عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-15, 08:03 AM   #5
محمد العويد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 31-12-2011
المشاركات: 2,757
محمد العويد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروه سعد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة
أستأذن فضيلتكم في إيضاح معني الحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" رواه البخاري.
يسر الشريعة نعمة من الله اختص بها هذه الأمة عما سبقها من الأمم، حيث رفع الله تعالى بعض التكاليف عن هذه الأمة، والتي كلفت بها الأمم السابقة، ومن أمثلة ذلك: أن التوبة كانت في بعض الأمم بقتل النفس، كما قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}البقرة54.
أما التوبة في هذه الأمة فهي بمجرد الإقلاع عن الذنب والإنابة إلى الله تعالى، ما لم يتعلق بها حق لمخلوق.
ولن يستطيع أحد أن يأتي بأفضل من الشرع مهما اجتهد وكثرت عبادته، فما رضيه الله تعالى لنا هو الشريعة السمحة وهو الكمال في العبادة، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}المائدة3.
ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين يسر الشريعة لمن أراد الزيادة عليها، وقد ثبت عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" متفق عليه.
فهؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم اجتهدوا في رأيهم، وأرادوا التعبد لله بمزيد عمل عن الثابت في الشرع، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، مبيناً أن الشريعة أيسر من فهمهم.
فسددوا وقاربوا: أي الزموا الوسط وكونوا قريبين منه ولا تحيدوا عنه.
ثم قال: وأبشروا، أي إذا سددتم وقاربتم فأبشروا بالثواب من عند الله تعالى، ولعل التعبير بـ (أبشروا) يشعر بعظيم الثواب لمن التزم منهج الوسط، فالبشارة من الله تعالى عظيمة.
كما أن العبرة في قبول العمل ليست بكثرته وإنما بالمداومة عليه مع الاتباع فيه حتى لو كان قليلاً. وقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ" متفق عليه.
قوله: "وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ": أي استعينوا على مداومة العبادة بهذه الأشياء، أي بإيقاع العبادة في هذه الأوقات:
الغدوة: سير أول النهار
الروحة: سير ما بعد الزوال
الدلجة: سير آخر الليل
وكلها سير إشعاراً بأن المسلم في سير إلى الله تعالى فليستعن به في السير في هذه الأوقات إليه.

التعديل الأخير تم بواسطة محمد العويد ; 12-10-16 الساعة 11:15 AM
محمد العويد غير متواجد حالياً