عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-07, 11:12 PM   #10
أمة الكريم 2
طالبة الدورة العلمية الثالثة
 
تاريخ التسجيل: 09-02-2007
المشاركات: 35
أمة الكريم 2 is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراً أختي مسلمة لله على هذه المنافسة ...
أبدأ تسميع المتن كاملاً وبالله التوفيق ...
المتن

بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .
اعلم أرشدك الله لطاعته : أن الحنيفية ملة إبراهيم : أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ، كما قال تعالى :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته ، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت ، كالحدث إذا دخل في الطهارة .
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط العمل ، وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك؛ لعل الله يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء 116
وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه .
القاعدة الأولى :
أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقرون بأن الله تعالى هو الخالق ،المدبر ، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام ، ودليله قول الله تعالى :
( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) يونس 31
القاعدة الثانية :
أنهم يقولون أن ما دعوناهم ولا توجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة ،
فدليل القربة قوله تعالى :
( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) الزمر 3
ودليل الشفاعة قوله تعالى :
( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) يونس 18
والشفاعة شفاعتان : شفاعة منفية ، وشفاعة مثبتة ،
فالشفاعة المنفية : ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ودليلها قوله تعالى :
( يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ) البقرة 254
والشفاعة المثبتة : هي التي تطلب من الله ، والشافع مكرم بالشفاعة ، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى :
( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة 255
القاعدة الثالثة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم فمنهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ،ومنهم من يعبد الشمس والقمر ، فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى :
( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال 39
ودليل الشمس والقمر قوله تعالى :( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) فصلت 37
ودليل الملائكة قوله تعالى : ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً..) آل عمران 80
ودليل الأنبياء قوله تعالى : ( و إذ قال الله يا عيس ابن مريم ء أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أنك أنت علام الغيوب ) المائدة116
ودليل الصالحين قوله تعالى : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ..) الإسراء57
ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى : ( أفرأيتم اللات والعزى و مناة الثالثة الأخرى ) النجم 19-20
وحديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط .. الحديث
القاعدة الرابعة :أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ؛ لأن الأولين يشركوا في الرخاء ويخلصوا في الشدة ، وأما مشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) العنكبوت65
تمت وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أمة الكريم 2 غير متواجد حالياً