العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-07, 01:28 PM   #1
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي الدرس الثاني في شرح ثلاثة الأصول ( المكتوب)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ملحوظة : ما في الدرس المكتوب ليس كل ما هو موجود بالدرس المسموع فعليك أختي الطالبة أن تسجلي الفوائد أثناء استماعك للدرس حيث قد يأتي الاختبار من فوائد ذكرها الشيخ بالدرس المسموع

مع العلم بأن الدرس المكتوب من فضيلة الشيخ سليمان اللهيميد - جزاه الله خيرا-



---------------------------------------------------
الدرس الثاني في شرح ثلاثة الأصول ( المكتوب)
---------------------------------------------------


م / ( الثانية العمل به )
فالعمل هو : ثمرة العلم ، فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به ، فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل .
واعلم أنه لا خير في علم لا يقترن بعمل مخلص متابع الرسول صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته وأخلاقه وسائر شئون حياته وذلك بأن يؤدى حق وحق العبيد .
واعلم أن العلم إن وجد لنفسه داراً مكث وإلا رحل عنك ، ودار العلم العمل ، والعلم لا يثبت إلا بالعمل .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : {هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل } ـ ذكره الخطيب .
وقد ذم الله اليهود لانهم لم يعملوا بعلمهم وشبههم بالحمار يحمل أسفارًا .
قال تعالى ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا ) .
قال ابن كثير : يقول تعالى ذامًا لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل ثم لم يعملوا بها : مثلهم في ذلك مثل كمثل الحمار يحمل اسفاراً ، أي كمثل الحمار إذا حمل كتباً لا يدري ما فيها ، فهو يحملها حملاً حسياً ولا يدري ما عليه ، وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه حفظوه لفظاً ولم يتفهموه ولا عملوا بمقتضاه ، بل أولوه وحرفوه وبدلوه فهم أسوأ حالاً من الحمير ، لأن الحمار لا فهم له ، وهؤلاء لهم فهم لم يستعملوها .
ومن لم يعمل بعلمه فإنه سيكون حجة عليه .
كما جاء في الحديث ( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها .. وعن علمه ماذا عمل به ) .
وقال بعض السلف : { من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم }.
والذي يعمل بعلمه يثبت علمه .
قال بعض السلف : من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم .
نماذج مشرقة في تطبيق العمل بالعلم :
1- عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) قال سالم : فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ) .
رواه البخاري ومسلم
2- ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة : أن يسبحا ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين وقال :
( فهو خير لكما من خادم ) قال علي رضي الله عنه : ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ، قيل له : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين . رواه مسلم
3- عن ابن عمر رضي الله عنه قال : سـمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما حق امريء مسلم له شيء يوصي فيه ؛ يبيت ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة ) قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي ) . رواه مسلم
4- قال البخاري : ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام ، إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً .
5- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : بلغني عن شيخ الإسلام أنه قال : ما تركتها عقب كل صلاة إلا نسياناً أو نحوه .
6- قال الإمام أحمد بن حنبل : ( ما كتبت حديثاً إلا قد عملت به حتى مرَّ بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبي طيبة ديناراً فاحتجمت وأعطيت الحجام ديناراً ) .
فالعمل بالعلم دليل على أن هذا علم مبارك نافع .
وكان السلف يستعينون بحفظ الأحاديث بالعمل . قال وكيع : ” إذا أردت أن تحفظ حديثاً فاعمل به “ .
م / ( الثالثة : الدعوة إليه ) .
فإذا حصل له بتوفيق الله العلم بدين الإسلام والعمل به ، فيجب عليه السعي في الدعوة إليه كما هي طريقة الرسل وأتباعهم.
قال تعالى : ﴿ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ... ﴾ .
وأعلى مراتب الدعوة : الدعوة إلى الله ونفي الشرك والفساد ، فإنه ما من نبي يبعث إلى قومه إلا ويدعوهم إلى طاعة الله وإفراده بالعبادة ، وينهاهم عن الشرك ووسائله وذرائعه .
قال تعالى :﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ .
فضل الدعوة إلى الله والدلالة على الخير :
1 ) – قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لعلي : ( ... ثم ادعهم إلى الإسـلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) متفق عليه .
قال النووي : { حمر النعم } : هي الإبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس هناك أعظم منه ، وفي هذا الحديث بيان فضل العلم والدعاء إلى الهدى وسن السنن الحسنة ) . أ . ﻫ
2) ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً ) . رواه مسلم.
3) ـ وعن أبي مسعود عقبـة بن عمرو الأنصاري البـدري رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) . رواه مسلم .
وهذا لا يخص العلماء فقط ، بل كل من علم مسألة عليه أن يبلغها .
شــروط الدعــوة إلــى الله :
1ـ أن يكون على بصيرة فيما يدعو إليه .
قال تعالى : ﴿ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ﴾ .
لأنه قد يدعو إلى شيء يظن أنه واجب وهو في الشرع غير واجب ، فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به ، وقد يدعو إلى ترك شيء يظن أنه محرم ، وهو في دين الله غير محرم .
2ـ أن يكون على بصيرة بحال المدعو :
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له : ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ... ) . متفق عليه
فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأمرين :
الأول/ أن يكون بصيراً بأحوال من يدعو .
الثاني/ أن يكون مستعداً لهم ، لأنهم أهل كتاب وعندهم علم .
3ـ الدعوة إلى الله بالرفق والحكمة والعفو .
إن الطريق الأمثل الذي سلكه الأنبياء ـ عليهم السلام ـ هو الدعوة إلى الله تعالى بالرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة.
يقول الله تعالى : ﴿ وقولوا للناس حسناً ﴾ .
ويقول سبحانه وتعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ﴾
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) رواه البخاري .
وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم
م / ( الرابعة : الصبر على الأذى فيه ) .
لأن من قام بدين الإسلام ودعا الناس إليه ، فقد تحمل أمراً عظيماً ، وقام مقام الرسل في الدعوة إلى الله .
والدعوة إلى الله تحتاج إلى صبر . ذلك أن أصحاب الدعوة إلى الله يطلبون إلى الناس أن يتحرروا من أهوائهم وأوهامهم ومألوفاتهم .
وأكثر الناس لا يؤمنون بهذه الدعوة الجديدة ، فلهذا يقاومونها بكل قوة ، ويحاربون دعاتها بكل سلاح ، مدلين بأنهم أكثر مالاً وأعز نفراً ، وأقوى نفوذاً ، وأوسع سلطاناً .
فأذية الداعية طبيعة البشر :
قال الله تعالى لنبيه :  وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا  .
والرسل أوذوا بالقول والفعل ، قال الله : وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون  .
بل إن منهم من تعرض للقتل ، قال سبحانه : أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ  .
ومن قام بما قام به الرسل ناله ما نالهم ، قال سبحانه : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا  .
وبالصبر مع التقوى لا يضر كيد العدو قال تعالى :  وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُـواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ  .
قال تعالى :﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾ .
قال ابن كثير : ( يقول الله تعالى آمـراً عبيده فيم يؤملون من خيـر الدنيا والآخرة بالاسـتعانة بالصبر والصلاة ) .
وقال تعالى : ﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) .
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( ... والصبر ضياءً ) . رواه مسلم .
فضــل الصــبر :
لقد ذكر الله الصـبر في كتابه العزيز في مواضـع كثيـرة ومناسبات عديدة ، وما ذاك إلا لفضله وعظمته وثمرته .
وقد نقل العلامة ابن القيم في مدارج السـالكين عن الإمام أحمد : ( الصـبر في القرآن في نحو تسعين موضع ) .
وللصبر فضائل عظيمة :
أولاً : معية الله للصابرين .
قال تعالى :  إن الله مع الصابرين  .
ثايناً : محبة الله لهم .
قال تعالى :  والله يحب الصابرين  .
ثالثاً : إطلاق البشرى لهم .
قال تعالى :  وبشر الصابرين  .
رابعاً : استحقاقهم دخول الجنة وتسليم الملائكة عليهم .
قال تعالى :  وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً  .
وقال تعالى :  والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار  .
خامساً : حفظهم من كيد الأعداء .
قال تعالى :  وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً  .
سادساً : الحصول على درجة الإمامة في الدين .
قال ابن تيمية : ” بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . ثم تلا هذه الآية  وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياننا يوقنون  “ .
سابعاً : أنه من أسباب النصر .
أن مشاق الدعوة إلى الله التي أمر الله بالصبر عليها تتمثل في :
أولاً : تتمثل في إعراض الخلق عن الداعية .
رأينا ذلك مع نوح عليه الصلاة والسلام حيث قال مناجياً ربه : ﴿ رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً وإني كلما دعـوتهم لتغفر لهم جعلوا أصـابعهم في آذانهم واسـتغشوا ثيابهم وأصـروا واستكبروا استكباراً ﴾ .
ثانياً : وتتمثل متاعب الدعوة في أذى الناس بالقول والفعل .
قال تعالى : ﴿ لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ﴾ .
ثالثاً :وتتمثـل مشاق الدعوة كذلك في طول الطريق واستبطـاء النصـر .
فقد جعل الله العاقبة للمتقين ، وكتب النصر لدعاة الحق من رسله وأتباعهم وورثتهم المؤمنين ، ولكن هذا النصر لا يتحقق بين عشية وضحاها ولا تشرق شمسه إلا بعد ليل طويل .
يقول تعالى : ﴿ حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم
المجرمين ﴾ .

م / ( والدليل قوله تعالى : ﴿ والعصـر إن الإنسـان لفي خسـر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾) .
أي الدليل على هذه المراتب الأربع قوله تعالى : ﴿ والعصر . إن الإنسان لفي خسر ...... ﴾ .
( والعصر ) فأقسم الله عز وجل في هذه السـورة بالعصر الذي هو الدهر ، وهو محل الحوادث من خير وشر .
( إن الإنسان لفي خسر ) أي في هلاك وخسارة ، والمراد جنس الإنسان .
( إلا الذين آمنوا ) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم .
( وعملوا الصالحات ) بجوارحهم ، والعمل لا يكون صالحاً إلا بشرطين : إخلاص لله ، ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم .
( وتواصوا بالحق ) وهو أداء الطاعات وترك المحرمات
( وتواصوا بالصبر ) أي على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر .
ففي هذه السورة الكريمة : التنبيه على أن جنس الإنسان كله في خسارة إلا من استثنى الله وهو من كَمُلَت قوته العلمية بالإيمان بالله ، وقوته العملية بالطاعات ، فهذا كماله في نفسه ثم كمل غيره بوصيته له في ذلك ، وأمـره به وبملاك ذلك ، وهو الصبر ، وهذا غاية الكمال ومعنى ذلك في القرآن كثير .
قال ابن القيم : ( جهاد النفس أربع مراتب :
أحدها / أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق ، الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها شقيت في الدارين .
الثانية / أن يجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضـرها لم ينفعها .
الثالثة / أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه .
الرابعة / أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ) . أ . ﻫ
م ( قال الشافعي : ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ) )
ومراده رحمه الله : أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان والعمل الصالح والدعوة إلى الله والصبر على ذلك ، وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة .
وقول الشافعي : ( لو ما أنزل الله على خلقه ... ) لماذا ؟
لأن العاقل البصير إذا سمع هذه السورة أو قرأها فلا بد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران ، وذلك باتصافه بهذه الصفات الأربع : الإيمان ـ العمل الصالح ـ التواصي بالحق ـ التواصي بالصبر .
قال شيخ الإسلام : ( وهو كما قال ـ أي الشافعي ـ فإن الله أخبر أن جميع الناس خاسرون إلا من كان في نفسه مؤمناً صالحاً ، ومع غيره موصياً بالحق موصياً بالصبر ) . أ . ﻫ
م / ( وقال البخـاري ـ رحمه الله ـ : بابٌ العلمُ قبل القـول والعمل ، والدليل قوله تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ﴾ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل ) .
استدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل ـ فترجم لذلك ـ وذلك أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأمرين : بالعلم ثم العمل .
والمبدوء به العلم في قوله : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ فدل على أن مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل .
وسئل سفيان عن فضل العلم فقال : ( ألم تسمع قوله تعالى حين بدأ به فقال : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ ثم أمره بالعمل بعد ذلك فقال : ﴿ واستغفر لذنبك وللمؤمنين ﴾ .



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
قديم 20-01-07, 11:20 PM   #2
الكلمة الطيبة
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 25-08-2006
المشاركات: 375
الكلمة الطيبة is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم على هالمجهود

.....
الكلمة الطيبة غير متواجد حالياً  
قديم 31-01-07, 03:36 PM   #3
شموع لا تنطفئ
~مشارِكة~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا

قمت بطباعة الموضوع وساقرأه على مهل وبتمعن ان شاء الله

شموع لا تنطفئ



توقيع شموع لا تنطفئ
[CENTER]ورد22
أحبكم في الله
شموع لا تنطفئ[/CENTER]
شموع لا تنطفئ غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .