|
๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-02-07, 10:42 AM | #1 |
~مشارِكة~
|
ملخص الدرس الأول من القواعد الأربع
أخواتي الحبيبات طالبات الدورة العلمية الثالثة إليكن ملخص الدرس الأول من القواعد الأربعة أسأل الله أن ينفع به و لا يخفى عليكن أن الملخص لا يغني عن الاستماع للدرس و لا عن مذاكرة التفريغ الكامل و لكن التلخيص يعين على المراجعة بإذن الله تعالى بارك الله فيكن و جزاكن الله خيراً نبدأ على بركة الله التعديل الأخير تم بواسطة مُحبة العلم ; 24-02-07 الساعة 10:52 AM |
24-02-07, 10:49 AM | #2 |
~مشارِكة~
|
بِسْــــــمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيـــــمِ أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
بدأ المصنف بالدعاء للطالب والقارئ وهذا يدل على حرصه وعنايته بالقارئ والتمني له الخير ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ حينما أراد أن يعلمه قال له : ( إنـي أحبك في الله فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )فقال (إنـي أحبك في الله) ليكون أبلغ وأوقع للسامع وأدعى للقبول وأيضاً يدل على أن هذا الناصح أن النبي عليه الصلاة والسلام محبٌ له مشفقٌ عليه ناصح له أسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ دعاء للقارئ متوسلاً إلى الله بأسمائه الحسنى وهذا من التوسل المشروع أن يتوسل الإنسان بأسماء الله كما قال الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الكريم: الذي يعطي من غير سبب ولا لعوض ، الذي يعم عطاؤه المحتاجين وغير المحتاجين العرش لغة : هو السرير و عرش الرحمن الذي استوى عليه: فهو عرش عظيم ذو قوائم تحمله الملائكة وهو كالقبة على العالم وهو سقف هذه المخلوقات هذا العرش و العرش غير الكرسي فالكرسي موضع القدمين كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما صفات العرش: 1-وصفه بالعظمة كما في قوله ( وهو رب العرش العظيم ) 2- وصفه بأنه كريم كما في قوله ( رب العرش الكريم ) 3- و تمدح سبحانه بأنه ذو العرش كما قال تعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش ) 4- وأخبر سبحانه أن للعرش حملة كما في قوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) 5- وأخبر سبحانه أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض كما قال تعالى ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) 6- و للعرش قوائم كما في قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح " لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش " 7- أن العرش فوق الفردوس كما قال عليه الصلاة والسلام " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن " وهذا الحديث في البخاري 8-و التقدير كان بعد وجود العرش وقبل خلق السماوات والأرض كما في الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) رواه مسلم . 9- و مما يدل على عظمة العرش قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة العرش ما بين أذنه وشحمة أذنه ومنكبه مسيرة سبعمائة عام ) أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أن يتولاك في الدنيا: ومن تولاه الله سدده الله وحفظه وحماه ووفقه للتوحيد والسنة وحماه من الشرك والبدعة وهداه لكل خير والآخرة: أي أن يحفظك في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من كرب يوم القيامة وأهواله وشدائده من هو ولي الله ؟ قال الله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتقون ) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً وولاية الله تنقسم إلى قسمين : ولاية عامة : هي لجميع الناس المؤمن والكافر ومعناها ولايته على الخلق كلهم تدبيراً وقياماً بشؤونهم من رزق وإطعام ونحو ذلك ودليل هذه الولاية قوله تعالى ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ) وولاية خاصة: وهي خاصة بالمؤمنين مقتضاها النصر والتأييد والتوفيق والإعانة والسداد لكل خير و الدليل: قال تعالى ( الله ولي الذين ءامنوا(، وقال الله تعالى ( ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) من فضائل ولاية الله عز وجل: 1-إخراج العبد من الظلمات إلى النور كما قال تعالى ( الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور( 2- الدفاع عنهم كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) رواه البخاري 3- لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال الله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ البركة: كثرة الخير والمبارك من جعل الله فيه أسباب البركة يدعو للقارئ أن يكون مباركاً في عمره و عمله و في وقته و في علمه و أن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل و حيثما حل.و هذا فضل عظيم لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله و لم يضيعه، و من بورك له في علمه نفعه الله به و نفع به العباد. و المراد بالبركة هنا البركة السببية و ليست ذاتية، لأنه ليس هناك أحد مبارك بركة ذاتية إلا الرسول صلى الله عليه و سلم. نماذج لمن بورك لهم في وقتهم: 1- النبي أعظم من بورك له في وقته صلى الله عليه و سلم: فيوم الفتح وقت المعركة و الرسول عليه الصلاة و السلام قائد أمة و مع ذلك من بركة وقته يصلي الضحى ثمان ركعات. 2-الإمام النووي رحمه الله: فلم يتجاوز عمره الخمس و الأربعين و مع ذلك ألف مؤلفات عظيمة مع قصر حياته، بل كان عنده في اليوم الواحد اثني عشر درساً كما ذُكر ذلك في ترجمته. كيف نحصل على البركة في الوقت؟ 1-الإخلاص فهو أساس الأعمال و أساس القبول و هو أعظم العبادات و أجلها. 2- دعاء الله بذلك: (اللهم اجعلني مباركاً)، كان من دعاء بعض السلف لبعض: (أسأل الله أن يجعلك مباركاً). وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ. لماذا هذه الثلاث عنوان السعادة؟ لأن الإنسان في هذه الدنيا لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث، فإن قام بوظيفة كل حالة فهو السعيد لأنه حقق عبودية الله عز و جل فيها. فالواجب تجاه النعمة شكرها و القيام بشكرها. و الواجب على من وقع في ذنب: الاستغفار و التوبة و الواجب إذا أصيب ببلاء أو مصيبة: الصبر و احتساب الأجر عند الله. السبب الأول:من أسباب السعادة إذا أعطي شكر و الشكر تعريفه له أركان ثلاث الشكر بالقلب: هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى و أن له المنة في ذلك و أنه فقط سبب. الشكر باللسان: التحدث بنعمة الله اعترافاً لا افتخاراً. الشكر بالجوارح: الشكر بالجوارح القيام بطاعة المُنعم بالأعضاء و الله عز و جل يُذكِّر عباده بنعمه عليهم و يدعوهم إلى تذكرها كما قال تعالى {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} ، و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} فضائل و ثمرات الشكر 1-أن الله أمر به قال تعالى: { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} و قال تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} 2- الثناء على الشاكرين و أن الشكر سبيل رسل الله و أنبيائه كما قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، و قال تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} 3- أن الشكر نفع للشاكر نفسه قال: { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} ، و قال تعالى: {سَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} فالشاكر الله يثيبه و يزيد نعمه. 4- ن الشكر مانع من العذاب: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ} . 5- أن الشكر سبباً لزيادة النعم و بقائها {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمٌْ}.6- الصفوة المختارة و عباد الله الصالحين يسألون الله أن يوزعهم أن يوفقهم لشكر النعم كما قال تعالى عن سليمان: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}. 7- أن الشاكرين قليل فمن شكر فهو من هؤلاء القلة و غالباً القلة هم الأفضل و الأعظم قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. كيف نحقق الشكر؟ أولاً: سؤال الله بأن يوفقنا لشكره و نتضرع بذلك، كما قال الله عن سليمان: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} . و النبي صلى الله عليه و سلم علم معاذ أن يقول دبر كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك) ثانياً: أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا، و من هم أقل منه، فإذا فعل ذلك استعظم ما أعطاه الله. و لذلك قال صلى الله عليه و سلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم).فإن من يجالس الأغنياء فإنه لن يرى نعمة الله عليه ثانياً :من أسباب السعادة : ((وإذا ابتلي صبر)) 1-قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } 2- وقال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } 3-ويقول –صلى الله عليه وسلم- : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد ٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). 4-ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي . 5- و يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي. والبلاء والبلايا والمصائب التي تصيب العبد لها فوائد: أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين فمن فضائل الصبر: 1-معية الله قال تعالى: (إن الله مع الصابرين). 2-وأن الله يحبهم كما قال تعالى : ( إن الله يحب الصابرين). 3-ولهم أجر عظيم كما قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 4- دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم - : ( ما لعبدٍ مؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة ) ثانياً : المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات كما قال صلى الله عليه وسلم (ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا غم ٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) و قال (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة) ثالثاً: البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق، فيتجه القلب إلى الله لا إلى المخلوق، فيتضرع. رابعاً : تذكير العبد بذنوبه وربما تاب ورجع. خامساً: زوال قسوة القلب، وانكساره لله، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين. ثالثاً من أسباب السعادة: إذا أذنب استغفر 1-قال الله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله). 2- وقال الله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) . 3- وها هو الخليل يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين). 4- وفي الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب ، فاستغفروني أغفر لكم). فمن لم يستغفر ويتب من ذنبه، فهو خاسر شقي ظالم لنفسه، الدليل قول الله تعالى: ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون). والاستغفار له فوائد: أولاً: تكفير السيئات ورفع الدرجات، كما قال الله تعالى: ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) وفي الحديث : ( فاستغفروني أغفر لكم). ثانيا ً: سبب لسعة الرزق، كما قال نوح ٌ لقومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ً ، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال ٍ وبنين، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهاراً ). ثالثاً : سبب لدفع المصائب ، قال تعالى : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) . رابعاً : سبب لبياض القلب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد. خامساً: سبب لمحبة الله ، قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين). ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). اعلم : كلمة يؤتى بها للتنبيه والاستعداد لما يلقى بعدها من الكلام . الطاعة: فعل الأمر وترك النهي. الحنيفية: وهي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الإخلاص الحنيف: مشتق من الحنف وهو الميل فالحنيف المائل عن الشرك قاصداً التوحيد و هي ملة إبراهيم كما قال الله تعالى : ( قل أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) والملة: هي الدين. عبادة الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . وهذه هي حقيقة ملة إبراهيم ، عبادة بالإخلاص كما قال الله تعالى : ( أن اتبع ملة إبراهيم ) ، وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين). قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) . وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة). وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ). ثمرات الإخلاص 1-أنه سبب للنجاة من الذنوب والسيئات (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين). 2- سبب للنجاة من الشيطان قال تعالى: (إلا عبادك منهم المخلصين). ( وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون ) أي ما خلقت الجن وأوجدت الجن والإنس إلا لعبادة الله و عدم الشرك وهذه معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين إياك نعبد: أي نعبدك يارب لانعبد غيرك، ولا نتوجه إلى غيرك، ولا نتضرع إلى غيرك ولا نخضع لغيرك، ولا تخضع إلا لك يارب. و قال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ولم يخلق الله الجن عبثاً أبداً ،قال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)، (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ، لا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث؟. فلم يخلقنا الله لحاجته لنا أو لمساعدته أو لإعانته ، لا ، إنما للعبادة ، قال تعالى : ( ما أريد منهم من رزق ٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). ( فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة). العبادة لا تسمى عبادة ولا تصح ولا تقبل إلا بشرطين : 1-أن تكون خالصة ً لله عز و جل ليس فيها رياء ولا شرك فإن خالطها شرك ُ ورياء بطلت. كالحدث يبطل الطهارة لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).قال تعالى : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ، هذا دين الإخلاص ، وقال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين). 2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وهذا الحديث أصل في رد كل البدع والمحدثات. (فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةِ أَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِي النَّارِ) الأدلة على أن الشرك يفسد العبادة 1-قول الله عز و جل {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} 2- و قال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك} 3-وقال تعالى {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار} (عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ، وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾ [النساء: 116]. وَذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ أَرْبَعِ قَوَاعِدَ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ).. الشرك: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، و مراد المؤلف الشرك الأكبر الذي إذا مات من غير توبة فصاحبه مخلد في نار جهنم. أمثلة: 1-السجود لغير الله 2-عبادة غير الله 3-الذبح لغير الله 4-اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه و يدعوه ويخافه و يرجوه ويرغب إليه و يتوكل عليه أو يطيعه في معصية الله أو يتبعه على غير مرضاة الله. الشرك الأصغر: صاحبه إن لقي الله فهو تحت المشيئة إن شاء عفا عنه و أدخله الجنة و إن شاء عذبه و لكن الشرك (الأصغر) لا يخلد صاحبه في النار و سمي أصغر ليس لأنه صغير ولكن بالنسبة للأكبر والنبي عليه الصلاة و السلام قال للصحابة " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر أن يقوم الرجل فيزين صلاته" مثال: الحلف لغير الله إن لم يقصد تعظيم المحلوف به وإلا صار شركا أكبر كـمن يتولى النبي و الحسين "من حلف لغير الله فقد كفر أو أشرك" القاعدة الأولى : (أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْكُفَّارَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مُقِرُّونَ بِأَنَّ اللهَ ـ تَعَالَى ـ هُوُ الْخَالِقُ، الْمُدَبِّرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُدْخِلَهُمْ فِي الإِسْلامِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].) الإقرار بتوحيد الربوبية فقط لا يكفي للتوحيد وإبعاد صفة الشرك عن الشخص والرسل إنما جاءت في توحيد الألوهية وهو التوحيد الذي وقع فيه النزاع بين الأمم فالكفار الذين قاتلهم رسول الله كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ويؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت لكن لم يدخلهم ذلك في الإسلام قل: أي قل يا محمد لهؤلاء الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا محتج بما أقروا به من توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ بإنزال الأرزاق من السماء وإخراج أنواعها من الأرض وتيسير أسبابها فيها أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ أي من هو الذي خلقها وهو ملكها وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ كإخراج أنواع الأشجار و النبات من الحبوب و النوى و إخراج المؤمن من الكافر و الطائر من البيض و نحو ذلك .. فإبراهيم والده كافر فهو حي من ميت وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ ونوح حي بالإيمان و ابنه كافر فهو ميت وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْر في العالم العلوي و السفلي وهذا شامل لجميع أنواع التدابير فَسَيَقُولُونَ اللّهُ لأنهم يعترفون بجميع ذلك و أن الله لا شريك له في شيء من هذه المذكورات فَقُلْ لهم لزاما و حجة أَفَلاَ تَتَّقُونَ أي أفلا تتقون الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له وتخلعون من تعبدونه من دونه من الأنداد و الأوثان وجه الشاهد : فسيقولون الله فهم اعترفوا أن الله هو الخالق الرازق الذي ينزل الغيث و يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومع ذلك فهم يشركون غيره والمؤلف ما ذكر إلا دلبلا واحد و الأدلة كثيرة { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } وقال {ولئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم} [/CENTER] |
24-02-07, 11:14 AM | #3 |
مشرفة تحفيظ بالمعهــد سابقا
|
جزاك الله خيراً
ويسر الله مرورك على الصراط اللهم آمين |
24-02-07, 11:35 AM | #4 |
معلمة بمعهد خديجة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابكِ الله خيراً أختي مُحبة العلم لا حرمكِ المولى الأجر ولا حرمنا الله منكِ غاليتي بوركتِ ووفقتِ تحياتي عائشة أم عبد الله |
24-02-07, 12:14 PM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة وجعلك دوما من السباقين في الخيرات
|
24-02-07, 01:03 PM | #6 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
25-08-2006
المشاركات: 375
|
جزاكم الله كل القائمين على هذه الدورة كل خير..
** |
24-02-07, 01:38 PM | #7 |
حفظه الله تعالى
تاريخ التسجيل:
04-01-2007
المشاركات: 82
|
بارك الله فيك على هذا التلخيص المفيد النافع
حقيقة اني فخور وفرح بنشاط الأخوات الطالبات في طلب العلم من تفريغ وتلخيص وفوائد انها نعمة من الله عظمى اسأل الله أن يجعلكن مباركات نافعات امين |
24-02-07, 01:42 PM | #8 |
~ وقــف لله ~
حفيدة خديجة رضي الله عنها |
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا محبة العلم ..
همة عالية ما شاء الله ..تبارك الرحمن.. جعله الله في ميزان حسناتكِ.. |
24-02-07, 01:58 PM | #9 |
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل:
18-01-2007
المشاركات: 2,977
|
جزاك الله خيرا الشرح رائع و مرتب
|
24-02-07, 02:15 PM | #10 |
~مشارِكة~
|
السلام عليكم و رحمة الله
ما شاء الله جزاك الله الله خيرا اختي الكريمة محبة العلم عى هذا الملخص الرائع و جعله الله في موازين حسناتك و السلام عليكم و رحمة الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|