العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-06, 04:13 PM   #1
طـريق الشـروق
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 13-06-2006
المشاركات: 21
طـريق الشـروق is on a distinguished road
افتراضي ـــــــــ وقفــات ـــــــــ

وقفــات


( التوازن بين الماديات والمعنويات)
ــــــــــ
النفس هذا المخلوق العجيب الغامض
فهل فكرت يوما في وقفة معها لتتعرف عليها وتتلمس
حقيقتها وتفتح أبوابهاوتكتشف مكنونها.
تعالى معى نقف معها وقفة طويلة لكي نغوص في بحارها
ونصعد فوق جبالها لكي نتعرف عليها
وإذا تحدثنا عن النفس فليس هناك من يرشدنا إلى التعرف عليها
وكشف حقيقتها سوى خالقها لأنه الأعلم بها فهوالذي خلقها
وسواها وألهمها وعلمها
قال تعالى :{ وإذا قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيها من روحي فقعوا له ساجدين}
إذاً أخبرنا الله عزوجل أن أصل خلقة النفس من الطين والروح
والطين عبارة عن تراب وماء
والروح سر لايعلمه إلا الله
ونستنتج من هذا أن النفس مركبة وأنها ليست عنصراً واحد بل أكثر من عنصر
تراب ماء روح
وهذا يكشف لنا حقيقة من حقائق النفس أن النفس مركبة وهذا التركيب
هوالذى يجعلها متغيره متقلبة فهى تارة تركن إلى الماديات التي هي الطين والماء
وتارة تركن إلى المعنويات والغيبيات والروحانيات التي هي الروح
والله عزوجل خلق النفس بهذا التركيب وجعل فيها التوازن بين الماديات والمعنويات
وأمر الإنسان أن يكون متوازنا في هذا الأمر وأن يربط بين الماديات والمعنويات
ومثال على ذلك أمره سبحانه وتعالى بنظافة البدن وتطهيره المتمثل في المادة وكذلك
أمره بتحسين أخلاقه وتطهير قلبه المتمثل في الروح وهذا التوازن إذا أختل أختلت معه النفس وأضطرب سلوكها فترى الذى يهتم بالماديات ويزداد في ذلك ويهمل في المعنويات ويشعر دائماً بالحاجة وعدم الإشباع ونجده دائماً سيء السلوك لايحسن معاملة نفسه ولايحسن معاملة الناس
ونجده دائماً لايرضى عن نفسه وأن نفسه تفتقد شيئاً ولا تجده
وعند ذلك تظهر أمراض أمراض نفسية عديدة نتيجة فقد الروح لإشباع حاجتها فيظهر الكبر ويظهر العجب والبخل والإكتئاب وغيرها ونرى الذي يهتم بالمعنويات ويهمل في الماديات ويزداد في ذلك يشعر أيضاً بالحاجة وعدم الإشباع ونجده أيضاً مضطرب السلوك لايرضى عن نفسه وأن نفسه تفتقد شيئاً لاتجده وتظهر عنده أمراض نفسية وبدنية نتيجة فقد البدن لحاجاته فيظهر عنده الحقد والحسد وعدم الرضا وغيرها إذاً لابد
من التوازن في إشباع حاجات النفس مادياً ومعنوياً
فإن أردنا إنضباطاً لهذه النفس فالنبحث عن حاجاتها المادية والمعنوية ولا نهمل في جانب دون الآخر
لأن خالقها وضع لها هذا التوازن وأمرنا به.

وقال تعالى عن النفس:{ونفس وما سوها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكها وقد خاب من دساها} ومن هذه الآية نستنتج أن النفس
ُملهمة
فيها الميل للفجور والميل للتقوى
أنها قابلة للتغير من قبل الإنسان فتعلو وتسفل
أنها مختبره

ومعنى أن النفس ملهمة أى تستمد قوتها من الله عزوجل وأنها غير ذاتية السلوك

فسلوكها إلهام من خالقها ومعنى أن فيها الميل للفجور والتقوى
أن خالقها وضع فيها القوة على الفجور والقوة على التقوى
كما في قوله تعالى { وهديناه النجدين }
أى طريق الخير وطريق الشر
فكل إنسان منا مخير بين أن يسلك طريق الشر وطريق الخير ومن أراد أن يمشي في طريق الخير فإن الله هيأ له الأسباب والسبل والأفعال التي تيسر له السعي في هذا
الطريق وهذا هو إلهام التقوى
ومن أراد أن يمشي في طريق الشر فإن الله هيأ له الأسباب والسبل والسلوك والأفعال للسعي في هذا الطريق وهذا إلهام الفجور ومعنى أن النفس قابلة للتغير فتعلو وتسفل أنها مطواعة مجبولة على الطاعة فهي تطيعك أنت فأنت أميرها إما أن تعلو بها وتزكيها وتختار لها طريق الخير وهو معنى قوله{ قد أفلح من زكها}
وإما أن تسفل بها وتدسها وتختار لها طريق الشر وهومعنى قوله{وقد خاب من دساها}

ومعنى أنها مختبره أى أن النفس خلقت للإختبار ووضعت أمامها وسائل الإختبار من الخير والشروأنت الوحيد المسؤول عن النجاح أو الفشل في هذا الأختبار وليس غيرك فإما أن تكون من الفائزين وإما أن تكون من الخاسرين
فتعامل مع نفسك على هذا الأساس عاملها على أنها في إختبار وهيئها لذلك وأمرها ودربها على سبيل الخير والفلاح حتي تنجو بها من العذاب الأليم.
ــــــ
وقال تعالى عن النفس:{ وإما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوي}
ومن هذه الآية تتضح لنا سمة آخرى من سمات النفس ألا وهي( الهوى)
فالنفس لها هوى ورغبات تحبها وتسعى إليها وهذه الرغبات دائماً تؤدي إلى الهلاك والضلال والإنحراف مالم تكن هذه الرغبات مقيدة بما جاء به الشرع
ولهذا بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ووضح لنا أنه من أصل الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم : ((لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به))

فهوى النفس لابد أن يكون في مرضات الله
فالنفس مجبولة على حب الشهوات والملذات وإنما جُبلت على هذا من أجل الأختبار

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإستقامة ((إن النفس لها أهواء وشهوات تلتذ بنيلها وأدراكها والعقل والعلم بما في تلك الأفعال من المضرة بالدنيا والآخرة يمنعها عن ذلك)) . أنتهى

فلابد وان تحدد لنفسك رغباتك وشهواتك فإن كانت رغباتك وشهواتك في شيئ نهى عنه الشرع فلابد وأن تنهى نفسك عنه
وإن كانتنفسك لاترغب في شيء قد أمر به الشرع فلابد وأن تنهاها عن عدم الرغبة به وتأمرها بالرغبة فيه وعند ذلك تكون قد نهيتها عن الهوى وتكون الجنة بإذن الله هي المأوي .
قال تعالى عن النفس :{إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي}
وتظهر لنا سمة آخرى من سمات النفس في هذه الآية الكريمة (الأمر بالسوء)


فالنفس بطبعها تامر بالسوء لأنها جاهلة ومادامت جاهلة فإن أوامرها تصدر عن جهل وعدم حكمة كالطفل الصغير الذى لايعرف مصلحته فتصدر منه تصرفات سيئة تضره وتضر الآخرين وإنما يفعلها عن جهل منه لأنه لايعرف الخطأ من الصواب ولا يعرف الضارمن النافع
كذلك النفس أمارة بالسوء بسبب جهلها ولكن إذا تعلمت وفهمت فإنها لاتأمر بالسوء ولأن العلم يحكمها لذلك قال تعالى :{ إلا مارحم ربي}
والرحمة من الله للإنسان هى تعليمه هذا الدين ويتضح هذا من قوله تعالى :{الرحمن علم القرآن }
فربط بين أسمه الرحمن وبين تعليمه القرآن
ليدل على أن تعليم الله عزوجل للإنسان هذا القرآن رحمة منه
فإن أردت الرحمة من الله وإن أردت ألا تأمرك نفسك بالسوء فعليك بتعليمها القرآن.

ــــــــ



توقيع طـريق الشـروق
[url=http://www.kshcool.com][img]http://www.kshcool.com/Agif/image/021.gif[/img][/url]

[url=http://www.sa66.com/alshorok][img]http://127.0.0.1:6666/1A0764B294E2EA2F0AB32786F8D9FB92F8143385/توقيع%20الشروق.bmp[/img][/url]
طـريق الشـروق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-06, 08:26 PM   #2
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

أختي العزيزة ...طريق الشروق ...حياك الله

موضوع جداً رائع ومتميز أثابك الباري ....

نفع الله بما سطرت أناملك وجزاكِ عنا كل خير ..



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .