العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أرشيف الدروس العلمية في معهد العلوم الشرعية๑¤๑ > أرشيف الأنشطة الإثرائية > مجالس التدبر

الملاحظات


مجالس التدبر متوقفة حالياً

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-10, 06:54 PM   #1
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي صفحة الدروس المفرغة -تدبر القرآن-

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا حبيباتي يتم تفريغ الأشرطة الصوتية لتدبر القرآن الكريم للشيخ علي السلطان

فلنتعاون على تفريغ الدروس ولنتعاون على الخير، بحيث نقسم العمل بيننا ونكون مجموعة لكل شريط

فيسهل العمل وإن كان اقترح آخر فعلى الرحب والسعة

جزاكن الله خيرا



توقيع أم ايمان
أم ايمان غير متواجد حالياً  
قديم 12-02-10, 07:49 PM
صفاء السعيد
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم ايمان.
قديم 12-02-10, 11:18 PM
أم ايمان
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم ايمان.
قديم 12-02-10, 08:12 PM
صفاء السعيد
هذه الرسالة حذفت بواسطة أم ايمان.
قديم 16-02-10, 01:27 PM   #5
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريغ الشريط الأول - تدبر القرآن -


الحمد لله نحمده جلا وعلا ونُثني عليه الخيرَ كله وأشكره على نعيم أفضاله وجزيل إحسانه أن وفقنا وهدانا واختارنا من جميع خلقه، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، أنعم علينا بنعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، نسأله جلا وعلا أن يتم علينا هذه النعمة للثبات على الحق حتى نلقاه، نسأله جلا وعلا أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى وأن يجعلنا جميعا هداة مهتدين
.
اللهم إنا نسألك يا الله أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أن تربط على قلوبنا برباط الحق وأن تعافينا جميعا في أرواحنا و نفوسنا وقلوبنا وأجسادنا وأن ترزقنا الإيمان واليقين وأن ترزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح، الحمد لله رب العالمين.

الحمد لله أن جمعنا في هذه الروضة المباركة، روضة القرآن نسأله جلا وعلا أن يبارك في هذه الساعة التي سنقضيها إن شاء الله تعالى في تدبر كلامه والوقوف على هداياته وأنواره لننتفع بها في ديننا ودنيانا وأصلي وأسلم بعد حمده والثناء عليه على خيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، الرحمة المهداة، القدوة صلى الله عليه وسلم، وأن يحيينا على سنته وأن يمتنا على ملته وأن يوردنا جميعا حوضه وأن يسقينا بيده الشريفة من الحوض ومن الكوثرشربة لا نظمأ بعدها إنه جواد كريم.

أخواتي الكريمات

في بداية دروسنا في التدبر، نبدأ نتعرف على ماذا سنفعل مع التدبر؟ ما معنى التدبر؟ مقاصد التدبر ؟ خطوات التدبر ؟ كيف سننظر في السور والآيات وبأي السور سنبدأ؟

من المعلوم أن العلماء لهم كلام كثير في موضوع التدبر لغةً واصطلاحاً، فبودي أن آخذ مقدمة يسيرة عن التدبر في دلالاته اللغوية ودلالته الشرعية وكيف سنوظف التدبر في نفعنا في ديننا ودنيانا.

معنى التدبر:
لغة : هو النظر في عواقب الأمور وما ينجم عن ذلك عند تطبيق هذا الأمر في الحياة بأخذ الحيطة والحذر لألا يقع المرء في المحظور، أو يقع الأمرعلى خلاف أصله وما وُضِع له قدراً ووظيفةً كما خلقه الله سبحانه وتعالى. في الحقيقة، الإنسان وهو ينظر في عاقبة الأمر يريد أن يقع الأمرعلى أحسن الوجوه وأكملها وأن يستثمر صلاحا وإصلاحا ونجاحا وتقدما هذا في دلالته اللغوية.
ثم بعد ذلك استعمل هذا اللفظ أي كلمة التدبر في كل تأمل وتدبر وتفكرونظرعلى الإطلاق وعلى وجه أوسع أو نقول مطلقا
كما قال الكماني : التدبرأن يتصرف القلب بالنظر في العواقب وأن يتذكر بالنظر في الدلائل، هذا التعريف يدخل في هذا المعنى
تدبر الكلام في اللغة العربية سواءا في القرآن أوالحديث أوما صح في كلام العرب الجميل، الحسن، الرائق، البليغ، الجيد، الفصيح ، فالتدبر بصفة عامة بدون تمييز بين كلام وآخرأو في كلام البلغاء عامة عبر الحقب والتاريخ يراد به التفكر والنظر في محتوى الكلام منظوما أو منثورا في المحتوى جملة وتفصيلا لماذا؟ للكشف عن غايات هذا الكلام ومقاصد الكلام وعاقبة العامل بهذا الكلام سواءا كان العمل على الوجه المادي أوالمعنوي، محتوى الكلام يحتاج إلى تطبيق فإذا طُُبق هذا المحتوى أوهذا الحكم أوهذه الدلالة أوهذا التركيب ينظر في عاقبته، عاقبة العمل وعاقبة العامل بهذا العمل في حالة التطبيق، وفي نفس الوقت ينظر في عاقبة المخالف.
لذلك النظر في الكلام أي كلام يجب أن يرتبط بالنفع، النفعية بذلك الكلام، نحن ننظر في الكلام ليس عبثا نريد أن ننتفع من هذا الكلام فنبحث عن أنْفع الكلام في ديننا ودنيانا نبحث عن جيد المنظوم في كلام الناس ولكن أفصح الكلام وأبلغه وأنفعه، فأنفع الكلام ما كان نافعا لنا في ديننا ونفوسنا وقلوبنا وأرواحنا وكل ذرة من ذرات كياننا، وأبلغ الكلام وأفصحه كلام ربنا عز وجل، والقرآن ميسرجعله الله بين أيدينا وجعله في قلوبنا وذلك بفضل الله تعالى ولكن أكثر الناس لا يعلمون، لذلك الله تبارك وتعالى قال{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس 58
" خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " أي ما يُجمع من حطام الدنيا مع أن الأفضل والأحسن القرآن الكريم هو أفضل ما في الوجود، إذا أردنا النفع بكل معانيه فعلينا أن ننتفع على مائدة القرآن علينا بما في القرآن الكريم.

هذا المعنى العام للتدبر والتفكر في الكلام عامة

لذلك قيل التدبروالتفكرالشامل الواسع الذي يوصل صاحبه إلى معرفة أواخرالدلالات، أواخردلالات الكلمة أو مرامي الكلام، ومقاصده، الغايات القريبة والبعيدة كل ذلك داخل في معنى التدبر.
إذا أردنا معرفة معنى التدبر الحقيقي، التدبر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى، علينا أن نتدبر أحسن الكلام وأفضل الكلام كما قال الله عز وجل {الله نزل أحسن الحديث}

التدبر المقصود في كلام الله عز وجل

الآيات الثلاث التي ذُكر فيها التدبربلفظ صريح :
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد:24
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } صّ:29
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} سورة النساء :82

الآية الجامعة للتدبرهي{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } صّ:29

لمذا نتدبر القرآن الكريم ؟ ما معنى التدبر في القرآن ؟

تعريف التدبر الحقيقي في القرآن :
1- التدبر الذي أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والذي نسعى إلى تطبيقه هوالتفكر بعمق والتأمل وتدبرألفاظه ومعانيه وأساليبه وآياته حرفا حرفا، كلمة كلمة، وجملة جملة ومقطعا مقطعا وجزءا جزءا، وسورة سورة وقصة قصة ومثلا مثلا وأمرا أمرا ونهيا نهيا في كل موطأ انذاروتخويف وكل موطأ تبشيرووعد وموطأ الإشارة وتكليف وهكذا....
هذا التدبر بعمق من أجل فهم القرآن كما أُنزل ونظرا لضعف لغتنا اليوم، نحتاج إلى معرفة اللغة التي نزل بها لذلك نحتاج إلى تأمل في كلماته وجمله وتراكيبه حتى نستظهرالمعاني خلف التراكيب وننتفع بها.
هذا التأمل في الحروف والمقاطع والأجزاء والسوروالقصص والإنذاروالأوامر والنواهي والإشارة ...
* من أجل فهم معاني القرآن على وجهها والمراد شرعا
* محاولة القرب من المقاصد التي نزل بها القرآن ومن المعنى الذي أراده الله تعالى
* فهم وإدراك مقاصد هذا الكتاب الكريم، مقاصد التشريع
* اقتباس الحكم والمراد منها
* الكشف عن وجوه الإعجاز والبيان في نظمه وتراكيبه وتشريعاته زاد خضوعنا وخشوعنا ويقيننا بالله تبارك وتعالى . هذا ليس كلام بشر، صورالإعجاز ظاهرة في كل حرف وكلمة وفي كل آية

2 - من أجل تدبر وبنية تحصيل العلم النافع ثم العمل به مباشرة
3 - أيضا من المقاصد استشعاروطلب الشفاء والعافية في نفوسنا وأبداننا وعقولنا وصدورنا وقلوبنا بالنظر والتفكر في آيات الله، لأنه الشفاء والعافية كما قال الله تعالى{ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } فصلت 44
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } يونس 57
هوالعافية للنفس والقلب والبدن والجسم وهو غذاء الروح
إذاً نقرأ القرآن ونتدبر فيه ونتأمل فيه من أجل نية الشفاء والتشافي وطلب العافية.
4 - بنية تقوية الإيمان وكسب اليقين: ويكون بالعلم والنظر والتأمل والتفكر الدائم والمستمر
5 - بنية معرفة الله عز وجل حق المعرفة فكلما عرفنا الله تقربنا منه وعبدناه على علم، فإذا عرفناه زدنا خشوعا وذلة لله تعالى، نحن لم نرى الله تعالى ولكنه سبحانه وتعالى أخبرنا عن نفسه بأسمائه وصفاته وآثار أسمائه وصفاته في الكون المشهود، وكل هذا يؤخذ بالتدبر
6 - بنية النفع المطلق الحسي والمعنوي
7- بنية الإصلاح والصلاح، نصلح أنفسنا ومن حولنا ونكون من الصالحين،لانترك غيرنا في الظلام فننفع غيرنا
8- إصلاح كل أشكال الفساد من انحراف في العقيدة والسلوك والأخلاق في الإنسانية نحن نرى الآن الفساد في المجتمع، طرأ التحزب والطرائق في الأمة وكل يدعي معرفة الحق، والحق لابد أن يعرف، معرفة الحق تكون من الكتاب والسنة نعرف الحق بأهله، نعرف أهل الحق بالحق وهكذا
مهم جدا أن نوظف القرآن لإصلاح كل أشكال الفساد المنتشرة في جسم الأمة والإنحرافات العقدية والأخلاقية والسلوكية المنتشرة في الإنسانية ورد الناس إلى النبع الصافي من الكتاب والسنة لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى كما أمر.
9- بنية البناء واالتعميروالقيام بتكاليف الخلافة كما ينبغي: الله جعلنا خلفاء في الأرض فلابد من بناء الأرض وإعمارها بطاعة الله عز وجل، ونبني حضارة راقية متقدمة، لايسبقنا إليها الكافر، لابد أن يكون لنا أثروبصمة في الوجود وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة السنن التي أودعها الله، سنن التعمير والبناء التي أودعها الله تعالى في الوجود والقرآن أشارإليها في مواطن كثيرة منه، والتدبر في القرآن يقودنا إلى هذه السنن ونستثمرهذه السنن في التعمير والبناء ولايمكن للإنسان أن يتقدم وأن ينال العزة والرفعة والمكانة في الدنيا إلا بأخذ الأسباب وهذه الأسباب أشارالله إليها في كتابه الكريم.

-كذلك ينبغي قراءة القرآن أفراد وجماعات، ذكورا وإناثا أن نفكرفي العزة والريادة والخيرية لهذه الأمة في كل ميادين الحياة ونستثمر عطاءات القرآن وأنواره في إنقاذ البشرية لتصحيح الموازين المنقلبة عند الناس، ووضع الموازين الحقيقية لإقامة العدل ونشرالسلام والمحبة في الإنسانية في كل أقطار الدنيا.

إذا المقصد الحقيقة من هذا التدبرحرفا حرفا، كلمة كلمة، مقطعا مقطعا ...لماذا ؟
تحصيل مصالح الدين والدنيا وفي النهاية نفوزبرضوان الله عز وجل، والنجاة من العقاب والفوز بالجنة يوم نلقاه جلا وعلا.
هذه قضايا هامة لذلك يجب أن نضع الهدف الأسمى والأعظم في حياتنا، لماذا نحن نسعى ونكدح ونتعب في الحياة؟ ومن وسائل السعي والبذل والجد والإجتهاد في الحياة أن نطلب الهدايات من القرآن الكريم، هذا عمل وعبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى ونريد أن يترتب على هذا العمل أن نفوز برضا الله عز وجل وأن يدخلنا في عباده الصالحين وأن يدخلنا في عباده المؤمنين وأن يجعلنا من أوليائه المقربين وفي النهاية نفوز بالحسنى والزيادة والحمد لله رب العالمين. هذه هي المقاصد العظيمة الحقيقية التي نريدها من التدبرفي القرآن الكريم.
تلخيص ما تقدم في معنى تدبر القرآن ، التدبر الحقيقي للقرآن ؟
- تأمل معاني الآيات
- العلم والعمل به
- الترغيب والترهيب والتفكر
- تحقيق مصالح الدين والدنيا والأخرة
.....

يتبع إن شاء الله
أم ايمان غير متواجد حالياً  
قديم 16-02-10, 05:02 PM   #6
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


بين يدي التدبر

- القرآن في عمومه ظاهرواضح لا لبس فيه ولا غموض وميسروالكل ممكن أن ينتفع من القرآن{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (17) سورة القمر
فقط الإنسان يصدق في التوجه، يخلص النية ويفتح كتاب الله وينظرفيه فيهبه الله ما كتبه له من الخير، ولذلك ابن عباس – رضي الله عنه – لما قال التفسير (التفسيرلاينفصل عن التدبر وهو صورة من صور تدبرالقرآن ولا يمكن أن ينفصلا) على أربعة أوجه :
وجه تعرفه العرب من كلامها
وجه لا يعذر أحد بجهالته
وجه تعلمه العلماء والراسخون في العلم
ووجه في القرآن استأثر الله به في علمه وتفرد ولا يعلم هذه المواطن والتراكيب إلا الله جلا وعلا


لو نظرنا في القرآن عامة وجدنا أن عدد أيّ القرآن 6236 آية منها تقربا 500 آية أحكام وتشريعات والبقية يتمثل في القصص والأمثال والأخلاق، عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وآياته الكونية.
وعليه لونظرنا في تقسيم القرآن كما قسمه ابن عباس رضي الله عنه نجد أنَّ أغلب القرآن في القسمين الأولين : القسم الذي تعلمه العرب والقسم الذي لا يعذرأحد بجهالته
أما الذي يعلمه العالمون الراسخون في العلم هذا في كل القرآن وكل عالم يأخذ على قدرعلمه من الآية الظاهرة الواضحة أو الآية التي تحتاج إلى عمق في النظروالتدبر، العالم يأخذ من هذه وتلك مالايستطيع غيره أن يأخذ منها، ولكن في الغالب الناس يستوون في الإستفادة في الأخذ وكل حسب ما عنده من نية وحسب صدقه وسنذكرالأشياء التي تعين على فهم وتدبرآيات القرآن.

النظرفي القرآن ليس حكرعلى العلماء أو صرف من الناس الجميع مدعو إلى النظر في القرآن حتى العصاة والكفرة وأهل النفاق، القرآن مفتوح لهم للقراءة ، فكم من واحد اهتدى بالنظر في القرآن ، فباب القرآن مفتوح للجميع.
نقطة مهمة : انصراف معظم الناس عن التدبربحجة عدم العلم الكافي وعدم ملك أداة التدبر والتفسيروهي في الحقيقة مثبطات ومدخل من مداخل الشيطان تحول بين الإنسان وبين الإستفادة من أنوار القرآن وهداياته لا ينبغي أن تنطلي علينا هذه الحيل، لا أملك الأداة، لا علم لي بالتفسيروأصوله ليس لدي علم لأنظر في القرآن ، أخشى أن أقول على الله بغيرعلم، كل هذه وسائل صرف الناس عن هدايات القرآن ولا ينبغي للإنسان أن يقول مثل هذا بل ينبغي عليه أن يلجأ إلى رحاب القرآن ويأخذ منه ما يستطيع كل حسب حاجته من القرآن

كذلك على العبد أن يتعلق قلبه بالقرآن بياض نهاره وسواد ليله ولا يكتفي بالبرهة أو زمن معين من اليوم بل يجعل له نظر ما استطاع في الليل أوالنهار وأن يعلم يقينا أن كل ما يحتاج إليه من وسائل لصلاح نفسه وطهارة قلبه وسلامة قلبه من الأفات والأمراض وما فيه صلاح لغيره وأنّ السعادة والطمأنينة والراحة والأمن وأنّ الشفاء الحسي والمعنوي لا توجدإلا في القرآن، الإنسان ينبغي أن يكون له يقين بهذه الحقيقة.
قال الله تعالى {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام 37
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} النحل: الآية 89
{ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} الإسراء 9
فكل ما نحتاجه في حياتنا نجده في القرآن الحمد لله رب العالمين.
كذلك إذا نظرنا في حال السلف الصالح كانواعلى صلة وثيقة بالقرآن ، كانوا ينظرون فيه نظر يقين ، نظر إيمان وحب وتدبر ورغبة وشغف وتعظيم للقرآن ويأخذ منه على قدر ما عنده من إيمان ويقين ونية والعمل والقصد...
وبقدر ما يبذل من الجهد والإخلاص فيفتح الله عز وجل عليه من فيوض العلم والنور والهدى
قال سهل بن عبدالله التستري :لوأعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لانهاية لفهم كلامه وإنما يفهم كل عبد بمقدار مايفتح الله عليه وعلى قلبه ، كلام الله تعالى غير مخلوق ولا يبلغ نهاية فهمه فهوم المحدثة.
وهذا يصدقه قوله تعالى{ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } الكهف 109
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } لقمان :27

وسائل معينة للفهم وتدبر القرآن
- الإيمان بالله وصدق الإيمان وتحقيق التوحيد الخالص ونقاء العقيدة من كل شائبة، صحة التوحيد ونقاء صفاء العقيدة، الإنسان الذي يكون في توحيده شوائب وشرك ما يجد تحلية، الله سبحانه وتعالى لا يفتح عليه، نحتاج إلى إيمان قوي الإيمان الناتج عن علم وعن يقين ليس إيمانا ناتج عن التقليد إيمانا ضعيف ليس له أساس، بل العلم الناتج عن علم ويقين وهذا لايتأتى إلابالنظروالتفكر.
تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاث ، فالنجاة معلقة على التوحيد { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} النساء 48 فمن صحت عقيدته كان أجدر بالفتح أما من علق بإيمانه وعقيدته شوائب فيحال بينه وبين التدبر.
ومن يريد الإستزادة عليه بكتب التوحيد، فالتوحيد هو الركن الركين والأصل الأصيل والذي نعول عليه في فهم القرآن.
- السلامة من البدعة: بحيث لا يتصل بها ولا يعمل بها وكل ما خالف نصوص الشرع، السلامة من البدعة جانب كبير من الأهمية، وأن يخلو القلب من الأمراض كالحسد والرياء والنفاق والشرك والبغضاء....الأمراض التي يَتلبس بها القلب وتؤثرعليه سلبا، تؤثر على طمأنينته، تؤثرعلى الإيمان واليقين.
- السلامة من سجن الشهوات : فالشهوة تحول بينه وبين أن ينطلق إلى رحاب واسعة والنظر والتفكر في آيات الله الشرعية.
- البعد عن الشبهات : ظلمة الشبهات
- الرّان التي تجلبه المعاصي وتسببه السيئات { كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } المطففين 14. فيجب أن يصفى القلب من الشوائب وما علق به من الرّان بالتوبة النصوح والبعد عن الشبهات والشهوات والبعد عن البدع.
- لزوم الطاعة والحرص على أداء الفرائض والواجبات في أوقاتهاعلى الوجه الذي يحبه الله ويرضى، فأنا أقرأ القرآن ولا أستفيد منه لا أنتفع لا أرى الفتوح ولا أرى الأنوارولاأرى أثرالقرآن على نفسي، فيحال بينك وبين القرآن لأنك مقصر في طاعة الله عز وجل، فعليك بلزوم الطاعات والحرص على أداء الواجبات وهي أحب ما يتقرب به العبد من الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذ نه ) رواه البخاري
فالإنسان يترقى بأداء الواجبات ثم النوافل ويكثر من النوافل كالصدقة ،الصلاة، الصيام ، قيام الليل...
سؤال هل ممكن يقع من الإنسان تقصير؟ طبعا لذلك عند التقصيريجب اتباع السيئة الحسنة كما جاء في الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتق الله حيثما كنت. وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" رواه الإمام أحمد والترمذي.
وكما قال الله عز وجل { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } هود 114

- إفراغ القلب من الشواغل والصوارف فالمشغول بأمورالدنيا تحول بينه وبين أنوار القرآن فلا يجب أن يفتح الإنسان كتاب الله وهو مشغول بأمور الدنيا.
- إخراج الأغيارمن القلب الموحشة المهلكة التي تجلب الوحشة للقلب: فكل ما سوى الله غير إذا لا نجعل في القلب إلا الله وكتاب الله وما يحب الله تعالى من الأقوال والأفعال والأعمال، يستقر في قلبي محبوبات الله، وأطرد من القلب كل ما يبغضه الله وكل ما يصرف العبد عن ربه، مثلا الإنسان الذي يحب الصور، محبوب من محبوبات الدنيا، ويتعلق بمحبوب من دون الله تعالى فتحول بينه وبين أنوار القرآن، يكون في القلب ما يحبه الله فالله يحب التقوى ، الصلاة ، العمل الصالح ولا يكون في قلبه إلا هوولا ينشغل الإنسان بالدنيا وينسى الآخرة.
- الحرص الشديد على الطهارة الحسية والمعنوية : فيكون الإنسان طاهر الثوب حسن الملبس، طاهر المكان، يكون دائما متطهرا فأنا الأن جالس في روضة القرآن أستمع وانتفع والملائكة تحفني من كل جانب فلذا على الإنسان أن يتطهر ثم يأتي إلى هذه الروضة فيكون نظيفا في فمه وملبسه وقلبه وفكره طهارة بكل معنى الكلمة، الطهارة الحسية والمعنوية جانب مهم جدا.

- الجِدُ في العلم : العلم الشرعي أعظم العلوم وأشرفها ( الفقه، الحديث...) والتزود بالعلم النافع.
وعليه بعلوم الألة المعينة : كالصرف والنحو وعلم البلاغة لتوسيع المدارك والمعارف، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، ولا يُفهم أن فاقد علوم الألة لا يستزيد من القرآن ،لا بل القرآن مفتوح للجميع
- الإقبال على القرآن وتدبره بشوق وصدق وحرقة ورغبة وحب واحضارالقلب
- قراءة القرآن بنية التَطَهُر:التطهر من الشوائب والدنايا والأدناس
وبنية القربى والزلفى من الله لأني أناجي الله تعالى وبنية زيادة الإيمان
الإفتقار إلى الله والذل والإنكسار بين يدي الله تعالى، لأنك عندما تقرأ القرآن لا تظن أنك أوتيت علما
- المداومة والكثرة على قراءة وتلاوة القرآن : أفضل الذكر هو قراءة القرآن
- تجويد التلاوة : تحسين القرآن من فم نقي وصوت متخشع فالله تعالى يسمعك ويفتح عليك ، فالقراءة وتردديها والتأني في القراءة ويكررويُنغم ويسمع ويُسمع غيره { ورتل القرآن ترتيلا} ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى الصحابي فيقول اقرأ علي القرآن فيقول كيف اقرأ عليك وعليك نزل فيقول -صلى الله عليه وسلم-:(إني أحب أن أسمعه من غيري ) وكذلك لما سمع قراءة أبي موسى قال له لقد أوتيت مزمارا من مزاميرآل داوود عليه السلام
فتحسين القراءة مطلب شرعي، قال ابن كثيررحمه الله تعالى : المطلوب شرعا إنما تحسين الصوت الباعث على تدبرالقرآن وعلى تفهمه
وقال النووي رحمه الله تعالى: الترتيل مستحب للتدبر
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
نعم لا يكون هم أحدنا آخر السورة ، يجب الوقوف على عجائب القرآن ويُثوِرالقرآن في نفسه ، حتى تثور المعاني وتكون بردا وسلاما على قلبه.
قال القرطبي رحمه الله تعالى : لا يصح التدبر مع الهذ
- ومن الأشياء المعينة كذلك على التدبرالإنصات و الإستماع بِأذن القلب لا أذن الرأس من أجل الإنتفاع والعمل فأسمع نفسي وأُسمع غيري فالإستماع من الوسائل المعينة على التدبر، قال الله تعالى
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الأعراف 204

انتهى الدرس الأول

والحمد لله رب العالمين
أم ايمان غير متواجد حالياً  
قديم 16-02-10, 06:08 PM   #7
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

بارك الله فيك وبارك في وقتك وجهدك أختي الحبيبة أم إيمان



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-10, 12:19 AM   #8
خلود أم يوسف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بارك الله بكِ أختنا الفاضلة أم إيمان وبورك في وقتك اللهم آمين
جزيت خيرا على التفريغ والنقل سلمت يمناكِ



توقيع خلود أم يوسف
ربِّ اغفر لي
خلود أم يوسف غير متواجد حالياً  
قديم 20-02-10, 05:15 PM   #9
أمة الله المغربية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-02-2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 64
أمة الله المغربية is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك أختي أم أيمان .في الحقيقة أخواتي الكريمات, أنا للحين بدأت طلب العلم وربما مستواي في العلم الشرعي لا يخولني لأن أكون بينكن في هذه الدورة,ولكنني أحببت الإنضمام فلربما يكون ذلك مفتاح خير لي في بدايتي لطلب العلم ,وأسأل الله العظيم أن يعينني على ذلك ,ثم بمساعدتكم أخواتي الحبيبات
أمة الله المغربية غير متواجد حالياً  
قديم 20-02-10, 06:47 PM   #10
أمة الله المغربية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-02-2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 64
أمة الله المغربية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم.أود معرفة آخر موعد لتدوين فوائد التدبر للدرس الأول,وجزاك الله خيرا أختي أم أيمان
أمة الله المغربية غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين أم خــالد روضة القرآن وعلومه 15 14-02-10 02:56 AM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 02:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .