن تكون نافعة مفيدة خالصة لوجه الله تبارك وتعالى وأن يكون هذا الاجتماع اجتماعاً مباركاً نافعاً وأن يرزقنا الله الإخلاص في العلم والعمل ...

وأول هذه التنبيهات التي أذكر بها نفسي وأذكر من يسمعني :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولاً :
ـــــــ


مادمنا في بداية طلب العلم وفي بداية شرح كتاب من كتب أهل العلم ينبغي على الإنسان أن يعرف فضل العلم وأن يعرف ما هو فيه وأنه في عبادة جليلة عظيمة . نعم .. إن الإنسان لا يمكن أن يستمر في عبادة أو في طاعة من الطاعات إلا إذا عرف قيمتها وفضلها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليها وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم . وما تساهل من تساهل في العلم الشرعي إلا لأنهم لم يعرفوا قيمته ولم يعرفوا قدره .

إن النصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال السلف في فضل العلم وفي شرفه وأنه من أفضل العبادات وأجل القربات إذا أخلص الإنسان لله تبارك وتعالى . لأن في العلم جهاد ضد الأعداء , فيه نشر السنن , فيه الرد على أهل البدع والضلال , فيه نشر العقيدة الصحيحة الصافية .

ولذلك ذهب جمع من أهل العلم إلى أن أفضل التطوعات هو طلب العلم الشرعي . إذاً لا بد في بداية الطريق وفي بداية الطلب أن يعرف الإنسان فضل العلم :

يقول الله تبارك وتعالى : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط )) هذه الآية أيها الإخوة أيها الجمع ..من أعظم الأدلة على فضل العلم

يقول القرطبي رحمه الله : " هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء فإنه لو كان أحدً أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء "
ويقول ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذه الآية في كتابه الماتع " مفتاح دار السعادة " :" وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه :

أحدها : استشهادهم دون غيرهم من البشر .
والثاني : اقتران شهادتهم بشهادته .
والثالث : اقترانها بشهادة الملائكة .
والرابع : أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم، فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول .

نعم إنها آيه جليلة عظيمة تدل على فضل العلم وفضل أهله( وأولوا العلم قائماً بالقسط ) ولم يقل أصحاب المُلك , ولم يقل أصحاب الأموال ,ولم يقل أصحاب الرئاسات , ولم يقل أصحاب الجاه , ولم يقل أصحاب البنين , بل قال" وأولوا العلم قائماً بالقسط " .

فأين المشمرون وأين العاملون وأين الذين يريدون الدرجات العالية ؟

أين الذين يريدون الفضائل العظيمة حينما يستمعون لهذه الآية فإنها تقودهم إلى الاستمرار ومعرفة شرف العلم والاستمرار فيه وأن الإنسان الذي في مجالس العلم ويطلب العلم في عبادة هي من أعظم العبادات .

ويقول الله تبارك وتعالى : { وقل رب زدني علما }

هذه الآية أيها الإخوة نبه العلماء وذكر العلماء في كتبهم على أنها من أعظم الأدلة على فضل العلم يقول القرطبي " فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه أن يسأله المزيد منه كما أمره أن يستزيده من العلم " ا.هــ

فلم يقل قل يا محمد رب زدني مالاً , أو رب زدني جاهًا , أو رب زدني مُلكاً , أو رب زدني أولادًا . بل "وقل رب زدني علماً" .
ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة " وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه "

ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري عند شرح هذه الآية " واضح الدلالة في فضل العلم لأن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم "

والأحاديث كثيرة في فضل العلم من أشهرها ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة "

من سلك طريقاً معنوياً أو حسياً .....حسياً : بالذهاب إلى حلقات العلماء بالرحلة في البلدان بطلب العلم والحديث .
ومعنوياً : بشراء الكتب وقراءتها .

وجاء في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: , قال صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) .
فهذا الحديث منطوقه : أن من أراد الله به خيراً فقهه في دينه ومن لم يرد الله به خيراً لم يفقهه فى دينه .

يقول الحافظ ابن حجر : " ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه فى الدين فقد حُرم الخير " .
وأيضاً جاء فى الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ".

قال الخطابي في معنى وضع أجنحتها اقوال : " أنه بسط الأجنحة , وقيل أنه بمعنى التواضع تعظيماً لطالب العلم , وقيل أن المراد به النزول عند مجالس العلم وترك الطيران " .

وأما أقوال السلف فهي كثيرة من اشهرها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قول علي : " كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نُسب إليه , وكفى بالجهل ذماً أن يتبرأ منه من هو فيه ".
وقال الشافعي : " ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم " وقال : " طلب العلم أفضل من صلاة النافلة "
وقال بعض العلماء : " من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء " .
وقال الإمام الزهري : " ما عُبد الله بمثل الفقه " وقال الثوري : " ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صلحت النية " .

إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي تدل على فضل العلم والتي إن شاء الله سنذكرها ونعلق عليها حينما نمر عليها في المتن .

إذن.....لكي يستمر الانسان في طلب العلم لابد أن يعرف شرف هذا العلم فإن ذلك من أسباب نشاطه وعلو همته وهذا فى جميع العبادات والطاعات .
فمثلاً : إذا أراد الإنسان أن يواظب على صلاة الضحى مثلاً أو يحث غيره -مع أن الكثير يعرفون أنها سنة وأنها عبادة- فعليه أن يذكر لهم فضلها وما ورد فيها من الأجر فإن ذلك ينشط النفس , معرفة الأجر تنشط النفس وتنشط العزيمة فمثلاً يذكر لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحافظ عليها إلا أواب " ومثلا يذكر لهم أن صلاة الضحى تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة "إلى أن قال :"ويجزي من ذلك كله ركعتان تركعهما من الضحى"

فحينما يعلم أنها صلاة الأوابين فإنه ينشط لذلك .

وكذلك قيام الليل مثلا فإن الناس يعرفون أنها عبادة جليلة لكن من أراد أن يواظب عليها أو أن يحث غيره أن يذكر ما ورد فيها من الفضائل حتى يكون كل ذلك منشطاً له ومحفزاً .

يذكر مثلاً قول الله عز وجل : { إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين }

ويذكر : { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون } أيضاً من صفات المؤمنين
:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا }


أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر " نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل " قال سالم " فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا "

والدليل على أن معرفة الأجر تنشط :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المنافقين : ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ) .
فقال( لو يعلمون ما فيهما ) فهم (أهل النفاق ) لا يعلمون حقيقةً فضلهما لأنهم لا يؤمنون بوعد الله وليس عندهم يقين بوعد الله وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك يتخلفون عن صلاة الفجر والعشاء .....لماذا ؟

لأنهم لا يعرفون حقيقةً فضلها لو علموا لواظبوا عليها لكن نظراً لقلة دينهم وقلة يقينهم لا يعرفون فلا يواظبون .

وتأتي أهمية العلم خاصة أيها الجمع المبارك في هذا الزمان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الذي كثرت فيه الفتن وتنوعت وعمت وهجمت على الناس ..نعم .. لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم بقدوم الفتن وكثرتها . في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن , كثرت فيه الفرق , كثرت فيه الاختلافات , تصدر للفتوى من ليس أهلاً للفتوى , تصدر من ليس أهلاً للصدارة أصبحت الشبهات تبث بالقنوات وعبر الشبكات وتبث على الناس , فمن لم يتسلح بسلاح العلم فإنه قد لا يستطيع أن يثبت مع كثرة الفتن وقوتها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ) وقال : ( ستكون فتن ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( يرقق بعضها بعضاً ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر)
يشبهها بالمطر نظراً لكثرتها وانتشارها .

إذن..... العلم ضروري وبالذات في هذا الزمان فإن الصحوة الإسلامية لا بد لها من علم شرعي . لماذا ؟
لأن الذي لا يتحصن بالعلم الشرعي يكون عرضة للشبهات , يكون عرضة للضلالات , يكون عرضة للشهوات ,يكون عرضة للانحرافات .

إن الصحوة تكالب عليها الأعداء تشكيكاً وبثا للشبهات فلابد من علم لصد هذه الشبهات وهذا العداء . فلذلك كان العلم من أهم الأمور وللأسف في هذا الزمان نرى كثيراً من شباب الصحوة , نرى رجالاً ونساءً , لكن لا نرى إلا القليل من يتجه إلى العلماء ويجلس بالركب عند العلماء ليطلب العلم ويتعلم من الله تبارك وتعالى .

هذا الأمر الأول الذي أحببت أن أنبه عليه .

....يتبع ....
أم أســامة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .