|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
31-03-11, 06:24 AM | #1 |
|نتعلم لنعمل|
|
جميل ستر الله علينا....
في إحدى سفرياتي نفذت كالعادة من ذلك الجهاز الكاشف، الذي يصيح إذا مسح في الجيب شيئًا معدنيًّا، ففزعت إذ أخذ يصرخ بشكل مزعج، فمددت يدي لأجد بجيبي الأيسر نصف ريال (عملة معدنية)، فأخرجته ونحيته عني، وأردت أن أنفذ مرة ثانية فإذا به يصيح، فأحسست بالانزعاج، وتصببت عرقًا من الحياء، ومددت يدي لأجد في الجيب الآخر مفتاحًا، فتوقفت، ودققت في استخراج كل ما في جيوبي، لأنفذ بعد ذلك بسلام، وأنا غير مستريح؛ إذ انتابني إحساس أن الناس كلهم ينظرون إلى، ولأنني مسلم ملتحٍ فربما شكوا أنني أحمل في جيبي طائرة أباتشي، أو راجمة صواريخ، أو أخبئ في حقيبتي مفاعلاً نوويًّا أو نحوه!
عندها راودتني فكرة جعلتني أرتعب، إذ قال لي خيالي المتمرد: تخيل لو أن الله تعالى وضع في بدنك جهازًا يصرخ هكذا كلما ارتكبت ذنبًا، أو اجترأت على معصية، يا خبر! ستكون مصيبة، سيظل يرن طول النهار، لأنني من بني آدم الخطائين! وتماديت في خيالي أكثر، ماذا لو كان هذا الجهاز في أجساد الناس كلهم!؟ كيف سيكون حال الشارع والبيت، ومكان العمل، والأصوات تخرج في وقت واحد من مائة شخص، من ألف، من مليون، من مليار، من أهل الأرض جميعًا هل ستكون الحياة على ظهر الأرض ممكنة؟! أظن أننا سنهلك من أول نصف ساعة، بل من أول دقيقة، من أصوات المعصية التي تصرخ، وتزعج، وتملأ الأجواء كلها، فالصوت طاقة مدمرة، قادرة على إبادة الكون كله بمجراته! ثم تمادى خيالي الحرون، فتخيلت ما تخيله الشاعر أبو العتاهية قبلي، حين حمد الله أنه ليس للذنوب رائحة منتنة تصدر عن فاعليها: كيف إصلاح قلوبٍ.... إنما هُـنَّ قروح أحسـن الله بـنا.... أن الخطايا لا تفوح فإذا المستـور منا.... بين ثوبـيه فَضوح وافترضت معه: لو أن أحدنا كلما اقترف ذنبًا خرجت عنه بالذنب رشة رائحة عفنة فكيف سيكون الحال؟ وأمسكت بطني، لأنني وحدي – بالتأكيد - سأملأ الدنيا عفنًا قبل آخر النهار، لكثرة ذنوبي، فكيف لو خرجت ريح الذين أعرفهم، والذين لا أعرفهم: مائة شخص، ألف، مليون، مليار، أهل الأرض جميعًا كيف ستكون الأرض؟ مزبلة مقززة؟ مرحاضًا كبيرًا؟ كوكبًا متعفنًا؟ شيئًا لا يطاق أن يعيش فيه المرء دقيقة واحدة؟ وسألت نفسي: هل تعرف نعمة ستر الله عليك يأيها المذنب الغارق في خطاياك؟ وهل تقدرها؟ وهل تشكر ربك الحليم الستير عليها؟! يااااااااااه ما أحلمك ربي وأكرمك! ما أصبرك وأسترك! الحمد لله على الإسلام، وعلى نعمة الستر، وعلى نعمة العافية! اللهم أدمها علينا دنيا وأخرى يا كريم. أتعرف قارئي الحبيب، أن نعمة الستر هذه ليست مجرد نعمة مفردة؛ بل هي مجموعة نعم متداخلة نترجمها نحن - لقصورنا – في نعمة واحدة!؟ احسب معي كم في نعمة الستر من نعم باطنة، وتعجب، وسبح بحمد ربك واستغفره: إنه يعرف ما أنوي قبل أن أقع في المعصية، ويعرف أنني أخطط لها، وأرتب نفسي لئلا يراني أحد، فيحلم عليّ، ولا يفضحني.. وهو سبحانه يضع في طريقي مذكرات: كلمة/ آية/ موقفًا/ نصيحة عابرة/ شيئًا يلفت نظري لأتعظ.. ومخي غبي وشيطاني عنيد، فيصبر سبحانه علي.. ثم في سعيي للمعصية يراني ويطلع علي، ويحلم، فلا يرسل إلى سيارة تدهسني، ولا بلطجيًّا يصفعني، ولا شرطيًّا يوقفني، ويأمر ملك الحسنات الذي على كتفي رفيقه ملك السيئات ألا يكتب المعصية، وأن يمهلني لعلي أفيق وأتوب! ثم عند الارتكاس في المعصية هو يراني، ويعلم حالي، ويحلم ويستر! ثم إنه سبحانه إذا أفقت من معصيتي، إذا علم مني خيرًا أعانني على الاستغفار والتوبة.. فإذا استغفرت غفر لي وكأني لم أذنب، ولم أتعد حدودي، وأجترئ على حرمات ربي.. بل ربما مدحني الناس، وظنوا أنني بلا ذنوب، وأنني مثال للعبد التقي النقي الخفي! يااااه.. ما أعظم ربي وأحلمه! اقرأ هذه: ذكر الإمام ابن قدامة في التوابين أن بني إسرائيل لحقهم قحط على عهد سيدنا موسى عليه السلام، فاجتمع الناس إليه، فقالوا: يا كليم الله: ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث. فقام معهم موسى عليه السلام، وخرجوا إلى الصحراء - وهم سبعون ألفًا أو يزيدون - فقال عليه السلام: إلهي: اسقنا غيثك، وانشر علينا رحمتك، وارحمنا بالأطفال الرضع، والبهائم الرتع، والمشايخ الركع؛ فما زادت السماء إلا تقشعًا، والشمس إلا حرارة! فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا! فقال الله عز وجل: كيف أسقيكم؟ وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة؟ فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم؛ فبه منعتكم المطر، وابتليتكم بالقحط والجفاف! فصاح عليه السلام في قومه: يأيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة: اخرج من بين أظهرنا؛ فبك منعنا المطر.. فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال، فلم ير أحدًا خرج، فعلم أنه المطلوب، فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتُضحت على رؤوس بني إسرائيل، وإن قعدت معهم مُنعوا لأجلي. فانكسرت نفسه، ودمعت عينه، فأدخل رأسه في ثيابه نادمًا على فعاله، وقال: إلهي وسيدي: عصيتك أربعين سنة، وأمهلتني. وقد أتيتك طائعًا فاقبلني، وأخذ يبتهل إلى الخالق تبارك وتعالى، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء، فأمطرت كأفواه القِرب - أي انهمر منها الماء مدرارًا - فعجب موسى عليه السلام وقال: إلهي: سقيتنا، وما خرج من بين أظهرنا أحد، فقال الله تبارك وتعالى: يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم! فقال موسى عليه السلام: إلهي أرني هذا العبد الطائع! فقال تعالى وجل وعز: يا موسى إني لم أفضحه، وهو يعصيني، أفأفضحه وهو يطيعني!؟ منقوووووووول |
06-04-11, 03:13 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
أسأل الله لي ولك وللكاتب وللجميع الستر والعفو والمغفرة، إن ربي غفور رحيم...
بارك الله فيك يامحبة على الموضوع الرائع وعلى توقيعك المؤثر... |
07-04-11, 01:53 AM | #3 |
|نتعلم لنعمل|
|
اختي طالبة الرضوان جزاك الله خيرا على جميل دعائك
وطيب ردك ولطف كلماتك أسأل الله أن يجنبنا ذنوب السر والعلن وأن يجعل قلوبنا خاشعة له ذليلة لامره مخبتة إليه |
12-04-11, 02:02 AM | #4 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
08-02-2011
المشاركات: 167
|
اللهم استر علينا في الدنيا ولآخره اللهم آميييييين,
الله ينور قلبك بالايمان اختي محبة كتاب الله وجعله الله في ميزان حسناتك موضوع جميل ـــي |
12-04-11, 05:54 AM | #5 |
|نتعلم لنعمل|
|
|
12-04-11, 10:07 AM | #6 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاك الله خيرا اختى محبة كتاب الله على هذه التذكره
سترنى الله واياكِ فى الدنيا والاخرة . احبُّك ربى . |
12-04-11, 07:39 PM | #7 |
|نتعلم لنعمل|
|
|
17-04-11, 09:15 AM | #8 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض يا أرحم الراحمين |
17-04-11, 04:56 PM | #9 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
30-07-2008
المشاركات: 457
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أخية على طيب انتقائك ما أعجب النفس عندما تغتر بكلام الناس ومكانتها بينهم وهي أعلم بحالها مع ربها ! اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك ،، |
17-04-11, 11:13 PM | #10 |
|نتعلم لنعمل|
|
مشرفتاي
لاليء الدعوة ، وبنت الصديقة تشرفت بمروركن أسأل الله أن يستجيب دعاءكن وأن يتقبل منكن لا حرمنا ربنا من جميل نصحكن بوركت أناملكن |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام | أم خولة | روضة العقيدة | 2 | 14-02-15 10:05 PM |
[1] مظاهر الحب الكاذب ! | بنت التوحيد | روضة السنة وعلومها | 2 | 01-04-08 03:03 PM |