عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-13, 04:28 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الضابط الثالث: أن لا يكون محرماً لذاته أو لمعنى فيه:
ويدخل في هذا: لباس الشهرة, و لبس الملابس المحرمة كلبس جلد الميتة, و الملابس التي فيها صور, أو كتابات سيئة, وإليك التفصيل:
- لباس الشهرة:
وهو كل لباس قصد به لابسه التميز عن عامة الناس في مجتمعه, وأصبح مشهوراً يشار إليه, سواء كان ذلك في لونه أو في شكله أو في نوعه أو في نفاسته أو خسته. ( انظر الفروع لابن مفلح:1 /345, وكشاف القناع:1/378)
وقد حرم الشرع لباس الشهرة لما فيه من التميز عن الناس والتفاخر عليهم ومن أدلة تحريمه:
قال تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (37: الإسراء)
قال ابن كثير رحمه الله: \"وقوله تعالى: { وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا } أي: بتمايلك وفخرك وإعجابك بنفسك، بل يجازى فاعل ذلك بنقيض قصده. كما ثبت في الصحيح: (( بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم، وعليه بُرْدَان يتبختر فيهما، إذ خُسِف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة)) رواه البخاري\"(انظر تفسير ابن كثير: 5 / 75) .
ولباس الشهرة فيه من الخيلاء والكبر والإعجاب بالنفس ما لا يخفى.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: (( من لبس لباس شهرة في الدنيا البسه الله ثوب مذلة يوم القيامة, ثم ألهب فيه نارا)) (رواه أبو داود , وابن ماجة, واحمد وحسنه محققوا المسند, وحسنه الألباني في جلباب المرأة المسلمة ص:213)
وهذا الحديث يدل على تحريم لباس الشهرة لترتب الوعيد الشديد على لابسه, وإنما كان ذلك جزائه يوم القيامة لأنه إنما لبس ثوب الشهرة في الدنيا ليُعَز به, ويفتخر على غيره, فناسب أن يُلبِسهُ الله تعالى يوم القيامة ثوب مذلة واحتقار عقوبة له, والجزاء من جنس العمل. (انظر زاد المعاد لابن القيم:1/145)
ويدخل في لباس الشهرة كل ملبوس من ثوب وغيره كالساعة والحقيبة وغيرها, مما يُميّز به لابسه, لحصول الشهرة بذلك.
وضابطه: أن يلبس الشخص خلاف لبسه المعتاد, أو خلاف زى بلده لقصد التميز عن الناس والاشتهار بينهم, كأن تلبس المرأة موديلاً جاءت به من الشرق أو الغرب, ليس معروفاً في مجتمعها, لتتميز به عن بنات مجتمعها وحتى تصبح حديث المجالس, وما أكثر هذا في مجتمع النساء, بل أصبح همّ بعضهن إن لم يكن أكثرهن حين تلبس أن يكون ملبوسها متميزاً غريباً جديداً على مجتمعها, أكثر من أن يكون همها جمال ملبسها, حتى قد تخلط الألوان وتلبس الممزق, أو الملابس التي تشبه المقلوبة, كل ذلك حتى تصبح مشتهرة في مجتمعها, لغرابة لبسها وشكله والكل يقول أنظروا إلى لبس فلانة.
ويدخل كذلك في لباس الشهرة أن تشتري الملابس من الأماكن المشهورة والباهظة السعر, لا لجودتها أو جمالها, ولكن حتى يقال أنها لا تلبس إلا ماركة كذا وكذا, ولا تشتري إلا من الأسواق العالمية.
وليس معنى هذا النهي عن لبس الجديد والجميل أو الجيد, بل من السنة لبس أحسن الثياب وأجملها, بشرط أن لا تكون مخالفة للشريعة, و لا تكون متميزة عن لباس المجتمع طلباً للاشتهار فيه, بل حتى لو لبست الرخيص والردئ بنية التميز بين الناس والاشتهار بالفقر أو الزهد أو نحو ذلك, لكان لباس شهرة يشمله النهى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: \"وتكره الشهرة من الثياب, وهو المرتفع الخارج عن العادة, والمنخفض الخارج عن العادة, فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين, المرتفع والمنخفض\". (الفتاوى: 22/183)

- الملابس المصنوعة من جلود الحيوانات:

من نعم الله علينا أن سخر لنا من مخلوقاته ما نستعين به على قضاء حوائجنا في الدنيا, قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (13: الجاثية)
ومن ذلك جلود الأنعام و أوبارها وأشعارها قال تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} (80: النحل)
قال ابن كثير رحمه الله: \" {وَمِنْ أَصْوَافِهَا } أي: الغنم، { وَأَوْبَارِهَا } أي: الإبل، {وَأَشْعَارِهَا } أي: المعز -والضمير عائد على الأنعام-{ أَثَاثًا } أي: تتخذون منه أثاثا، وهو المال. وقيل: المتاع. وقيل: الثياب والصحيح أعم من هذا كله\" ( انظر تفسير ابن كثير: 4/591)

وقد فصل أهل العلم في الأحكام المتعلقة بجلود الحيوانات وأشعارها و أوبارها وجعلوا ذلك في قسمين:

القسم الأول: ما كان من حيوان مأكول اللحم.

ويدخل في ذلك الحيوانات المأكولة اللحم، سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم وهي المستأنسة، أو كانت من غيرها وهي الصيد المتوحش كالغزلان والظباء وتيس الجبل وحمار الوحش، ونحو ذلك.
فهذه جلدها بعد الدبغ طاهر, يجوز الانتفاع به في الملابس وغيرها, فلا حرج أن تتخذ المرأة أو الرجل ساعة أو حقيبة أو حذاء مصنوعة من جلد الغزال أو الجمل, أو نحوها, فإن كل ما كان مصنوعاً من جلد مأكول اللحم إذا دبغ, فهو طاهر والانتفاع به جائز والحمد لله, لما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه سلم مر على شاة ميتة ، فقال صلى الله عليه سلم: (( هلا انتفعتم بإهابها)) يعني بجلدها، قالوا يا رسول الله: إنها ميتة ، فقال صلى الله عليه سلم: ((أيما إهاب دبغ فقد طهر )) وفي رواية : (( إذا دبغ الإهاب فقد طهر )) أي إذا دبغ الجلد فقد طهر.

القسم الثاني: ما كان من غير مأكول اللحم.

ويدخل في هذا جلد الخنزير, و جلود السباع, كالنمور والثعالب, وجلود الحيات, و غيرها مما حرم الله أكله.
فهذه لا يجوز الانتفاع بها مطلقاً لأنها نجسة, و لا تطهر بالدباغ عند جمهور العلماء, والنجس لا يجوز الانتفاع به, لا في اللبس و لا غيره.
فلو دبغ جلد خنزير، أو دبغ جلد أسد أو نمر, ونحوهم, فإنه لا يحكم بطهارته، ولا يحل الانتفاع به.
وعلى هذا فالملابس و الحقائب والأحذية والأثاث وغيرها, مما يصنع من جلود الحيوانات غير مأكولة اللحم, لا يجوز استخدامها, في اللبس و لا غيره, فلا يجوز للمرأة أن تلبس حذاء مصنوعاً من جلد النمر, أو حقيبة مصنوعة من جلود الحيات, أو أن تلبس معطفا مصنوعاً من فرو الثعالب, و قس على ذلك.
كما لا يجوز بيع وشراء ما كان مصنوعاً من هذه الجلود, لأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه لما في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال: (( إن الله ورسوله حرم بيع الميتة والخمر والخنزير والأصنام )), وجلود هذه الحيوانات تعتبر من جلود الميتة, فيشملها الحديث.

- الملابس التي عليها صور أو رسومات و كتابات محرمة:

التصوير و رسم ذوات الأرواح مما حرمه الله فعن ابن عباس رضي الله عنهما وجاءه رجل فقال : إني أصور هذه التصاوير فأفتني فيها ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول : ( كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم فإن كنت لا بد فاعلا فاجعل الشجر وما لا نفس له ) . متفق عليه
قال الإمام النووي رحمه الله:\" وهذه الأحاديث صريحة في تحريم تصوير الحيوان، وأنه غليظ التحريم، وأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته، ولا التكسب به\" (شرح النووي على مسلم :14 / 91)
و يدل قوله صلى الله عليه سلم ( بكل صورة صورها ) أنه لا فرق بين المطبوع في الثياب وبين ما له جرم مستقل. ويؤيد ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قدم رسول الله صلى الله عليه سلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال : يا عائشة أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ).
فهذه الأحاديث قاضية بعدم الفرق بين المطبوع من الصور على الثياب والستر, والمستقل لأن اسم الصورة صادق على الكل, إذ هي كما في كتب اللغة الشكل, و يقال لما كان منها مطبوعاً على الثياب شكلاً. (انظر نيل الأوطار بتصرف يسير: 2/100)
وعلى ذلك لا يجوز للمرأة ولا الرجل ولا الطفل أن يلبس الملابس التي عليها صور لذوات الأرواح, ويزيد الأمر سواء إذا كانت صوراً للكفار أو الفسقة, لما فيها من التعظيم لهم, وقد أذلهم الله, ويصبح الأمر أشد حرمة إذا كانت هذه الصور برسم اليد, وليست صوراً حقيقية, لما فيه من المضاهاة لخلق الله, والله المستعان.
وقد أمر النبي صلى الله عليه سلم بطمس الصور لا بلبسها ورفعها على الصدور, فقال صلى الله عليه سلم كما في مسلم: ((لا تدع صورة إلا طمستها)).
ومن نظر إلى كثير من ملابس الناس اليوم, وخاصة ملابس الأطفال, وجدها لا تخلو في الغالب من صور ذوات الأرواح, وهذا على أنه محرم كما سبق, إلا أنه يحرم صاحبه من بركة الملائكة, ففي البخاري ومسلم من حديث أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول: (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)), قال الأمام النووي رحمه الله:\" أما الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والاستغفار\".
فإذا كانت الصور على الصدور والظهور داخل البيت وخارجه فكيف تدخله الملائكة, ويجد المسلم بركتهم واستغفارهم, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:\" لا يجوز لبس ما فيه صورة حيوان ؛ لأن النبي صلى الله عليه سلم لعن المصورين وأخبر أنهم يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ، وأمر بطمس الصور ، ولما رأى عند عائشة رضي الله عنها ستراً فيه صورة غضب وهتكه\" (فتاوى ابن باز:10 / 416)
و قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:\" لا يجوز لبس ما فيه صور سواء كان من لباس الصغار أو من لباس الكبار\" ( انظر كتاب الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة:3/858)
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله:\" لا يجوز شراء الملابس التي فيها صور ورسوم ذوات الأرواح من الآدميين أو البهائم أو الطيور؛ لأنه يحرم التصوير واستعماله؛ للأحاديث الصحيحة التي تنهى عن ذلك وتتوعد عليه بأشد الوعيد....فلا يجوز لبس الثوب الذي فيه صورة، ولا يجوز إلباسه الصبي الصغير، والواجب شراء الملابس الخالية من الصور، وهي كثيرة ولله الحمد\" (المنتقى من فتاوى الفوزان:63 / 5)

أما الشعارات و الكتابات غير مفهومة المعنى:

فيجب على المسلمة الحذر منها, لأنها قد تكون شعاراً لوثن يعبد من دون الله, أو لعيد من أعياد الكفار, أو لعبادة من عباداتهم, وأمثلة هذا كثيرة, ومن أظهرها الصليب الذي هو شعار النصارى باختلاف أشكاله وأنواعه, وهي موجود في مواقع النت فحبذا لو اطلع عليها المسلم, وقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ((أَن النبي صلى الله عليه سلم لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه)), فيجب علينا الحذر عند شراء الأثاث و الملابس وغيرها كالحذاء والساعة والحقيبة, أو بعض قطع الذهب والإكسسوارات, أن يكون فيها شيء من صلبان عباد الصليب, والذي لا يألون جهداً في إدخال شعارهم هذا بيننا, ودسه في مقتنياتنا, والمؤمن كيّس فطن.

وأما الكتابات غير مفهومة المعنى المنتشرة على كثير من الملابس, فقد وجد العارفون بلغة القوم أن هذه الكلمات لا تخلو من معاني خبيثة وقبيحة, بل بعضها يدعوا إلى الرذيلة والفاحشة, والعياذ بالله, هذا إن لم تكن لها معاني كفرية أو تدعوا إلى الكفر.

فلا ينبغي للمسلم أن يلبس أو يُلبس أبنائه الملابس التي عليها كتابات أو شعارات لا يعرف معناها, ففي غيرها مندوحة عنها, وليلبس ما خلا من كل شعار أو كلام للكفار وأهله, و لا يرضى أن يرفع المسلم على ظهره وصدره شعارات أو كلمات تدعو إلى كفر أو رذيلة. (أنظر كلام سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ذلك: فتاوى المرأة جمع المسند:1/77) (ولمعرفة شعارات الكفار وأشكال الصليب, وبعض الكتابات المنتشرة على الملابس مع معانيها, يمكنك مراجعة كتاب لباس الرجل للغامدي: الملاحق في آخر الكتاب).

وختاماً

يقول تعالى: { فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ } (275: البقرة)
أخي ولي الأمر وأختي المسلمة: هذا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه سلم في بيان مسألة لباس المرأة المسلمة أمام المرأة, سقته لكم نصحاً وتذكيراً.
وما سقته هنا ليس من اختراع العلماء, أو نتاج تقاليد وعادات, بل هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه, وكلام رسوله صلى الله عليه سلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى, قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36: الأحزاب).
ثم نقلت كلام علمائنا الكبار الذين أصغى الزمان لكلامهم, وانقاد الناس لفتاواهم, وليس الكلام في هذا الباب مما تتغير فيه الفتوى بتغير الزمان, لأن الله حرم العُري وأمر بالستر, في أول الزمان وأخره, والمرأة هي المرأة في زمن الرسول صلى الله عليه سلم وأصحابه رضي الله عنهم, وهي المرأة اليوم, فكل حكم يخص سترها, والمحافظة على مروءتها وحيائها ثابت لا يتغير.
فلنحافظ على ثوابتنا, ولنحمى صرح حيائنا, ولنرتقي بأنفسنا عن التقليد والتبعية, ونعلم أنّا أمة قائدة, كتب الله لنا العزة والخيرية, ولكن متى حققنا ديننا في حياتنا على أكمل وجه على ما يريد الله, لا على ما نشتهي نحن, والله أعلم..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم


فيصل بن عبدالله العَمري
داعية بمركز الدعوة, مستشار أسري,
مدرب معتمد في التنمية البشرية
مكة المكرمة



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس