عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-11, 04:09 PM   #18
عقيلة زيان
|طالبة في المستوى الثاني 3|
 
تاريخ التسجيل: 10-09-2011
المشاركات: 270
عقيلة زيان is on a distinguished road
افتراضي

هذة بعض الفوائد فى تقسيم التوحيد
اخذتها من شروح بعض الشيوخ انقلها لكن للفائدة
فـ ( التوحيد ) نقول : هذا مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ تَوْحِيدًا ، وهو مصدرٌ للفعل الثلاثي المزيد بتضعيف عينه ، يقال وَحَّدَ يُوَحِّدُ تَوْحِيدًا ، أي جعله واحدًا ، وَحَّدَ نسبه مثل ما تقول زيدٌ كَذَّبْتُهُ يعني : نسبته إلى الكذب ، صَدَّقْتُهُ نسبته إلى الصدق ، هنا وَحَّدتُهُ يعني : نسبته إلى الوحدانية

التوحيد شرعًا : هو اعتقاد أن الله واحدٌ لا شريك له ،
وبعبارةٍ أوضح وأوسع نقول : التوحيد هو إفراد الله تعالى في ربوبيته ، وإفراده في أسمائه وصفاته ، وإفراده في ألوهيته وعبادته .
واو نقول ( التوحيد ) إفراد الله تعالى بحقوقه ، وحقوق الله تعالى ثلاثة : في ربوبيته ، وأسماءه وصفاته ، وكونه مألوهًا معبودًا .
حينئذٍ لما كان التوحيد مشتقًا من الوحدة وهي الإنفراد صار هذا القيد الذي هو الإفراد جنسًا في جميع أنواع التوحيد :
فتوحيد الربوبية لا يصح إلا باعتقاد الإفراد .
وتوحيد الأسماء والصفات لا يصح إلا باعتقاد الإفراد .
وكذلك العبادة لله عز وجل لا تصح إلا باعتقاد الإفراد .
و توحيد الله تعالى فيما ذكر لا يتححق الا بامرين

فالتوحيد هو إفراد الله تعالى في جميع ما ذُكِر ، ولا يكون سبحانه مُفْرَدًا بما ذُكِر في ربوبيته وأسمائه وصفاته إلا بأمرين يعني :
أولاً : الإثبات التام .
الثاني : النفي العام .
وهذا مأخوذٌ من لسان العرب
تقول : زيدٌ قائمٌ , هذا فيه في إثبات القيام لزيد لكن هل فيه نفيٌ للقيام عن غير زيد ؟ لا ، فالإثبات معه لا يمنع المشاركة

كذالك قولنا : الله اله لا يكفي ، الله إلهٌ ، الله خالقٌ لا يكفي ، الله رازقٌ لا يكفي ، لأن هذا فيه اثباتٌ تام بأن الله تعالى متصفٌ بصفة الخلق ، لكن غيره ؟ في جملة ليس فيها ما يدل على نفي هذه الصفة عن غير الرب جل وعلا ، وأما قولك في لسان العرب : ما قائمٌ إلا زيدٌ . فهذا فيه نفيٌ وإثبات ، [ نفيٌ تام ] () نفيٌ عام وإثباتٌ تام ، فأثبتَ القيام لزيد ونفيتَه عما سواه ، وبهذا جاء قوله : (( لا إله إلا الله )) ، لا معبود بحقٍ إلا الله ، يعني : تُنفى الإلوهية عن غير الله وتُثبت له وحده جل وعلا.
اقسام التوحيدالتوحيد ينقسم إلى نوعين ، نوعين باعتبار ما يجب على الموحد ،

.
النوع الأول : واختلفت بعض العبارات بالتعبير عن هذا المضمون والمعنى واحد
توحيد المعرفة والإثبات ، وأحيانًا يعبر توحيدٌ في المعرفة والإثبات ، والمعرفة هي العلم والإثبات المراد به الثبوت ، إثبات الشيء على وجهه الشرعي ، وهو ما يتعلق بذات الرب
وهذا أيضًا يسميه ابن القيم في بعض المواضع التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي ،
وسماه شيخ الإسلام التوحيد العلمي ، وسماه في بعض المواضع التوحيد القولي ،
الألفاظ مختلفة والمضمون واحد ،
سُمِّيَ توحيدًا خبريًا لأن مداره على الخبر،
والخبر يقابل الطلب ، الخبر هذا له جهتان : متكلم مُخْبِر ، ومُخْبَر .
المتكلم وهو الله , من جهة المُخْبِر إما أن يُثبت وإما أن ينفي ،
قال تعالى : : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾ [ البقرة : 255] ، ﴿ الْحَيُّ ﴾ ، ﴿ الْقَيُّومُ ﴾ ، إذًا هاتان الصفتان على وجه الإثبات , اثبتهم الله لنفسه
و قال تعالى : ﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾ ، ﴿ سِنَةٌ ﴾ و ﴿ وَلاَ نَوْمٌ ﴾ هاتان الصفتان منفيتان ، إذًا اجتمع النفي والإثبات في مقامٍ واحد من جهة الْمُخْبِر ، وهو الله عز وجل المتكلم ،
المقابل من جهة المخاطَب إما بالتصديق وإما بالتكذيب ،
إما أن يصدق فيُثبت ما أثبته الله تعالى على وجهه الشرعي ، وينفي ما نفاه الرب جل وعلا على وجه الشرعي ، المخاطَب ، وإما أن يحرف ولا يصدق ،
نقول : هذا النوع توحيد المعرفة والإثبات ، أو التوحيد الخبري ، دائرٌ بين أمرين
من جهة المتكلِم ويكون من جهة : إثباتٌ أو نفي ، ولذلك هذا النوع قائمٌ على قاعدة واحدة : إثباتُ ما أثبته الله تعالى ، ونفي ما نفاه الرب جل وعلا . أما من جهة الأسماء والصفات ، وإما من جهة أفعاله العامة ،
يقابل من جهة المخاطَب والمُخْبَر أما بتصديق وإما بتكذيب ، ولذلك سماه ابن القيم التوحيد الخبري ، وأشار إلى سبب هذه التسمية ابن تيمية رحمه الله تعالى في (( التدمرية )) . توحيد المعرفة والإثبات
ويسمى التوحيد الاعتقادي لأن مبناه على الاعتقاد
و يسمى توحيد المعرفة وهى مرادفة للعلم وهى محلها القلب ،
وهذا النوع من التوحيد توحيد المعرفة والإثبات يتعلق بذات الرب وأسمائه وصفاته وأفعاله ،
إذًا يندرج تحت هذا النوع قسمان من أقسام التوحيد : وهو توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
النوع الثاني من نوعي التوحيد : هو توحيد الطلب والقصد ،
ويسمى التوحيد العملي ، إذًا توحيد علمي ،
وتوحيدٌ عملي ، هكذا قال ابن تيمية ، توحيدٌ علمي قولي ، وتوحيدٌ عملي .
إذًا الثاني فيه عَمَل فيه قَصْد فيه طَلَب إرادي ، فيه إرادة ، وهذا المراد به توحيد الإلهية ، توحيد العبادة ، توحيد الإلوهية ، كلها أسماء ، حينئذٍ نقول : هذه الأسماء مترادفة من حيث ما تصدق عليه ، لأن توحيد العبادة هو إفراد الله تعالى بالعبادة ، وتوحيد الإلوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة ،
لكن لماذا سميته توحيد الإلوهية ، وسميته توحيد العبادة ؟
بالنظر إلى المخلوقين قلتَ : توحيد العبادة ، لأنهم هم الذين يعبدون هم الذين يفعلون العبادة ، هم الذين يفعلون التوحيد ، لأن التوحيد فعل الْمُكَلَّف ، إذًا صار اسمه توحيد العبادة ،
وأما باعتبار متعلَقه وهو الرب جل وعلا فهو توحيد الإلوهية ،
.

هذا النوع الثاني سُمِّيَ التوحيد العملي والطلبي والإيرادي ، قالوا : لأنه من نوع الطلب هكذا علله ابن تيمية رحمه الله تعالى ،
الطلب يقتضي من جهة المتكلِّم إما أن يأمر وإما أن ينهى ، ومن جهة المخاطَب إما أن يمتثل وإما أن يترك ، لذلك سمي سُمِّيَ طَلَبِيًا لأنه من نوع الطلب ، والطلب يقابل الخبر ، كما أن ذاك سمي خبريًا لأنه دائرٌ بين التصديق والتكذيب من قبل المخاطَب ووالنفي والإثبات من قبل المتكلِّم هنا سمي طلبيًا لأنه دائرٌ بين الأمر والنهي من قبل المتكلِّم والامتثال والترك من قبل المخاطَب ، نظر عميق لابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم
دليل هذا التقسيم التتبع والاستقراء لنصوص الوحيين ، والتتبع والاستقراء
وقال صاحب (( أضواء البيان )) رحمه الله تعالى : وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام ثم شرحها كاملةً .
هذه الأقسام الثلاثة نقول : كلها ثابتة بدلالة الكتاب والسنة ، يعني : باستقراء الكتاب والسنة وجاء التصريح أو الإشارة ببعضها في كلام السلف ، وجاء التصريح في كلام أئمة من السلف كالطبري وابن منده وغيره من أهل العلم .
فليس هذا التقسيم محدثا و لابدعة كما يقول بعضهم
، فإنكار التقسيم مكابرةٌ ومعاندةٌ وليس مع من أنكر أي مستندٌ شرعي ولا نقلٌ سلفي
وقد ورد انواع التوحيد الثلاثة مجموعة فى آية واحدة
:قال تعالى : ( رب السموات و الاض و ما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعمل له سميا )
عقيلة زيان غير متواجد حالياً