عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-15, 12:46 PM   #9
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

مقرر اليوم الثامن: 19 شعبان 1436

بَابُ أَفْضَلِ الصِّيَامِ وَغَيْرِهِ

(20)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَـالَ : أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أَقُولُ : وَاَللَّهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ , وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَـا عِشْتُ .
فقَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: (( أنْتَ الَّذِي تَقُول ذَلِكْ؟ )) فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ قُلْتُهُ , بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي .
فَقَـالَ : (( فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؛ فَصُمْ وَأَفْطِرْ , وَقُمْ وَنَمْ ، وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ )) .
قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . قَـالَ : (( فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ )) . قُلْتُ : فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ : (( فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً ؛ فَذَلِكَ صِيَامِ دَاوُد - عليه السلام - ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ )) .
فَقُلْتُ : فإنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ : (( لا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ )) .

* وَفِي رِوَايَةٍ : (( لا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ أَخِي دَاوُد - شَطْرَ الدَّهْرِ - صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً )) .

|موضوع الحديث: أفضل صيام التطوع|

معاني الكلمات:
- أُخْبِرَ: أُعلم ، والمخبر عمرو بن العاص رضي الله عنه.
- لأَصُومَنَّ: اللام واقعة في جواب القسم توكيد. والتقدير: والله لأصومن.
- النَّهَارَ: جميع الأيام.
- وَلأَقُومَنَّ: لأتهجدن بالصلاة.
- اللَّيْلَ: كل الليل في جميع الليالي.
- مَـا عِشْتُ: ما بقيت حيا، وما: مصدرية ظرفية؛ أي: مدة بقائي حيا.
- أنْتَ الَّذِي تَقُول ذَلِكْ؟: جملة استفهامية حُذفت منها الهمزة، والتقدير: أأنت الذي قلت؟
- بِأَبِي أَنْتَ: التقدير: مَفديٌّ بأبي أنت.
- وَأُمِّي: معطوف على أبي، والمعنى: أبي وأمي فداء لك.
- لا تَسْتَطِيعُ: لا تقدر، إما الآن وإما في المستقبل.
- ذَلِكَ: أي صيام النهار وقيام الليل.
- فَصُمْ وَأَفْطِرْ, وَقُمْ وَنَمْ: أي: اجمع بين هذا وهذا.
- الْحَسَنَةَ: الفعلة الحسنة وهي التي تضمنت الإخلاص لله تعالى والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- بِعَشْرِ: أي تُجزى بعشر.
- أَمْثَالِهَا: أشباهها.
- وَذَلِكَ: أي: صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
- مِثْلُ صِيَامِ: أي في أصل الثواب والأجر.
- أُطِيقُ: أستطيع.
- أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ: أكثر عملا وأعظم أجرا من صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
- فَذَلِكَ: أي صيام يوم وفطر يوم.
- أَفْضَلُ الصِّيَامِ: أي صيام التطوع.
- شَطْرَ الدَّهْرِ: نصف الدهر.

بعض فوائد الحديث:
1- فضل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه لحرصه على العبادة.
2- كمال الشريعة الإسلامية؛ بإعطاء النفس حقها التعبدي والمادي.
3- فضيلة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأنه يعدل صيام الدهر.
4- أن أفضل من صيام ثلاثة أيام من كل شهر، أن يصوم يوما ويفطر يومين.
5- أن أفضل صوم التطوع أن يصوم يوما ويفطر يوما.
6- أن هذا صوم نبي الله داوود - عليه السلام - الذي أعطاه الله تعالى قوة في العبادة وملازمة لها.
7- أن التطوع بصوم يوم وفطر يوم مشروع قبل هذه الأمة.
8- أن ثواب الحسنة بعشر أمثالها.
9- حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته على أمته، حيث كان يرشد إلى الأسهل فالأسهل.
10- جواز قول الإنسان في النبي صلى الله عليه وسلم : بأبي أنت وأمي.
11- أنه ينبغي بُعد النظر، ومراعاة أحوال المستقبل.
12- تقرير الإنسان بما نُسب إليه للتثبت من صحته وإلزامه به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: أنْتَ الَّذِي تَقُول ذَلِكْ؟
13- مشروعية العدول عما حلف عليه إلى ما هو أفضل منه ويكفر عن يمينه.
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً