عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-14, 06:54 PM   #5
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

وأخيرًا المنهج الحسي:


وهو يعتمد على المشاهَدات والتجارِب؛ ولذلك يطلق عليه مصطلح (المنهج العلمي)، ويتميز بـ:
1- سرعة تأثيره؛ لاعتماده على المحسوسات.
2- عمق تأثيره في النفوس البشرية؛ لمعاينتها الشيء المحسوس.
3- سَعة دائرته؛ لاشتراك الناس جميعًا في أنواع الحس أو بعضها.
4- يحتاج في استخدامه في كثير من المواطن إلى خبرة واختصاص، ولا سيما إذا كانت الدعوة لطبقة العلماء المتخصصين في العلوم التطبيقية.

من أبرز أساليبه:
1- لفت الحس إلى التعرف على المحسوسات، للوصول عن طريقها إلى القناعات:
كقوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 20 - 23].
وقوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت: 53].
2- أسلوب التعليم التطبيقي: كما فعل صلى الله عليه وسلم في دعوته لتعلم الصلاة والحج، فقال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))[10]، وقال: ((خُذوا عني مناسككم))[11].
3- القدوة العملية في تعليم الأخلاق والسلوك: كما جعل اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم قدوة عملية للمؤمنين، فقال: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21].
وكذلك قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159].
4- تغيير المنكر باليد وإزالته أمام صاحب المنكر، وهذا من أقوى درجات الإنكار، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده...))[12].
كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بالأصنام المحيطة بالكعبة لما فتح مكة، حيث طعنها بعود في يده، فتساقطت على وجهها، وبعث سراياه إلى الأوثان (اللات، والعزى، ومَناة) فكُسرت.
5- تأييد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بالمعجزات الحسية والخوارق، كما حدث مع كثير من الأنبياء السابقين، ومع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن مواطن استخدامه:
1- تعليم الأمور التطبيقية العملية والدعوة إليها، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليم الوضوء والصلاة والحج.
2- يستخدم في دعوة العلماء والمتخصصين في العلوم التطبيقية التجريبية، ويعين على ذلك الاستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومراعاة عدم التوسع في استخدام النصوص الشرعية لتأييد النظريات العلمية والفرضيات، ويكتفى بالاستشهاد بها على الحقائق العلمية الثابتة، وبأسلوب مناسب.
3- يستخدم في دعوة الجاهلين للسنن الكونية، والمنكرين للبدهيات العقلية.

مخرج:
قال ابن تيمية: "والله - سبحانه وتعالى - قد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمر بالشيء مسبوق بمعرفته، فمن لا يعلم المعروف لا يمكنه الأمرُ به، والنهي عن المنكر مسبوق بمعرفته، فمن لم يعلمه لا يمكنه النهيُ عنه"[13].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلِّغوا عني ولو آية))[14].

----------------
[10] صحيح البخاري.
[11] مسند أحمد.
[12] صحيح مسلم.
[13] مجموع فتاوى ابن تيمية.
[14] صحيح البخاري.



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس