|
17-02-09, 10:52 AM | #1 |
المشرف العام
تاريخ التسجيل:
08-02-2007
المشاركات: 867
|
البسملة في المصحف الشريف
هل البسملة كتبت في المصحف على أنها آية من كل سورة؟
أو أية مستقلة وضعت للفصل بين السور؟ أو ليست بآية؟ التعديل الأخير تم بواسطة أم البراء ; 17-02-09 الساعة 10:57 AM |
17-02-09, 11:21 AM | #2 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بعلمكم
في انتظار بحوثكن أخواتي في الله أسال الله تعالى أن ييسر أموركن ويسدد خطاكن |
17-02-09, 05:54 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالبسملة آية من كل سورة غير (التوبة) لإجماع الصحابة على كتابتها في المصاحف، وإجماع القراء على قراءتها غير (التوبة)، ويؤيد هذا التواتر الخطي والقولي كثير من أحاديث الإثبات الصحيحة، فوجب إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلى الإثبات وإلا فلا يعتد بها، وإن صح سندها؛ لأن أحاديث الإثبات أقوى دلالة من أحاديث النفي، وأولى بالتقديم عند التعارض . يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل : في المسألة أدلة قطعية وأدلة ظنية، والقاعدة في تعارض القطعي مع الظني أن يُرجح القطعي إذا تعذر الجمع بينه وبين الظني، ولولا التعصب للمذاهب من قوم وللأسانيد من آخرين لأجمع المحدثون والفقهاء والمتكلمون على أن البسملة آية من كل سورة غير براءة (التوبة) كما أجمع الصحابة على كتابتها في المصاحف، وكما أجمع القراء السبعة المتواترة قراءاتهم على قراءتها عند البدء في كل سورة غير براءة- فهذان دليلان قطعيان أحدهما خطي متواتر والآخر قولي متواتر يؤيدهما كثير من أحاديث الإثبات الصحيحة، فوجب إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلى الإثبات وإلا فلا يعتد بها، وإن صح سندها، ومنها ترك بعض القراء السبعة لتلاوتها في السورة التي توصل بما قبلها. أما دعوى أنها كتبت في المصاحف للفصل بين السور فلو كانت صحيحة لكتبوها بين سورتي الأنفال وبراءة (التوبة) أيضًا, ومن المعلوم بالقطع أن الصحابة ومن اهتدى بهديهم لم يكتبوا في المصاحف شيئًا غير كلام لله -تعالى-. وأما حديث ابن عباس (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) رواه أبو داود والحاكم وصححه على شرط الصحيحين والبزار بسندين رجال أحدهما رجال الصحيح - فهو حجة على أن البسملة كانت تنزل مع كل سورة، لا أنها آية كُتبت للفصل بين السور بالاجتهاد، وقد توفي-صلى الله عليه وسلم-ولم يأمر بكتابتها في أول سورة براءة وعللوا ذلك بنزولها بنقض عهود المشركين وبالسيف. وأما أحاديث الإثبات.. (فمنها)حديث (نزلت عليّ آنفا سورة- فقرأ-بسم الله الرحمن الرحيم .إنا أعطيناك الكوثر) إلخ رواه مسلم والنسائي عن أنس. (ومنها)سئل أنس: كيف كانت قراءة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: كانت مدًّا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم-يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد الرحيم .رواه البخاري، وفي معناه حديث أم سلمة عند أحمد وأبي داود والدارقطني وقد قرأت الفاتحة كلها بالبسملة. (ومنها)عدة أحاديث لأبي هريرة-قال نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن-الحديث وفيه-ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله-صلى الله عليه وسلم-رواه النسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: على شرط البخاري ومسلم، وقال البيهقي: صحيح الإسناد وله شواهد. (ومنها)قوله: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم رواه الدارقطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات، ولكن اختلف غيره في عبد الله بن عبد الله الأصبحي من رجاله. (ومن الآثار في المسألة)أن عليًّا كرم الله وجهه سئل عن السبع المثاني فقال: الحمد لله رب العالمين، أي سورة الحمد لله..الخ فقيل له: إنما هي ست، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. رواه الدارقطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات. (ومنها)إنكار الصحابة على معاوية ترك الجهر بها. رواه الشافعي عن أنس والحاكم في المستدرك وقال: على شرط مسلم قال: صلى معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر في الخفض والرفع، فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقضت الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر. ولعل المراد الجهر بذلك وإلا لأعاد الصلاة؛ إذ لا يعذر مثله بجهل كون البسملة منها. ويحتمل أن يكون أعادها وإن لم يذكر في هذه الرواية. وأما أحاديث النفي.. (فأقواها) حديث أنس: صليت مع النبي-صلى الله عليه وسلم-وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن وله ألفاظ أخرى. (ومنها) فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. رواه أحمد والنسائي لا القراءة، وفي لفظ لابن خزيمة: كانوا يسرّون إلخ، وقد أعلّ المثبتون حديث أنس هذا بالاضطراب في متنه، وبما رُوي من إثبات الجهر بها عنه وعن غيره، وقال بعضهم: إنه كان نسي هذه المسألة فلم يجزم بها، قال أبو سلمة: سألت أنسًا أكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يستفتح بالحمد لله رب العالمين أو ببسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك سألتني عن شيء ما أحفظه وما سألني عنه أحد قبلك. الحديث رواه الدارقطني، وقال: هذا إسناد صحيح. (ومن أدلة النفي) ما صح في الحديث القدسي من قسمة الصلاة بين العبد والرب نصفين وفسرها-صلى الله عليه وسلم-بقوله: فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله عز وجل: حمدني عبدي إلخ الحديث رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة، والاستدلال بترك ذكر البسملة فيه على عدم كونها من الفاتحة ضعيف، ولو صح لصح أن يستدل به على كون سائر الأذكار والأعمال ليست من الصلاة،والقول الجامع:أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يجهر بالبسملة تارةً ويسر بها تارةً. وقال ابن القيم: إن الإسرار كان أكثر. وذهب القرطبي في الجمع بين الأحاديث إلى أن سبب الإسرار بها قول المشركين الذين كانوا يسمعون القرآن منه: محمد يذكر إله اليمامة. يعنون مسيلمة الكذاب لأنه سمي الرحمن أو أطلقوا عليه لفظ رحمن بالتنكير كقول مادحه: وأنت غيث الورى لا زالت رحمانا وكانوا يشاغبون النبي-صلى الله عليه وسلم-بإنكار تسمية الله-عز وجل-بالرحمن كما علم من سورة الفرقان وغيرها، فأُمر-صلى الله عليه وسلم-بأن يخافت بالبسملة، قال الحكيم الترمذي: فبقي إلى يومنا هذا على ذكر الرسم وإن زالت العلة. روى ذلك الطبراني في الكبير والأوسط، وذكره النيسابوري في التيسير من رواية ابن جبير عن ابن عباس، وقال في مجمع الزوائد: إن رجاله موثقون. وصفوة القول: إن أحاديث الإثبات أقوى دلالة من أحاديث النفي، وأولى بالتقديم عند التعارض، وإذا فرضنا أنها تعادلت وتساقطت أو ربح المنفي على المثبت خلافًا للقاعدة جاء بعد ذلك إثباتها في المصحف الإمام في أول الفاتحة وأول كل سورة ماعدا براءة (التوبة) وهو قطعي ينهزم أمامه كل ما خالفه من الظنيات، وقد أجمع الصحابة على أن كل ما في المصحف فهو كلام الله-تعالى-أثبت كما أنزل سواء قرئت الفاتحة في الصلاة بالبسملة جهرًا أو سرًّا أم لم تقرأ، ولا عبرة بخلاف أحد بعد ذلك ولا برواية أحد يزعم مخالفة أحد منهم لذلك. ولا حاجة مع هذا إلى تتبع جميع ما ورد من الروايات الضعيفة والآثار والآراء الخلافية، ومن ذلك أثر ابن عباس المذكور في السؤال، ولولا التطويل الممل بغير طائل لأوردنا كل ما ورد في المسألة رواية ودراية. والله أعلم . موقع اسلام اون لاين.. والله اعلم |
18-02-09, 05:21 AM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
هل البسملة آية من كتاب الله تعالى ؟ اتفق العلماء على أن البسملة جزء من آية في قوله تعالى ( أنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) النمل:30 واختلفوا في أنها آية من الفاتحة أو ليست آية منها وهي الآية الأولى من سورة الفاتحة عند علماء العدد الكوفيين والمكيين ولذلك فهم لا يعدون ( صراط الذين أنعمت عليهم ) آية مستقلة بل هي عندهم جزء من الآية السابعة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين ). أما علماء العدد الآخرون وهم البصريون والمدنيون والشاميون فلم يعدوها آية من سورة الفاتحة ولذا فهم يعدون (صراط الذين أنعمت عليهم )وهي الآية السادسة عندهم والآية السابعة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أما غير سورة الفاتحة فلا خلاف بين العلماء في عدم عد البسملة في أولها هذه مذاهب العلماء العدد في البسملة وهي التي ينبغي التعويل عليها والتمسك بها . و في رواية حفص عن عاصم يُتبع العدد الكوفي ولذا فالبسملة عندنا هي الآية الأولى من سورة الفاتحة فالمشهور عند الحنابلة والأصح عند الحنابلة وما قال أكثر الفقهاء : أن البسملة ليست آية من الفاتحة ومن كل سورة . وأنها آية واحدة من القران كله أنزلت للفصل بين السور وذكرت في أول الفاتحة واستدلوا على صحة ما ذهبوا إليه بحديث أبي هريرة مرفوعا (يقول الله تعالى :قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين : قال الله تعالى : حمدني عبدي .........) ووجه الاستدلال بالحديث أن البسملة لو كانت آية من الفاتحة لبدا بها ومذهب الشافعية أن البسملة آية كاملة من سورة الفاتحة ومن كل سورة وهو قول ابن المبارك وفي رواية عن الشافعية واحمد :أنها أية من سورة الفاتحة فقط .اتفق أصحاب المذاهب الأربعة على أن من أنكر أنها أية في أوائل السور لا يعد كافرا للخلاف السابق وإنما ذكرناه لنعرف مذاهب أئمة الفقه فيها كما انه لا خلاف بين القراء عامة في وجوب الإتيان بالبسملة عند افتتاح القراءة من أول كل سورة وذلك لثبوتها بالمصحف .باستثناء سورة براءة (التوبة)لا خلاف في ترك البسملة في أولها لعدم وجودها. و الله أعلى و أعلم |
18-02-09, 03:18 PM | #5 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
07-09-2008
المشاركات: 70
|
هل البسملة كتبت في المصحف على أنها آية من كل سورة؟
اتفق المسلمون على أنها من القرآن في قوله: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30]، وتنازعوا فيها في أوائل السور حيث كتبت على ثلاثة أقوال: أحدها: أنها ليست من القرآن، وإنما كتبت تبركا بها، وهذا مذهب مالك، وطائفة من الحنفية، ويحكي هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه، وإن كان قولًا في مذهبه.
والثاني: أنها من كل سورة، إما آية، وإما بعض آية، وهذا مذهب الشافعي ـ رضي الله عنه. والثالث: أنها من القرآن حيث كتبت آية من كتاب الله من أول كل سورة، وليست من السورة. وهذا مذهب ابن المبارك، وأحمد/ بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ وغيرهما. وذكر الرازي أنه مقتضي مذهب أبي حنيفة عنده. وهذا أعدل الأقوال. فإن كتابتها في المصحف بقلم القرآن، تدل على أنها من القرآن وكتابتها مفردة مفصولة عما قبلها وما بعدها تدل على أنها ليست من السورة، ويدل على ذلك ما رواه أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن ثلاثين آية، شفعت لرجل، حتى غفر له. وهي {تّبّارّكّ بَّذٌي بٌيّدٌهٌ بًمٍلًكٍ}) وهذا لا ينافي ذلك، فإن في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أغفي إغفاءة فقال: (لقد نزلت على آنفًا سورة. وقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ})؛ لأن ذلك لم يذكر فيه أنها من السورة، بل فيه أنها تقرأ في أول السورة، وهذا سنة، فإنها تقرأ في أول كل سورة، وإن لم تكن من السورة. ومثله حديث ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل الصورة حتى تنزل {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} رواه أبو داود، ففيه أنها نزلت للفصل، وليس فيه أنها آية منها، و{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ثلاثون آية بدون البسملة. ولأن العادين لآيات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السورة، لكن هؤلاء تنازعوا في الفاتحة: هل هي آية منها دون غيرها؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد: /أحدهما: أنها من الفاتحة دون غيرها، وهذا مذهب طائفة من أهل الحديث، أظنه قول أبي عبيد، واحتج هؤلاء بالآثار التي رويت في أن البسملة من الفاتحة. وعلي قول هؤلاء، تجب قراءتها في الصلاة، وهؤلاء يوجبون قراءتها وإن لم يجهروا بها. والثاني: أنها ليست من الفاتحة، كما أنها ليست من غيرها، وهذا أظهر فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله تعالي: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي، ونصفها له، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، يقول الله: حمدني عبدي. يقول العبد: {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}، يقول الله: أثني علي عبدي. يقول العبد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، يقول الله: مجدني عبدي. يقول العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، يقول الله: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: {\اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}، إلى آخرها. يقول الله: فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل). فلو كانت من الفاتحة، لذكرها كما ذكر غيرها. وقد روي ذكرها في حديث موضوع، رواه عبد الله بن زياد بن سَمْعَان، فذكره مثل الثَّعْلَبي في تفسيره، ومثل من جمع أحاديث الجهر، وأنها كلها ضعيفة، أو موضوعة. ولو كانت منها، لما كان للرب/ ثلاث آيات ونصف، وللعبد ثلاث ونصف. وظاهر الحديث أن القسمة وقعت على الآيات، فإنه قال: (فهؤلاء لعبدي). وهؤلاء إشارة إلى جمع، فَعُلِم أن من قوله: {\اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} إلى آخرها، ثلاث آيات على قول من لا يعد البسملة آية منها، ومن عدها آية منها، جعل هذا آيتين. وأيضًا، فإن الفاتحة سورة من سور القرآن، والبسملة مكتوبة في أولها، فلا فرق بينها وبين غيرها من السور في مثل ذلك، وهذا من أظهر وجوه الاعتبار. وأيضًا، فلو كانت منها، لتليت في الصلاة جهرًا، كما تتلى سائر آيات السورة، وهذا مذهب من يرى الجهر بها كالشافعي وطائفة من المكيين والبصريين، فإنهم قالوا: إنها آية من الفاتحة يجهر بها: كسائر آيات الفاتحة، واعتمد على آثار منقولة بعضها عن الصحابة، وبعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأما المأثور عن الصحابة، كابن الزبير ونحوه، ففيه صحيح، وفيه ضعيف. وأما المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو ضعيف، أو موضوع، كما ذكر ذلك حفاظ الحديث كالدارقطني، وغيره. ولهذا لم يرو أهل السنن والمسانيد المعروفة عن النبي/ صلى الله عليه وسلم في الجهر بها حديثًا واحدًا. وإنما يروي أمثال هـذه الأحاديث من لا يميز من أهل التفسير: كالثعلبي ونحوه، وكبعض مـن صنف في هـذا الباب مـن أهـل الحـديث، كما يذكره طائفة من الفقهاء في كتب الفقـه، وقـد حكى القـول بالجهـر عن أحمد وغيره بناء على إحدى الروايتين عنه من أنها مـن الفاتحـة، فيجهـر بها كما يجهر بسائر الفاتحة، وليس هذا مذهبه، بل يخافت بها عنده. وإن قال هي من الفاتحة لكن يجهر بها عنده لمصلحة راجحة، مثل أن يكون المصلون لا يقرؤونها بحال، فيجهر بها ليعلمهم أن قراءتها سنة، كما جهر ابن عباس بالفاتحة على الجنازة، وكما جهر عمر بن الخطاب بالاستفتاح، وكما نقل عن أبي هريرة أنه قرأ بها، ثم قرأ بأم الكتاب، وقال: أنا أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي. وهو أجود ما احتجوا به. وكذلك فسر بعض أصحاب أحمد خلافه، أنه كان يجهر بها إذا كان المأمومون ينكرون على من لم يجهر بها، وأمثال ذلك. فإن الجهر بها والمخافتة سنة، فلو جهر بها المخافت، صحت صلاته بلا ريب. وجمهور العلماء ـ كأبي حنيفة ومالك وأحمد والأوزاعي ـ لا يرون الجهر، لكن منهم من يقرؤها سرًا، كأبي حنيفة وأحمد وغيرهما، ومنهم من لا يقرؤها سرًا ولا جهرًا، كمالك. /وحجة الجمهور ما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، وفي لفظ لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة، ولا آخرها واللّّه أعلم. مجموع فتاوى ابن تيمية-المجلد 22 التعديل الأخير تم بواسطة أم زياد ليلى ; 18-02-09 الساعة 03:21 PM |
18-02-09, 03:56 PM | #6 |
|نتعلم لنعمل|
|
ردا على سؤال فضيله الشيخ عن البسمله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين البسمله مصدر بسمل وهى قول بسم الله الرحمن الرحيم حكمها :واجبه عند اوائل السورعند جميع القرا وذلك بأستثناءاول سوره التوبه"براءه" اما فى اواسط السور فالقارئ مخير فى ان يأتى بها او ان يتركها ملوحظه سبب اجماع القراءعلى الاتيان بالبسمله هو كتابتها بالمصحف ولما ثبت فى الاحاديث الصحيحه عن ابن عباس( رضى الله عنهما) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم انقضاء السوره حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم فيعلم انها بدايه سوره جديده والى ذلك اشار الامام الشاطبى بقوله لابد منها فى ابتدائك سوره سواها وفى الاجزاء خير من تلا والتوبه لم تنزل فيها بسمله وعلى هذا يشير بعض الائمه ان الانفال والتوبه سوره واحده والدليل على ذلك عدم كتابه البسمله فى المصحف وهذا الراى الضعيف اما الارجح فى براءه انها نزلت بالسيف والحرب والحصر ونبذ العهد والوعيد والتهديد وفيها ايه السيف وهى (29) وقال عنها ابن عباس لما سألت عليا لم لم تكتب البسمله اول براءه فقال لان البسمله امان وبراءه ليس فيها امان لانها نزلت بالسيف ولا تناسب بين الامان والسيف وهذ هو الرأى الراجح والله اعلم وهناك رأى بأن البسمله ليست ايه من القرأن عند المالكيه وانها ايه من كل سوره عند الشافعيه وهى ايه عند الجميع فى اول الفاتحه وهى بعض ايه فى سوره النمل ويجب البدء فى اول القرأن الكريم بالسمله لجميع القرأ هذا والله اعلم |
18-02-09, 11:19 PM | #7 |
~نشيطة~
|
حكم كتابة البسملة في المصحف الشريف
البسملة في المصحف الشريف معني كلمة (( البسملة )) في البداية نود أن نذكر معني كلمة (( البسملة )) وهي اسم لكلمة باسم الله ، صيغ هذا الاسم على مادَّةٍ مؤلفة من حروف الكلمتين باسم والله على طريقة تسمى النَّحْت ، وهو صوغ فعللِ مُضِيٍ على زنة فَعْلَل مؤلفةٍ مادِّتُه من حروف جملة أو حروفِ مركَّب إِضَافِيَ ، مما ينطق به الناس اختصاراً عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة . وقد استعمل العرب النحت في النَّسَب إلى الجملة أو المركب إذا كان في النسبِ إلى صدر ذلك أو إلى عَجزه التباس ، كما قالوا في النسبة إلى عبد شمس عَبْشَمِيّ خشية الالتباس بالنسب إلى عبدٍ أو إلى شمس ، وفي النسبة إلى عبد الدار عَبْدَرِيّ كذلك وإلى حضرموت حضرمي قال سيبويه في باب الإضافة ( أي النسَب ) إلى المضاف من الأسماء : «وقد يجعلون للنسب في الإضافة اسماً بمنزلة جَعْفَري ويجعلون فيه من حروف الأول والآخر ولا يخرجونه من حروفهما ليُعْرَف» إ.هـ ، فجاء من خلفهم من مولدي العرب واستعملوا هذه الطريقة في حكاية الجمل التي يكثر دورانها في الألسنة لقصد الاختصار ، وذلك من صدر الإسلام فصارت الطريقة عربية. فأصل بسمل قال بسم الله ثم أطلقه المولدون على قول بسم الله الرحمن الرحيم ، اكتفاء واعتماداً على الشهرة وإن كان هذا المنحوتُ خِليَّاً من الحاء والراء اللذين هما من حروف الرحمان الرحيم ، فشاع قولهم بسمل في معنى قال بسم الله الرحمن الرحيم ، واشتق من فعل بسمل مصدر هو البسملة كما اشتق من هَلَّل مصدر هو الهيللة وهو مصدر قياسي لفعلل . واشتق منه اسم فاعل في بيت عمر بن أبي ربيعة ولم يسمع اشتقاق اسم مفعول([1]). . حكم البسملة ولا خلاف بين أهل العلم في أنّ البسملة بعض آية من سورة النمل، ولا خلاف أيضا بأنها ليست آية بين سورتي الأنفال والتوبة، ولكنهم يختلفون في البسملة هل هي آية من القرآن أو ليست بآية على خمسة أقوال، والذي يلوح رجحانه أنّ البسملة آية من سورة الفاتحة، وليست بآية من أول كلّ سورة، وليست آية للفصل بين السور، وإنما هي آية لابتداء السور، ويدلّ على أنّ البسملة آية كاملة من الفاتحة ما روته أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا قَرَأَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً ﴿ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ(3)﴾" ([2]) ، ويؤيد هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" إِذَا قَرَأْتُمُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فَاقْرَءُوا (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي وَ(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) إِحْدَاهَا"([3]) ، والحديثان صريحان في الدلالة على أن البسملة آية كاملة من سورة الفاتحة، ولا يستقيم قول من قال إنه من كلام أبي هريرة وأمّ سلمة رضي الله عنهما، إذ يبعد أن يُدرج كلٌّ منهما في الحديث كلامه من غير التنبيه خاصة مع أهمية هذه المسألة، كما لا يصح القول بأن أبا هريرة رضي الله عنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يجهر بها فظنَّها من السورة، فقد جاء من حديث أم سلمة رضي الله عنها ما يدفع هذا الاحتمال. كما لا يستقيم توجيه حديث أم سلمة رضي الله عنها بأن البسملة فيها آية مفردة للفصل بين السُّوَر، لأنه لو كانت كتابتها للفصل في المصحف لكتبت بين الأنفال والتوبة، ولأَمْكَن حدوثُ الفصل بدون البسملة، ولوجودها في بداية الفاتحة وليس قبلها ما يفصل بها. أما البسملة في غير الفاتحة فهي آية لابتداء السور على الصحيح من أقوال أهل العلم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلَيْهِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)" ([4])، فإن ظاهره يدل على أنها آية لابتداء السور وبها يعرف الفصل، ويؤيد هذا الحكم انعقاد الإجماع على أن سورة الإخلاص أربع آيات، وسورة الكوثر ثلاث آيات، وأن سورة الملك ثلاثون آية فلو كانت البسملة آية منها لعُدَّت مع السور السابقة، وهذا مخالف للإجماع، وقد صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِىَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)" ([5]) فلو كانت البسملة منها لكانت إحدى وثلاثين آية وهو مخالف لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع القراء والفقهاء. هذا، والقول بأن البسملة آية من الفاتحة لا يلزم الجهر بها في الصلاة الجهرية بل يُسِرُّ بقراءتها كالفاتحة في الأُخْرَيَيْنِ من الرباعية والثالثة من الثلاثية، ولما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)" ([6]) وفي رواية: "لاَ يَجْهَرُونَ بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)" ([7]) وفي رواية لابن خزيمة: "كان يُسِرّ..." ([8]) الحديث. آراء علماء القراءات قال عاصم وقالون الكسائي وابن كثير : بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا سورة براءة , وقال حمزة : بعد قراءتها بين السورتين : وسئل نافع عن قراءة البسملة في أول سورة الفاتحة فأمر بها وقال : أشهد أنها آية من السبع المثاني وأن الله أنزلها . أما ورش وأبو عمرو وابن عامر فقد قالوا : إن القارئ مخير بين السكت والوصل . وقد اتفق القراء على الإتيان بالبسملة في أول سورة ما عدا سورة براءة أما أجزاء السور في غير براءة فالقارئ مخير فيها بين الإتيان والترك . وقال : وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة , لأم أكثر العلماء نص على أنها آية فإذا أخل بها القاريء كان تاركاً لبعض الختمة عند الأكثرين وإذا قرأ من أثناء السورة استحب له ذلك أيضاً . وبعد أن ذكرنا آراء علماء القراءات في حكم البسملة , نذكر الآن رأي الفقهاء في حكم البسملة آراء الفقهاء في حكم البسملة رأي أي حنيفة : يرى الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه أن البسملة آية تامة من القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة . رأي مالك : ويرى الإمام مالك رضي الله عنه أن البسملة ليسة آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن . رأي الشافعية والحنابلة : ويرى الشافعية والحنابلة رضي الله عنهما أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة . ([9]) ([1])الرحمة المرسلة في فضل وفوائد ومعاني البسملة : أبي عبد الرحمن سلطان علي ، ص 17 ([2]) أخرجه أبو داود في الحروف والقراءات (4003)، والترمذي في القراءات (3177)، وأحمد (27324)، والحاكم في المستدرك (2910)، والدارقطني (1204)، والبيهقي (2479)، وأبو يعلى في مسنده (7022)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها. قال الدارقطني في سننه (1/651): "إسناده صحيح وكلهم ثقات". وصححه الألباني في إرواء الغليل (2/60). ([3])أخرجه الدارقطني (1202)، والبيهقي (2486)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال ابن الملقن في "تحفة المحتاج" (1/292):"إسناده كلّ رجاله ثقات"، والألباني في السلسلة الصحيحة (1183). ([4])أخرجه أبو داود في الصلاة (788)، والبيهقي (2473)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه"(1/122): "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4864). ([5])أخرجه الترمذي فضائل القرآن (3134)، وأحمد (8195)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه أحمد شاكر في تحقيقه لمسند أحمد (15/129)، والألباني في صحيح الجامع (2092). ([6])أخرجه البخاري في الأذان (743)، وأبو داود في الصلاة (782)، والترمذي في الصلاة (247)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (862)، وأحمد (12317)، والدارمي في سننه (1287)، والدارقطني في سننه (1218)، والحميدي في سننه (1252)، والبيهقي في سننه (2515)، من حديث أنس رضي الله عنه ([7])أخرجه ابن حبان (1802)، أحمد (13182)، والبيهقي (2473)، من حديث أنس رضي الله عنه، قال الزيلعي في "نصب الراية"(1/329): "رجاله كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيحين". ([8])أخرجه ابن خزيمة (498) كتاب الصلاة، باب "ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله لم أسمع أحدا منهم يقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" أي لم أسمع أحدا منهم يقرأ جهرا "بسم الله الرحمن الرحيم"، وأنهم كانوا يسرون "بسم الله الرحمن الرحيم" في الصلاة، لا كما توهم من لم يشتغل بطلب العلم من مظانه وطلب الرئاسة قبل تعلم العلم"، من حديث أنس رضي الله عنه. ([9])كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي : الدكتور صبري عبد الرّءوف محمد عبد القوي ص179-190. |
21-02-09, 05:38 PM |
لؤلؤة مفقودة |
هذه الرسالة حذفت بواسطة الروميصاء.
سبب آخر: حتى يتم التيقن من المصدر
|
23-02-09, 01:01 PM | #9 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
15-10-2008
الدولة:
تونس
المشاركات: 186
|
بسم الله الرحمن الرحيم
معنى الفاتحة في الأصل أول ما من شأنه أن يفتتح به، ثم أطلقت على أول كل شيء كالكلام، والتاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية، فسميت هذه السورة فاتحة الكتاب لكونه افتتح بها، إذ هي أول ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأول ما يتلوه التالي من الكتاب العزيز، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن. وقد اشتهرت هذه السورة الشريفة بهذا الاسم في أيام النبوة. قيل هي مكية، وقيل مدنية. وقد أخرج الواحدي في أسباب النزول، والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة، والثعلبي والواحدي من حديث عمر بن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما شكا إلى خديجة ما يجده عند أوائل الوحي، فذهبت به إلى ورقة فأخبره فقال له: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد يا محمد فأنطلق هارباً في الأرض، فقال: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه يا محمد قل: بسم الله الرحمن الرحيم، حتى بلغ ولا الضالين الحديث. وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن رجل من بني سلمة قال: لما أسلمت فتيان بني سلمة وأسلم ولد عمرو بن الجموح قالت امرأة عمرو له: هل لك أن تسمع من أبيك ما روي عنه؟ فسأله فقرأ عليه: الحمد لله رب العالمين، وكان ذلك قبل الهجرة. وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحب عن عبادة قال: فاتحة الكتاب نزلت بمكة. فهذا جملة ما استدل به من قال إنها نزلت بمكة. واستدل من قال إنها نزلت بالمدينة بما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ، وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه، والطبراني في الأوسط من طريق مجاهد بن أبي هريرة رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو نعيم في الحلية وغيرهم من طرق عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، وقيل: إنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة جمعاً بين هذه الروايات. وتسمى: أم الكتاب قال البخاري في أول التفسير: وسميت أم الكتاب لأنه يبدأ بكتابها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة. وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أيوب عن محمد بن سيرين كان يكره أن يقول أم الكتاب ويقول: قال الله تعالى: وعنده أم الكتاب ولكن يقول فاتحة الكتاب. ويقال لها الفاتحة لأنها يفتتح بها القراءة، وافتتحت الصحابة بها كتابة المصحف الإمام. قال ابن كثير في تفسيره: وصح تسميتها بالسبع المثاني، قالوا: لأنها تثنى في الصلاة فتقرأ في كل ركعة. وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم القرآن: هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم . وأخرج ابن جرير في تفسيره عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني . وأخرج نحوه ابن مردويه في تفسيره والدارقطني من حديثه، وقال: كلهم ثقات. وروى البيهقي عن علي وابن عباس وأبي هريرة أنهم فسروا قوله تعالى: سبعاً من المثاني بالفاتحة. ومن جملة أسمائها كما حكاه في الكشاف سورة الكنز، والوافية، وسورة الحمد، وسورة الصلاة. وقد أخرج الثعلبي أن سفيان بن عيينة كان يسمى فاتحة الكتاب الواقية. وأخرج الثعلبي أيضاً عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير أنه سأله سائل عن قراءة الفاتحة خلف الإمام، فقال عن الكافية تسال؟ قال السائل: وما الكافية!؟ قال: الفاتحة، أما علمت أنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها. وأخرج أيضاً عن الشعبي أن رجلاً اشتكى إليه وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن، قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أعطاني فيما من به علي فاتحة الكتاب، وقال: هي من كنوز عرشي وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن علي نحوه مرفوعاً. وقد ذكر الدارقطني في تفسيره للفاتحة اثني عشر اسماً وهي سبع آيات بلا خلاف كما حكاه ابن كثير في تفسيره. وقال القرطبي : أجمعت الأمة على أن فاتحة الكتاب سبع آيات إلا ما روي عن حسين الجعفي أنها ست وهو شاذ. وإلا ما روي عن عمرو بن عبيد أنه جعل إياك نعبد آية، فهي عنده ثمان، وهو شاذ انتهى. وإنما اختلفوا في البسملة كما سيأتي إن شاء الله. وقد أخرج عبد بن حميد ، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة ، وابن الأنباري في المصاحف عن محمد بن سيرين أن أبي بن كعب وعثمان بن عفان كانا يكتبان فاتحة الكتاب والمعوذتين، ولم يكتب ابن مسعود شيئاً منهن. وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال: كان عبد الله بن مسعود لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف، وقال: لو كتبتها لكتبت في أول كل شيء. وقد ورد في فضل هذه السورة أحاديث، منها ما أخرجه البخاري وأحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قال: فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: نعم: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته . وأخرج أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ ثم أخبره أنها الفاتحة . وأخرجه النسائي وأخرج أحمد في المسند من حديث عبد الله بن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:ألا أخبرك بأخير سورة في القرآن؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال:إقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها . وفي إسناده ابن عقيل ، وقد احتج به كبار الأئمة، وبقية رجاله ثقات. وعبد الله بن جابر هذا هو العبدي كما قال ابن الجوزي ، وقيل: الأنصاري البياضي كما قال ابن عساكر . وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أخبروه بأن رجلاً رقى سليماً بفاتحة الكتاب: وما كان يدريه أنها رقية الحديث. وأخرج مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه من حديث ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيته وأخرج مسلم والنسائي والترمذي ، وصححه من حديث أبي هريرة: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثاً، غير تامة . وأخرج البزار في مسنده بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب قل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن أبي زيد وكان له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلاً يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها ثم قال: ما في القرآن مثلها . وأخرج سعيد بن منصور في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتحة الكتاب شفاء من كل سقم . وأخرج أبو الشيخ نحوه من حديثه، وحديث أبي هريرة مرفوعاً. وأخرج الدارمي ، والبيهقي في شعب الإيمان بسند رجاله ثقات عن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فاتحة الكتاب: شفاء من كل داء . وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة ، وابن جرير والحاكم ، وصححه عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل راجعاً من عنده، فمر على قوم وعندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: أعندك ما تداوي به هذا!؟ فإن صاحبكم قد جاء بخير، قال: فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام في كل يوم مرتين غدوة وعشية، أجمع بزاقي ثم أتفل فبرأ، فأعطاني مائة شاة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: كل، فمن أكل برقية باطل، فقد أكلت برقية حق . وأخرج الفرياني في تفسيره عن ابن عباس قال: فاتحة الكتاب ثلث القرآن . وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ أم القرآن قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن وأخرج عبد بن حميد في مسنده بسند ضعيف عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن . وأخرج الحاكم وصححه، وأبو ذر الهروي في فضائله، والبيهقي في الشعب عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له، فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جنبه، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن، فتلا عليه الحمد لله رب العالمين . وأخرج أبو نعيم والديلمي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب تجزئ ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات . وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن مرسلاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان - بسم الله الرحمن الرحيم اختلف أهل العلم هل هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها، أو هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها، أو أنها ليست بآية في الجميع وإنما كتبت للفصل؟ والأقوال وأدلتها مبسوطة في موضع الكلام على ذلك. وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل. وقد جزم قراء مكة والكوفة بأنها آية من الفاتحة ومن كل سورة. وخالفهم قراء المدينة والبصرة والشام فلم يجعلوها آية لا من الفاتحة ولا من غيرها من السور، قالوا: وإنما كتبت للفصل والتبرك. وقد أخرج أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرجه الحاكم في المستدرك . وأخرج ابن خزيمة في صحيحه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وغيرها آية وفي إسناده عمرو بن هارون البلخي وفيه ضعف، وروى نحوه الدارقطني مرفوعاً عن أبي هريرة. وكما وقع الخلاف في إثباتها وقع الخلاف في الجهر بها في الصلاة. وقد أخرج النسائي في سننه، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة أنه صلى فجهر في قراءته بالبسملة، وقال بعد أن فرغ: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم. وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم قال الترمذي: وليس إسناده بذاك. وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال صحيح. وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت قراءته مداً، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. وأخرج أحمد في المسند وأبو داود في السنن وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم في مستدركه عن أم سلمة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين وقال الدارقطني : إسناده صحيح. واحتج من قال: بأنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة بما في صحيح مسلم عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ الحمد لله رب العالمين . وفي الصحيحين عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ الحمد لله رب العالمين . ولمسلم لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها . وأخرج أهل السنن نحوه عن عبد الله بن مغفل. وإلى هذا ذهب الخلفاء الأربعة وجماعة من الصحابة. وأحاديث الترك وإن كانت أصح ولكن الإثبات أرجح مع كونه خارجاً من مخرج صحيح، فالأخذ به أولى ولا سيما مع إمكان تأويل الترك، وهذا يقتضي الإثبات الذاتي، أعني كونها قرآناً، والوصفي أعني الجهر بها عند الجهر بقراءة ما يفتتح بها من السور في الصلاة. ولتنقيح البحث والكلام على أطرافه استدلالاً ورداً وتعقباً ودفعاً، ورواية ودراية موضع غير هذا. ومتعلق الباء محذوف وهو أقرأ أو أتلو لأنه المناسب لما جعلت البسملة مبدأ له، فمن قدره متقدماً كان غرضه الدلالة بتقديمه على الاهتمام بشأن الفعل، ومن قدره متأخراً كان غرضه الدلالة بتأخيره على الاختصاص مع ما يحصل في ضمن ذلك من العناية بشأن الاسم والإشارة إلى أن البداية به أهم لكون التبرك حصل به، وبهذا يظهر رجحان تقدير الفعل متأخراً في مثل هذا المقام، ولا يعارضه قوله تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق لأن ذلك المقام مقام القراءة، فكان الأمر بها أهم، وأما الخلاف بين أئمة النحو في كون المقدر اسماً أو فعلاً فلا يتعلق بذلك كثير فائدة. والباء للاستعانة أو للمصاحبة، ورجح الثاني الزمخشري . واسم أصله سمو حذفت لامه، ولما كان من الأسماء التي بنوا أوائلها على السكون زادوا في أوله الهمزة إذا نطقوا به لئلا يقع الابتداء بالساكن، وهو اللفظ الذال على المسمى، ومن زعم أن الاسم هو المسمى كما قاله أبو عبيدة وسيبويه والباقلاني وابن فورك ، وحكاه الرازي عن الحشوية والكرامية والأشعرية فقد غلط غلطاً بيناً، وجاء بما لا يعقل، مع عدم ورود ما يوجب المخالفة للعقل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من لغة العرب، بل العلم الضروري حاصل بأن الاسم الذي هو أصوات مقطعة وحروف مؤلفة غير المسمى الذي هو مدلوله، والبحث مبسوط في علم الكلام. وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة: إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة وقال الله عز وجل: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى . والله علم لذات الواجب الوجود لم يطلق على غيره، وأصله إله حذفت الهمزة وعوضت عنها أداة التعريف فلزمت. وكان قبل الحذف من أسماء الله الأجناس يقع على كل معبود بحق أو باطل، ثم غلب على المعبود بحق كالنجم والصعق، فهو قبل الحذف من الأعلام الغالبة، وبعده من الأعلام المختصة. والرحمن الرحيم: إسمان مشتقان من الرحمة على طريق المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم. وفي كلام ابن جرير ما يفهم حكاية الاتفاق على هذا، ولذلك قالوا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا. وقد تقرر أن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى. وقال ابن الأنباري والزجاج : إن الرحمن عبراني والرحيم عربي وخالفهما غيرهما. والرحمن من الصفات الغالبة لم يستعمل في غير الله عز وجل. وأما قول بني حنيفة في مسيلمة رحمن اليمامة، فقال في الكشاف : إنه باب من تعنتهم في كفرهم. قال أبو علي الفارسي : الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله تعالى، والرحيم إنما هو في جهة المؤمنين، قال الله تعالى: وكان بالمؤمنين رحيماً وقد ورد في فضلها أحاديث. منها ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه وابن خزيمة في كتاب البسملة والبيهقي عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج الدارقطني بسند ضعيف عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان جبريل إذا جاءني بالوحي أول ما يلقي علي بسم الله الرحمن الرحيم . وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المستدرك ، وصححه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: هو اسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب . وأخرج ابن جرير وابن عدي في الكامل وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق ، والثعلبي بسند ضعيف جداً عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عيسى ابن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب لتعلمه، فقال له المعلم: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال له عيسى، وما بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال المعلم: لا أدري، فقال له عيسى: الباء بهاء الله، والسين سناه، والميم مملكته، والله إله الآلهة، والرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة وفي إسناده إسماعيل بن يحيى وهو كذاب. وقد أورد هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات . وأخرج ابن مردويه والثعلبي عن جابر قال: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الريح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله بعزته وجلاله أن لا تسمى على شيء إلا بارك فيه. وأخرج أبو نعيم والديلمي عن عائشة قالت: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها، فقالوا: سحر محمد الجبال، فبعث الله دخاناً حتى أظل على أهل مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم موقناً سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك منها . وأخرج الديلمي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله له بكل حرف أربعة آلاف حسنة، ومحا عنه أربعة آلاف سيئة، ورفع له أربعة آلاف درجة . وأخرج الخطيب في الجامع عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب . وهذه الأحاديث ينبغي البحث عن أسانيدها والكلام عليها بما يتبين بعد البحث إن شاء الله. وقد شرعت التسمية في مواطن كثيرة قد بينها الشارع منها عند الوضوء، وعند الذبيحة، وعند الأكل، وعند الجماع وغير ذلك. |
25-02-09, 09:57 PM | #10 |
~مشارِكة~
|
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالبسملة آية من كل سورة غير (التوبة) لإجماع الصحابة على كتابتها في المصاحف، وإجماع القراء على قراءتها غير (التوبة)، ويؤيد هذا التواتر الخطي والقولي كثير من أحاديث الإثبات الصحيحة، فوجب إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلى الإثبات وإلا فلا يعتد بها، وإن صح سندها؛ لأن أحاديث الإثبات أقوى دلالة من أحاديث النفي، وأولى بالتقديم عند التعارض . يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل : في المسألة أدلة قطعية وأدلة ظنية، والقاعدة في تعارض القطعي مع الظني أن يُرجح القطعي إذا تعذر الجمع بينه وبين الظني، ولولا التعصب للمذاهب من قوم وللأسانيد من آخرين لأجمع المحدثون والفقهاء والمتكلمون على أن البسملة آية من كل سورة غير براءة (التوبة) كما أجمع الصحابة على كتابتها في المصاحف، وكما أجمع القراء السبعة المتواترة قراءاتهم على قراءتها عند البدء في كل سورة غير براءة- فهذان دليلان قطعيان أحدهما خطي متواتر والآخر قولي متواتر يؤيدهما كثير من أحاديث الإثبات الصحيحة، فوجب إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلى الإثبات وإلا فلا يعتد بها، وإن صح سندها، ومنها ترك بعض القراء السبعة لتلاوتها في السورة التي توصل بما قبلها. أما دعوى أنها كتبت في المصاحف للفصل بين السور فلو كانت صحيحة لكتبوها بين سورتي الأنفال وبراءة (التوبة) أيضًا, ومن المعلوم بالقطع أن الصحابة ومن اهتدى بهديهم لم يكتبوا في المصاحف شيئًا غير كلام لله -تعالى-. وأما حديث ابن عباس (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) رواه أبو داود والحاكم وصححه على شرط الصحيحين والبزار بسندين رجال أحدهما رجال الصحيح - فهو حجة على أن البسملة كانت تنزل مع كل سورة، لا أنها آية كُتبت للفصل بين السور بالاجتهاد، وقد توفي-صلى الله عليه وسلم-ولم يأمر بكتابتها في أول سورة براءة وعللوا ذلك بنزولها بنقض عهود المشركين وبالسيف. وأما أحاديث الإثبات.. (فمنها)حديث (نزلت عليّ آنفا سورة- فقرأ-بسم الله الرحمن الرحيم .إنا أعطيناك الكوثر) إلخ رواه مسلم والنسائي عن أنس. (ومنها)سئل أنس: كيف كانت قراءة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: كانت مدًّا ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم-يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد الرحيم .رواه البخاري، وفي معناه حديث أم سلمة عند أحمد وأبي داود والدارقطني وقد قرأت الفاتحة كلها بالبسملة. (ومنها)عدة أحاديث لأبي هريرة-قال نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن-الحديث وفيه-ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله-صلى الله عليه وسلم-رواه النسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: على شرط البخاري ومسلم، وقال البيهقي: صحيح الإسناد وله شواهد. (ومنها)قوله: عن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم رواه الدارقطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات، ولكن اختلف غيره في عبد الله بن عبد الله الأصبحي من رجاله. (ومن الآثار في المسألة)أن عليًّا كرم الله وجهه سئل عن السبع المثاني فقال: الحمد لله رب العالمين، أي سورة الحمد لله..الخ فقيل له: إنما هي ست، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. رواه الدارقطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات. (ومنها)إنكار الصحابة على معاوية ترك الجهر بها. رواه الشافعي عن أنس والحاكم في المستدرك وقال: على شرط مسلم قال: صلى معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر في الخفض والرفع، فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقضت الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر. ولعل المراد الجهر بذلك وإلا لأعاد الصلاة؛ إذ لا يعذر مثله بجهل كون البسملة منها. ويحتمل أن يكون أعادها وإن لم يذكر في هذه الرواية. وأما أحاديث النفي.. (فأقواها) حديث أنس: صليت مع النبي-صلى الله عليه وسلم-وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن وله ألفاظ أخرى. (ومنها) فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم. رواه أحمد والنسائي لا القراءة، وفي لفظ لابن خزيمة: كانوا يسرّون إلخ، وقد أعلّ المثبتون حديث أنس هذا بالاضطراب في متنه، وبما رُوي من إثبات الجهر بها عنه وعن غيره، وقال بعضهم: إنه كان نسي هذه المسألة فلم يجزم بها، قال أبو سلمة: سألت أنسًا أكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يستفتح بالحمد لله رب العالمين أو ببسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك سألتني عن شيء ما أحفظه وما سألني عنه أحد قبلك. الحديث رواه الدارقطني، وقال: هذا إسناد صحيح. (ومن أدلة النفي) ما صح في الحديث القدسي من قسمة الصلاة بين العبد والرب نصفين وفسرها-صلى الله عليه وسلم-بقوله: فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله عز وجل: حمدني عبدي إلخ الحديث رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة، والاستدلال بترك ذكر البسملة فيه على عدم كونها من الفاتحة ضعيف، ولو صح لصح أن يستدل به على كون سائر الأذكار والأعمال ليست من الصلاة،والقول الجامع:أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يجهر بالبسملة تارةً ويسر بها تارةً. وقال ابن القيم: إن الإسرار كان أكثر. وذهب القرطبي في الجمع بين الأحاديث إلى أن سبب الإسرار بها قول المشركين الذين كانوا يسمعون القرآن منه: محمد يذكر إله اليمامة. يعنون مسيلمة الكذاب لأنه سمي الرحمن أو أطلقوا عليه لفظ رحمن بالتنكير كقول مادحه: وأنت غيث الورى لا زالت رحمانا وكانوا يشاغبون النبي-صلى الله عليه وسلم-بإنكار تسمية الله-عز وجل-بالرحمن كما علم من سورة الفرقان وغيرها، فأُمر-صلى الله عليه وسلم-بأن يخافت بالبسملة، قال الحكيم الترمذي: فبقي إلى يومنا هذا على ذكر الرسم وإن زالت العلة. روى ذلك الطبراني في الكبير والأوسط، وذكره النيسابوري في التيسير من رواية ابن جبير عن ابن عباس، وقال في مجمع الزوائد: إن رجاله موثقون. وصفوة القول: إن أحاديث الإثبات أقوى دلالة من أحاديث النفي، وأولى بالتقديم عند التعارض، وإذا فرضنا أنها تعادلت وتساقطت أو ربح المنفي على المثبت خلافًا للقاعدة جاء بعد ذلك إثباتها في المصحف الإمام في أول الفاتحة وأول كل سورة ماعدا براءة (التوبة) وهو قطعي ينهزم أمامه كل ما خالفه من الظنيات، وقد أجمع الصحابة على أن كل ما في المصحف فهو كلام الله-تعالى-أثبت كما أنزل سواء قرئت الفاتحة في الصلاة بالبسملة جهرًا أو سرًّا أم لم تقرأ، ولا عبرة بخلاف أحد بعد ذلك ولا برواية أحد يزعم مخالفة أحد منهم لذلك. ولا حاجة مع هذا إلى تتبع جميع ما ورد من الروايات الضعيفة والآثار والآراء الخلافية، ومن ذلك أثر ابن عباس المذكور في السؤال، ولولا التطويل الممل بغير طائل لأوردنا كل ما ورد في المسألة رواية ودراية. والله أعلم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بشرى المصحف النبوي الشريف للنشر الحاسوبي من مجمع الملك فهد.. | المزدانة بدينها | مكتبة طالبة العلم المقروءة | 5 | 15-07-07 10:45 PM |
لا بأس بالقراءة من المصحف للإمام الذي لا يحفظ القرآن | أم هشام | روضة الفقه وأصوله | 2 | 09-10-06 01:16 PM |