العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > ركن زهرات الملتقى

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-14, 01:17 AM   #1
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي آفة الكبر وكيفية علاجه



من أكبر المشاكل التي قد تواجهك في طريقك إلى ربِّك، هي أن تكوني مصابة ببعض الآفـــات الخفيَّة الخطيرة دون أن تشعري بوجودها .. فتُضيِّع عليكِ دينك، وتحول بينك وبين الصراط المستقيم ..

ومن أخطر الآفــات، التي قل من يتخلَّص منها في هذا الزمـــان:: آفة الكِبر ..

وأول معنى يتبادر للأذهان عن تلك الآفة، أنها مجرد إزدراء الناس والتعالي عليهم .. وللأسف فإن مفهوم الكِبر أشمل وأخطر من ذلك بكثيــر ..

فبنا لنفهم معنى الكِبر، ولماذا هو أخطر داء من أدواء المسلمين في هذا الزمان ؟؟

لا تــــتـــــــكـــــبــــــــري

قال رسول الله "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" . فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا. قال "إن الله تعالى جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" [رواه مسلم]

بطر الحق ..أي: دفع الحق والاعتراض عليه بعد معرفته .. كما جاء عن سلمة بن الأكوع: أن رجلاً أكل عند رسول الله بشماله، فقال "كُلْ بيمينك"، قال: لا أستطيع. قال "لا استطعت". ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. [رواه مسلم]

وهذا ما يحدث عندما تعترض بعض الأخوات على أمر من الأوامر الشرعية .. فعندما تعلم أن الله تعالى لعن النامصة والمتنصمة، تعترض بأنها لا تستطيع أن تتوقف عن هذا الفعل! .. وأخرى لا تريد إرتداء الحجاب الشرعي؛ بحجة أنه قد يمنعها من العمل! .. وعندما تعلم أن الله قد أمر المؤمنات بالقرار في البيت، تقول أن هذا الأمر لا يُناسب طبيعتها! ..

وغيرها من الاعتراضات الكثير، وكلها من صور الكِبر الذي يُحرِّم على صاحبه الجنة ..

أرأيتِ مدى صعوبة الأمر وخطورته؟!

أما غمط النـــاس .. فلا يقتصر على احتقار الناس والتعالى عليهم فقط، بل هناك مظاهر أخرى عليكِ أن تعرضيها على نفسك، لتعلمي إن كنتِ مصابة بذرة من الكِبر دون أن تشعري أم لا ..

ومن تلك المظــــاهر:


1) حب لفت الأنظار .. فتحب أن ترتدي ملابس مميزة، وأن يكون لها طريقة مميزة في السير أو الحديث؛ حتى تلفت أنظار الناس إليها.
2) التشدُّق في الكلام .. فتختار لحديثها المصطلحات المُعقدة والكلمات المُقعَّرة؛ ليعلم الجميع أنها عالمة زمانها وأنه لا يوجد أحد في مثل علمها!
3) حب أن يكون لها معاملة خاصة بين الناس .. فتشعر أنه يجب على الأخوات أن يأتوا للسلام عليها ولا تأتيهم هي .. وتفرح جدًا إذا تم استقبالها بحفاوة، وتحزن إذا لم يحدث ذلك.
4) حب التقدُّم على الغير في المجلس أو المشي أو الحديث .
5) المجادلة عند سماع النصيحة أو الموعظة .. فعندما تعلم الحق، تجادله وترفض الإنقياض له.
6) أن ترى أنها أفضل من بعض النــاس .. فهي ترى أنها أجمل من هذه الأخت، وأغنى من تلك، وأذكى من أخرى، ولديها ميزة مختلفة عن كل أخت من الأخوات.
7) من الصعب جدًا أن تذل نفسها في الطاعة .. فإذا شاركت في إحدى الأعمال الخيرية، تخشى أن تتسخ ملابسها أو أن تجلس في مكان متواضع أو أن تذهب لمنطقة فقيرة.
8) التفاخر بالنفس وحب الكلام عنها ..
9) الانشغال بعيوب الآخرين، مع عدم الالتفات لعيوب نفسها ..


هذه كلها صور ومظاهر للكبر، سواء كان جليًّا أو خفيًّا ..

دعينا نضع أيدينا على مكمن الخطر ونحلل أسبــــــــاب تلك المشكلة ..


أسبــــاب الإصابة بآفة الكِبر ..

السبب الأول: إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة ..

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحشر: 18] .. فلا بد أن تبحثي عن عيبك وتحاسبي نفسك باستمرار؛ حتى لا تقعي في تلك الكبيرة الخفية .. وتسألين أهل الخبرة والدراية من حولك؛ لتتوصلي لعلاج تلك الصفات المُهلكة في نفسك.

السبب الثاني: غيـــــاب التربية الإيمانيــة ..

عن أبي هريرة عن رسول الله قال: "المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" [رواه أبو داوود وحسنه الألباني] .. فلابد أن تتقبلي النصيحة من أخواتك، وعلى الأخت أن تنصح أختها بأسلوب غير مباشر حتى تتقبلها.

فعدم وجود المُتابع أو الصحبة الصالحة، سبب لوقوعنا في المشاكل والآفــات.

السبب الثالث: التشدد والمغالاة ..

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "هلك المتنطعون"، قالها ثلاثا. [رواه مسلم]
كمن ليس لديها توازن بين الأمور، وتُغالي وتزيد عن الحد المطلوب في جانب كالعبادة وتُهمل جانبًا آخر هامًا كطلب العلم الفرض أو الدعوة .. فهي أمام الناس ونفسها عابدة، بينما هي مُقصرة في جوانب أخرى هامة .. مما يوقعها في التنطع والمغالاة وعلى أثرها تتكبَّر

السبب الرابع: الاهتمام بالعلم دون العمل ..

فتعلُّم العلم مع إهمال العمل به، يورث الكِبر .. لذلك كان من دعاء النبي ".. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع .." [رواه مسلم] .. ويقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (*) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف: 2,3]
قال رسول الله "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان، ما شأنك ؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟. قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه"[متفق عليه]

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل به.

السبب الخامس: التكبُّر بالجوانب الإيجابية ..

فتتوقفي عند طاعاتك، وتنسين معاصيك وسيئاتِك .. بينما المؤمن إذا أحسن، يكون خائفًا وجلاً ألا يُقبَل عمله .. عن عائشة قالت: سألت رسول الله عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ..}[المؤمنون: 60]، قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال "لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم" [رواه الترمذي وصححه الألباني] { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون: 61]
ويرى المؤمن ذنوبه كإنها جبل على عاتقه، والفاجر يراها كإنها ذباب مر على أنفه.
فلو لديكِ يقين بإنكِ لن تنجي بعملك، لن تُعجبي به وبالتالي لن تنظري لنفسك وتُعجبي بها،،

السبب السادس: الركون إلى الدنيــــا ..

فبعض الأخوات قد تعلم أنها مصابة بآفة كالعُجب مثلاً، لكن ركونها إلى الدنيــا وانغماسها فيها يجعلها تتكاسل في مداواة تلك الآفة ونفض غبار الكِبر عن نفسها .. فتؤجل التوبة إلى أن يتحوَّل هذا العُجب إلى كِبر حقيقي أو أبعد من ذلك ..
وهؤلاء الذين قال الله جلَّ وعلا فيهم {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (*) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يونس: 7,8

السبب السابع: إساءة الظن بالقدوات ..

فلابد أن تلتمسي العذر ولا تتبعي أخطاء معلمتك أو قدوتك؛ لإنها قد تقع في بعض الأخطاء في نظرك وأنتِ لا تعلمين الأسباب أو الأعذار التي أدت لذلك.
وقد تقوم القدوة بإخفاء أعمالها .. فتحسبين أن أعمالك أفضل من أعمالها، بينما هي تقوم بأعمال خفية لا تظهر لكِ.

السبب الثامن: تفريق المعلمة بين الطالبات في المعاملة ..

مما يُسبب التشاحن والتباغض بين الأخوات، وتُصاب الأخت بالعُجب والغرور والكِبر من جراء معاملتها بطريقة خاصة ..
وقد كان النبي يخشى على قلوب أصحابه من أن تصيبها ذرات الكِبر؛ لذا لم يُكن يُفرق بينهم في المعاملة .. وكان يمنع العطاء عن بعضهم ويقول ".. إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه؛ خشية أن يكبه الله في النار" [صحيح البخاري]

السبب التاسع: المبالغة في التواضع الممقوت ..

تلك التي تُبالغ في التواضع وتتمادى في إظهار الورع أمام الناس، فتجدينها ترتدي الملابس المُزرية مع إنها ميسورة الحـــــال؛ حتى يمدح الناس تواضعها.

فعليكِ ألا تتكلفي المظاهر، بل كوني على طبيعتك،،

السبب العاشر: قياس الأمور بالمعايير الدنيوية ..

فيوجد اختلال في المعايير التي تفاضلي بها بين الناس، فتحسبين إن من لديها مال أكثر أو مسكن أرقى إنها هي الأفضل .. ويقول تعالى {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}[سبأ: 36,37]
والتفاضل بين الناس إنما يكون بالتقوى وليس بالمظاهر .. عن سهل بن سعد قال: مر رجل على رسول الله ، فقال لرجل عنده جالس "ما رأيك في هذا ؟"، فقال: رجل من أشراف الناس هذا، والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع . قال: فسكت رسول الله ، ثم مر على رجل فقال له رسول الله "ما رأيك في هذا ؟"، فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح . وإن شفع أن لا يشفع . وإن قال أن لا يسمع لقوله . فقال رسول الله :: "هذا خير من ملء الأرض مثل هذا"[متفق عليه]

السبب الحادي عشر: مقارنة النِعم التي وهبها الله لكِ بالآخرين .

فمن ترى أنها أكثر علمًا أو جمالاً من الأخرى، أو أن لديها قدرات أفضل أو غيرها من النعم .. ولا تعلم أن تلك النعم التي أسداها الله تعالى إليها حقها الشكر لا البطر .. فتقارن النعم التي لديها بالأخريـــات، مما يجعلها تنسى من أسداها إليها فتجحد وتتكبَّر بها.

السبب الثاني عشر: ظن دوام النعمة ..

وهذا مما يورث الكِبر الخفي، كما كان حال صاحب الجنة {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}[الكهف: 35] .. فكان جزاءه أن سُلبِت منه النعمة جراء بطره .. لأن دوام النعمة من المُحال، لذا علينا أن نشكر نِعَم الله عزَّ وجلَّ علينا ولا نتكبَّر بها.

السبب الثالث عشر: ظن السبق بفضيلة ..

فقد تغتري بتفوقك في علمٍ ما أو طاعة مُعينة، ومن رحمة الله عزَّ وجلَّ بكِ أن يُرسل لكِ من هو أفضل منكِ حتى لا تنظري لعملك .. فليس الفضل لمن سبق، إنما الفضل لمن صدق،،

السبب الرابع عشر: الغفلة عن آثار الكِبر ..

فالغفلة عن الآثـــار المُهلكة لتلك الآفة الخطيرة تجعلك تتمادين فيها ..
فالله تعالى يبغض الكِبر وأهله .. يقول تعالى {.. إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}[النحل: 23]..
ويبغضهم رسوله ..عن جابر أن رسول الله قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون"، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون. فما المتفيهقون؟. قال "المتكبرون"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
والكِبر سبب الضلال وعدم استقامتك على الطريق ..يقول الله عزَّ وجلَّ {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}[الأعراف: 146
وسبب لدخول النـــار والعيـاذ بالله .. قال رسول الله "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره . ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر"[متفق عليه]
والنجــاة منه سبب لدخول الجنــة .. عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة"[رواه الترمذي وصححه الألباني]

أختـــــاه، أما وقد علمت مظاهر وأسبـــاب الكِبر وعواقبه .. فتلك أوَّل خطوة على طريق العلاج ..


تابعي معنا بقية العلاج في المقالة القادمة إن شـــاء الله تعالى،،



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

التعديل الأخير تم بواسطة صوفيا محمد ; 15-11-14 الساعة 02:09 AM
صوفيا محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 01:40 AM   #2
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

تــــــــواضــــعـــــــــــي

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...

الأخوات الفضليات ..


جدد الله الإيمان في قلوبكن ، وأعاننا الله وإياكن على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ورزقنا الاستقامة على الدرب ، وحفظنا بحفظه الذي لا يرام ، وكلأنا بعينه التي لا تنام ، وستر عوراتنا وأمَّن روعاتنا ، واصطفانا لطاعته ، إنه بالإجابة جدير ، نعم المولى ونعم النصير .

أختاه ..


هل تعلمين ما هي أفضل عبادة يمكنك أن تتقربي بها إلى الله لتجددي إيمانك ؟؟؟
هل طول القيام ؟ هل سرد الصيام ؟ هل دوام الذكر وتلاوة القرآن ؟
هل الاجتهاد في طلب العلم ؟ هل الدعوة إلى الله تعالى ؟
نعم كل هذا عظيم ، وضروري ، ولازم لكل أخت تريد الله والدار الآخرة ، ولكن استمعي لنصيحة أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فإنها قالت : "أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُعُ ."
نعم لأنه من أعظم مقامات العبودية ، لأنه ينفي الكبر والعلو في الأرض ، ويوجب الفقر والذل والمسكنة لله تعالى ، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى
:" وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ "

لكن كيف لك أن تحققي معنى التواضع بصورة عملية :


(1) انظري للجوانب الإيجابية عند الناس واتركي سلبياتهم ، فانشغلي بفضلهم عن عيوبهم .قَالَ الْحَسَنُ : التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِك فَلَا تَلْقَى مُسْلِمًا إلَّا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْك فَضْلًا .
(2) جربي القيام بعمل يستحيل أن تتصوري أن تفعليه ، لاسيما في إعانة الفقراء والمساكين ، والاعتماد على النفس في قضاء الحوائج .
خرج عبد الله بن سلام من بستان له بحزمة حطب يحملها فلما أبصره الناس قالوا: يا أبا يوسف قد كان يعنى في ولدك وعبيدك من يكفيك هذا، قال: أردت أن أجرب قلبي هل ينكر هذا.
(3) إذا شعرت بتفضلك على الناس في شيء فدعي هذا الفعل تواضعًا لله .
أمَّ أبو عبيدة بن الجراح قوماً مرةً فلما انصرف قال: ما زال الشيطان بي آنفا حتى رأيت أن لي فضلاً على من خلفي، لا أؤمُّ أبداً.
(4) ابتعدي عن عبارات المدح واتفقي مع أخواتك على الابتعاد عن الإطراء الذي يفسد القلب .معاذ بن جبل قال: لن يبلغ عبد ذروة الايمان حتى يكون الضعة أحب إليه من الشرف .
(5) فري من أي صورة للكبر في حياتك .قال عمر بن الخطاب لسلمان: يا سلمان ما أعلم من أمر الجاهلية شيئاً إلا وضعه الله عنا بالاسلام إلا أنا لا ننكح إليكم ولانُنكحكم، فهلمَّ فلنزوجك ابنة الخطاب، قال: أفرُّ والله من الكبر، قال: فتفرُّ منه وتحمله عليَّ لا حاجة لي به .
(6) إذا زدت نعمة فزيدي فقرا وتواضعا وانكسارا شكرا لله تعالى
أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خُلقان، جالس على التراب، قال جعفر: وأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا، قال: إني أبشركم بما يسركم، إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه وأهلك عدوه، وأُسر فلان وفلان، وقُتل فلان فلان، التقوا بوادٍ يقال له بدر، كثير الأراك، كأني أنظر إليه، كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضبة إبله، قال جعفر: ما بالك جالساً على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق؟! قال: إنما نجد فيما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه: إن حقاً على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعاً عند كل ما أحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لنا نصر نبيه عليه السلام أحدثت لله هذا التواضع .




أختاه ..


تواضعي وانكسري لله تعالى لتفوزي بأعظم عبادة ، واجتهدي في تطبيق ما أوصيتك به ، وتعاوني مع أخواتك في ذلك ، واتقي الله تعالى في سرك وعلانيتك ، وتذكري أنك تزدادين رفعة وقربا وعزًا بذلك لله تعالى ، وذلك للمؤمنين والمؤمنات .
فمن ستصلح علاقتها بزوجها أو بوالديها أو بأخواتها وإخوتها بتواضعها ؟؟
من ستكون أبر الناس بتواضعها ؟
من ستغفر للناس أذاهم مستشعرة ذنبها وعيبها فتتواضع لله وتغفر ليغفر لها ؟
من ستتصدق اليوم صدقة لتتخلص من حب الذات وحب الدنيا وتترفق بالمساكين تواضعا لله ؟
من ستكون اليوم متصفة بصفة عباد الرحمن " يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً " ؟

من ستستغفر للمؤمنين والمؤمنات- وحتى من يؤذيها منهم - تواضعا لله ؟

والحمد لله رب العالمين
والله يتولانا ويرحم ضعفنا له وانكسارنا بين يديه . اللهم آمين


المصادر:

درس "لا تتكبري" للشيخ هاني حلمي.( بتصرف )
صوفيا محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 04:52 PM   #3
منيرة ناصر
| طالبة في المستوى الرابع|
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حفصة الأثرية مشاهدة المشاركة

(4) ابتعدي عن عبارات المدح واتفقي مع أخواتك على الابتعاد عن الإطراء الذي يفسد القلب .معاذ بن جبل قال: لن يبلغ عبد ذروة الايمان حتى يكون الضعة أحب إليه من
صدقتِ بارك الله فيك و في الشيخ .. فبعض الأخوات تبالغ في مدح أختها
فبذلك ربما تساهم في قوع أختها في شراك الكبر و العجب ..،روى البخاري (6061) ومسلم (3000) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه :أَنَّ رَجُلًا ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - يَقُولُهُ مِرَارًا - إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ : أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبُهُ اللَّهُ ، وَلَا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا ) .
، و عندما يصاب أحدنا بالكبر فمن الصعب الشفاء منه و لا حول و لا قوة إلا بالله .
اللهم إني أعوذ بك من الكبر و العجب .
جزاك الله كل خير أم حفصة ..



توقيع منيرة ناصر

لا تنسوا الدعاء لإخواننا
في سوريا و فلسطين فإنهم في كرب عظيم !
منيرة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 05:33 PM   #4
صفاء أم عبد الله
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 25-06-2014
المشاركات: 6
صفاء أم عبد الله is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكِ الله عنا خيرا أختي الكريمة أم حفصة موعظة مهمة جدا نحتاجها جميعا.

قال الغزالي: (اعلم أنَّه لا يتكبر إلا من استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال، وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي، فالديني هو العلم والعمل، والدنيوي هو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار، فهذه سبعة أسباب.

ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال سعد بن أبي وقَّاص لابنه: (يا بني: إيَّاك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر مع النِّطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها قذفت، والغذاء الذي به غذيت)

في كل تفاصيل حياتنا أمور تدل على ضعفنا فلم التكبر؟

وكان يقال: من عرف حق أخيه دام له إخاؤه، ومن تكبر على الناس، ورجا أن يكون له صديق فقد غرَّ نفسه.

ومن جميل ما سمعت للشيخ المغامسي حفظه الله قال: "والتواضع ليس شيء يصطنع وإنما هو سلوك يصنع"

فدعِ التكبرَ ما حييتَ ::: ولا تصاحبْ أهلَه

[quote
فقد تغتري بتفوقك في علمٍ ما أو طاعة مُعينة، ومن رحمة الله عزَّ وجلَّ بكِ أن يُرسل لكِ من هو أفضل منكِ حتى لا تنظري لعملك .. فليس الفضل لمن سبق، إنما الفضل لمن صدق،،
][/quote]

نعم الله المستعان وما التوفيق إلا من لدنه سبحانه من ظن أنه من علمه أو عمله أو كسبه أو ...فقد ضل السبيل والله ذو الفضل العظيم. فالحذار الحذار.

إضافة

كيف التخلص منه بعد الاستعانة بالله عز وجلّ؟

1- تذكير النفس بالعواقب والآثار المترتبة على التكبر، سواء كانت عواقب ذاتية، أو متصلة بالعمل الإسلامي، وسواء كانت دنيوية، أو أخروية، فلعل هذا التذكير يحرك النفس من داخلها.

2- عيادة المرضى، ومشاهدة المحتضرين، وأهل البلاء، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور...

3- الانسلاخ من صحبة المتكبرين، والارتماء في أحضان المتواضعين المخبتين.

4- مجالسة ضعاف الناس وفقرائهم، وذوى العاهات منهم، بل ومؤاكلتهم ومشاربتهم، كما كان يصنع النَّبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وكثير من السلف، فإن هذا مما يهذب النفس، ويجعلها تقلع عن غيها، وتعود إلى رشدها.

5- التفكر في النفس، وفي الكون، بل وفي كلِّ النعم التي تحيط به، من أعلاه إلى أدناه، مَن مصدر ذلك كله؟ ومَن ممسكه؟ وبأيِّ شيء استحقه العباد؟ وكيف تكون حاله لو سلبت منه نعمة واحدة، فضلًا عن باقي النعم؟ فإن ذلك التفكر لو كانت معه جدِّية، يحرك النفس.

6- النظر في سير وأخبار المتكبرين، كيف كانوا؟ وإلى أي شيء صاروا؟ من إبليس والنمرود إلى فرعون، إلى هامان، إلى قارون، إلى أبي جهل، إلى أبي بن خلف، إلى سائر الطغاة والجبارين والمجرمين، في كلِّ العصور والبيئات.

7- حضور مجالس العلم التي يقوم عليها علماء ثقات نابهون، لاسيما مجالس التذكير والتزكية، فإنَّ هذه المجالس لا تزال بالقلوب حتى ترقَّ، وتلين، وتعود إليها الحياة من جديد.

8- حمل النفس على ممارسة بعض الأعمال التي يتأفف منها كثير من الناس ممارسة ذاتية، حتى لو كان له خادم، على نحو ما كان يصنع النَّبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه، والسلف، فإن هذا يساعد كثيرًا في تهذيب النفس، وتأديبها.

9- الاعتذار لمن تعالى وتطاول عليهم بسخرية أو استهزاء، بل ووضع الخدِّ على التراب وإلصاقه به، وتمكينه من القصاص على نحو ما صنع أبو ذر مع بلال، لما عاب عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم تعييره بسواد أمه.

10- إظهار الآخرين بنعمة الله عليهم، وتحدثهم بها- لاسيما أمام المستكبرين- علهم يثوبون إلى رشدهم وصوابهم، ويتوبون ويرجعون إلى ربهم، قبل أن يأتيهم أمر الله.

11- التذكير دومًا بمعايير التفاضل، والتقدم في الإسلام:

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

قال صلّى الله عليه وسلّم: (كلكم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان).

12- المواظبة على الطاعات: فإنها إذا واظب عليها، وكانت متقنة لا يراد بها إلا وجه الله، طهرت النفس من كل الرذائل، بل زكتها.

بارك الله فيكن ونعوذ بالله من الكبر وأهله.

في كل تفاصيل حياتنا أمور تدل على ضعفنا فلم التكبر؟
صفاء أم عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 02:18 PM   #5
فاطمة أم معاذ
|مسئولة الأقسام العلمية|
افتراضي

جزاك الله خيرا
لي عودة إن يسر الله تعالى



توقيع فاطمة أم معاذ

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
فاطمة أم معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-14, 12:03 AM   #6
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

جزاكن الله خيرا على الإضافات غالياتي نسأل الله عزوجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون به إلى الجنة ويهوى به في جهنم سلمنا الله وإياكن
صوفيا محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفيقوا أيها المتكبرون ام خالد ونور روضة التزكية والرقائق 1 26-06-11 12:06 AM
في فصول نافعة في تربية الأطفال تحمد عواقبها عند الكبر لآلئ الدعوة روضة الأسـرة الصالحة 0 13-07-10 03:53 PM
مجموعة الدعوة هنا تواصلكن المثمر بإذن الله من أجل تواصل هادف مثمر ~ خواطر دعوية 57 02-03-10 03:29 PM


الساعة الآن 04:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .