عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-13, 03:52 PM   #18
ايمان هاشم
|نتعلم لنعمل|
 
تاريخ التسجيل: 02-04-2011
المشاركات: 744
ايمان هاشم is on a distinguished road
افتراضي

ففي سورة النور ثلاث أمثال كلها تدور حول ..

العلم والإيمان
والنور المنبعث منهما
وحال من هداه الله لهذا النور
وحال من وقع في الضلالة والظلمة

قال تعالى .. ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين )
( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ) 34 .35 النور

ورد هذا المثل العظيم بذكر العلم الذي أنزله على عباده
وهذا العلم النازل هو الطريق الوحيد لهداية الناس
وإن الله سبحانه هو الهادي لأهل السموات والأرض
فكل خير ونور وبصيرة وهدى فهو منه وحده سبحانه
( الله نور السموات والأرض )

وضربه الله تعالى مثلا لنوره الذي يجعله في قلوب عباده المؤمنين
جزاء تصديقهم وقبولهم لما نزل من البينات
· وتعلمهم لها
· وعملهم بها

وهذا المثل مكون من خمسة أجزاء رئيسية هي ..
· مشكاة
· مصباح
· زجاجة تحيط بالمصباح
· زيت يوقد منه المصباح
· النور المنبعث من المصباح

مثل نور الله تعالى في قلب المؤمن كمصباح في مشكاة
وهذا المصباح به فتيلة تحيط بها زجاجة في منتهى الصفاء والبهاء
مضيئة إضاءة الكوكب الطالع
توقد من زيت شجرة كثيرة البركة تصيبها الشمس عند طلوعها وعند غروبها
وهذا الزيت يضي من قبل أن تصيبه النار من شدة صفائه

قال ابن عباس : ( هذا مثل نور الله وهداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار فإذا مسته النار ازداد ضوءاً على ضوئه
كذلك يكاد قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور )

وقال أبي بن كعب .. ( مثل نوره في قلب المسلم
هو النور الذي أودعه الله في قلبه من معرفه ومحبته والأيمان به وذكره
وهو نوره الذي أنزله إليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس
أصله في قلوبهم ثم تقوى مادته فتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم
بل وثيابهم ودورهم يبصره من هو في جنسهم وسائر الخلق له منكر
فإذا يوم القيامة برز ذلك النور وصار بأيمانهم
يسعى بين أيديهم في ظلمة الجسر
حتى يقطعوه وهم فيه على حسب قوته وضعفه في قلوبهم في الدنيا منهم
من نوره كالشمس وآخر كالقمر وآخر كالسراج
وضرب الله مثلا لهذا النور
ومحله وحامله ومادته مثلا بالمشكاة وهي الكوة في الحائط فهي مثل الصدر
وفي تلك المشكاة زجاجة من أصفى الزجاج
حتى شبهت بالكوكب الدري في بياضه وصفائه
وهى مثل القلب وشبه بالزجاجة لأنها جمعت أوصافا هي في قلب المؤمن
وهي الصفاء والرقة والصلابة فيرى الحق والهدى بصفائه وتحصل منه الرأفة والراحة والشفقة
ويجاهد أعداء الله تعالي ويغلظ عليهم ويشتد في الحق .. )


ووجه هذا المثل الذي ضربه الله وتطبيقه على حالة المؤمن ونور الله في قلبه
إن فطرته التي فطر عليها بمنزلة الزيت الصافي
ففطرته صافية مستعدة للتعاليم الإلهية والعمل المشروع
فإذا وصل إليه العلم والإيمان
أشتعل ذلك النور في قلبه بمنزلة اشتعال النار في فتيلة ذلك المصباح
وهو صافي القلب من سوء القصد وسوء الفهم عن الله
إذا وصل إليه الإيمان أضاء إضاءة عظيمة
لصفائه من الكدورات وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية

فيجتمع له نور الفطرة ونور الإيمان ونور العلم وصفاء المعرفة نور على نوره


ثم ذكر سبحانه شاهداً على أثر ذلك النور في ذكر بعض صفات عباده المؤمنين
الذين استنارت قلوبهم بذلك النور ..
فالقلب إذا استنار قام بأهم وظيفة له وهي التعقل حيث قال سبحانه ..

( في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ )
( رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)
( لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )
36 .37 .38 النور

وهؤلاء المؤمنين لما رأوا بيوت الله هي أماكن الحسن لزموها
واشتغلوا به عن كل ما سواها
ولم يشتغلوا بما دونها من أمور الدنيا
فبشرهم الله أنه قبل أعمالهم التي دلهم عليها نور العلم ودلهم عليها صلاحها
التي وقع في قلوبهم
فلما قبلها أثابهم عليها أحسن إثابة بأن ..
يجزيهم أحسن ما عملوا
ويزيدهم من فضله
فهو يرزق من يشاء بغير حساب
هذا المثل شرحته الاستاذه اناهيد السميرى فى محاضره سمعتها منها والله المستعان


--------------------------------------------------------------------------------
ايمان هاشم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس