عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-15, 12:35 PM   #4
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

مقرر اليوم الثالث: 12 شعبان 1436

(7)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه قَـالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَـالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, هَلَكْتُ ، قَـالَ: (( مَا لَكَ ؟ ))
قَـالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي, وَأَنَا صَائِمٌ - وَفِي رِوَايَةٍ: أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا ؟ )) قَالَ: لا. قَـالَ: (( فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ؟ )) قَـالَ: لا. قَالَ: (( فَهَلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِيناً ؟ )) قَـالَ: لا.
قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم -بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ - وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ –
قَالَ : (( أَيْنَ السَّائِلُ ؟ )) قَالَ: أَنَا . قَـالَ: (( خُذْ هَذَا , فَتَصَدَّقَ بِهِ )) .
فَقَـالَ الرَّجُلُ : عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَوَ اَللَّهِ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا - يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ - أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي .
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: (( أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ )) .
(الحرَّة : أرض تركبها حجارة سود)

موضوع الحديث: حكم جماع الصائم في نهار رمضان

شرح الكلمات:
- هَلَكْتُ: وقعت في الإثم الذي يهلكني. والهلاك : الموت.
- وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ : أي جامعت زوجتي وأنا صائم في رمضان.
- أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ: جامعت زوجتي في نهار رمضان.
- تَجِدُ: تدرك.
- رَقَبَةً: أي قيمة رقبة. وهي: العبد أو الأمة.
- تُعْتِقُهَا: تحررها من الرِّق.
- تسْتَطِيعُ: تقدر.
- مُتَتَابِعَيْنِ: متواليين لا فطر فيهما.
- مِسْكِيناً: فقيرا لا يجد كفايته وكفاية عائلته.
- فَمَكَثَ: فبقى زمنا.
- فَبَيْنَا: ظرف زمان.
- أُتِيَ: بضم الهمزة مبنيا للمجهول، والآتي: رجل من الأنصار.
- بِعَرَقٍ: بفتح العين والراء: وهو الزنبيل، والزنبيل: القُفَّةُ الكَبيرَةُ
- فِيهِ تَمْرٌ: لم يبين مقداره في الصحيحين ، لكن ورد في طرق أخرى أنه نحو خمسة عشر صاعا.
- لابَتَيْهَا: لابتي المدينة وهما حرَّتاها الشرقية: شرقي البقيع ، وتسمى حرَّة راقم. والغربية: غربي سلع وتسمى حرة الوبرة.
والحَرَّة : أرض تعلوها حجارة سود.
- بَدَتْ أَنْيَابُهُ: ظهرت أنيابه . جمع ناب: وهي السن التي خلف الرباعي.
- أَطْعِمْهُ: أمر بمعنى الإباحة.

بعض فوائد الحديث:
1- عظم الإثم في جماع الصائم في نهار رمضان.
2- وجوب أغلظ الكفارات في جماع الصائم في نهار رمضان.
3- أن كفارته على الترتيب:
أولا: عتق رقبة.
ثانيا: فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
ثالثا: فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
4- أن الكفارة لا تسقط بالعجز – إن قدر عليها قريبا-.
5- أن سد الحاجة مقدم على الكفارة.
6- يسر الشريعة الإسلامية ؛ بمراعاة حال المكلف، وعدم إلزامه بما لا يستطيع.
7- أنه لا يُعنَّف من أذنب ذنبًا ثم جاء تائبًا منه.
8- جواز الحلف وإن لم يُطلب منه ذلك.
9- جواز وصف الإنسان نفسه بشدة الفقر إن كان صادقا ولم يقصد التسخط من قدر الله تعالى.
10- حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم- ورحابة صدره.
11- حرص الصحابة على مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ليكتسبوا منه علماً وأخلاقًا ويأنسوا به.
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً