عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-07, 02:26 PM   #7
أمة الخبير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

*
*
*


الحصة السابعة

20/07/2007




فصل



الذين اعتمدوا على عفو الله فضيعوا أمره ونهيه :

وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه ، فضيعوا أمره ونهيه ، ونسوا أنه شديد العقاب ، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ، ومن اعتمد على العفو مع الاصرار على الذنب فهو كالمعاند .

قال معروف : رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق .

وقال بعض العلماء : من قطع عضواً منكم في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم ، لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة نحو هذا .

وقيل للحسن : أراك طويل البكاء ؟ فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي .

وكان يقول : إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة يقول أحدهم : لأني أحسن الظن بربي ، وكذب ، لو أحسن الظن لأحسن العمل .

وسأل رجل الحسن فقال : يا أبا سعيد ، كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال : والله ، لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا ، خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف .



وقد ثبت في ’’الصحيحين’’ من حديث أسامة بن زيد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : {{ يجاء بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور في النار كما برحاه ، فيطوف به أهل النار ، فيقولون : يا فلان ، ما أصابك ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه }} .

وذكر الامام أحمد من حديث أبي رافع قال : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع فقال : {{ ‘‘أف لك‘‘ ، فظننت أنه يريدني ، قال : ‘‘لا‘‘ ، ولكن هذا قبر فلان ، بعثته ساعيا الى آل فلان ، فغل نمرة ، فدرِّع الآن مثلها من نار }} .

وفي ’’مسنده’’ أيضا من حديث أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : {{مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، فقلت : من هؤلاء ؟ قالوا : خطباء من أمتك من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم }} .

وفيه أيضا من حديثه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : {{ لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم }} .

وفيه أيضا عنه قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول : {{ يا مقلب القلوب والابصار ، ثبت قلبي على دينك }} فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : {{ نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء }} .

وفيه أيضا عنه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل : {{ مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط ؟ قال : ما ضحك منذ خلقت النار }} .

وفي ’’صحيح مسلم’’ عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : {{ يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال له : يابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا ، والله يارب ، ويؤتي باشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبح في الجنة صبغة ، فيقال له : يابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا ، والله يارب ، ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط }} .


وفي ’’المسند’’ من حديث البراء بن عازب قال : خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الانصار ، فانتهينا الى القبر ، ولما يلحد ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الارض ، فرفع رأسه فقال : {{ استعيذوا بالله من عذاب القبر -مرتين أو ثلثا-
ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان أهل الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ..
ثم يجىء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أخرجي أيتها النفس المطمئنة ، أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على وجه الارض ،
فيصعدون بها ، فلايمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ماهذه الروح الطيبة ،
فيقولون : روح فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة ،
فيقول الله عز وجل : أكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه الى الارض ، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .
فقال : فتعاد روحه إلى الأرض ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟
فيقول : ربي الله عز وجل ،
فيقولان له : ما دينك ؟
فيقول : ديني الاسلام ،
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
فيقول : هو محمد رسول الله ،
فيقولان له : وما علمك ؟
فيقول : قرأت كتاب الله عز وجل ، فآمنت به وصدقت ،
فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوا له من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وأفتحوا له بابا إلى الجنة ،
قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره .

قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة رب أقم الساعة ، حتي أرجع الي أهلي ومالي .

*
*





توقيع أمة الخبير
*
*
*


إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله

*
*
*


أمة الخبير غير متواجد حالياً