عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-15, 07:41 PM   #4
|علم وعمل، صبر ودعوة|
Note || المقرر الثالث||

|| المقرر الثالث ||


بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ سَبَبَ كُفْرِ بَنِي آدَمَ وَتَرْكِهِمْ دِينَهُمْ هُوَ اَلْغُلُوُّ فِي اَلصَّالِحِينَ

وَقَوْلِ اَللَّهِ عز وجل ﴿يَاأَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾.
وَفِي اَلصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَداًّ وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً﴾.
قَالَ : هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمٍ نُوحٍ, فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى اَلشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنِ انْصُبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ اَلَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ, فَفَعَلُوا وَلَمْ تُعْبَدْ,
حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ, وَنُسِيَ اَلْعِلْمُ عُبِدَتْ (1).
قَالَ اِبْنُ اَلْقَيِّمِ : قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ اَلسَّلَفِ "لَمَّا مَاتُوا, عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ, ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ, ثُمَّ طَالَ عَلَيْهِمْ اَلْأَمَدُ فَعَبَدُوهُمْ"(2).
وَعَنْ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
«لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ اَلنَّصَارَى اِبْنَ مَرْيَمَ, إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ, فَقُولُوا عَبْدُ اَللَّهِ وَرَسُولُهُ»(3) أَخْرِجَاهُ.
وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اَلْغُلُوُّ»(4).
وَلِمُسْلِمٍ عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ, أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
«هَلَكَ اَلْمُتَنَطِّعُونَ - قَالَهَا ثَلَاثًا»(5).



بَابُ مَا جَاءَ مِنْ اَلتَّغْلِيظِ فِيمَنْ عَبَدَ اَللَّهَ عِنْدَ قَبْرِ رَجُلٍ صَالِحٍ, فَكَيْفَ إِذَا عَبَدَهُ ؟!

فِي اَلصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ; أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ اَلْحَبَشَةِ, وَمَا فِيهَا مِنْ اَلصُّوَرِ,
فَقَالَ : «أُولَئِكَ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ اَلرَّجُلُ اَلصَّالِحُ أَوْ اَلْعَبْدُ اَلصَّالِحُ, بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا, وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ اَلصُّوَرَ, أُولَئِكَ شِرَارُ اَلْخَلْقِ عِنْدَ اَللَّهِ»(1)
فَهَؤُلَاءِ جَمَعُوا بَيْنَ اَلْفِتْنَتَيْنِ فِتْنَةَ اَلْقُبُورِ, وَفِتْنَةَ اَلتَّمَاثِيلِ.
وَلَهُمَا عَنْهَا, قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ, فَإِذَا اِغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ
«لَعْنَةُ اَللَّهُ عَلَى اَلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى, اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ», يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا, وَلَوْلَا ذَلِكَ; أُبْرِزَ قَبْرُهُ, غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا (2) أَخْرَجَاهُ.
وَلِمُسْلِمٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ
«إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اَللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اَللَّهَ قَدْ اِتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اِتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لَاِتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً
أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ, أَلَّا فَلَا تَتَّخِذُوا اَلْقُبُورَ مَسَاجِدَ, فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ»


(3).
فَقَدْ نَهَى عَنْهُ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ, ثُمَّ إِنَّهُ لَعَنَ - وَهُوَ فِي اَلسِّيَاقِ - مَنْ فَعَلَهُ, وَالصَّلَاةُ عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ,
وَإِنْ لَمْ يُبْنَ مَسْجِدٌ, وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ
(خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا) فَإِنَّ اَلصَّحَابَةَ لَمْ يَكُونُوا لِيَبْنُوا حَوْلَ قَبْرِهِ مَسْجِدًا, وَكُلُّ مَوْضِعٍ قُصِدَتِ اَلصَّلَاةُ فِيهِ,
فَقَدِ اِتُّخِذَ مَسْجِدًا, بَلْ كُلُّ مَوْضِعٍ يُصَلَّى فِيهِ, يُسَمَّى مَسْجِدًا, كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«جُعِلَتْ لِيَ اَلْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا».
وَلِأَحْمَدَ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا
«إِنَّ مِنْ شِرَارِ اَلنَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمْ اَلسَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ, وَاَلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ اَلْقُبُورَ مَسَاجِدَ»(4)
وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي صَحِيحِهِ.



بابُ مَا جَاءَ أَنَّ اَلْغُلُوُّ فِي قُبُورِ اَلصَّالِحِينَ يُصَيِّرُهَا أَوْثَانًا تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اَللَّهِ

رَوَى مَالِكٌ فِي اَلْمُوَطَّأِ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
«اَللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اِتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»(1).
وَلِابْنِ جَرِيرٍ بِسَنَدِهِ عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ (
﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى﴾
قَالَ كَانَ يَلُتُّ لَهُمْ اَلسَّوِيقَ, فَمَاتَ, فَعَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ)(2).
وَكَذَا قَالَ أَبُو اَلْجَوْزَاءِ, عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ
(كَانَ يَلُتُّ اَلسَّوِيقَ لِلْحَاجِّ)(3)
وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
(لَعَنَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ اَلْقُبُورِ, وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا اَلْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ)(4) رَوَاهُ أَهْلُ اَلسُّنَنِ.





--------------------------
للتحميل بصيغة .... في المرفقات
للتحميل بصيغة .... هنـــا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc المقرر الثالث توحيد (3) (1) (1).doc‏ (204.5 كيلوبايت, المشاهدات 436)

التعديل الأخير تم بواسطة عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي ; 14-02-15 الساعة 09:50 PM
عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي غير متواجد حالياً