عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-14, 03:02 PM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Flowers :: وصيَّة قبل الاختبارات ::

مقطع مفرّغ للشيخ الشنقيطي - حفظه الله تعالى -
جزى الله من فرغه خيرا
الوصيَّة لأهل الامتحان:
أن يتذكَّروا بامتحان الدنيا امتحان الآخرة..
فأول ما أوصِي صاحب الامتحان أوصِيه بالتوكَّل على الله -عز وجل- ..
أنت في كرب، وأنت في همٍّ وغم .
فإذا رءآك الله ضارعا .. وبين يديه خاشعا تسألــُه التوفيق والسداد.. وتستلْهمه الصواب والرشاد؛ أعانك .. ووفَّـقك..
أول شيء أن تدعو الله - عز وجل-..
الأمر الثاني :
لا تتكِلْ على حولـِك، وقوتك، إيَّاك أن تقول: عندي ذكاء، وعندي فهم، وعندي حفظ، .. أبدًا.
اعتمدْ على الله وحده
ولذلك كان بعض الصالحين من الشباب الأخيار.. يقول دخلتُ يوما من الأيام في الاختبار وكنت حافظا له مُتقِنا.. فجاءني الغرور ..
فقلت: قبل أن تأتيني ورقة الأسئلة،هل هناك سؤال في المقرر لا أستطيع أن أجيب عنه ؟؟
يقول: فما إن وقعتْ ورقة الأسئلة بين يدي وإذا بي والله لا أعرف شيئا!!
وكان الاختبار في شدَّة البرد فجلست أتصبَّبُ عرقًـا من الخوف والخشية..
فيقول: ومضى على ذلك فترة ربع ساعة، أو ثلث ساعة، فتذكَّرت..أنني اغتررتُ وأنني اتَّـكلت على حولي وقوتي،
وماهي إلا لحظات حتى استغفرتُ الله عز وجل، وتبتُ إلى الله.. ففتَح الله علي في الإجابة..

ولذلك أول دليل على التوفيق في الاختبار أن يكون العبد" متعلِّق بالله - عز وجل- .. لا يتكِلْ على حولِه وقوَّتـِه "

ولذلك "الإمام الماوردي" كان رجل لايجارى في الفقه،
وكان بحرًا في الفقه، يقول -رحمه الله- : دخلتُ المسجد يوما من الأيام.. فتذكرت سِعَة العلم الذي منحني اللهُ - عز وجل- إيـَّاه،
فقلت: هل ثَـمَّ مسألة في الفقه لا أحسنها؟؟
يقول: فدخلتُ المسجد وفيْ بعض الغرور..
قال: فلما جلست جاءت عجوز ومعها ابنتها، والطلاب بين يدي حضور، فقالت لي العجوز هذه المرأة قد أصابها الحيض وكان من شأنها كذا وكذا ..فأفتنا -رحمك الله-؟
يقول: وإذا بها مسألة من أيسر مسائل الحيض، وإذا بي لا أُحسِن لها جوابـًا.. يقول: عالم جبل كان إليه المنتهى في الفتوى،
يقول - رحمه الله- :ومن شدة ما أصابني من الإعياء والحصر؛
أصبح الطلاب في دهشٍ حتى ما استطاعوا أن يجيبوها!!
يقول: فبَقيَتْ لحظة تنتظر مني الجواب.. مااستطعت أن أجيب ..
ثم مضتْ حتى أرادت ان تخرج من المسجد، فلَـقِيها أحد الطلاب المبتدئين فقالت -يرحمك الله- : إمرأة أصابها الحيض ومن شأنها كذا وكذا؟
فأفتاها فقال لها: الجواب كذا وكذا..
قالت له: أنت خيرٌ من هذا الذي جلس!
يقول: فعلمتُ أن الله خذلني حينما اتـَّـكلتُ على نفسي..

إخواني أول دلائل الحرمان: " الاتكالُ على النـَّـفس"
إذا أردت أن تدخل إلى أي أمر فتوكل على الله.. ولذلك كان سيد الأنبياء والمرسلين-صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين- كان يقول:
(ياحيُّ ياقَـيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُـلَّـه ولاتَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْن). صحيح.
إذا دخلت إلى الاختبار فادخل وأنت متوكل على الله-عز وجل-، لا على حولــِك، لا على قوتِّك، لا على ذكائِـك، لا على فَـهْمِك، لا على تيسير مُدَرِسَك .. أبدًا
"على الله وحده لاشريك له"
هذا من أهم ماينبغي أن يكون عليه الطالب وهو داخل للاختبار.
ثم أنظر -رحمك الله- حينما تدخل للاختبار
إن كنت قد أحسنت الاستعداد له، دخلت فرحا مسرورا، دخلت وأنت تنتظر الأسئلة بسرعة حتى تُـثبت جدارتك، وتُـثبت أن الله – عز وجل- وفَّـقك..!
وأما من كان مُضيِّعا مفرِّطا ومُهمِلا؛ فيدخل خائفا وِجلا، ولله المثل الأعلى..
{ أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّار خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْم الْقِيَامَة } [فصلت:40]

هكذا حالُ الناس يوم القيامة شتَّان والله مابين الحالين
أما الثالثة:
أدعوك -أخــي- أن تتذكر الآخرة، أنت الآن في مكان، في جوٍّ مُريح، والأسئلة أسئلة عبدٍ ضعيف، لايدري نقاط ضعفك،
ربما يأتيك بالأسئلة في أمور راجعتها قبل اختبارك،فتأتي نفس الأسئلة التي كنت تراجعها وتأخذ الدرجة الكاملة
ولكن الله – عز وجل- يعلم أين تقصيرك؟ ويسألك عن تقصيرك ولو كان بمثقال خردلة
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.} [الأنبياء: 47]
، شتَّـان مابين الاختبارين

الأمر الرابع:
تدخل للاختبارات أبوك وأمك وإخوانك وخلانك كلهم يقولون لك بالتوفيق بالنجاح..
ولكن على عرصات يوم القيامة، أمام الأولين والآخرين، يُقال لك يافلان ابن فلانة قم إلى العرض
" فتصطكَّ أقدامك"
ويصيبك الرعب أمامهم، لو أنَّ واحدا منّا الآن قيل له قم أمام الناس في هذا المسجد كيف يكون حاله؟
حتى يُسأل عن مسألة مايدري ماهي؟ .. كيف يكون حاله.. لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم سلِّم سلِّم
نسأل الله العظيم أن يُحيِيَ قلوبنا وقلوبكم بذلك..
تظمؤُ ! في الاختبار فتجدُ الساقي
تتعبُ ! فتجد من يُروُّح تعبك
ولكن..هناك إذا ظمِئت فلا ساقيَ لك ..وإذا تعبت وعانيت كان تعبك جزاءً وفاقًا ولا تظلم نفس شيئا
( الوصيَّة الأخيرة )
لمن كان في الاختبار وهي وصيَّة مهمة
أوصيك بعد أن تؤدي اختبارك أن تكون راضيًا عن الله
- وهذه حقيقة نقطة مهمة -
كثير من الناس وفَّـقه الله – عز وجل-..كان نابغة مُقدَّما مُوفقا؛ فإذا نقص شيئا يسيرا في اختباره أقام لها الدنيا وقعد وسبَّ وشتم وسخط على القضاء والقدر..
وهذا لاينبغي..
فأول ما أوصيك بعد الانتهاء من الاختبار هو الرضا عن الله؛فإن جاءتك يسيرة فقل: الحمدلله .."بحول الله وقوته والفضل والمنَّة لله"
وإن جاءتك عسيرة فقل: الحمدلله .."وبحول الله وقوته والفضل والمنَّة لله ..ماشاء الله كان.."
"والله لن ترضى عن الله إلا أرضاك الله عز وجل"..
وما مِنْ إنسان يبتليه الله ببلاءٍ يصيبه؛ فرضيَ عنِ الله في بلائه؛ إلا أحسن الله له العاقبة في ذلك البلاء..

فلربما أن الله علِـم أنك لو أخذت الامتياز.." تُحْسد حسدًا لاتقوم لك قائمة أبدا"..
شخص يأخذ الأول فتأتيه عين أو نفس يبقى في عناءها عمره كله..
فلذلك إيَّاك أن تكون ساخطًا عن الله - عز وجل-..

( وهناك وصيَّة في هذه الأيام )
أن لايــُعذِّب الإنسان نفسه، أن نُرفق بأنفسنا فبعض الشباب يُطيل السهر، ويُضني نفسه ويُجهدها.. والله تعالى يقول:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [البقرة: 195]..
ويقول تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }.[النساء: 29]

فارحم هذه النفس.. فإنه صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال:( وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا). رواه البخاري
فينبغي للإنسان أن يتقي الله في نفسه ..

ونسأل الله العظيم أن ييسَّر على أبناء المسلمين هذا الاختبار، وأن يجعله سهلا ميسرا وأن يكتب لهم بالتوفيق والنجاح الفلاح، فإنه ولي ذلك والقادر عليه..
/
/
المقطع هنا



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس