عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-13, 05:20 PM   #2
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ملخص الدرس الثاني :
وحينما نقول خفض الجناح و نبذ الخيلاء نفهم من ذلك التواضع فكأن المؤلف الآن يريد طالب العلم أن يتحلى بأدب يعمر باطنه وهو التواضع و خفض الجناح لان هذا يكنى به عن خفض الجناح للمؤمنين واخفض جناحك للمؤمنين بمعنى التواضع لهم
حري بطالب العلم أن يكون متواضعا وحذر الشيخ طالب العلم من داء الكبر الذي إن تسلل إلى النفس كان سبب حرمان عظيم لطالب العلم.


يرى نفسه أفضل منهم أو هم دونه أو يعني يهمزهم و يلمزهم كما يقولون أو تصدر منه أمور لا تنبغي أو يرى نفسه أفضل من شيخه كل هذه من آفات و آثارو قد تظهر آثار هذا الكبر على جوارح هذا الطالب فتظهر منه السخرية و يظهر منه استخفافه بالناس واحتقاره لزملائه أو يرى نفسه أفضل منهم أو هم دونه أو يعني يهمزهم و يلمزهم كما يقولون أو تصدر منه أمور لا تنبغي أو يرى نفسه أفضل من شيخه كل هذه من آفات و آثار


ووصفه بأنه داء الجبابرة لأن الجبابرة هؤلاء الذين يأتون يوم القيامة كأمثال الذر يطؤهم الناس بسبب ذلك الكبر الذي سكن قلوبهم هؤلاء الجبابرة يعني قد ملئوا قلوبهم بداء الكبر و الكبر لا يليق بهم الكبر لمن هو أهل للكبر و هو الله سبحانه و تعالى الذي قال ((الكبرياء ردائي و العزة إزاري فمن نازعني في أحدهما قصمت ظهره ))
هنا يقول إياك و الخيلاء وهي الإعجاب بالنفس فالخيلاء هذي أثر وعلامة من علامات ماذا؟ فهي آثار إعجاب المرء بنفسه أو تكبر المرء على غيره هذا يظهر صورته في البدن فالمؤلف يحذر طالب العلم من أن يعجب بنفسه أو أنه يتكبر على غيره فيراهم دونه أو أن ذلك يظهر على جوارحه و أرشده إلى خفض الجناح مع المؤمنين.


وقال أن الإنسان حين يتكبر أو يختال أو يعجب بنفسه فان ذلك نفاق و كبرياء لان الحقيقة انه يعني لماذا عد الكبر نفاق ذلك لان حقيقة الإنسان ليست يعني لا تستحق أن يتكبر فهو لا يملك شيء فكأنه يتشبع بما لم يعطى فطالب العلم يحذر من هذا الكبر لأنه سبب حرمان للعلم النافع.
عرف الكبر هنا بأنه بطر الحق و غمط الناس و لا شك أن هذه من أجمع الكلمات في تعريف الكبر وكيف لا يكون ذلك وهو من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلمالذي أوتي جوامع الكلم.
يعني ماذا بطر الحق ؟ يعني رد الحق يعني الإنسان إذا خوطب بالحق أو وجه بالحق إن كان من نظيره أو من دونه يتكبر أن يقبل هذا. وهذا الوصف وصف الله عز وجل به الكثير من المعاندين الذين نأوا دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم و صدوا عن سبيل الله علموا الحق و لكنهم جحدوا هذا الحق لكبر في أنفسهم فردوا هذا الحق
و غمط الناس و المقصود به هنا السخرية من الناس و احتقار الناس و التنذر بالناس و الاستهزاء بالناس : كل هذه الأمور تعد من الكبر لكنها تكون عمليا في أن الإنسان إذا شعر أن هؤلاء الناس أقل منه فبدأ يزدريهم وبدأ ينقدهم.
*قال وهو مع الحرص و الحسد أول ذنب عُصِي الله به
هذه أوائل الذنوب التي كانت من إبليس : الحسد و الكبر لأن الملائكة سجدوا له تكريما لله عز وجل وتكبر إبليس و قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين فأول ذنب عصي به الله عز وجل لا شك أنه الحسد
الحرص كان من آدم فآدم عيه السلام ما أخرجه من الجنة إلا حرصه على أن يخلد و يبقى ويملك .
ثم بدأ الآن يحذر من أمور قال(( فلا تتطاول على معلمك و لا تستنكف عن ما يفيدك مما هو دونك )) يعني كأنما يضرب لنا أمثلة عن الكبر : تعامل الطالب مع معلمه في طريقة الكلام مع الشيخ أو يتطاول عليه برد الحق الذي على لسان الشيخ مثلا أو تظهر منه بعض التصرفات التي تدل على أنه يتعاظم نفسه ويعارض شيخه أمامه فيسيء الأدب معه.
*قال و لا تستنكف عن ما يفيدك
وهذا مثال ثاني للكبر : قد يكون الطالب متقدم في الطلب و يأت طالب مبتدئ بفائدة فيرد هذا الطالب المتقدم هذه الفائدة من هذا الطالب المبتدأ لأنه يراه لا شيء.
*قال و لا تقصر في العمل بالعلم
لا شك أن الإنسان الذي لا ينقاد للحق و لا يعمل به فيه نوع من رائحة التكبر فالإنسان يخضع يزاوج بين العلم و العمل
و ما ترك العمل بالعلم إلا تكبر على الانقياد لان الإنقياد ليس كاملا عند الإنسان حينما يتعلم و لا يعمل فلذلك عليه إن يجاهد نفسه في العمل بالعلم
و إذا قصر الإنسان في العمل فهذا عنوان للحرمان
على طالب العلم الحذر من الكبر و أدواء الكبر كالخيلاء و الكبرياء و الغرور و الإعجاب بالنفس كل هذه يعني توابع الكبر و أوصى بماذا بخفض الجناح و التواضع ويصف هذا الداء "داء الجبابرة".
ما هي العلاجات للكبر ؟
1- الدعاء : من أعظم الأشياء
2- مجاهدة النفس ، أجاهد نفسي أن أقبل نصيحة الناصح بالرغم من وجود كراهة بداخلي ...
3- أعرف قدر نفسي : هذه من الأشياء التي تجعلني أقدر نفسي حق قدرها وأن الله تعالى في كثير من النصوص بين لي حقيقة هذه النفس و أنها كانت عدم وأنها كانت نطفة قذرة
4-معرفة عواقب الكبر : و الغرور يعني " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " إذن يُحبس بسبب كبره ،إذن هو من معاصي القلوب العظيمة ،إذا عرفت واستشعرت أن معاصي القلوب العظيمة التي قد يُحبس الإنسان فيها ويدخل الإنسان بسببها إلى النار
- التواضع : أي تكلف التواضع
نتصنعها ونتكلفها في البداية ،تكلفي التواضع ،تعلمي كيف هي أخلاق المتواضعين ،كيف يحققون " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " (إنما العلم بالتعلم ،و إنما الحلم بالتحلم ،و إنما الصبر بالتصبر ) (ومن يتصبر يصبره الله ) وأنا أعلم أنه هناك أشياء كثيرة ما هي موجودة في طبعي لكنني أتكلفها وسيعينني الله إذا كان المقصد هو وجه الله و الدار الآخرة.
)) فعليك أن تلتصق بالأرض و ان تهضم نفسك و ترغمها عند الاستشراف لكبرياء
عليك أن تلتصق بالأرض : فهذه نفهم منها شيئين في العلاج
1- التواضع : المقصود به وخفض الجناح
2- ممكن يقصد بها أن يلجأ إلى الله بكثرة السجود و الدعاء لأنه في سجودي لله لا شك أن هذا الإنسان يتواضع لله.
و المعنى الأول أظهر ، أنه يتكلف التواضع لكن لو أنه كان أن كثرة السجود فيه دعاء لله فهذا معنى ممكن .
وقال أيضا : " و أن تهضم نفسك و ترغمها عند الاستشراف لكبرياء "
أي تدريب عملي على أن الإنسان دائما يحاسب نفسه و يقلل من شأن نفسه إذا بدأت تتكبر وبدأت تترفع على الناس وبدأت تترفع على الحق
قال السلف :"إذا رأيت من نفسك حب الكلام فألزمها الصمت ،و إذا رأيت منها حب الصمت فألزمها الكلام "
قال :" أو حب ظهور أو عجب فإن هذه آفات العلم القاتلة له "
ذكر أن هذه من آفات العلم التي هي الغطرسة و الكبرياء و حب الظهور و العجب ، كل هذه الأمور يعالجها الإنسان بمجاهدة نفسه بمحاسبة نفسه . فيعرف قدر نفسه ويعرف قدر ربه سبحانه وتعالى أنه عظيم وانه مهما قدم و فعل في حقه فهو مقصر ولا يستطيع أن يؤدي ما أمره الله به .
قال :" و تحلى بآداب النفس "
نلاحظ أن الشيخ رحمه الله دائما يرشدنا للحلية أي الآداب وفي نفس الوقت يحذرنا من الآفات.
وتحل بآداب النفس؛ من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق ذليلاً له؛ مع الوقار والرزانة، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم."

" تحلى بآداب النفس " وهذه الآداب النفسية وهذه الآداب خفية يعني قلبية تكاد تكون قلبية نفسية لا يطلع عليها إلا الله عز وجل ،صحيح أن لها مظاهر تظهر في حركات الإنسان في الظاهر لكن حركة الجوارح هذه تنتج مما في داخل النفس أو القلب ..
العفاف : عفة الإنسان ، أي أن الإنسان يعف عن الأمور المهينة أو الأمور التي تنقص من قدر نفسه أو تنقص من عزته أو أنفته وعلوه بهذا العلم ، فطالب العلم كونه طلب هذا العلم فهو ارتفع بهذا العلم من الله عز وجل فلا يرد المواطن التي تنقص عفافه
يعف : يعني يحبس نفسه عن أمور لا تنبغي
.
عن ماذا يعف طالب العلم ؟
يعف و يزهد عن ما في أيدي الناس : طالب العلم نفسه عزيزة عفيفة لا يظهر انه محتاج ولا تستشرف عينه ولا قلبه إلى مثل هذه الأمور لا يمد عينه إلى هذا الدنيا هذا أمر لا ينظر إلى أيدي الناس ماذا يعطون وماذا يمنعون والأمر الأخر يعف عن الحرام عموما كل ما فيه طريق إلى الحرام يعف نفسه عنه سواء كان هذا الحرام بالنظر يعف نظره ما يطلق بصره في النظر إلى المحرمات.
-على طالب العلم أن يتحلي بالحلم و لا يغضب لأي امر.
-على طالب العلم أن يتحلى بالصبر : فهو يصبر على أقدار الله ويصبر على الطاعات يصبر على المعاصي ولكن فيما يحتاج الصبر يصبر على الدعوة ويصبر أيضا على العلم.يصبر مظهرا ذل التعلم يصبر على عزة العلم
لان العلم ما يؤخذ بسهوله.
فكان يحظى بعض طلاب عند الأعمش لعظم الحديث عزيز حصله بذل وحافظ على هذا الأمر فكان من أجل أن يختبر طلابه حتى يرى من يصبر على تأديبه لهم فيأتون على المجلس مبكرين حتى يحضرون المجلس ويظفرون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فكانا أول ما يحضرون مع الصباح فكان يترك كلب عظيم عند الباب كان يطلق كلبه عليهم يطاردهم في الطرقات حتى يهربوا من المكان ويفروا ثم يعودون مرة أخرى فمن عنده نفس يعود مرة أخرى فيحاول ويحاول أن يحتال على ذلك الكلب لدخول هذا المجلس فيريد أن يرى من يصبر طريقته طريقة شديدة جدا في تسوية طلاب العلم
1.5 : التواضع للحق :
ونحن ذكرنا أن التواضع إما أن نتواضع للحق أي الشرع فإن عرض عليه الشرع قبله ولم يرده بل قابله وكذلك التواضع لله وهو الحق.
وذلك أن يقبل أمر الله ولا يشك في أمره ولا يشك في الأخبار،وكذلك أن يقبل الشريعة و ينقاد لها بالعمل ولا يترك العمل بهذا ،ولا عنده معارضات ،ولا عنده شبهات ،وكل هذا انقياد لله وتواضع للحق يعني أن المسلم أو طالب العلم لا يكون عنده شبهات في نفسه ولا يكون عنده ضعف انقياد للعمل بالعلم ولا يكون عنده معارضات فيقبل الحق، وكذلك التواضع للخلق سبحان الله يذل لهم ،ولا يحقرهم، ولا يزريهم، ولا ينالهم بسوء.
وسكون الطائر من الوقار والرزانة ما المقصود بسكون الطائر؟
نعم أن يكون رزينا، متزنا في هيئته أي في داخله وخارجه ،يعني شأنه كله إذا رؤي كانت مشيته وقورة هيئته وقورة حركاته تدل على الوقار لا تجدين في مشيته خفة ولا تجدين فيه مشية المستعجل النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا التفت التفت كله.
1.6 : القناعة و الزهادة :
قال:" اقنع بما آتاك الله عز وجل وتحل بالزهد، واعلم أن حقيقته الزهد بالحرام، والكف عن المشتبهات وعن التطلُّع إلى ما في أيدي الناس؛ فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك، ولا ترد مواطن الذلة والهوان
و من الحلى التي يتحلى بها طالب العلم : القناعة بما آتاه الله عز و جل. و هذه الحلية محلها القلب وتظهر آثارها على الجوارح .
تعريف الزهد لابن العثيمين رحمه الله: ترك مالا ينفع في الآخرة
وهو أعظم منزلة من الورع لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة.
و حقيقة الزهد الزهد بالحرام.
فيقول هنا :"والكف عن المشتبهات وعن التطلُّع إلى ما في أيدي الناس؛ فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك"يعني أن طالب العلم عليه أن يحمي نفسه من ذل السؤال، فجميل أن يكون بيده حرفة أو عمل يصون بها وجهه على أن يسأل الناس. أنظر إلى الشيخ الألباني رحمة الله عليه قد عكف على الحديث وهذا العلم يحتاج أن الإنسان يفرغ وقته كله لطلب الحديث لكنه لم يسأل الناس و إنما كان يعمل ساعاته ويعمل منالوقت ما يخرج به قوت يوم لأهله.
1.7 : التحلي برونق العلم:
رونق العلم هو حسن السمت والهدي الصالح بدوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع؛ فقد كان السلف كما قال ابن سيرين رحمه الله يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم.
فيا طالب العلم تجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس بالضحك والقهقهة وكثرة التنادر؛ فإن المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة، ويوغر الصدر، ويجلب الشر. وقد قيل: "من أكثر من شيء عرف به"وقال عمر رضي الله عنه "من تزين بما ليس فيه شانه الله"
فما هو رونق العلم؟
هي زينة العلم، جمال العلم، هيئة العلم.
كيف يتحلى طالب العلم برونق العلم؟
العلم له رونق،له جمال، له هيئة، له زينة
حسن السمت والهدي الصالح يظهر على لباس طالب العلم وهيئته وليس أنه يأخذ هيئة معينة أو جبة معينة أو لباس معين ويقول أنا طالب علم، لكن من حركاته وسكناته و تعامله وتواضعه وأخلاقه.كل هذه على هدي وسمت يعرف بها طالب العلم.


سيتم إضافة الملخصات تباعاً متى ما انتهيت إن شاء الله..و الحمد لله اولا و آخراً.



توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً