|
01-08-19, 04:11 AM | #1 |
نفع الله بك الأمة
|
الأيام العشر والأضحى
الأيام العشر والأضحى
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"سورة آل عمران / آية : 102 . "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".سورة النساء / آية : 1 . "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 . أَمَّا بَعْدُ: نظرًا للحاجة المُلِحَّة لمعرفة هدي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأيام العشر من ذي الحجة ، وعيد الأضحى ، وما يشرع في هذه الأيام الطيبة . ونظرًا للحرص على اغتنام هذه الفرص العظيمة الأجر ، والتي تعتبر من الهبات العظيمة التي تعين على الانتفاع بالأعمار القصيرة ، والأنفاس المحدودة المعدودة . نظرًا لذلك جُمعت هذه الرسالة من المصادر الصحيحة لتكون هادية بإذن الله ، لما يحب الله ويرضى . وهي تحوي : فضل العشر من ذي الحجة . وتحوي كل ما يخص الأضحية .وتحوي : ما يشرع في العيد .نسأل الله أن يتقبلها منا ، ويجعلها سببًا للنجاة من النار وما كان فيها من صواب فمن الله وحده ، وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان ، وأسأله سبحانه العافية والغفران . اللهم ثبتنا على الإيمان والعمل الصالح ، وأحينا حياة طيبة ، وألحقنا بالصالحين ، واجعل عملنا خالصًا لوجهك ومقربًا إليك ونافعًا لعبادك ، وتولنا في الدنيا والآخرة ، واهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنِك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وأشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين . مقدمة هذه هي الطبعة عملُنا فيها : قُسمت هذه الرسالة لستة مباحث : المبحث الأول : الهلال الهلال . المبحث الثاني : العشر من ذي الحجة . المبحث الثالث : الهدي . المبحث الرابع : الأُضحية . المبحث الخامس : ما يُشرع في العيد . المبحث السادس : فتاوى لها صلة بالرسالة . نسأل الله أن يتقبلها منا ، ويجعلها سببًا للنجاة من النار لكل من شارك في إخراجها والانتفاع بها . " رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ " . سورة إبراهيم / آية : 38 . "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" .سورةالحج / آية : 1 ، 2 . اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ، اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ، اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ". سورة إبراهيم / آية : 41 . والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه وصلي اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم . |
01-08-19, 04:11 AM | #2 |
نفع الله بك الأمة
|
المبحث الأول الهلال الهلال *قوله : كان إذا رأى الهلال : وهو ـ أي الهلال ـ يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ، ثم هو قمر . * قوله:أَهْللهُ علينا باليمنِ : أي أطلعه علينا مقترنًا بالبركة * قوله:والإيمانِ : أي بدوام الإيمان . * قوله:والسلامةِ :أي ـ السلامة عن كل مضرة وسوء . * قوله: والإسلام : أي بدوامه . *قوله: ربي وربك الله : لما توسل به ـ أي بالهلال ـ لطلب اليمن والإيمان ، دل على عظم شأن الهلال ، فقال : ربي وربك الله ، تنزيهًا للخالق أن يُشارك في تدبير ما خلق .تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي / ج : 8 / كتاب : الدعوات / باب : ما يقول عند رؤية الهلال / ص : 451 / بتصرف . * وهاكم روايات مقبولة لها صلة بالحديث * كان إذا رأى الهلال قال " اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله" .الراوي : طلحة بن عبيد الله التيمي . المحدِّث : الألباني ـ المصدر : صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 4726 / ص : 861 / . * عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى الهلال قال " الله أكبر ، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة و الإسلام ، والتوفيق لما تحب و ترضى ، ربنا وربك الله ".المحدِّث : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ المصدر : الكلم الطيب ـ حديث رقم : 162 / ص : 139 / صحيح بشواهده.وهاكم أحاديث لم تصح - مردودة ؛ لها صلة بما أوردناه نورد ما لم يصح لتجنبه : * أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى الهـلال ؛ قال هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ؛ ثلاث مرات . ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا .الراوي : قتـادة . المحدث : أبو داود ـ المصدر : الصيام من شرح العمدة ـ 1 /38 .خلاصة الدرجة : روي متصلًا ، ولا يصح . × * كان إذا رأى الهلال قال : ربي وربك الله ، آمنت بالذي أبداك ثم يعيدك .الراوي : عائشة . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3505 .خلاصة الدرجة : إسناده ضعيف جدًا.× * كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد هلال خير ورشد هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك ثلاث مرات ثم يقول : الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا . الراوي : قتادة . المحدث : أبو داود ـ المصدر : المراسيل ـ الرقم : 532 . خلاصة الدرجة : روي متصلًا ولا يصح. × * كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ـ ثلاث مرات ـ ، ثم يقول : الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا ، وجاء بشهر كذا .الراوي : أبو سعيد الخدري . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3506 . خلاصـة الدرجـة : إسناده ضعيف . × * كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، ثم قال : اللهم ! إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر ، وأعوذ بك من شره ـ ثلاث مرا ت ـ . الراوي : رافع بن خديج . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3507 . خلاصة الدرجة : إسناده ضعيف . × وبعد هذا الحوار الحديثي الثري هيا نردد صيغة من الصيغ المقبولة وقلوبنا منشغلة بالتدبر للمعاني وراجية قبول دعائنا . والفرصة سانحة لمن لم يدعو لرؤية الهلال أول ليلة ، فهو ـ أي الهلال ـ يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ، ثم هو قمر . هلموا نحيي هذه السُنة الشهرية المباركة . |
01-08-19, 04:13 AM | #3 |
نفع الله بك الأمة
|
المبحث الثاني العشر من ذي الحجة من نِعم الله ،أنه سبحانه مَنُّ علينا بفضائل عظيمة ونفحات يعيها كل ذي عقل فطن حذر . * قال صلى الله عليه وسلم " افعلوا الخيرَ دهركم ، وتعرضوا لنفحاتِ رحمة الله ، فإن لله نفحاتٍ من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتِكم ، وأن يؤمِّن رَوعاتِكم " . أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة - ج : 4 -حديث رقم : 1890 / ص : 511 . إلى من فاتهم أن يُغفر لهم في رمضان فظلوا تائهين ، ومن الهدى محرومين ... مازالت فرص النجاة سانحة ، وأبواب المغفرة واسعة ، والأمل في الفوز يتجدد ، وفي الآخرة نعيم الجنة ينتظر . لقد مر علينا شهر رمضان منذ فترة وجيزة ، مر كأنه يوم واحد وليس ثلاثين يومًا ، وها هي نفحة أخرى من نفحات الخير التي منحها الله عز وجل لعباده الذين لم يلحقوا بركب رمضان ، فالقافلة ما زالت تنتظر مَنْ يُسْرِع الخطى كي يصل إليها ويحصّل الخير الجزيل والأجر الوفير . إنها دعوة لندرك ما فاتنا في مواسم مضت ولم نستثمرها . فها هو رمضان يمضي ، ولكن قف ، هناك نفحة تلو الأخرى . بعد رمضان شوال : * عن أبي أيوب صاحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر " .سنن أبي داود المجلد الواحد / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام / ( 58 ) ـ باب : في صوم ستة من شوال / حديث رقم :2433 / ص: 427 / صحيح . هل اغتنمت الفرصة وتعرضت للنفحة بحقها .إذا كنت قصرت في حسن العبادة أو ..... . قف !! هناك نفحة قد نغفل عنها ونظلم أنفسنا . °انتبه ! شهر حرام . شهر ذي القَعدة من الأشهر الحُرُم . قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ".سورة التوبة / آية : 36 . * عن أبي بكرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ" . صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 8 ) ـ باب : قوله : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا ... / حديث رقم : 4662 / ص : 550 / طبعة : دار ابن الهيثم . * عن أبي ذر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال "يا عبادي إنِّي حرَّمْتُ الظُّلمَ على نفسي وجعَلْتُه بيْنَكم مُحرَّمًا فلا تظالَموا ... " . صحيح مسلم / متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب : تحريم الظلم / حديث رقم : 2577 / ص : 658 . وحَذَّر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الظلم : * فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " الظلمُ ظُلُماتٌ يوم القيامةِ " .صحيح البخاري / متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 8 ) ـ باب :الظلم ظلمات يوم القيامة / حديث رقم : 2447 / ص : 280 . وخَوَّفَ النبيُّ أمتَهُ من دعوةِ المظلوم : * فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بعث معاذًا إلى اليمن فقال : " اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " صحيح البخاري / متون / ( 46 ) ـ كتاب المظالم والغضب / ( 9 ) ـ باب :الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم / حديث رقم : 2448 / ص : 280 . فظلم النفس الذي هو ترك طاعة الله ، وترك الانقياد لامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، محرم بنص القرآن الكريم ، وأيضًا ظلم الناس بعضهم لبعض محرم على الدوام . ولكنه في شهر ذي القعدة ، وبقية الأشهر الحرم أشد تحريمًا . فالمشروع في هذا الشهرالحرام : 1ـ ترك ظلم النفس : وذلك بالاتباع وفعل المأمورات والبعد عن المحرمات والمنهيات . 2 ـ ترك ظلم العباد : فظلمهم يكون بشتمهم وقذفهم ، وأكل أموالهم ، وسفك دمائهم ، واغتيابهم ، والسعي بينهم بالفساد ..... حتى يلقى الله مفلسًا . * فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " أتدرون ما المفلس ؟ " . قالوا : المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع .فقال " إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فَنِيت حسناتُهُ ، قبل أن يُقْضَى ما عليه . أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه . ثم طُرح في النار " . صحيح مسلم . متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب :تحريم الظلم / حديث رقم : 59 ـ ( 2581 ) / ص : 659 . إذا كنت قصرت في حسن العبادة أو ..... . قف !! هناك نفحة قد نغفل عنها ونظلم أنفسنا . انتبه ! شهر حرام . شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم ، واجتمعت فيه أمهات العبادة ، فيه أيام أفضل أيام الدنيا . فمن حكمة الله تعالى ودلائل ربوبيته ووحدانيته ، وصفات كماله ، تخصيص بعض مخلوقاته بمزايا وفضائل ، وتفضيل بعض الأزمنة والأمكنة على بعض في تعظيم الأجور، وكثرة الفضائل . ومن ذلك أن الله تعالى فضل بعض الشهور والأيام والليالي على بعض ليكون ذلك مغنمًا للطائعين ، وميدانًا لتنافس المتنافسين ، ليكون ذلك عونًا للمسلم في زيادة العمل ؛ والرغبة في الطاعة، وتجديد النشاط ليعظم أجره ، ويحظى بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود للمعاد . ومن هذه المواسم ؛ والنفحات العظيمة ، ما شهد النبي صلى الله عليه وسلم ـ بأنها أفضل أيام الدنيا ألا وهي عشر ذي الحجة . * فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 أيام العشر : أي عشر ذي الحجة . وترجع أفضليتها ؛ لاجتماع أمهات العبادة فيها . فيض القدير شرح الجامع الصغير للأحاديث النبوية بالترتيب ... / ج :2 / ص : 71 / بتصرف . * فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر" .فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ... / ( 52 ) ـ باب : ما جاء في العمل في أيام العشر/ حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح . * وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ قال " ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " . وكان سعيد بن جُبَير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه .رواه الدارمي 1 /357 . وحسن إسناده الشيخ الألباني في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل : ج :3 / ص: 398 . * وعن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس ،عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " ما العمل في أيام أفضلَ منها في هذه " . قالوا ولا الجهاد . قال " ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " .صحيح البخاري / ( 13 ) ـ كتاب : العيدين / ( 11 ) ـ باب : فضل العمل في أيام التشريق / حديث رقم : 969 / ص : 111 . ـ قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث : قوله : فلم يرجع بشيء : أي فيكون ـ أي فيكون المجاهد في هذه الحال ـ أفضل من العامل في أيام العشر ،أو مساويًا له . في هذه الحال : المقصود قوله : رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء . قال ابن بطال : هذا اللفظ يحتمل أمرين:أن لا يرجع ـ أي المجاهد في سبيل الله ـ بشيء من ماله وإن رجع هو , وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن يرزقه الله الشهادة .ا .هـ . ويجاب بأجوبة : أحدها :أن الشيء يشرف بمجاورته للشيء الشريف ،وأيام التشريق تقع تلو أيام العشر , وقد ثبتت الفضيلة لأيام العشر بهذا الحديث فثبتت بذلك الفضيلة لأيام التشريق . ثانيها : أن عشر ذي الحجة إنما شرف لوقوع أعمال الحج فيه.وبقية أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمي والطواف وغير ذلك من تتماته فصارت مشتركة معها في أصل الفضل.ولذلك اشتركت معها في مشروعية التكبير في كل منها ، وبهذا تظهر مناسبة إيراد الآثار المذكورة في صدر الترجمة لحديث ابن عباس كما تقدمت الإشارة إليها ثالثهًا : أن بعض أيام التشريق هو بعض أيام العشر وهويوم العيد , وكما أنه خاتمة أيام العشر فهو مفتتح أيام التشريق , فمهما ثبت لأيام العشر من الفضل شاركتها فيه أيام التشريق , لأن يوم العيد بعض كل منها بل هو رأس كل منها وشريفه وعظيمه.وهو يوم الحج الأكبر كما سيأتي في كتاب الحج إن شاء الله تعالى . ا . هـ . التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي تراب ; 01-08-19 الساعة 04:15 AM |
01-08-19, 04:17 AM | #4 |
نفع الله بك الأمة
|
فضيلة هذه الأيام جاءت من أمور كثيرة منها · أن الله تعالى أقسم بها : والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ونحو ذلك ، قال تعالى" وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ " . سورة الفجر / آية :1 ، 2 . قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف :إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير " وهو الصحيح " ونسبه الشوكاني في تفسيره إلى جمهور المفسرين ". تفسير ابن كثير ، فتح القدير . · أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدم : * فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 . · أنه صلى الله عليه وسلم ، حث فيها على العمل الصالح :وذلك لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان ـ أيضا ـ وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام . * فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر"فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله .... / ( 52 ) ـ باب : ما جاء في العمل في أيام العشر / حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح . · أن فيها يوم عرفة . في هذه العشر يوم عرفة ؛ وهو اليوم المشهود : * عن أبي مالك الأشعري ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اليوم الموعود يوم القيامة ، والشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، ويوم الجمعة ذَخَره الله لنا ، وصلاة الوسطى صلاة العصر " رواه : الطبراني / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 2 / حديث رقم :8200 / ص : 1362 / خلاصة الدرجة : صحيح . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، وما طلعت الشمس ولا غربت ، على يوم أفضل منه ، فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه " .رواه : الترمذي والبيهقي / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 2 / حديث رقم :8201 / ص : 1363 / خلاصة الدرجة : صحيح . ذلك اليوم ـ أي عرفة ـ العظيم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم به النعمة وأنزل فيه قوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " .سورة المائدة / آية : 3 . * عن طارق بن شهاب ، قال : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية ، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا . فقال عمر : إني لأعلم حيث أنزلت ، وأين أنزلت ، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حين أنزلت ، يومَ عرفةَ ، وإنَّا والله بعرفة ..... .صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 2 ) ـ باب : قوله :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" . المائدة :3 / حديث رقم :4606 / ص : 542 . * عن طارق بن شهاب ، أن أُناسًا من اليهود قالوا : لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا ، فقال عمر : أية آية ؟ فقالوا " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا". فقال عمر : إني لأعلم أي مكان أنزلت ، أنزلت ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واقف بعرفة .صحيح البخاري " متون " / ( 64 ) ـ كتاب : المغازي / ( 77 ) ـ باب : حجة الوداع / حديث رقم :4407 / ص : 542 . فهو ـ أي عرفة ـ للحجاج ركن حجهمْ . * قال صلى الله عليه وسلم " الحج عرفة . " .أخرجه أصحاب السنن . وهو في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 1 / حديث رقم : ( 3172 ) / ص :606 . ومن لم يقف بعرفةَ فلا حجله . ففيه تُجاب الدعوات ، وتُقَال العثرات . وتُغفر الذنوب والسيئات ، وتتنزل من الله الرحمات . قال صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار ، من يوم عرفة . وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة . فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ .صحيح مسلم / ( 15 ) ـ كتاب : الحج / ( 79 ) ـ باب : فضل الحج والعمرة ويوم عرفة /حديث رقم : 436 ـ (1348) / ص : 333 . وهو : يومُ ِذكر لله ؛ وإعلاء لكلمة التوحيد : يشرع للحجاج في هذا اليوم الإكثار من الدعاء وقول : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . * قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي في سننه : حدثنا : أبو عمرو مسلم بن عمر ، قال : حدثني : عبد الله بن نافع ، عن حماد بن أبي حُميد ، عن عمرو ابن شُعيب ، عن أبيه عن جده ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "خير الدعاء ؛ دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 123 ) ـ باب : في دعاء يوم عرفة / حديث رقم : 3585 / ص : 815 / . وفي هذا اليوم أخذ الله الميثاق من ظهر آدم : *قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم ـ عليه السلام ـ ، بِنُعْمَان يوم عرفة , فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ، ثم كلمهم قبلًا , قال "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " أو تقولوا إلى قوله" الْمُبْطِلُونَ " . الراوي : عبد الله بن عباس المحدث : أحمد شاكر ـ المصدر : عمدة التفسير ـ الرقم : 2 / 73 . خلاصة الدرجة : أشار في المقدمة إلى صحته . * و قال صلى الله عليه وسلم "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بـ "نعمان " يوم عرفةَ ، وأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلًا ، قال " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قالوا : بلى" .تخريج السيوطي : رواه أحمد ، والنسائي ، والبيهقي في الأسماء ، عن ابن عباس .خلاصة الدرجة : صحيح بل هو متواتر المعنى . الدرر السنية .وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1/ حديث رقم : 1701 / ص : 349 . تمام الآية "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " سورة الأعراف / آية : 172 . ° تفسيرها من الجلالين : وَ اذكر "إِذْ" حين " أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ" بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار "ذُرِّيَّتَهُمْ " بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم ، نسلًا بعد نسلٍ كنحو ما يتوالدون كالذرِّ بنعمان يوم عرفة ، ونصب لهم دلائل على ربوبيته ، وركب فيهم عقلاً وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ" قال " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ" قالوا " قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا "أنت ربنا "شَهِدْنَا " بذلك والإشهاد لـ :أن ، لا "تَقُولُوا" بالياء والتاء في الموضعين ، أي الكفار "يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا " التوحيـد "غَافِلِينَ " لا نعرفه . ا . هـ . فضل صيام يوم عرفة : لصيام يوم عرفة فضل عظيم . يشرع للمسلم المقيم وليس الحاج ، الفوز بأجر صيام هذا اليوم العظيم : * قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي في سننه : حدثنا : قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي ، قالا : حدثنا : حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزماني ، عن أبي قتادة ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " صيام يوم عرفة إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " . قال أبو عيسى : وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم /( 46 ) ـ باب : في فضل صوم يوم عرفة / حديث رقم : 749 / ص : 185 / حديث صحيح . * قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب أو قُرئ عليه ، قال : أخبرني عمرو ، عن بُكَيْر ، عن كُرَيْب ، عن ميمونة ـ رضي الله عنها :أن الناس شكُّوا في صيام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ يوم عرفة ، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف ، فشرب منه والناس ينظرون. صحيح البخاري " متون " / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 65 ) ـ باب : صوم يوم عرفة / حديث رقم : 1989 / ص:224 . هل تَرْك صيام يوم عرفة ؛ على الوجوب ؛ أم على الاستحباب ؟ هناك خلاف بين العلماء في ذلك ساقه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، عند شرحه لهذا الحديث ، قـال "... استحباب الفطر يوم عرفة بعرفة، وفيه نظر لأن فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المجرد لا يدل على نفي الاستحباب ، إذ قد يترك الشيء المستحب لبيان الجواز ويكون في حقه أفضل ، لمصلحة التبليغ , نعم روَى أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من طريق عكرمة أن أبا هريرة حدثهم " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " . وأخذ بظاهره بعض السلف ، فجاء عن يحيى بن سـعيد الأنصاري قال : يجب فطر يوم عرفة للحاج . * وعن ابن الزبير وأسامة بن زيد وعائشة : أنهم كانوا يصومونه،وكان ذلك يعجب الحسن ويحكيه عن عثمان ، وعن قتادة مذهب آخر قال : لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء ، ونقله البيهقي في "المعرفة"عن الشافعي في القديم , واختاره الخطابي والمتولي من الشافعية . وقال الجمهور : يستحب فطره ، حتى قال عطاء من أفطره ليتقوى به على الذكر كان له مثل أجرالصائم.ا . هـ . أن فيها ـ أي في العشر ـ يوم النحر ، ويوم القَر : ففي العشر أيضًا يوم النحر ـ 10 ذو الحجة ـ ، الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق ، وهو يوم الحج الأكبر الذي تجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا تجتمع في غيره . * قال البخاري في صحيحه : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال :قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنى " أتدرون أيُّ يوم هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال " فإن هذا يوم حرام ، أفتدرون أي بلد هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " بلد حرام ، أفتدرون أي شهر هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " شهر حرام . قال : فإن الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا " . وقال هشام بن الغاز : أخبرني نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : وقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم النحر بين الجمرات ، في الحجة التي حج ، بهذا ، وقال " هذا يوم الحج الأكبر " . فطفق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " اللهم اشهد " . وودع الناس ، فقالوا : هذه حجة الوداع . صحيح البخاري " متون " / ( 25 ) ـ كتاب : الحج / ( 132 ) ـ باب : الخطبة أيام منى / حديث رقم : 1742 / ص : 196 . * قال البخاري في صحيحه : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شُعيب ، عن الزهري ، قال :أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة قال :بعثني أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فيمن يؤذِّن يوم النحر بمنى : لايحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عُريان ،ويومُ الحج الأكبرِ ، يومُ النّحر، وإنما قيل الأكبرُ :من أجلِ قولِ الناسِ :الحجُّ الأصغرُ ، فنبَذَ أبو بكرٍ إلى الناس في ذلك العـام ،فلم يحُج عام حجة الوداع ؛ الذي حجفيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، مشرك .صحيح البخاري " متون " / ( 58 ) ـ كتاب : الجزية والموادعة / ( 16 ) ـ باب : كيف ينبذ إلى أهل العهد / حديث رقم :3177 / ص :375 . * عن عبد الله بن قُرْط ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " . قال عيسى : قال ثور : وهو اليوم الثاني . قال : وقُرّب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بدَنات خمسٌ أو ستٌ ، فطفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأيتهنَّ يبدأ ، فلما وجبت جنوبها قال ـ فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها ـ فقلت : ما قال ؟ قال " من شاء اقتطع " . سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـباب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح . يوم القَر : هو الغد من يوم النحر ، وهو حادي عشر ذي الحجة ، لأن الناس يقرون فيه بمنى ، أي يسكنون ويقيمون. حاشية : صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / ص :242 . · أن في هذه العشر : الحج ، والأضحية ، والهدي : * قال صلى الله عليه وسلم :فالحج مطهرة من الذنوب : " أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك سيئة . وأما وقوفك بعرفة ؛ فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبًا غسلها الله عنك . وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك . وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة ، فإذا طفت بالبيت خَرَجْتَ من ذنوبك كيوم ولدتك أمك " .أخرجه : ابن حبان ، والبزار . عن : عبدالله بن عمر . وحسنه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1360 / ص : 289 . وزيادته / مرتب على الحروف . |
01-08-19, 04:18 AM | #5 |
نفع الله بك الأمة
|
الأضحية ففي هذه الأيام العشر يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله ، قال " إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ، ثم يوم القَرّ " . أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في المشكاة .* فعن عبد الله بن قُرْط ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " . قال عيسى : قال ثور :هو اليوم الثاني . قال : وقُرّب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛بدَنات خمسٌ أو ستٌ ، فطفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأيتهنَّ يبدأ ، فلما وجبت جنوبها قال ـ فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها ـ فقلت : ما قال ؟ قال " من شاء اقتطع " .سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـ باب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح . ففي هذا اليوم تراق دماء الأضاحي والهدايا ، تقربًا إلى الله عز وجل ،وهذا من أفضل القربات وأَجَلّ الطاعات ، فقد قرن الله الذبح بالصلاة ، قال تعالى "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " سورة الكوثر / آية : 2 . وقال جل وعلا "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 161 ، 162 . فمن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة التقرب إلى الله بذبح الأضاحي ، ففي ذلك أجر عظيم وهي سنة أبينا إبراهيم ، وسنة نبينا من بعده . وقد حذرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تَرك الأضحية من غيرعذر : * فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " من كان له سعةٌ ، ولم يُضَحِّ ، فلا يقرَبَنَّ مَصْلاَّنا " .سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 2 ) ـ باب :الأضاحي واجبة هي أم لا ؟ / حديث رقم :2123 / ص : 530 / . فلا يقربنَّ مصلانًا : ليس المراد أن صحة الصلاة تتوقف على الأضحية . بل هي عقوبة له بالطرد عن مجالس الأخيار . حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 199 . وسيفرد مبحث مستقل بكل ما يتعلق بالأضحية إن شاء الله قال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع / ج : 7 / باب الهدي والأضحية والعقيقة / ص : 453 :الهدي : الهدي هو : كل ما يهدَى إلى الحرم من نَعَم . والأضحية ما يُذْبَح في أيام النحر تقرُّبًا إلى الله ـ عزَّ وجل ـ وسميت بذلك ؛ لأنها تذبح ضحى ، بعد صلاة العيد . وهل الهدي والأضحية متغايران ؟ الجواب : نعم متغايران ؛ لأن الأضحية في البلاد الإسلامية عامة ، والهدي خاص فيما يُهدى للحرم . ا . هـ / بتصرف . أقسام الهدي - الذي هو من بهيمة الأنعام - ينقسم الهدي إلى : واجب ، ومستحب . الهدي الواجب مثل : هدي القارن ، والمتمتع ، والمُحْصَر ، ..... .الهدي المستحب مثل : فمما يُلتفت إليه هذه السُّنة المنسية وهي الإهداء للبيت الحرام من غير نُسك لذا نلقي الضوء عليها لنغتنم هذه النفحات ، فإن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد ، فيه ثواب عظيم . * فعن أبي هريرة ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا " .سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ أول كتاب : السنة /( 7 ) ـ باب : من دعا إلى السنة / حديث رقم :4609 / ص : 832 / صحيح . وسيفرد مبحث مستقل ؛ بكل ما يتعلق بالهدايا ؛ إن شاء الله تعالى . |
01-08-19, 04:19 AM | #6 |
نفع الله بك الأمة
|
في وظائف عشر ذي الحجة فليحرص المسلم على مواسم الخير ، فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملًا صالحا يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه ، فإن العمل قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب . قال تعالى "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " .سورة الزلزلة / آية : 7 ، 8 . الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل . قال تعالى" وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي". سورة الفجر / آية : 23 ، 24 . التوبة التوبة فينبغي للمسلم أن يستقبل مواسم الخيرات بالتوبة الصادقة النصوح ، التوبة من التقصير في الواجبات ، والتوبة من ارتكاب المحرمات ، والتوبة من التقصير في شكر نعم الله علينا ،فكم من نعم أنعمها الله علينا قَلَّ أن نشكرها ، وكم قصرنا في طاعة الله وما تبنا . * عن سلمة بن عبيد الله بن مِحْصنٍ الخَطْمي ، عن أبيه وكانت له صُحبة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافى في جسده ، يملك قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا". سنن الترمذي " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / ( 34 ) ـ باب /حديث رقم : 2346 / ص : 529 / . فمما يتأكد في هذه العشر : التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب .فَمَنْ مِنَّا أدى شكر هذه النعم ؟ ! ثم ينبغي على المسلم أن يغتنم مواسم الخيرات فيما يقربه إلى ربه ويرفع درجته في الجنة ، قال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ". سورة آل عمران / آية : 133 . " تزود من التقوى ، فإنك لا تدري إذا جنَّ الليل هل تعيش إلى الفجر ! . والتوبة هي : الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يُغضِب الله ظاهرًا وباطنًا ؛ ندمًا على ما مضى ، وتركًا في الحال ، وعزمًا على ألا يعود ، والاستقامة على الحق ؛ بفعل ما يحبه الله تعالى ، ويرضاه . والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة في الحال بدون تمهل لأنه : قال تعالى" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "سورة آل عمران / آية : 135 ، 136 . أولًا : لا يدري في أي لحظة يموت . ثانيًا : لأن السيئات تجر أخواتها . وقد أثنى الله سبحانه في كتابه العزيز على من يسارع بالتوبة وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم ؛ لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ، ورغبتها في الخير ، فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى "فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ".سورة القصص / آية : 67 . فبادر ...أيها الصحيح بالتوبة النصوح ، وسارع يا مسلم للنجاة ، وتذكر أن الصحة لا تدوم ، وأن اللحظة لا تعود ، وأن الموت الذي تفر منه آت لا محالة ،واشكر ربك بالتوبة والعبادة والذكر والندم ، واسأله سبحانه الثبات على الحق والخير ...وتذكر لن ينفعك يوم الدين إلا عملك الصالح ، ومنها التوبة التي تمحي الذنوب الصغائر والكبائر . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبواب الأجر .. في الأيام العشر | أم اليمان | روضة الفقه وأصوله | 1 | 18-10-11 02:27 AM |
صيام العشر من ذي الحجة | شـروق | روضة الفقه وأصوله | 2 | 13-12-07 12:58 AM |