عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-15, 12:18 AM   #2
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي


[frame="10 10"]
✿الدرس الأول ✿


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فنحمد الله سبحانه جل وعلا، الذي وفقنا لحضور مثل هذه المجالس، ومن أعظم ما تُبذل فيه الأوقات، ومن أنفس ما تُصرف فيه الطاقات، طلب العلم، وتحصيله، وتدريسه، وقد رفع الله شأن أهل العلم، وقرن شهادتهم بشهادة الملائكة، وأشهدهم على أعظم أمر وأجله، وهو ألوهيته جلّ وعلا، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[ آل عمران 18].
ورفع الله درجتهم في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. } [المجادلة11]. ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: (خيرُكم مَنتعلَّمالقرآنَ وعلَّمه). [ صححه البخاري. الراوي:عثمان بن عفان المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري]
فحكم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه خير الناس وأفضلهم، والذي حكم بذلك هو المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم. وجاء في السنن:" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وكفضل القمر على سائر الكواكب". ومن ناحية النظر أشرف الناس وأعلاهم منزلة، من استودع الله العلم في صدورهم، وأشغلهم بالنظر فيه، حفظًا و تعلّمًا و تعليمًا، فإنه يودع علم الوحي، أهل الصدق و العدالة.ولذلك كان العلماء ورثة الأنبياء.
وقد اعتاد أهل العلماء على قراءة كتب في آداب طلب العلم، وآداب التعلم، ولا نريد أن نطيل الكلام في المقدمات، فنحيل ذلك إلى حين الوصول إلى موضعها من هذا الكتاب.

يقول المصنف: "مقدمة".
هذا الكتاب الذي سنقرؤه مختصر لكتاب مهم ونفيس اسمه:" حلية طالب العلم". وحلية طالب العلم يتكلم على سبعة أمور.
الأمر الأول: آداب الطالب في نفسه
الأمر الثاني: كيفية طلب العلم
الأمر الثالث: أدب لطالب مع شيخه
الأمر الرابع: آداب الزمالة
الأمر الخامس: آداب الطالب في حياته العلمية
الأمر السادس: التحلي بالعمل
الأمر السابع: المحاذير
يقول مختصِر هذا الكتاب: " الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديمًا وحديثًا، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد وآله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرًا حثيثًا، وعلى أتباعهم الذين ورثوا علمهم – العلماء ورثة الأنبياء – أكرم بهم وارثًا وموروثًا.أما بعد: فهذا مختصر لكتاب حلية طالب العلم"
هذا الكتاب، حلية طالب العلم، له مختصران- فيما أعلم- المختصر الأول للدكتور محمد بن فهد الودعان، و الثاني هذا المختصر الذي سنقرؤه، و هذا المختصر أجود وأحسن سبكا وانتقاءً في نظري الضعيف. و العلم عند الله.
يقول: "فهذا مختصر لكتاب حلية طالب العلم للشيخ العلامة أبي عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله" مؤلف الأصل الذي اختُصر منه هذا الكتاب، الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد- رحمه الله- من علماء الجزيرة المعاصرين، تُوفي قبل ست سنوات تقريبا، و هو عضو في هيئة كبار العلماء، أخذ العلم عن شيوخ كُثر، لكن أشهر مشايخه سماحة الوالد ابن بز رحمه الله، وكان الشيخ بكر يُجله كثيرا، ويُثني عليه، وكذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي)صاحب أضواء البيان( والشيخ بكر تأثر بالشيخ الشنقيطي كثيرا، وصحبه عشر سنين، والشيخ بكر من العلماء المتضلعين، وكان يحب التأليف أكثر من التدريس، وممّا يُؤثر عنه:" الكتاب يبقى، و تنتفع به أجيال". ولذلك كان يحب التأليف و الكتابة، ويُقدمها على التدريس. وهذه ليست قاعدة لكل الناس، لكن هو يرى نفسه، يعني يرى مجال التأليف أنفع له؛ مجال التأليف و التحقيق.
وقد طُلب منه مرارا التدريس في الحرم، درّس لكن قليلا، وفي كثير من الأحيان كان يمتنع، طُلب منه الإفتاء في برنامج" نور على الدرب" لكنه امتنع، وأيده الشيخ بن باز رحمه الله، وقال لهم: الشيخ بكر صاحب قلم.
قال المُختصِر: "وهو كتاب نافع عظيم في بابه، ولما كانت عباراته جزلة وكلماته قوية يصعب على صغار الطلاب فهمها واستيعابها..."
نعم الشيخ بكر متضلع في علم اللغة و الأدب، كان يحفظ كثيرا من الأشعار ومقامات الحريري، ومهتما بكُتب العالم الأديب الشيخ محمد الخضر حسين. وهذا كله ينعكس في طريقة كتابته، فألفاظه تبدو للعوام غريبة، بل حتى بعض طلبة العلم، يحتاج لمراجعة بعض كتب اللغة حتى يعرف بعض معاني المفردات التي يستعملها في كتبه.
قال: "ارتأيت – مع قلة البضاعة والزاد في العلم – أن أختصر هذا الكتاب ليصبح كالمتن، تحفظ عباراته بشكل سهل وميسر، فأبقيت على العناوين الرئيسية والفرعية وحذفت الشواهد الكثيرة والعبارات الاستطرادية للمؤلف، ثم قيدت بعض الفوائد من شرح فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله وفوائد أخرى مما سمعناه من كلام أهل العلم في هذا المقام، ولقد سرني كثيرًا أن الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد اطلع عليه وصححه وأجازه بقوله: «وجدته وافيًا مناسبًا للمبتدئين» فجزاه الله خيرًا.أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.كتبه الفقير إلى عفو ربه طه بن حسين بافضل غيل باوزير حضرموت" هذا مقدمة المُختصَر.
قال:
"أولاً: آداب الطالب في نفسه"
كُتب آداب طلب العلم كثيرة ومتنوعة، وتوجد آداب طالب العلم، في ثنايا علوم أخرى، كعلوم الحديث، وتوجد في كتب مفردة، من أشهرها:
كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر، ومنها "كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي، ومنها كتاب" التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي...غيرها الكثير. ومن أنفس كتب المعاصرين مما اطلعت عليها: "حلية طالب العلم". وكذلك كتاب للشيخ المنجد، وكذلك "السبل المرضية" لأبي فهر السلفي وهو من أكثرها فوائد ، وكذلك كتاب "معالم في طريق طلب العلم" للشيخ السدحان...وغيرها كثير مما لا يحضرني الآن.
قال المصنف رحمه الله: "العلم عبادة." هذا أمر مُتفق عليه عند جميع العلماء، بل العلم من أعظم العبادات، حتى قال العلماء:العلم أشرف نوعي الجهاد، وهو جهاد الأنبياء.
وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}[ الفرقان 52]
فجعل تعليم القرآن، و الدعوة إليه، جهادًا كبيرا، وهذه الآية في سورة الفرقان، وهي سورة مكية كما هو معلوم، يعني قبل فرضية القتال.
قال المصنف رحمه الله: "اعلم أيها الطالب المجدّ أن العلم عبادة؛ فلابد من إخلاص النية لله عز وجل..."
الإخلاص: إفراد الله بالقصد في الطاعة. هكذا يُعرفه العلماء. يعني ألا يريد شيئا سوى طاعته، هذه حقيقته، والإخلاص درجات.
قال المصنف:" فلابد من إخلاص النية لله عز وجل لقوله سبحانه:}وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{ [البينة: 5]،وقوله صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات...»، وقال بعض العلماء: «العلم صلاة السر وعبادةُ القلبِ».
بما أن العلم عبادة، فلا بد من النية، لأن الله أمر بالإخلاص في العبادة، }وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{ [البينة: 5]،والنية شرط في كل العبادات، وكما هو معلوم، كل عبادة لابد من توفر شرطين فيها، وإلا لم تكن مقبولة.
الشرط الأول: الإخلاص لله.
الشرط الثاني: المُتابعة، المُتابعة فيها للنبي صلى الله عليه وسلم، فتكون على وفق الشرع، و المصنف سيُشير للشرط الثاني بعد قليل.
قال:" فاحذر من كل ما يصيب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور والتفوق على الأقران..."
الأقران جمع قرين، وهو الصاحب، قال تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ.} [ق23 ]. و المقصود به هنا: الصاحب في الطلب، المُساوي له في مرتبة العلم، و المنافسة بين الأقران أمر مشهور جدًا، كتب فيه العلماء. والمنافسة بين الأقران قد تكون محمودة أو مذمومة، متى تكون محمودة؟ إذا كانت دافعا للاجتهاد و التحصيل، وبلوغ الكمال النسبي، مع تمني الخير للجميع، وهذا جاء الأمر به في القرآن، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ.} [المطففين 26] وقال تعالى: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ.} [البقرة 148]ومشهور عندكم الأخبار التي جاءت في منافسة عمر لأبي بكر رضي الله تعالى عنهما، وعن الصحابة أجمعين.والمذموم منه ما كان الدافع له حب الظهور و الارتفاع بفوات ما عند القرين، أو بنقص علم القرين، ليتفوق عليه، وللحصول على محمدة عند الناس؛ الناس مردهم للفناء،لا ينفعون ولا يضرون، فالحاصل أن الذي يتوجه لحب الظهور، تراه يتمنى نزول قرينه وانحطاطه ليعلو عليه، وهذه صفة ذميمة، نسأل الله أن يعافينا جميعا.
قال المصنف رحمه الله: "فاحذر من كل ما يصيب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور والتفوق على الأقران، أو جعل العلم سلمًا للحصول على جاهٍ، أو مالٍ، أو تعظيم، أو سمعة، أو صرف وجوه الناس إليك." يعني يُصفّي عمله عندما يعمل، يُصفيه من ملاحظة المخلوقين، و النظر فيما عندهم. وجماع هذه الأمور أن يُقال: على طالب العلم أن يكون هدفه وغايته ومقصده تعظيم الله ومحبته وعبادته، وصرف الناس إلى رب العزة و الجلال، فيكون سببا في ذلك، ويكون قدوة للناس. في هذا المقصود، وهو الذي يسمونه الإمامة في الدين، ولذلك قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء 73 ]هذا هو المقصود في قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان74 ]أما الذي يسعى لصرف الناس إليه، فهذا في الحقيقة مُعظِّم لنفسه، داع إلى نفسه لا إلى الله، فلابد من الحذر.
قال المصنف: "وابذل الجهد في الإخلاص، وكن على خوف شديد من نواقضه؛..."
يعني من مُفسداته، من مفسدات الإخلاص.
قال: "فقد قال سفيان الثوري رحمه الله: «ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نيتي»."
وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله عن كيفية الإخلاص فقال: "يعالج نفسه إذا أراد عملا لا يريد به الناس."
قال: "ومع إخلاص النية فاعمر قلبك بمحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بمتابعته واقتفاء أثره؛ فقد قال تعالى: }قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ{ [آل عمران: 31]." هذا هو الشرط الثاني المُتابعة.
ثم قال:
2"- كن على جادة السلف الصالح: وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أمور الدين"، قفا من القفو، بمعنى إتباع الشيء، ومنه قوله تعالى :{ لا تقف ما ليس لك به علم} . يعني لا تتبع ما لا تعلمه. قال:" وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة..." يعني وهم من يتبعون الكتاب والسنة، بفهم سلف هذه الأمة، يسمون أهل السنة لأنهم يقبلونها ولا يردونها، ويسمون بأهل الجماعة لأنهم على ما عليه الصدر الأول وجماعة المسلمين.
قال: "فكن متميزًا بالتزام آثار رسول الله صلى الله وترك الجدال والمراء والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع."
"علم الكلام" يعنون به العلم الذي يتضمن الحُجج لإثبات العقائد فيما يتعلق بالله و اليوم الآخر و الرسل، والملائكة و الرد على المخالفين...الخ ، وهو بهذه الصورة الموجودة في غالب الكتب دخيل على علوم الإسلام؛ جاء من الفلاسفة، ومن علوم اليونان، مع بعض التعديلات.وسُمي علم الكلام بعلم الكلام، لأنه أكثر العلوم خلافا وكلاما، وليس تحت أكثر خلافهم عمل، ولأن من أكبر مباحثهم مسألة القرآن هل هو كلام الله.وأهل السنة ولله الحمد لا يحتاجون لهذه الطرق العقيمة. بل عندنا طريقة القرآن و السنة، وهي كافية ووافية. ولهذا كان السلف يذمون علم الكلام، ويعنون به هذه الطرق الدخيلة.


ثم قال المصنف:
"3- الزم خشية الله: عليك بعمارة ظاهرك وباطنك بخشية الله تعالى؛ محافظًا على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ فكن دالاً على الله بعلمك وسمتك وعملك، واعلم أن أصل العلم خشية الله تعالى- كما قال الإمام أحمد – فالزمها في السر والعلن؛ فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم..."
الخشية أخص من الخوف، هذا هو المشهور، وهو كلام بن القيم رحمه الله، في مدارج السالكين، يقول: الخشية للعلماء، قال تعالى: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ".[فاطر 28]. وقال هو خوف مع علم، الخشية خوف مع علم، وضرب له أمثلة، قال: الخوف فيه معنى الحركة والهروب، و الخشية فيها معنى الخضوع و السكون، وضرب مثالا بالسيل، شخص إذا رأى السيل هرب، وشخص إذا رآه سكن وثبت في مكان لا يصله السيل، استقر فيه، قال فالأول الذي هرب هذا يسمى خوفًا، و الثاني يسمى خشية. فملخص كلام بن القيم رحمه الله: أن صاحب الخوف يلجأ إلى الهرب، وصاحب الخشية يلجأ إلى الاعتصام بالعلم، هذا ملخص كلامه. وبعض العلماء يقول: الخوف يتعلق بالفعل المكروه، يعني يتعلق بالفعل المرهوب نفسه، يتعلق بالعقاب، وأما الخشية فتتعلق بمُنزل ذاك الفعل وموقِعه، فالخوف يتعلق بالعقاب، و الخشية تتعلق برب العزة و الجلال، هكذا قال بعضهم."
قال المصنف رحمه الله: "والعالم لا يعد عالمًا إلا إذا كان عاملاً،..."يعني لا يُعدّ عالما على الحقيقة، و إنما هو صاحب معلومات فقط، لأن العالم من خشي الله، هكذا قال الله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}.[فاطر 28 ]فمن قاده علمه إلى خشية الله، هذا هو العالم، فإن لم ينتفع بهذه المعلومات، لم يكن عالما إلا مجازا، ولذلك قال تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله - :" كل عاص لله فهو جاهل."وصدق رحمه الله، معصية الله من أعظم أسبابها الجهل و الهوى.
قال: " والعالم لا يعد عالمًا إلا إذا كان عاملاً ،ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل»."هذا أثر يعني من ناحية الإسناد فيه كلام، فيه مطعن لا يثبت، لكن معناه صحيح، فمن ترك العمل بالعلم، نسيه وسُلب بركته، و العلم أصلا يُراد به العمل، هذا في الأصل.
ونكمل إن شاء الله هذا القدر والله تعالى أعلم، وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
[/frame]
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx تفريغ الدرس الأول من مادة الحلية.docx‏ (123.5 كيلوبايت, المشاهدات 473)



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 03-04-15 الساعة 11:57 AM
صوفيا محمد غير متواجد حالياً