27-11-15, 12:43 AM | #1 |
~مشارِكة~
|
وقفة مع أرجى آية في القرآن
وقفة مع ارجى آية في كتاب الله محاضرة القيت في خطبة الجمعه بعنوان وقفة مع أرجى آية في القرآن القاها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الجبارهوساوي جامع جامعه الملك فهد للبترول بمدينة الظهران/المملكة العربية السعودية/ عام 24-1-1418 ملخص المحاضرة : 1- سبب نزول قوله تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم..الخ) 2- ماروي في فضلها من احاديث 3- وقفات تأمل مع الآية الكريمة 4- دعوة للتوبة والإنابة قبل حلول الأجل اخياتي في الله دعونا نقرأ معاً ملخص الخطبة وأسال الله ان يجعل فيها الفائدة أيها الإخوة، لنا وقفة في هذه الجمعة مع آية اعتبرها بعض الصحابة كعلي وابن مسعود رضي الله عنهما أنها أرجى آية في كتاب الله، أتدرون ما هذه الآية؟ أرجو أن تفتحوا لهذه الآية قلوبَكم وتُعيروها أسماعَكم وتتدبروا ألفاظَها وكلماتِها، لعل الله يشرح صدورَنا وينيرُ عقولَنا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ االْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. ما أعظمَها من آية، وما أرجاها من رحمة، أين أين الصادقون الراغبون في رحمة الله؟! ألا هلمّوا وتعالَوا وأقبلوا، ها هنا بغيتكم وحاجتكم، يا لغبن من يئس من غفران ذنوبه، وقنطَ من إصلاح علاقته مع الله بعد هذه الآية، يا له من محروم، أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟! اسمع ما ذكره الشيخان وغيرهما في سبب نزولها: عن ابن عباس رضي الله عنه أن ناسًا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمدً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفّارة فنزل (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) الفرقان 68 ونزل (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) الزمر53. ولفرح رسول اللهبهذه الآية رحمةً بأمّته كما وصفه الله: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128] روِي أنه قال: ((ما أحبّ أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية))، فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي ثم قال: ((ألا ومن أشرك)) ثلاث مرات. أخرجه أحمد. وفي المسند عن عَمرو بن عَبسة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يَدَّعم ـ يستند ـ على عصًا له، فقال: يا رسول الله، إن لي غَدَرات وفجَراتٍ فهل يُغفر لي؟ قال: ((ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟!)) قال: بلى، وأشهد أنّك رسول الله، قال: ((قد غُفر لك غَدَرَاتُك وفجراتُك)). والفجور: إتيان المعاصي مع عدم المبالاة بفعلها. يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية وقد أورد هذه الأحاديث: "فهذه الأحاديث كلها دالة على أن المراد أنه يغفر جميع الذنوب مع التوبة، ولا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت؛ فإن باب الرحمة والتوبة واسع، كما قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) [التوبة:104]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:110]، وفتح الباب للمنافقين فقال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا) [النساء:145، 146]، وقال عن أهل التثليث: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة:73]، ثم فتح لهم باب التوبة فقال:(أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة:74]، وفتح الباب لقتلة أوليائه فقال:( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [البروج:10]، فقيد العذاب بعدم التوبة، يقول الحسن رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرمِ والجودِ، قتلوا أولياءَه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة". ولنتأمل في ألفاظ هذه الآية، لقد بدأها بنداء: يَا عِبَادِي، ما ألطفه من نداء، يَا عِبَادِي أي: يا أيّها المنتسبون إليّ، فنسبهم إلى نفسه نسبَة تشريف وتكريم وأعطاهم الأمان. ومما زادنـي شـرفًا وتيهاً**** وكدت بأخمصي أطأ الثُريـا دخولي تحت قولك: يا عباديً****وأن أرسلت أحمدَ لي رسولا لا إله إلا الله، أتدري من ينادي الكبيرُ المتعالُ الغنيُ الحميدُ؟ إنه يناديني أنا وأنت، بل ينادي من بالغ منا في المعصية الَّذِينَ أَسْرَفُوا، ينادينا بهذا النداء اللطيف الرحيم وهو غني عنا وعن طاعتنا وعن عبادتنا، كما قال في الحديث القدسي: ((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا))، أيعقل؟! الغني ينادي الفقير، والقوي ينادي الضعيف، وغير المحتاج ينادي المحتاج، ألسنا نحن المعنيين بقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15]؟! ما أكرمك وما أحلمك يا الله. يا عباد الله، إن هذا النداء ـ بجانبِ الرحمة ـ يُبرزُ لنا جانبًا عظيمًا من جوانب هذا الدّين، وهي العلاقة المباشرة بين العبد وربّه، فلا حواجز ولا وسطاء ولا شفعاء بين العبد وربّه، فلا تحتاجُ لتصلحَ علاقتك مع الله إلى وساطات، أو تقديمِ اعترافات أمام عالم أو إمام، وبابه ليس عليه بوّابين ولا حراس لتستأذنهم للدخول، كلا. تعال إذًا ـ يا عبد الله ـ ولج، فبابُه مفتوح على مصرعيه، هيا ادخل على رب كريم غير غضان، إياك إياك أن تقع في شراكِ عدوك إبليسَ اللعين، احذر أن يقنطَك من رحمة الله، فمولاك يقول لك: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، لا تيأس فاليأس كفر، إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87]، وكيف تعالج الذنب الصغير بذنب أكبر؟! إن ربك لا يبالي بعظمِ ذنبك ما دام أنك رجعت إليه تائبًا ومنيبًا، أما سمعت ما قال على لسان رسوله في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض ـ بما يقارب مِلأها ـ خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة)). نعم يا عباد الله، ودّ عدونا لو يظفر بتيئيسنا من رحمة الله، كما يقول الحسن البصري رحمه الله لمّا قيل له: ألا يستحي أحدنا من ربه، يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود؟! فقال: "ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تَمَلّوا من الاستغفار"، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: (من آيس ـ عبادَ الله ـ من التوبةِ بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل). ثم لاحظ ـ يا عبد الله ـ المؤكداتِ التي جاءت بعد النهي عن القنوط من رحمة الله فقال: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، وهذا يَعُمُّ جميعَ الذنوب، ومع ذلك لم يكتف بذلك الإطلاق بل أكده بقوله: جَمِيعًا، ثم ختم الآية بإظهار صفتين من صفات الله ذي اللّطف والرحمة، فقال: إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، فلك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضا، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وجزى الله خيراً من قام بتلخيصها. من جميل ماوقفت عليه اثناء تصفحي واحببت ان انقله لكنّ لتعم الفائدة واسأل المولى ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه...اللهم امين منقول من موقع الخطب المفرغة. التعديل الأخير تم بواسطة ام سدره ; 27-11-15 الساعة 12:49 AM |
19-03-16, 09:05 PM | #2 | |
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة في معهد العلوم الشرعية | طالبة في المستوى الثاني 3| |
اقتباس:
اسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه جزى الله خيراً فضيلة الشيخ وجزيت خيراً اختناالكريمة ع النقل المبارك. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصايا لحافظات كتاب الله | رقية مبارك بوداني | روضة القرآن وعلومه | 4 | 09-04-13 01:30 PM |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |
آداب تلاوة القرآن | سمية ممتاز | روضة القرآن وعلومه | 0 | 06-11-08 09:35 AM |