|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
20-02-12, 03:50 PM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
قصَّـةٌ عجِيبةٌ: شيخِي (حفظهُ اللهُ) في حَفلَـةِ زَواج.!
قصَّـةٌ عجِيبةٌ: شيخِي (حفظهُ اللهُ) في حَفلَـةِ زَواج.! يقولُ غَفرَ اللهُ لهُ وستَر عليهِ (بتصرُّفٍ أدبيٍّ أذِن لي فيه الشيخُ) : كنتُ في أيَّـامِ الشَّبَاب أعمَـلُ في إحدى المناطقِ في الدَّعوةِ والإرشَـادِ , وتعرَّفتُ على شابٍّ كثير التنفُّـلِ وحسَـنِ الأخلاقِ , وطيِّـب المعشَـرِ , وعرفتُ منهُ أنَّـهُ من أهل الجِـدَة والثَّـراء , ووالدهُ أحد العشَـرة المتصدِّرين قائمة أثرياء المملكة اليومَ.! لم يجعَل اللهُ في نفسي حُباً للمالِ فأتزلَّفُ لأثرياء , ولم تكُن علاقَتي بهذا الرجل مختلفةً عن علاقَتي بغيره من طلبة العلم والخَدَم والجيران فلا أتصنعُ لهُ ولا لهم والحمد لله , ولكن كنتُ أُكبِرُ فيه جداً حرصَـهُ على الخَير , وتبسطهُ لي ولكل النَّاس , وبعدَ سنواتِ تنقُص عن العقد بقليل جمعني وهذا التاجرُ مسجدٌ أدَّينا فيه فريضةً من فرائض الله , وتجاذبنا الحديثَ ولم أفقد فيه التواضع وحسن الخلق والبشاشة التي كنتُ أعرفُها فيه يوم التقيتهُ أول مرة. ولما هممنا بالخُروج من المسجد لتحمِل كلاً منا دابَّـتُـهُ قال لي يا شيخُ فُلان: أرجو أن تُشرفني غداً بالعشاء معي في البيت , ولم أكن دخلتُ بيتهُ قطُّ رغم طول سنوات الصلة بيننا ووشائج المحبَّـة , فقلتُ له: سأحاول , قال: أنا سأزوِّجُ ابنَتي , ويشرفني حُضورُكَ.! انصرفتُ وانصرفَ , وبقيتُ أحاورُ نفسي هل الجُملة الأخيرةُ مما قالهُ لي التَّـاجر , أم خَيالٌ خطَر بذهني .؟ فلانُ التاجر بن فلان التاجر بن فلان التاجر يزوج ابنتهُ في البيت.!!!! حان الموعدُ , وجئتُ للدَّار ودخلتُـها فإذا به يستقبلُني مهلياً ومُرحباً ومُمسهلاً ومُبتسماً , وأدخلني المجلسَ , سلَّمتُ على الجَميع ومنهم أبوهُ وأبو العَريسِ , فكانت المُفاجأة أن والد العريس أيضاً قطبٌ من أقطاب الثراء في المملكة ولا أعرفُ اسمهُ قبل هذه الليلة إلا في الإعلانات التجارية.!! جلستُ مع النَّاس الذين لم يزيدوا عن عدد بسيط من أفراد العائلتينِ لا يبلغ مجموعهم الأربعين رجلاً فقط.!! دُعينا إلى المأدبة فتوقعتُ أن أرى مأكولاتِ نسمع بها ولا نراها (كبد الحوت - لحوم الغزلان ... الخ) قُدمت إلينا التبولةُ وأخواتُها , ثم بعضُ قطع السمك والروبيان , ثم بعضُ الأرز واللحم عليه , وشربنا عصيراً وكأس ماء , بخَّرونا بالعُود بعد ذلك وشربنا قهوتنا وغادرنا جميعاً. جافاني النومُ ليلتي تلك , وبدأتُ أستعيد شريطَ الذكريَات المؤلم , والذي فتحَ عليَّ مُشاهدات ليالٍ موجعةٍ لبعضِ أقاربي وأصحابي ومعارفي ممن يعجزُ واحدُهم عن لقمة عيشهِ , ويعجزُ أبوهُ وأمه وأخوهُ وفصيلتهُ , ولكنَّهم يتكلفون في زواجاتهم الثلاثين والأربعين والستين ألفاً في ستة ساعات هي مجموع ساعات ليلة الزواج.! وتذكرتُ بعضَ متوسطي الحالِ الذين يُنعم الله عليهم فما يفتأ الواحدُ منهم يتفنَّـنُ في السرف والتبذير والبذخ , ليكون من مجموع ذلكَ منزلةً عند الناس , وهو يزدادُ في أعينهم ضعةً وصغاراً إذْ يأكلونَ طعامهُ ويذمُّونه - حينَ جُشائهم -على إسرافه وتبذيره. يقول الشيخُ: استذكرتُ سيرة النبي في الولائم وعمل أصحابهِ , فوجدتهم لا يمتازون كثيراً عن هذا التاجر من حيث التخفيف ونبذ الإسراف , وطرح التثريب. فعبد الرحمن بن عوف يرى عليه رسول الله أثر صفرة فيقول: ما هذا فيجيبهُ: يا رسول الله، تزوجت امرأة على وزن نواةٍ من ذهب، فيقول فبارك الله لك أولم ولو بشاة , نعم هكذا وبكل بساطة يتزوجُ ولا يعلمُ عنه النبي , ثم لا يعتَبُ عليه في عدم دعوته , ولا يثربُ عليه , ويوجهه للسنةِ , وينتهي الأمرُ مع أنه من أثرياء الصحابة. وجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يقول تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ بِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ قُلْتُ ثَيِّبٌ. قَالَ فَهَلاَّ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِى أَخَوَاتٍ فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِى وَبَيْنَهُنَّ. قَالَ فَذَاكَ إِذًا. إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا وَمَالِهَا وَجَمَالِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ , هكذا تزوج جابر وعلم النبي متأخراً ولم يثرب عليه عدم إعلامه. بل أولم النبي على بعض نسائه بمدين من شعير , وانتهت القضيةُ. وفي حديث أنس قال أقام النبي بين خيبر والمدينة ثلاثًا يبني عليه بصفية بنت حيي، فدعوت المسلمين إلى وليمته، فما كان فيها خبز ولا لحم، أمر بالأنطاع (جمع نطعٍ وهو البساط من الجلد) فألقى فيها من التمر والأقط والسمن فكانت وليمته , وفي رواية أنها كانت وليمةً تعاونيةً بسيطة حيثُ أصبح النبي عروسًا، فقال من كان عنده شيء فليجئ به وبسط نطعًا فجعل الرجل يجيء بالأقط وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن فحاسوا حيسًا فكانت وليمة رسول الله , هكذا بكل بساطةٍ , والحمد لله رب العالمين. أبو زيد الشنقيطي |
20-02-12, 04:17 PM | #2 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية| |
جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا النقل الطيب والقصة المعبرة فعلا
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه |
22-02-12, 01:00 PM | #3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
25-03-12, 10:59 AM | #4 |
|الحياة العيش مع القرآن|
|
سبحان الله
وبارك فيك لفته رائعه |
25-03-12, 11:52 PM | #5 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
26-03-12, 02:15 AM | #6 |
~نشيطة~
|
ما شاء الله,ونعم التذكرة,ما أحوجنا في زماننا هذا لمثل هؤلاء ممن لم تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكر الله{نحسبهم كذلك والله حسيبهم}أنهم قوم عرفوا أنهم مستأمنين على تلك النعم فما خانوا اماناتهم,بل رعوها حق رعايتها.
أحسن الله اليك ,يا غالية,وزاد من فضله كل خير. |
26-03-12, 12:44 PM | #7 |
|طالبة في المستوى الثاني 3 |
|
جزاك الله خيرا اخيتي على هذا الموضوع
فعلا هناك الكثير من الاشخاص للاسف ممكن يستدينوا لعمل افراحهم لاني لست اقل من فلان او فلانة ونجد ان هناك من الفقراء ممن يعيشون في بلادنا والله هم احوج لهذا المال بدلا من اتلافه وانفاقه على المظاهر للمباهاة ليس اكثر اسأل الله لنا جميعا العفو والعافية وان يغفر لنا زلاتنا |
12-10-12, 04:37 PM | #8 |
| ربِّ ابنِ لِي عندك بيتاً فِي الجنّة |
|
سُبحان الله العظِيم !
كتب الله أجركِ على النقل الرّائِع ، في الصّميم جزاكِ الله خير الجزاء (f) |
12-10-12, 08:50 PM | #9 |
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
|
قصة رائعة وتستحق القراءة والتأمل!
وهذا الرجل نحسبه أنه قد اتخذ قدوته حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، وما خاب من كان المصطفى أسوته. بوركتي ياحبيبة . |
14-10-12, 01:47 AM | #10 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) | إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس | أرشيف الفصول السابقة | 315 | 21-12-13 08:21 PM |
أتدرُونَ ما الإيمانُ؟! | رقية مبارك بوداني | روضة العقيدة | 1 | 03-06-13 10:44 PM |