عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-13, 01:53 AM   #7
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم آمييين و إياكِ اختي الحبيبة.بارك الله فيكِ.

ملخص الدرس السادس :
5.2 : النهمة في الطلب :
:
يقول "عليك بالاستكثار من ميراث النبي وابذل الوسع في الطلب » والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم فتذكر قول القائل: «كم ترك الأول للآخر» وقول الشافعي رحمه الله: «كلما ازددت علمًا زادني علمًا « بجهلي
كأنه هنا يرشد طالب العلم إلى أمر مهم جداً وهو أن يكون نهماً في طلب العلم بمعنى أن يكون عنده شئ من الشوق وكما يقولون الجشع والطمع في تحصيل كثير من العلوم النافعة ولا يُفهم من كلامي أن النهمة عنده هذه النهمة تقطع عليه السير المرحلي بحيث إنه يكون من شدة نهمته إنه ينتهي من العلم يعنى يختصر ويترك مثلاً المرحلة الأولى ثم يقفز إلى المرحلة الأخيرة أو يقفز من كل كتاب إلى آخر أو يقطع صلته بالشيخ بلا موجب كما يقولون ثم يذهب إلى شيخ آخر هذا من شدة نهمته يتنقل في كل حلق العلم هذا غير صحيح.
بعض طلاب العلم يقول يعنى أنا ماذا سينتفع مثلاً منى العلم مثلاً لو حفظت ماذا سيُنتفع منى نسخة جديدة على البخاري ولا نسخة جديدة على صحيح مسلم لماذا أحفظ هذه المتون أو لماذا أحفظ الأحاديث أو يقول ماذا سأصنع لن أزيد على ما قاله الأولون وقد استوعبوا العلم أنا يعنى ماذا سأضيف للعلم وطلب العلم والمسيرة العلمية؟
فيُقال لمثل هذا كم ترك الأول للآخر لا يُقال ما الأول للآخر يعنى الذين مضوا تركوا أشياء كثيرة تُختصر وتُبحث وتُشرح وكل زمن هكذا يُؤلف الكتاب ثم يأتي بعده زمان فيأتي طلاب العلم منهم من يختصر هذا الكتاب منهم من يفك كلماته ويحل مسائله منهم من يهذبه يشتغلون على هذه الكتب فيضيفون لها إضافات جديدة
جماع الكلام هنا أن طالب العلم يكون عنده جشع وطمع في تحصيل كثير من العلم ولذلك يبذل كثير من الجهد و يستفرغ وسعه في تحصيل هذا العلم حتى يضيف سبحان الله لنفسه وللآخرين شيئاً كثيراً
5.3 : الرحلة للطلب :
يقول (( إذا أردت أيها الطالب أن تتأهل في العلم فلابد من رحلة إلى أهل العلم؛ لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم وتعليمهم والتلقي عنهم لديهم من التحريرات والضبط والنكات العلمية والتجارب ما يعز الوقوف عليه أو على نظائره في بطون الأسفار، واحذر القعود عن هذا على مسلك المتصوفة البطالين الذين يفضلون (علم الخرق) على (علم الورق)؛ فإنهم لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا؛ بل فيهم من كان بأسًا وبلاءً على الإسلام
كان طلاب العلم يرحلون ومع قلة توفر المواصلات وربما طالب العلم يبيع مثلاً بيته -الإمام مالك باع سقف بيته- الذي يبيع بيته والذي ربما جعل نفسه خادماً لقافلة من القوافل يخدمهم في السفر حتى يوصلونه إلى البلد يأخذ أجر إيصاله لتلك البلد التي فيها العالم وربما مات أحدهم في الطريق وهذا كثير ليست الأمور ميسرة كما في زماننا ورغم ذلك كان أحدهم يرحل من أجل الحديث الواحد ولعل لنا في ذلك أسوة وقدوة جابر بن عبد الله الذي رحل في حديث وحتى أنه لم ينزل عن دابته حتى لما قابل ذلك الصحابي طلب منه أن يحدثه بذلك الحديث خشية أن يموت أحدهما فسبحان الله هذا يدلك على شدة الحرص على حفظ العلم وتحصيل العلم وأيضاً كان لغيره من التابعين وأتباع التابعين ومن سار على هديهم أنهم يرحلون منهم من يذهب إلى بغداد ومن يذهب إلى خراسان ومنهم من يذهب إلى الشام وسبحان الله العظيم حصلوا في ذلك خيراً كثيراً ولا شك أن طالب العلم إذا كان يرحل إلى العلماء سيأتي يوم يُرحل إليه بمعنى إنه يقصدونه طلاب العلم ويجلسون في مجلسه يأتونه من بلاد كثيرة طبعاً فائدة هذه الرحلة في الطلب لها فائدة كثيرة .
ولكن لو قلنا بالنسبة لنا نحن النساء هل ممكن إننا نرحل في طلب العلم أو نسافر في طلب العلم قد تقول قائلة هذه النقطة ما هي مناسبة للنساء ؟ هل ممكن إنها تتحقق ؟
إذا توفر المحرم
ما هي الفائدة التي يحصلها طالب العلم من رحلته إلي العالم ؟
منها الأجر العظيم في خطواته للطلب يعنى الطريق هذا وسيلة للوصول إلي العلم فهو الوسيلة يؤجر عليها أيضاً فيها أخذ الأدب عن العالم فيها ضبط العلم فيها أخذ من آداب الشيخ فيها تلقى العلم في فترة قصيرة فيها أيضاً اخذ السند العالي فيها أيضاً مقابلة الأقران والاستفادة منهم لأنه يصير فيه لقاء وفي تعرف علي الإخوان من شتى البلاد فهذا يستفيد تُلقح الأفهام كما يقولون ويستفيد الإنسان من معارف غيره وهكذا فيحصل خيراً كثيراً ويأخذ عن العالم بعض الفوائد الشاردة كما يقولون لا شك انه طالب العلم برحلته يحصل خيراً كثيراً
طبعاً هناك طائفة يعنى من البطالين وهم الصوفية هؤلاء يُزهدون في الرحلة لطلب العلم ويُزهدون في العلم نفسه أصلاً الجلوس على العلماء الجلوس لأخذ العلم الشرعي هؤلاء يقولون نحن نفضل علم الخرق على علم الورق،
فعلم الورق هذا العلم الذي يقصد فيه العلماء.علم الخرق قصدهم أنهم يتمسكون و يتزهدون ويصيحون في الأرض ويلبسون المرقع.
فيقولون نحن أفضل كوننا نفرغ للعبادة،والتمسك والتزهد هذا أفضل من علم الورق، وحقيقة هذا كلام فيه تثبيط لطلاب العلم هذا كلام لم يفعله الصحابة ،بل جلس أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ منه العلم كذلك الصحابة كانوا يشتاقون الأعرابي يأتي من البادية يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يزدادوا من العلم وكان سبحان الله الأعرابي يأتي من البادية ما يجلبه إلا إرادة أن يبين له النبي صلى الله عليه وسلم مسألة علمية أو ما شابه. فإذن كان حرص على طلب العلم ولم يقولوا بهذا القول أن الإنسان يتفرغ أو ينعزل للتمسك والتعبد ويترك العلم، لا شك أن العالم أفضل من العابد، فالعابد على جاهل سيقع في أمور كثيرة، ربما لا يفقه لها، ربما يخرج من دينه وهو لا يشعر،وما خرج الخوارج من دينهم إلا أنهم كانوا لم يفقهون شيئا من العلم.الخوارج مبادئ خروجهم على عثمان وعلي.
ما السبب في خروجهم؟
طبعا هؤلاء السبب في خروجهم فهم خاطئ، وفهم لنصوص الكتاب والسنة فهما خاطئا، ما كان عندهم علم لكنهم كانوا عبادا لليل، كانوا أصحاب قراءة القرءان، حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تحقرون صلاتكم عند صلاتهم" يعني من كثرة العبادة والطاعات وما كانوا يستبيحون الكذب وكانوا يتمسكون يقومون الليل و يصومون النهار. أصحاب عبادة، ولاشك النفس تميل للزهاد والنساك يعني أصحاب العبادة.
لكن ما فائدة العبادة إذا لم يكن الإنسان عنده قدر من العلم يصون به هذه العبادة ؟
هؤلاء الخوارج ما خرجوا على عثمان ووقعوا في دمه وقتلوه ووقعوا في محظور عظيم إلا بسبب جهلهم، هذا الجهل جعلهم يتجرؤون على أمور عظيمة ليس من السهولة التجرؤ عليها ما يحصل التجرؤ عليها إلا من جهله، يعني ننتبه لمثل هذا أننا لا نرعى بالاً لكلام هؤلاء الصوفية الذي يزاهدون في العلم وطلب العلم والرحلة للعلم.
5.4 : حفظ العلم كتابة :
ما معنى حفظ العلم كتابة؟
المقصود بحفظ العلم كتابة أن يكتبه ويدونه في دفتر أو في بطاقات أو في كتابه فيحفظه وهذه صور حفظ العلم، أن طالب العلم يحفظ علمه بالكتابة لأن ذلك أمانا من الضياع، وله فوائد كثيرة.
قيل:" العلم سيد والكتابة قيد، قيد سيؤدك بالحبال الواثقة فمن الحماقة أن ترى غزالة وتتركها في الصحراء أو في البر طالقة"
أهمية الكتابة من جهة انك عندما تدون المعلومات و النقاط في محاضرة او درس علمي انك عندما تحتاج للمعلومة ترجع إليها بسهولة.
فائدة تدوين العلم؟
1-حفظه من النسيان والضياع.
2-أيضا تثبيته.
3-تذكره عند الحاجة والاستفادة منه.
4-سهولة الرجوع إليه.
5- يسهل عملية البحث عند الحاجة.
6-مرجع للآخرين.
7-قصر لمسافة البحث
8-جمع للشوارد والفوائد
9-إذا كبر سن الإنسان وضعفت قوته لديه مادة علمية يرجع إليها.
كيفية تدوين الفوائد أو حفظ العلم كتابة؟
1-الكتابة على الصفحات البيضاء التي توجد في بداية او نهاية كل كتاب الفوائد الموجودة في الكتاب.
ما هي الفائدة من هذا؟
سهولة الرجوع الى الفوائد المدونة و على الموضوعات التي احتاجها.
تدوين الفوائد : كنز عظيم بالنسبة لي لأنني لو جمعت الكتب كلها سأجد فائدة في نفس المبحث أو موضوع أو المحور في أكثر من كتاب لو جمعتها عدت لي كتاب كامل لو جمعتها من طرات الكتاب من مقدمات أو فهرسة الكتب الموجودة عندي أو عندك أجد أنني ممكن أعمل كتاب صغير أو بحث صغير فيما جمعته من هذه الفوائد ما أحصل عليها في كتاب مجموع لأنها متناثرة في الكتب وهذا مفيد جدا وأنا أوصيكم به.
2-تسطير المقاطع المهمة في الكتاب سواء بالقلم الفسفوري او بقلم الرصاص ثم كتابتها على دفتر لوحده.
طريقة غير منظمة: يعني مجرد أقرأ في الكتاب الفوائد التي أجدها أنقلها بوضع عنوان لها فتكون غير منظمة.
وممكن أعمل لها فهرسة وأقول مثلا فائدة في البلاغة يعني أعمل لها عنوان وأضع بين قوسين فائدة بلاغية أو في باب البلاغة،ومثلا في النحو، مثلا في الشعر، مثلا في الأدب ،مثلا في الفقه، مثلا في الأصول،مثلا في الحديث، مثلا في التفسير أو أصول التفسير، أضع بين قوسين عنوان لها يمكن يأتي يوم أبدأ أصنف وأجعل الفوائد في أصول التفسير أنقلها في دفتر لحالها ،وفوائد العقيدة في دفتر لحالها. بعض طلاب العلم يأخذوا الدفتر ويقسمونه ويترك جزء للعقيدة وجزء للتفسير وجزء للفقه فكلما قرأ كتاب وانتهى منه يبدأ يأخذ الفوائد وينقلها ويكتب بجانبه نقل فيصبح عنده فوائد كثيرة تتجمع في العقيدة فوائدة كثيرة ما يمكن أنه يحصل عليها لو أراد يكتب أو يستشهد أو يزيد معلوماته فلن يحصل عليها بمجرد القراءة إنما هذا التدوين وهذه الكتابة تفيده كثيراً.
إذن الآن عندي كم عندي تقريبا ثلاث طرق الطريقة الأولى اللي هي طريقة الفهرسة من نفس الكتاب اللي أنا اقرأه يعني اجعل في طرة الكتاب أو في مقدمة الكتاب أو في حتى آخر الكتاب ليست مشكلة أكتب كفهرس لي الفوائد التي أشرت عليها و أضعت صفحتها بحيث يسهل الرجوع لها عند الحاجة
هذه نستفيد منها في البحوث نستفيد منها في المحاضرات نستفيد منها في التأليف
أذكر الشيخ مساعد الطيار يمكن تعرفون أنه يعطي في أصول التفسير وفي تفسير له برامج فيقول إن كتاب فصول في أصول التفسير هي عبارة عن فوائد جمعها من الكتب التي كان يقرؤها خاصة بالتفسير عبارة عن فوائد جمعها بهذه الطريقة ثم بعد ذلك فرغ لها و جمعها و جعلها في هذا الكتاب
إذن حتى في التأليف يسهل حتى لو أراد أن يؤلف يجمع هذه الشوارد و يجعلها مثل كتاب فوائد الفوائد للشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه أيضاً هذا الكتاب عبارة عن مما قرأه و دونه جمع فيها هذه الفوائد مثل كتاب صيد الخاطر و أيضاً بدائع الفوائد لابن القيم هذه كلها من الأشياء الشاردة الفوائد التي كتبت ودونت
الطريقة الثانية انه يكون في كناش أو دفتر إما انك تجعلينه غير منظم فقط تنقلين الفوائد و إما انك تجعلينه منظم مقسم حسب الأقسام عقيدة فقه و هكذا و الفائدة الخاصة بالقسم المناسب و تضعينها فيه بعضهم يضعونها في بطاقات
يقول الشعبي إذا سمعت شيئا فاكتبه و لوفي الحائط مقصود حائطه حائط بيته ليس حائط الغير لان سيكون هذا نوع من التعدي.
5.5 : حفظ الرعاية :
أخذنا حفظ العلم كتابه الآن نأخذ حفظ العلم رعاية
يقول (اجعل حفظك للعلم حفظ رعاية لا حفظ رواية؛ فإن رواة العلوم كثير ورعاتها قليل، ولا يكون ذلك إلا بالعمل والإتباع والبعد عن المفاخرة والمباهاة به، وأن لا يكون القصد في ذلك نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد المجالس، وسبيلاً إلى نيل الأغراض وأخذ الأعواض، فالإخلاص الإخلاص في الطلب وحسبك به ))
ماذا نقصد بحفظ العلم رعاية ؟؟
حفظ العلم نوعان حفظ رعاية و حفظ رواية
حفظ رواية كنا نأخذ في الأقسام حفظ رواية و حفظ دراية و قلنا حفظ رواية أن الإنسان يروي العلم من محفوظاته
و دراية يكون قد شرحه و فهمه
ما المقصود بحفظ العلم رعاية ؟ كيف يرعى طالب العلم حفظه ؟؟
المذاكرة و المراجعة كلها وسائل الرواية و الدراية كلها وسائل لان المقصود بالعلم تطبيقه و العمل به و إتباع ما فيه من السنن الثابتة على النبي صلى الله عليه وسلم
على طالب العلم أن يحفظ العلم رعاية بان يعمل به ويطبقه وليحذر من الأمور المفسدة لهذه الرعاية هناك أغراض و أهداف و مقاصد أحياناً لبعض طلاب العلم تتنافى مع رعاية العلم تتنافى مع الشيء الذي من أجله تعلم الناس العلم نزل القران نزلت السنة فطالب العلم لا يتخذ العلم و لا يحفظ العلم للعملو إنما للمفاخرة و المباهاة انه حفظ و انه قرأ و انه أفضل من أقرانه كلهم و أن أجودهم في الفهم و انه أذكاهم و انه مقرب من الشيخ بعضهم هكذا فهم كذا وحضر مجلس فلان كذا يبدى يباهي لا شك أن هذا ليس من رعاية العلم.
وأيضاً لا يكون عنده مقاصد سيئة انه ينال الرئاسة و يتصدر في المجالس ويشار إليه بالبنان و يأخذ الوظائف و يكثر له الإتباع و تصبح له مجالس يعقد المجالس
و أيضاً سبيل إلى نيل الأغراض و الأعواض يعني الأغراض الدنيوية حظوظ النفس يعني حتى يقال عنه انه عالم حتى يبز أقرانه و يتفوق عليهم حتى يباهي حتى يفاخر حتى يأخذ منصب حتى يشتهر حتى يتصدر المجالس كل هذه من حظوظ النفس التي ينبغي على طالب العلم أن يهرب منها و ينقي عمله منها.
5.6 : تعاهد المحفوظات :
يقول (( تعاهد علمك من وقت إلى آخر فان عدم التعاهد عنوان الذهاب مهما كان وتذكر قوله صلى الله عليه و سلم (أنما مثل صاحب القران كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) فإذا كان القران ميسر للذكر يذهب إذا لم يتعاهد فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة و خير العلوم ما ضبط أصله واستذكر فرعه وقاد إلى الله تعالى و دل على ما يرضاه ))
أن طالب العلم ما يكتفي في أن يحفظ الدرس مثلا مرة واحدة وإذا انتهى من الكتاب ذهب مع الريح أو أنه يذاكر الدرس مرة واحدة و خلص هذا آخر العهد به قرأ الكتاب الفلاني مثلا كتاب التوحيد و لا كتاب الوسطية ولا الحموية ولا الفقه مرة واحدة و انتهى منه خلاص لن يعود له لا شك انه عدم تعاهد العلم خصوصا المحفوظات عدم مذاكرة العلم و تعاهد العلم تعاهد المحفوظات بان الإنسان يكررها و يراجعها و يسمعها يجعل لها وقت خاص للمذاكرة وتسميع المحفوظات لكي لا يتفلت هذا العلم.
القرآن الذي يسره الله عز و جل يقول ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) يسر حفظ القرآن ومع هذا عن تركته و لم تراجعهسينفلت كالإبل التي لا تعقل لا تربط قدمها لا تربط لأنه لو تركت هكذا ماشت في الصحراء.فما يالك بالعلوم الأخرى اليت ربما تكون أصعب من القرآن الكريم.
5.7 : التفقه بتخريج الفروع على الأصول :
قال ((تحل بالنظر والتفكر والفقه والتفقه؛ لتصل بإذن الله إلى ما يسميه الفقهاء (فقيه النفس)؛ وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية، فعليك بتخريج الفروع على الأصول وتمام العناية بالقواعد العامة، واجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام من قواعدها وأصولها المطردة؛ كقواعد المصالح، ودفع الضرر والمشقة وجلب التيسير وسد باب الحيل وسد الذرائع؛ فإن هذا يسعفك في مواطن المضايق.
فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكمًا، ولشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله فصول مهمة في ذلك من نظر في كتب هذين الإمامين سلك به النظر إلى التفقه طريقًا مستقيمًا.))
أراد الشيخ رحمة الله عليه أن ينبه طالب العلم لمسألة مهمة جداً يخرج الفروع على الأصول
الفروع هي الفقه الأحكام العملية من صلاة وصيام وزكاة هذه الأحكام يخرجها على الأصول قواعد الشريعة قواعد الكلية
وذكر من هذه القواعد قواعد المصالح ودفع الضرر والمشقة قواعد كثيرة في الشريعة قواعد كلية بحيث يعرف طالب العلم لا يأخذ الأحكام هكذا فقط يعرف أن العبادة تفعل هكذا وإنما يعرف هذه العبادة بدليلها من الكتاب والسنة ويعرف القواعد التي يجريها عليها يعرف القواعد هذه الأحكام تحت أي قاعدة من قواعد الشريعة
هذا هو الفقيه الحقيقي الذي يعرف من أين يستنبط يعرف كيف يستنبط لأنه ليس المقصود فقط كيف يحفظ وإنما المقصود الشريعة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى كمثل الغيث فقسم الناس إلى ثلاث أراضي ومنه الأرض التي أنبتت الكلأ بمعنى أن طالب العلم يأخذ هذه العلوم المبنية على دليل من الكتاب والسنة ثم يستنبط من هذه الأدلة سواء كان الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس أو الأدلة الكلية يستنبط منها أحكام الشريعة فيكون علمه مبني على أصول.
إذن طالب العلم عليه أن يهتم بمثل هذا الأمر أن يكون فقيه وإلا سيكون من الحفاظ فقط الذي لا يفقه وأن فقه يكون معنى بسيط شرح بسيط للنصوص لكن لا يستطيع أن يستنبط هذه الأحكام الشريعة من الأدلة الكلية
على طالب العلم أن يحدث نفسه في أن يكون همه الكبير أن يفقه العلم وأن يكون العلم الذي يتعلمه بدليله وأن يربط الأحكام التعبدية والمعاملات الفقه عموماً يربطها بالقواعد لذلك سينتفع نفعاً كثيراً
5.8 : اللجوء إلى الله في الطلب والتحصيل :
يقول ((لا تفزع أو تكترث إذا لم يفتح لك في علم من العلوم؛ فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، فضاعف الرغبة، وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه ))
أحياناً بعض طلاب العلم أو طالب العلم عموماً قد ينغلق أو يستغلق عليه العلم أحياناً أحياناً نقرأ شيء ولا نفهمه وتسمع أكثر من شرح وتعود للكتب وربما تستشرحه وربما يجيبك أحد ولا تصلي إلى الفهم الصحيح تشعري أن المسألة تحتاج إلى تفهيم أكثر
سبحان الله إذا استغلق عليك مثل هذا فعليك بجادة السلف الصالح
لو حصل لك مثل هذا الموقف ماذا ستصنعين ؟؟
اللجوء إلى الله دعاء الله سبحانه وتعالى
شيخ الإسلام وهو صغير السن ماذا يصنع لما تستغلق عليه الأمور وتصعب يصلي صلاة ثم يدعو فيها ويخر ساجداً لله ويدعو الله أن يعلمه ويفهمه فيقول يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني فما زال يقولها حتى يفتح الله عليه.
5.9 : الأمانة العلمية:
يقول ((يجب على طالب العلم الفائق التحلي بالأمانة العلمية في الطلب والتحمل والعمل والبلاغ والأداء؛ فكن أمينا فيما تروي وتصف، فلا ترو ما لم تسمع، ولا تصف ما لم تعلم))
لماذا على طالب العلم أن يتحلى بالأمانة العلمية ؟؟
حتى يكون ثقة لأنه إذا شك الناس فيه فقدوا ثقتهم فيه لن يأخذوا عنه قال الله وقال رسوله
لا شك أنه سيقع في انحرافات تحريف العلم وغش الناس إلى آخره ولكن لا شك أن الناس لن يثقوا به ويقع في محاذير عظيمة ومنها الكذب ويخالف الصدق ويزور وهذي أمور ينبغي أن لا تكون عند طالب العلم
ستقول هل من الممكن أن يصدر هذا من طالب العلم ؟؟!
نعم كثير من طلاب العلم محسوبين على العلم ولكنهم لا يتحلون بهذه الصفة الأمانة العلمية مأخوذة من الصدق كون طالب العلم صادق فهو أمين يحفظ هذا العلم أمين في الطلب والتحمل بحيث أنه إذا سمع شيء يؤديه كما سمعه
نأتي إلى أمر آخر لصيق بل هو مكمل للأمانة العلمية
5.10 : الصدق :
على طالب العلم أن يكون صادقا ،
يقول (( تعلم رحمك الله تعالى تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم. والصدق إلقاء الكلام وجه مطابق للواقع والاعتقاد، ونقيضه الكذب وهو ضروب وألوان وأودية يجمعها ثلاث
كذب المتملق : وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة .
وكذب المنافق :وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة و الهداية.
وكذب الغبي بما يخالف الواقع وطابق الاعتقاد . كم من يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية
الصدق هو الخبر المطابق للواقع . فطالب العلم عليه أن يكون طالب . يكون صادقا في خبره صادقا في فعله صادقا في حاله بحيث يكون ما يتمناه وما يعتقده مطابقا لأفعاله , مطابقا لأحواله.
نقيض الصدق الكذب ثم ذكر له ألواناً ثلاثة :
كذب المتملق : المتملق يعني المداهم الشخص الذي يتملق الآخرين ويتزلف لهم و هو يخالف الحقيقة و الإعتقاد. مثاله كمن يرى شخصا فاسقا يعرف بفسقه ثم يقول ما شاء الله عليك أنت رجل صالح يا ليت الناس كلهم يكونون مثلك هو داخل قلبه يعرف انه فاسق ما هو مختفي أمره عليه أو أمره خفي عليه إنما أمره ظاهر كله لكنه ربما راد مصلحة من ورائه فيداهنه.
النوع الثاني كذب المنافق وكذب المنافق هذا يقول لك ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع داخل قلبه هو يعتقد أمرا غير الذي يقوله إذاً هو كاذب في اعتقاده . ويقول كلاماً مخالف لاعتقاده لكنه موافق للواقع
مثل قول المنافقون لما أتوا لرسول صلى الله عليه وسلم هو داخل قلوبهم كافرون بمحمد صلى الله عليه وسلم هم لا يؤمنون به ولا يعتقدون انه رسول ولذالك لما يأتون إليه هم يعتقدون في قلوبهم انه ليس رسول هذا أمر ثم يقولون قولا يخالف ما يعتقدونه لكنه يطابق الواقع ( يقولون نشهد إنك لرسول الله ).
كذب الغبي هذا يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد.
كمن يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية يعني شخص صوفي له أعمال الصوفية فرقية كما يسمونها هو داخل قلبه يعتقد انه رجل صالح. فإذا نظرت في الواقع هل رجل صالح من أولياء الله . هو ليس وليا فهو صوفي مبتدع والناس يعرفون أنه صوفي مبتدع لكن هو من غبائه يراه رجلا صالحا.
ويقول (( واحذر أن تحوم حولك الظنون فتخونك العزيمة في صدق اللهجة فتسجل في قائمة الكذابين ))
يعني أحياناً يحذر انه يكون الإنسان شبهة يعني إياك والكذب حتى لا يفقد الناس الثقة فيك تحوم حولك الظنون والشكوك وتسقط من أعين الناس غير انك أنت تكتب عند الله كذابا والأمور التي تنبني على الكذب فإياك إياك ان تسجل في قائمة الكذابين
أنا أريد أن أكون صادقه كطالب علم يتحتم علي أن أكون صادقا ماذا اصنع ؟
إذن حتى يكون صادق أول شئ عليه أن يجاهد نفسه في التحلي بصفة الصدق ثم يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في أن يرزقه صفة الصدق وان يكون من الصادقين
يقرأ في كتب السلف سير السلف كيف صدقهم وكيف نجاتهم بالصدق ويقرأ في النصوص أيضاً التي تتكلم عن شرف الصدق ورذيلة الكذب ويحدث نفسه يتأمل في العقوبات التي تحصل لمن كان كذابا يعني لو انه كذب في حديثه هل سيأمن ربما ينكشف في يوم من الأيام ثم يسقط قيمته فإذا يحذر من عاقبة الكذب وانه سينكشف ويفضح ولابد مهما تزين ومهما اظهر نفسه بصور جيدة فلن يظهر إلا الحق
يحذر من أمر مهم جدا قد يكثر عند طلاب العلم وهو المعاريض أو التورية.
لو شخص أكثر من هذه الأمور التي يقول كلام صادق معناه صحيح لكنه يقصد شئ آخر التي هي المعاريض التي هي التورية مثلا احد يسألك أين فلان أنتِ تقولين ليس هنا وتقصدين ليس في ثوبك وليس البيت هو يسأل هل هو في البيت وأنت تجيبين ليس في يدك
المعاريض يسمونها في أن الإنسان يُسأل عن شيء فيجيب إجابة محتملة هذا الإنسان لا يلجأ لها إلا في أضيق الحدود لأنها ربما جرت رجله إلى أن يكون كذابا عند الناس
لو كان الإنسان يستخدم المعاريض أو الكذب أو عموما يعني يكثر من هذا سيتحصل على مفاسد ثلاثة : فقد الثقة من القلوب ، ذهاب العلم وانحسار القبول بمعنى انه العلم لم يعد ينتفع به ويصير قبوله عند الناس ضعيف لأنه تسقط قيمته ولا يصدق إذا صدق حتى لو كان صادقا لا يصدق، أي خبر يقولوه لا يصدقونه لأنهم جربوا عليه الكذب.



توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً