عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-09, 06:10 PM   #2
ام المقداد السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 14-10-2008
المشاركات: 173
ام المقداد السلفية is on a distinguished road
Icon188

فتاوى



هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمولد النبوي؟ سماحة الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن باز
السؤال:

هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، بمناسبة المولد النبوي الشريف، بدون أن يُعطلوا نهاره كالعيد؟ واختلفنا فيه؛ قيل: بدعة حسنة، وقيل: بدعة غير حسنة.

الجواب:
ليس للمسلمين أن يُقيموا احتفالاً بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يُقيموا أيَّ احتفالٍ بمولد غيره -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الاحتفالَ بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل بمولده في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه –سبحانه-، ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة. فعُلم أنه بدعة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد) متفق على صحته، وفي رواية لمسلم وَعَلَّقَها البخاري جازما بها: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد).
والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول في خطبته يوم الجمعة: (أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)، رواه مسلم في صحيحه، وأخرجه النسائي بإسناد جيد، وزاد: (وكل ضلالة في النار).
ويُغني عن الاحتفال بمولدِه تدريسُ الأخبار المتعلقة بالمولد ضِمْنَ الدروسِ التي تَتَعَلَّقُ بسيرته -عليه الصلاة والسلام-، وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يَشْرَعْه الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَقُمْ عليه دليلٌ شرعيٌّ.
والله المستعان، ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة.
كتاب الدعوة ج (1) ص (240).
المصدر: موقع الشيخ ابن باز.

http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=1643&lang=AR



السؤال:

هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة الثاني عشر من ربيعٍ الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف؟

الجواب:
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يفعلْه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة -رضوان الله على الجميع-، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبًّا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومتابعةً لشرعه ممن بعدهم.
وقد ثَبَتَ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد) رواه البخاري 2697، ومسلم 1718 من حديث عـائشة -رضي الله عنها-؛ أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود 4607 والترمذي 2676 وابن ماجه 42 من حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال –سبحانه وتعالى- في كتابه المبين: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر:7]، وقال – عز وجل-: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63]، وقال –سبحانه-: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب:21]، وقال –تعالى-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:100]. وقال –تعالى-: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله –سبحانه- لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- لم يبلِّغ للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرْع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله –سبحانه- وعلى رسوله –صلى الله عليه وسلم-، والله –سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.
والرسول –صلى الله عليه وسلم- قد بلَّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقًا يُوصل إلى الجنة، ويُباعد عن النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم) رواه مسلم في صحيحه 1844. ومعلومٌ أن نبيَّنا –صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفالُ بالموالد من الدين الذي يرضاه الله –سبحانه- لبينه الرسول –صلى الله عليه وسلم- للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه –رضي الله عنهم-، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حَذَّرَ الرسول –صلى الله عليه وسلم- منها أمته، كما تَقَدَّمَ ذكر ذلك في الحديثين السابقين. وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله –صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة: (أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) رواه الإمام مسلم في صحيحه 867 من حديث جابر –رضي الله عنه-.
والآياتُ والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ، وقد صَرَّحَ جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة، والقاعدة الشرعية: رد ما تَنَازَعَ فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله –عز وجل-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء:59]. وقال –تعالى-: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ﴾ [الشورى:10]. وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله –سبحانه-، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله –سبحانه- قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك –أيضاً- إلى سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه –رضي الله عنهم- فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله –سبحانه- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغترَّ بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال –تعالى- عن اليهود والنصارى: ﴿ وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة:111]، وقال –تعالى-: ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [الأنعام:116]، ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد –مع كونها بدعة- لا تخلو من اشتمالها على منكراتٍ أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستماع الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره ممن يسمونهم بالأولياء، وقد صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) رواه النسائي 3057 وابن ماجه 3029 من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-، وقال –عليه الصلاة والسلام-: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري في صحيحه 3445، من حديث عمر –رضي الله عنه-. ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسًا، ولا يرى أنه أتى منكرًا عظيمًا، ولا شكَّ أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما رَانَ على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين. ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله –تعالى-: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴿15﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 15- 16].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع، وأول مُشَفَّعٍ) رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله به من سلطان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.
أما الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا)، رواه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة: منها ما بعد الأذان، وعند ذكره -عليه الصلاة والسلام-، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- (1/178-182)].

,مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز (2/876-877)




حكم الاحتفال بالمولد النبوي فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين
السؤال:

سُئل فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي.

فأجاب قائلاً:
أولاً: ليلة مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليست معلومة على الوجه القطعيِّ، بل إن بعض العصريين حَقَّقَ أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ؛ فَجَعْلُ الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصلَ له من الناحية التاريخية.
ثانيًا: من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضًا؛ لأنه لو كان من شرع الله؛ لفعله النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أو بَلَّغَه لأمته، ولو فعله أو بلغه؛ لوجب أن يكون محفوظًا؛ لأن الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] فلما لم يكن شيءٌ من ذلك عُلِمَ أنه ليس من دين الله، وإذا لم يكن من دين الله؛ فإنه لا يَجوز لنا أن نَتَعَبَّدَ به لله -عز وجل- ونتقرب به إليه، فإذا كان الله -تعالى- قد وَضَعَ للوصول إليه طريقًا مُعينًا وهو ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فكيف يَسُوغُ لنا -ونحن عبادٌ- أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يُوصلنا إلى الله؟! هذا من الجناية في حقِّ الله -عز وجل- أن نَشْرَعَ في دينه ما ليس منه، كما أنه يَتَضَمَّنُ تكذيبَ قول الله -عز وجل-: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3].
فنقول: هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين؛ فلا بد أن يكون موجودًا قبل موت الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وإن لم يكن من كمال الدين؛ فإنه لا يمكن أن يكون من الدين؛ لأن الله –تعالى- يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾، وَمَنْ زَعَمَ أنه من كمالِ الدينِ وقد حَدَثَ بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن قوله يَتَضَمَّنُ تكذيبَ هذه الآية الكريمة، ولا ريبَ أنَّ الذين يحتفلون بمولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما يُريدون بذلك تعظيمَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإظهار محبته، وتنشيط الهمم على أن يُوجد منهم عاطفةٌ في ذلك الاحتفال للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وكل هذا من العبادات مَحَبَّةً الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبادةٌ بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحبَّ إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين.
وتعظيم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من العبادة، كذلك إِلْهَابُ العواطف نَحْوَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من الدِّين أيضًا؛ لِمَا فيه من الميلِ إلى شريعته.
إذن؛ فالاحتفالُ بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- عبادة، وإذا كان عبادةً؛ فإنه لا يجوز أبدًا أن يُحْدَثَ في دين الله ما ليس منه، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم.
ثم إننا نَسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة ما لا يُقِرُّه شَرْعٌ ولا حِسٌّ ولا عَقْلٌ فهم يَتَغَنَّوْن بالقصائدِ التي فيها الغلوُّ في الرسول -عليه الصلاة والسلام- حتى جعلوه أكبر من الله -والعياذ بالله!-، ومن ذلك أيضًا أننا نسمع من سفاهةِ بعضِ المحتفِلين أنه إذا تلا التالي قصةَ المولد ثم وَصَلَ إلى قوله "ولد المصطفى" قاموا جميعًا قيامَ رجلٍ واحدٍ يقولون: إن روح الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَضَرَتْ فنقوم إجلالاً لها وهذا سَفَهٌ، ثم إنه ليس من الأدبِ أن يَقوموا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يكره القيام له، فأصحابه -وهم أشد الناس حبًّا له وأشد منا تعظيمًا للرسول صلى الله عليه وسلم- لا يقومون له لما يَرَوْنَ من كراهيتِه لذلك وهو حيٌّ فكيف بهذه الخيالات؟!

وهذه البدعة -أعني بدعة المولد- حَصَلَتْ بعد مُضِيِّ القرونِ الثلاثةِ المفضلةِ، وحصل فيها ما يَصْحَبُها من هذه الأمور المنكرة التي تُخِلُّ بأصلِ الدينِ فضلاً عَمَّا يحصل فيها من الاختلاطِ بيْن الرجالِ والنساءِ، وغير ذلك من المنكرات.



حكم الاحتفال بالمولدفضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الصالح بن عثيمين -رحمه الله- كما في "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين":

ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي؟

فأجاب فضيلته:

نرى أنه لا يتمُّ إيمانُ عبدٍ حتى يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُعظمه بما ينبغي أنَّ يُعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه -صلى الله عليه وسلم-.
ولا ريبَ أن بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولا أقولُ مولده بل بعثته؛ لأنه لم يكن رسولا إلا حين بعث كما قال أهل العلم: نُبِّىءَ باقرأ وأُرسل بالمدثر- لا ريب أن بعثته -عليه الصلاة والسلام- خيرٌ للإنسانية عامة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف:158]، وإذا كان كذلك؛ فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدُّب معه واتخاذه إماما ومتبوعا أن لا نَتَجَاوَزَ ما شَرَعَه لنا من العبادات، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُوفِّيَ ولم يَدَعْ لأمته خيرًا إلا دَلَّهم عليه وَأَمَرَهم به، ولا شرًّا إلا بيّنه وَحَذَّرَهم منه، وعلى هذا فليس من حقنا -ونحن نؤمن به إماما متبوعا- أن نَتَقَدَّمَ بين يديْه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نَشْرَعَ من العباداتِ إلا ما شَرَعَه الله ورسوله، وعليه؛ فالاحتفال به يُعتبر من البدعة، وقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (كل بدعة ضلالة)، قال هذه الكلمة العامة، وهو -صلى الله عليه وسلم- أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شكَّ فيه، ولم يستثنِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من البدع شيئا لا يكون ضلالةً، ومعلوم أن الضلالة خلافُ الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : (وكل ضلالة في النار)، ولو كان الاحتفالُ بمولده -صلى الله عليه وسلم- من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله؛ لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة؛ لكانت محفوظة؛ لأن الله –تعالى- تَكَفَّلَ بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة؛ ما تَرَكَهَا الخلفاءُ الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم، فلما لم يفعلوا شيئا من ذلك؛ عُلِمَ أنه ليس من دين الله، والذي أَنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يَتَجَنَّبُوا مثل هذه الأمور التي لم يَتَبَيَّنْ لهم مشروعيتها لا في كتابِ الله، ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يَعْتَنُوا بما هو بَيِّنٌ ظاهرٌ من الشريعةِ، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفايةٌ وصلاحٌ للفردِ وصلاحٌ للمجتمعِ.

وإذا تأملتَ أحوالَ هؤلاء الْمُولَعِين بمثلِ هذه البدعِ؛ وَجَدْتَ أن عندهم فُتُورًا عن كثير من السنن، بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- المودي إلى الشرك الأكبر، المخرج عن الملة، والذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه يُحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يُلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعا، كما يرددون قول البوصيري:




يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي ** صفحـا وإلا فقل: يا زلَّـة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتـها ** ومن علومك علم اللوح والـقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله -عز وجل-، وأنا أَعجب لمن يَتَكَلَّمُ بهذا الكلامِ إن كان يعقل معناه كيف يُسَوِّغُ لنفسه أنْ يَقول مخاطبا النبيَّ -عليه الصلاة والسلام-: "فإن من جودك الدنيا وضرتها" و"مِنْ" للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وليس كل جوده؛ فما الذي بقي لله -عز وجل-؟! ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ورُوَيْدَك أخي المسلم، إن كنت تتقي الله -عز وجل-؛ فأنزلْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلته التي أنزله الله، أنه عبد الله ورسوله، فقل: هو عبد الله ورسوله، واعتقد فيه ما أَمَرَه ربه أن يُبلِّغه إلى الناس عامة: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام:50]، وما أمره الله به في قوله: ﴿ قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا ﴾ [الجن:21]، وزيادة على ذلك: ﴿ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الجن: 22]، حتى النبي -عليه الصلاة والسلام- لو أراد الله به شيئا لا أحد يُجيره من الله -سبحانه وتعالى-.
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا تقتصر على مجرد كونِها بدعةً محدثة في الدين، بل يُضاف إليها شيء من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك. وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودُفٌّ وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمنٌ، ونحن في غِنًى بما شَرَعَه الله لنا ورسوله، ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد".

--------------------------------------
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=2734





* هل حضور المولد النبوي من الزور؟ .....* حكم الاحتفال بالمولد و الرد على من أجازه للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .....* ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟ .....* يحتفل الصوفية وأتباعهم في هذه الأيام بما يسمى عيد المولد النبوي، فهل من توجيه حيال ذلك ؟ للشيخ صالح بن فوزان الفوزان .....* الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ صالح بن فوزان الفوزان .....* حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المولد للشيخ عبد العزيز ابن باز .....* هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد ؟ .....* حكم من يحتفلون بالمولد النبوي ويعتبرونه عيد كعيد الفطر والأضحى للشيخ محمد بن صالح العثيمين .....



توقيع ام المقداد السلفية
[IMG]http://store2.up-00.com/2015-07/143744186456.png[/IMG]

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 25-02-09 الساعة 07:28 AM
ام المقداد السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس