15-07-07, 11:14 AM | #21 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
30-03-2007
الدولة:
مصر
المشاركات: 740
|
بارك الله فيكِ كلمات جميلة
اثابكِ البارى |
16-07-07, 03:32 PM | #22 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
أحيي فيكِ يا دلال هذه المتابعة المتميزة وأشكركِ غاليتي
أسأل الله أن ينفعني وإياكِ والجميع بما نسمع ونقرأ ويجعله حجة لنا لا علينا .. آمين |
16-07-07, 03:34 PM | #23 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
..
أو تريدين الجمال ؟! ليس الجمال والله بالتعرض للعنة الله وسخطه .. بل الجمال الحقيقي هو ما يكون بطاعة الله .. ويكمل الجمال ويزين .. للمؤمنات في الجنة .. فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف .. وهن لم يقمن الليل .. ولم يصمن النهار .. ولم يصبرن عن الشهوات .. فما بالك بجمالك أنت .. وحسنك .. وبهائك .. وأنت التي طالما خلوت بربك في ظلمة الليل .. يسمع نجواك .. ويجيب دعاك .. طالما تركت لأجل رضاه اللذات .. وفارقت الشهوات .. فيا بشراك وقد تلقتك الملائكة عند الأبواب .. تبشرك بالنعيم وحسن الثواب .. وقد ازددت جمالاً فوق جمالك .. { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم } .. فأنت في الجنة .. قد .. كملت خلائـقُـك وأكمل حسنـك كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهك والليل تحت ذوائب الأغصـان والبرق يبدو حين يـبسم ثغـرك فيضيء سقف القصر بالجدران وتبختري في مشيكِ ويحـــق ذاك لمثلك في جنة الحيوان ووصـائف من خلفكِ وأمامكِ وعلى شمائلكِ ومن أيمـــان لا تؤثرِ الأدنى على الأعلى فتحرمي ذا وذا يا ذلــة الحرمان منتـكِ نفسُـك باللحاق مع القعو د عن المسير وراحة الأبدان ولسوف تعلمِ حين ينكشف الغطا ماذا صنعتِ وكنتِ ذا إمكان ـ فأين تلك المسكينة .. التي تعرض عن سماع السور والآيات .. وتستمع إلى المعازف والأغنيات .. فتتعرض لعذاب الله .. وتحرم من سماع الغناء في الجنة .. سبحان الله .. ما كفاك القرآن وسماعُه .. فتركتيه وبحثت عن الغناء .. قال محمد ابن المنكدر : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان ؟! أسكنوهم رياض المسك .. ثم يقول الله للملائكة : اسمعوهم تمجيدي وتحميدي .. وعن شهر بن حوشب : أن الله جل ثناؤه يقول لملائكته : إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من أجلي .. فأسمعوا عبادي .. فيأخذون بأصوات من تسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط .. قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان واهاً لذياك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان نزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان حب الكتاب وحب الحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان والله إن سماعهم في القلب والإيمان مثل السم في الأبدان والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن فالقلب بيت الرب جل جلاله حبا وإخلاصا مع الإحسان فإذا تعلق بالسماع أصاره عبداً لكل فلانة وفلان .. ـ بل إن القابضات على الجمر .. لم يكتفين بالصبر على العذاب .. وتحمل البلاء .. وإنما كان لهن في نصر الدين .. ومقاومة الباطل .. بطولات وأعاجيب .. صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .. عجوز قد جاوز عمرها الستين سنة .. فلما اجتمع الكفار من قريش وغيرها .. وتآمروا على غزو المدينة .. حفر المسلمون خندقاً في جهة من جهات المدينة .. وكانت الجبال تحيط ببقية الجهات .. وكان عدد المسلمين قليلاً .. فاستنفرهم النبي صلى الله عليه وسلم للرباط أمام الخندق لصدّ من يتسلل إليهم من الكفار .. أما النساء والصبيان فقد جمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في حصن منيع .. ولم يترك عندهم من يحرسهم .. لقلة المسلمين وكثرة الكفار .. وبينما النبي صلى الله عليه وسلم منشغل مع أصحابه في القتال عند الخندق .. تسلل جمع من اليهود حتى وصلوا إلى الحصن .. ثم لم يجرؤا على الدخول خشية من وجود أحد من المسلمين .. فاصطفوا خارج الحصن .. وأرسلوا واحداً منهم يستطلع لهم الأمر .. فجعل هذا اليهودي يطوف بالحصن .. حتى وجد فرجة فدخل منها .. وجعل يبحث وينظر .. فرأته صفية رضي الله عنها .. ففزعت وقالت في نفسها : هذا اليهودي يطوف بالحصن .. وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود .. وقد شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.. وإن صرخت فزعت النساء والصبيان .. وعلم اليهودي أن لا رجال في الحصن .. فتناولت سكيناً وربطتها في وسطها .. ثم أخذت عموداً من خشب .. ونزلت من الحصن إليه وتحينت منه التفاتة .. فضربته بالعمود على أم رأسه .. حتى قتلته .. فلما خمد .. تناولت سكيناً .. فلله درّ صفية .. تلك العابدة التقية .. ـ فتأملي في جرأتها وبذلها نفسها لخدمة الدين .. فكم تبذلين أنت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كم ترين في المجالس من النامصات .. وفي الأسواق من المتبرجات .. وفي الأعراس من المتعريات .. فماذا فعلت تجاههن ؟! { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } .. ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استحق اللعنة .. { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } .. ولا تخجلي من ذلك فالدعوة تحتاج إلى جرأة في أولها .. ثم تفرحين بآخرها .. والصالحات القابضات على الجمر .. إذا أتى إحداهن الأمر من الشريعة .. أطاعت .. وسلّمت .. وأذعنت .. ولم تعترض .. أو تخالف .. أو تبحث عن مخارج |
16-07-07, 03:45 PM | #24 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
وتأملي في خبر تلك الفتاة العفيفة الشريفة .. العروس .. قال أنس رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له : جليبيب في وجهه دمامة .. فعرض عليه رسول الله التزويج .. فقال : إذا تجدني كاسداً .. فقال : غير أنك عند الله لست بكاسد .. فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص لتزويج جليبيب .. حتى جاء رجل من الأنصار يوماً يعرض ابنته الثيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليتزوجها .. فقال صلى الله عليه وسلم : نعم يا فلان .. زوجني ابنتك .. قال : نعم ونعمين .. يا رسول الله .. فقال صلى الله عليه وسلم : إني لست أريدها لنفسي .. قال : فلمن ؟ قال : لجليبيب .. قال : جليبيب !! يا رسول الله !! حتى استأمر أمها .. فأتى الرجل زوجته فقال : إن رسول الله يخطب ابنتك .. قالت : نعم .. ونعمين .. زوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال : إنه ليس يريدها لنفسه .. قالت : فلمن ؟ قال : يريدها لجليبيب .. قالت : حلقى لجليبيب .. لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً .. وقد منعناها فلاناً وفلاناً .. فاغتم أبوها لذلك .. وقام ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قالت : أتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ ادفعاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإنه لن يضيعني .. فكأنما جلَّت عنهما .. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. شأنك بها فزوِّجها جليبيباً .. فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً .. ودعا لها وقال : اللهم صب عليهما الخير صباً .. ولا تجعل عيشهما كداً كداً .. فلم يمض على زواجه أيام .. حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة .. وخرج معه جليبيب .. فلما انتهى القتال .. وبدأ الناس يتفقد بعضهم بعضاً .. سألهم النبي صلى الله عليه وسلم : هل تفقدون من أحد قالوا : نفقد فلانا وفلانا .. ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلانا وفلانا ..ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نفقد فلاناً وفلاناً ..قال : ولكني أفقد جليبيباً .. فقاموا يبحثون عنه .. ويطلبونه في القتلى .. فلم يجدوه في ساحة القتال .. ثم وجدوه في مكان قريب .. إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه .. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى جثته .. ثم قال : قتل سبعة ثم قتلوه .. قتل سبعة ثم قتلوه .. هذا مني وأنا منه .. ثم حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه .. وأمرهم أم يحفروا له قبره .. قال أنس : فمكثنا نحفر القبر .. وجليبيب ماله سرير غير ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حتى حفر له ثم وضعه في لحده .. قال أنس : فوالله ما كان في الأنصار أيم أنفق منها .. تسابق الرجال إليها كلهم يخطبها بعد جليبيب .. { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) .. |
16-07-07, 04:19 PM | #25 |
~صديقة الملتقى~
|
جزاك الله خيرا اختى سميه
بارك الله فيك لاحرمك الله الاجر |
17-07-07, 07:14 AM | #26 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
30-03-2007
الدولة:
مصر
المشاركات: 740
|
ماشاءالله كلمات رائعة
اثابكِ البارى ياسمية وجعله الله فى ميزان حسناتك |
17-07-07, 04:59 PM | #27 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
أختكم في الله - دلال
أشكر لكما هذه المتابعة ونتابع كلمات الشيخ حفظه الله |
17-07-07, 05:02 PM | #28 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
أين هن؟
فأين تلك الفتيات الصالحات .. اللاتي تقدم إحداهن محبة الله ورسوله على هواها .. فإذا سمعت الأمر من الله تعالى قدمته على أمر كل أحد .. بل قدمته على ما تزينه لها صديقاتها .. أو توسوس به لها نفسها .. قالت عائشة رضي الله عنها كما عند أبي داود : والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار .. أشدَّ تصديقاً بكتاب الله .. ولا إيماناً بالتنزيل .. لقد أنزل في سورة النور قوله تعالى في الأمر بحجاب المؤمنات { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن } .. فسمعها الرجال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم انقلبوا إليهن .. يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها .. يتلو الرجل على امرأته .. وابنته .. وأخته .. وعلى كل ذات قرابته ..فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرطها - وهو كساء من قماش تلبسه النساء - .. فاعتجرت به .. - لفته على رأسها - .. وقامت بعضهن إلى أزرهن فشققنها واختمرن بها .. أي الفقيرة التي لم تجد قماشاً تستر به وجهها .. أخذت إزارها وهو ما يلبس من البطن إلى القدمين ثم شقت منه قطعة غطت بها وجهها .. تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه .. قالت عائشة : فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان .. ــ الله أكبر .. هذا حال المرأة في ذلك الزمان .. في تغطيتها لوجهها .. وسترها لزينتها .. تتستر حتى لا يراها الرجال .. هل تدرين من هي هذه المرأة التي أمرت بالتستر .. إنها عائشة أم المؤمنين .. وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأسماء بنت أبي بكر .. وغيرهن من الصالحات التقيات .. وهل تدرين يسترن زينتهن عن من .. عن أبي بكر .. وعمر .. وعثمان .. وعلي .. وغيرهم من الصحابة .. أزكى رجال الأمة .. وأعفُهم وأطهرُهم .. ومع ذلك أمرت النساء بالتستر مع صلاح ذلك المجتمع .. بل قد نهى الله أبا بكر .. وعمر .. وطلحة .. والزبير .. والصحابة جميعاً عن الاختلاط بالنساء .. فقال : { وإذا سألتموهن متاعاً } يعني إذا سألتم أزواج النبي وهن أطهر النساء .. { فاسألوهن من وراء حجاب } .. لماذا ..؟؟ { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } .. فكيف الحال اليوم مع نسائنا .. ورجالنا .. وقد فسد الزمان ؟ ماذا نقول لنساء جريئات .. تحادث إحداهن البائع في السوق بكل طلاقة لسان .. وكأنه زوجُها أو أخوها .. بل قد تضاحكه وتمازحه .. ليخفض لها في السعر .. مع لبسها للنقاب الواسع .. وقد تزيد على ذلك الخلوة بالسائق .. وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما .. وكل هذه المعاصي هي تعلم أنها معاصٍ .. لكنها مع ذلك تقدم عليها بنعم أعطاها الله لها .. فتعصي الله بنعمته .. وكأن ربها عاجز عن عذابها .. سبحان الله .. لو شاء الله لسلب منك هذه النعم التي تعصينه بها !! اذهبي إلى مستشفى النقاهة وانظري أحوال النساء التي فقدن العافية .. اذهبي إلى هناك .. لتري فتيات في عمر الزهور .. لا يتحرك في الواحدة منهن إلا عيناها .. أما بقية جسدها فمشلول شلل كلّي .. لو قطعت رجلاها ويداها بالسكاكين لما أحست بشيء .. نسأل الله لهن الشفاء والعافية .. والأجر العظيم .. كل واحدة منهن .. تتمنى لو تتحكم ولو .. بإخراج البول والغائط .. بل لا تدري إحداهن أنه قد خرج منها بول أو غائط إلى إذا شمت الرائحة .. يُلْبَسْنَ حفائظ على عوراتهن كالأطفال .. وتبقى الحفائظ على بعضهن ثلاثة أيام وأربعة .. قد كانت مثلك .. تأكل وتشرب .. وتضحك وتلعب .. وتتمشى في الأسواق .. وفجأة .. ودون سابق تحذير .. أصيبت بحادث سيارة .. أو جلطةٌ في القلب أو الدماغ .. والنتيجة .. صارت حية في صورة ميتة .. عشر سنين .. وعشرين سنة .. وثلاثين .. { قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون * قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون } .. ولا يعني أن كل من أصابها مرض فإن ذلك يكون عقوبةً وجزاء .. كلا .. ولكن .. لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .. |
17-07-07, 09:56 PM | #29 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
30-03-2007
الدولة:
مصر
المشاركات: 740
|
بارك الله فيكِ
اللهم ثبتنا يارب اثابكِ البارى |
18-07-07, 06:37 PM | #30 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
القــــــــــابضات على الجــــــــــــمر
والقابضات على الجمر .. يتسابقن إلى الأعمال الصالحة .. صغيرها وكبيرها .. ولهن في كل ميدان سهم .. ولا تعلمين ما هو العمل الذي به تدخلين إلى الجنة .. فلعلَّ شريطاً توزعينه في مدرسة .. أو نصيحةً عابرة تتكلمين بها .. يكتب الله بها لك رضاه ومغفرتَه .. ولقد .. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : أن امرأة بغياً من بني إسرائيل كانت تمشي في صحراء .. فرأت كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة .. ويطوف به تارة .. في يوم حار قد أدلع لسانه من العطش .. قد كاد يقتله العطش .. فلما رأته هذه البغي .. التي طالما عصت ربها .. وأغوت غيرها .. ووقعت في الفواحش .. وأكلت المال الحرام .. لما رأت هذا الكلب .. نزعت خفها .. حذاءها .. وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء .. وسقته .. فغفر الله لها بذلك .. الله أكبر .. غفر الله لها .. بماذا ..؟ هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت في سبيل الله ؟! كلا .. وإنما سقت كلباً شربةً من ماء .. فغفر الله لها .. وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها أخبرت عن : امرأة مسكينة جاءتها .. تحمل ابنتين لها .. فقالت : يا أم المؤمنين .. والله ما دخل بطوننا طعام منذ ثلاثة أيام .. فبحثت عائشة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد إلا ثلاث تمرات .. فأعطتها الثلاث تمرات .. ففرحت المسكينة بها .. وأعطت كل واحدة من الصغيرتين تمرة .. ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها .. فكانت البنتان لفرط الجوع .. أسرعَ إلى تمرتيهما من الأم إلى تمرتها .. فرفعتا أيديَهما تريدان التمرة التي بيد الأم .. فنظرت الأم إليهما .. ثم شقت التمرة الباقية بينهما .. قالت عائشة : فأعجبني حنانها .. فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله قد أوجب لها بها الجنة .. أو أعتقها بها من النار .. فالقابضات على الجمر يتسابقن إلى الطاعات .. وإن كانت يسيرة صغيرة .. والأعظم من ذلك هو الحذر من المعاصي .. وعدم التساهل بها .. فقد قال تعالى عن قوم تساهلوا بالمعاصي وتصاغروها : { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } .. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين .. أنه رأى امرأة تعذب في النار .. فما الذي أدخلها إلى النار ؟ هل سجدت لصنم ..؟ هل قتلت نبياً ؟ .. هل سرقت أموال الناس .. ؟ كلا ..دخلت امرأة النار في هرة .. سجنتها .. فلا هي أطعمتها .. ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً .. قال صلى الله عليه وسلم : فلقد رأيتها في النار والهرة تخدشها .. وروى البخاري .. أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار .. وتفعل .. وتصدق .. لكنها .. تؤذي جيرانها بلسانها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير فيها .. هي من أهل النار .. قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة .. وتصدق بأثوار – يعني بأجزاء يسيرةٍ من الطعام – ولا تؤذي أحداً .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة .. والقابضات على الجمر في هذا الزمان .. تعلم كل واحدة منهن .. أن الحرب الموجهة إليها حرب ضروس يريدون منها استعبادها .. وهتك عرضها .. باسم الحرية والمساواة .. فما معنى الحرية التي يدعوا إليها المفسدون ؟ .. ولماذا لا يدعون إلى تحرير العمال المظلومين .. والضحايا المنكوبين .. والأيتام المنبوذين .. لماذا يصرون على أن المرأة العفيفة .. التي تعيش في ظل وليها .. ولو مدَّ أحد العابثين يده إليها .. لما عادت إليه يده .. لماذا يصرون دائماً على أن هذه المرأة تحتاج إلى تحرير .. هل ارتداء المرأة للعباءة والحجاب لتحمي نفسها من النظرات المسعورة .. يعدُّ عبودية تحتاج أن تحرر المرأة منها ..؟؟ هل تخصيص أماكن معينةٍ لعمل المرأة .. بعيدةٍ عن مخالطة الرجال .. هو عبودية وذلٌ للمرأة .. ؟ هل تربية المرأة لأولادها .. ورأفتها ببناتها .. وقرارها في بيتها .. هو عبودية تحتاج إلى تحرير ..؟؟ ثم .. لماذا نجد أن أكثر من يتنابحون ويدعون إلى تحرير المرأة .. وتكشفها لهم .. ويزعمون أن حجابها قيد وغلٌ لا بدَّ أن تتحرر منه .. لماذا نجد أن أكثر هؤلاء هم ليسوا من العلماء .. ولا من المصلحين .. وإنما أكثرهم من الزناة .. وشراب الخمور .. وأصحاب الشهوات المسعورة ؟؟ فلماذا يدعوا هؤلاء إلى تحرير المرأة ؟ لماذا يستميتون لإخراج العفيفة من بيتها .. لماذا ؟؟ الجواب واضح .. اشتهوا أن يروها متعرية راقصة فزينوا لها الرقص .. فلما تعرّت وتبذلت .. وأصبحت تلهو وترقص في المسارح .. أرضوا شهواتهم منها .. ثم صاحوا بها وقالوا : قد حرّرناك .. واشتهوا أن يتمتعوا بها متى شاءوا .. فزينوا لها مصاحبة الرجال .. ومخالطتهم .. حتى حوّلوها إلى حمام متنقل .. يستعملونه متى شاءوا .. على فرشهم .. وفي حدائقهم .. وباراتهم .. وملاهيهم .. فلما تهتكت وتنجّست .. صاحوا بها وقالوا : قد حرّرناك .. خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرّهن الثناء واشتهوا أن يروها عارية على شاطئ البحر .. وساقيةً للخمر .. وخادمةً في طائرة .. وصديقة فاجرة .. فزينوا لها ذلك كلَّه وأغروها بفعله .. فلما ولغت في مستنقع الفجور .. تضاحكوا بينهم وقالوا : هذه امرأة متحررة .. فمن ماذا حرّروها ؟ عجباً .. هل كانت في سجن وخرجت منه إلى الحرية ؟ هل الحرية في تقصير الثياب .. ونزع الحجاب .. أم الحرية في التسكع في الأسواق .. ومضاجعة الرفاق .. هل الحرية في مكالمة شاب فاجر .. أو الخلوة بذئب غادر .. أليس الحرية الحقيقية .. والسيادة النقية .. هي أن تكوني عفيفة مستترة .. أبوك يرأف عليك .. وزوجك يحسن إليك .. وأخوك يحرسك بين يديك .. وولدك ينطرح على قدميك .. وهذه هي الكرامة العظيمة التي أرادها الله تعالى لك .. فلقد أوصى الله بك أباك وأمك : فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا .. جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) .. وأوصى بك أولادك فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين .. للرجل الذي سأله فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك .. بل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها .. وذمّ من غاضب زوجته أو أساء إليها .. فعند مسلم والترمذي ..أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في حجة الوداع .. فإذا بين يديه مائةُ ألف حاج .. فيهم الأسود والأبيض .. والكبير والصغير .. والغني والفقير .. صاح صلى الله عليه وسلم بهؤلاء جميعاً وقال لهم : ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. وروى أبو داود وغيره .. أنه في يوم من الأيام أطاف بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن ..فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .. قام .. وقال للناس : لقد طاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن .. ليس أولائك بخياركم .. وصحّ عند ابن ماجة والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[بحث] فوائد من فقه الصيام | لبنى أحمد | فقه الصيام | 12 | 11-12-13 02:23 AM |