22-03-08, 03:04 PM | #1 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
19-03-2008
المشاركات: 16
|
( إلى طالب العلــم)
الشيخ صالح بن عواد المغامسي الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه ذاته ، ودلت عليه آياتُه ومخلوقاته . وأشهد أن لا إله إلا الله ، أراد ما العباد فاعلوه ، ولو عصمهم لما خالفوه ، ولو شاء أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه . وأشهد أن سيدنا ونينا محمداً عبده ورسوله ، آخر الأنبياء في الدنيا عصراً ، وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً . صلى الله وملائكتُه والصالحون من خلقهِ عليه كما وحّد اللهَ وعرَّف بهِ ودعا إليه . وبعد ، فهذِهِ كلماتٌ أحتسبُ عند اللهِ أجَرها ، وأسألهُ التوفيقَ في تحريرها ، المقصودُ منها بيانُ فضل العلم الشرعيّ وشرفِه ، والدعوةُ إلي اللحاقِ بركبِ أهلِهِ . فأقولُ : تذكر يا من تطلب العلمَ أنّهُ لا مهمةَ أجلّ وأشرف من الدعوةِ إلى اللهِ . ولهذا أناطَ اللهُ بهذِهِ المهمة كرامَ خلقِهِ ، وهم الأنبياءُ والرسلُ عليهم السلامُ . فما شرفوا إلا للوحي الذي يحملونَه والدينِ الذي يدعونَ إليهِ . فأشرفُ الناسِ الذين أخبرَ الصادقُ المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم ورثةُ الأنبياءِ . فمن أرادَ اللهُ بِهِ خيراًً ألحقَهُ بركبِهم ، وشرّفهُ بهديهِم . لكن هيهاتَ أنْ يُدركَ ذلك كلُ راغبٍ ، أو أنْ يُعطى لكلِ طالبٍ . فالمنازلُ عاليةٌ والدرجاتُ لا توهبُ لكلِ أحدٍ ولا تُعطى من غيرِ تمحيصٍ وعلى هذا فخشيةُ اللهِ هي رداءُ العلماءِ الحق ، وهذا هو المقصودُ الأسنى من قولِهِ جلّ ثناؤهُ ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) سورة فاطر ـ 28 ـ . ألم تَرَ أنَّ اللهَ قال في حقِ خليلهِ إبراهيم عليه السلام : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) سورة البقرة ـ 124ـ . قالَ ذلكَ بعدَ أنْ ابتلاهُ فَوفِقَ الخليلُ في الابتلاءِ . وستُبتَلى يا أَخي ويا أُختاهُ قبل أنْ تُمكّن ، لكنَّ المعضلةَ أنَّ الناسَ باديَ الرأيِّ يظنونَ الابتلاءَ شرطاً أنْ يكونَ اعتقالاً . وهذا مُنحنىً غيرُ صائبٍ في فَهمِ سُنّةَ اللهِ ، إنَّ حقيقةَ الابتلاءِ أنْ تُمَكن من المعاصي وتُيسْر لكَ المُحرمات وتدنو منكَ الفواحشُ فلا تقربْ شيئاً من ذلك إجلالاً للهِ . فإذا منًّ اللهُ عليك بهذا فاعلم أنّ اللهَ أرادَ بكَ خيراً وهيأَ لكَ منزلةً في ركابِ العلماءِ . اعلم يا أخي أنَّ القرآنَ مفزعُ أهل الملة ، لا يتمسكون بشيء يخالفُه فهو آيةُ نبيهم ودليلُ صدقَ رسولِهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فأولُ طرائق العلمِ حفظه وتدبره وأخذه على سبيلٍ قويمٍ ، وإنْ تعْجب فَعَجبٌ أنْ يعكف الطالب على المتونِ وهو لم يُحَصّل من القرآنِ شيئاً ! فأنَّى لهذا أن يصل ؟ وكيف لهذا أن يسود ؟ ثم اللهَ اللهَ في حديثِ رسولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتنِ بحفظِهِ وفهمِ مراده واتخذ من فهم صالح الأسلاف منهجاً لفهمِك فهم إلى الحقِ أقرب . ثم قِف قَبلَ هذا مع نفسِك مستفهماً ؟ هل يُمكن أنْ أغوصَ في مشكاةِ الوحيين بغيرِ آلةٍ ؟ الجوابُ قطعاً لا . وعليه فانظر في أنْ تُحصِّلَ كثيراً من علم النحوِ ، وتجتهد في فَهمِ وحِفظ أساليب العربِ في كلامِها شِعراً ونثراً . أخي طالبَ العلمِ : ذكرُ اللهِ قوتُ القلوبِ فلا تغفل أبداً عن ذكرِهِ ، وإيَّاكَ أن ترجو مأمولاً بغيره فذاكَ مُحالٌ ، فأكثر من ذكِرهِ واستغفر لذنبك وتحلى بكريمِ الأخلاقِ وحسن الصفات . ختاماً : إنَّ العلمَ طريقٌ لعبادةِ الله . والعبادةُ هي الغايةُ . فاتقِ اللهَ حيثما كنت وأكثر من النوافلِ وسائرَ العبادات . هذا ما أعانَ اللهُ على تدوينِهِ في مدينةِ خيرِ خلقِهِ وصفوةِ رسلهِ على عجلٍ وأنا بين أوراقِ طلابي ومهامِ عملي . لكن متى كنا نملك لأنفسنا حولاً أو طولاً ؟ فا للهم لكَ الحمدُ وإليك المشتكى وأنت المستعانُ ولا حول ولا قوة إلا بك . قاله كاتبه : صالح بن عواد المغامسي المصدر :http://saaid.net/Doat/almgamce/22.htm |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[بحث] فوائد من فقه الصيام | لبنى أحمد | فقه الصيام | 12 | 11-12-13 02:23 AM |
أحوال الأشقياء والمقتصدين والأبرار والسابقين | أم عبيدة | روضة التزكية والرقائق | 0 | 07-12-07 03:59 AM |