عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-09, 12:50 PM   #3
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
افتراضي الدرس الثالث





الدرس الثالث
السلام عليكم ورحمة الله
إن الحمد لله نحمده ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات إعمالنا ... من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .... وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .... أما بعد :
نكمل اليوم بقية منهجية التعلم إن شاء الله وبعدها نبدأ بمنهجية التعليم إن كان متسع في الوقت .
ذكرنا سابقا بعض مناهج التعلم الموجودة , وجاءت أسئلة تسال عن كتب دقيقة في بعض الفنون وأسئلة أخرى نجيب عليها إن شاء الله ....
سؤال : هل يبدأ بالتفسير أم بالعقيدة في مسألة طلب العلم ؟
طبعا يبدأ بالعقيدة .... نحن قلنا في المنهجية التي تكلمنا عنها الدرس الماضي , وقسمناها إلى عدة مراحل , وكل مرحلة ذكرنا فيها عدة كتب , وقلنا إن الطالب يبدأ بالأصول الثلاث , ويسير بعد ذلك في كتب المرحلة الأولى وبعد الانتهاء منها وقراءة الشروح التي عليها ينتقل بعد ذلك إلى المرحلة التي تليها , ثم يحفظ ما يكون فيه حفظ , ويقرأ ما يحتاج إلى قراءة , ثم ينتقل إلى الثالث وهكذا ,
المدة تقديرية ... بعض الطلبة يحددون أربع سنوات وبعضهم ثلاث ... كل حسب جهده والنشاط والهمة .
سؤال : هل يجب حفظ المتون العلمية حتى يكون طالب علم حقيقي ؟
نعم لا بد من حفظ المتون ... من حفظ المتون حاز على الفنون , وضبط الأصول ضمن الوصول , وفي البيت :
فاحفظ فكل حافظ عالم ...
فإذا الحفظ 80 % من طلب العلم الشرعي كما قال بعض العلماء . وهذا هو الأصل , لان الذي سيتكلم في محاضرة أو موعظة لا بد أن يستشهد بآية أو حديث أو أقوال العلماء ... فكيف له ذلك وهو لم يحفظها , فلا بد من الحفظ الذي ينضبط معه ليتمكن منه .
فإذا وصل إلى المرحلة الثالثة ممكن بعد ذلك أن يتخصص في احد العلوم ويقتصر على هذا التخصص .
سؤال : كيف يجمع طالب العلم بين حفظ القرآن وحفظ المتون ؟
قلت إن الأصل هو حفظ القرآن , وانه لا يبتدئ طالب العلم بالتعلم حتى يحفظ القرآن , هذا هو الأصل الذي كان عليه العلماء قديما , بل كانوا لا يسمحون بالالتحاق بالحلقات لمن لم يحفظ القرآن , لكن بالعصور المتأخرة نتيجة لضعف الهمم أصبح لا بأس أن يجمع بين هذا وهذا , وذكرت سابقا انه إذا كان يطلب العلم ويحفظ القرآن فلا بد أن يقسم وقته إلى قسمين ويجعل النصيب الأكبر لحفظ القرآن حتى ينتهي من حفظه , فإذا انتهى يعكس ويجعل الثلث لحفظ القرآن ومراجعته ، والثلثين لطلب العلم , حتى يستمر .... لان العلم لا بد أن يتواصل مع القرآن وبدون التواصل لا يمكن أن يستفيد طالب العلم , أو يثبت عنده الحفظ , لأن ثبات العلم لا يكون إلا بالمدارسة , بالمذاكرة , فترة بعد فترة , فان لم يكن عنده هذا الأمر , فان العلم ينسى . ولذلك العلماء يكررون الدروس ويعيدونها مرة بعد مرة , كما ورد عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله انه كان يعيد بلوغ المرام , كلما انتهى منه أعاده .
وقد ذكرت أن طالب العلم إذا تأهل فانه يجمع بين أربع كتب هي تكون كالدروس أساسية مع ما يضيف إليها من كتب أخرى يجعلها في دروسه وقراءاته , وهي كتب في علم التوحيد والعقيدة .... : مثل : كتاب التوحيد – العقيدة الواسطية – بلوغ المرام – متن زاد المستقنع ....
هذه الكتب الأربعة لا بد أن تؤخذ خلف بعض , كلما انتهى من واحد انتقل للذي بعده وهكذا , وتكون مضافة إلى ما عنده من العلوم , لان هذه تشمل العلم كله : الفقه والحديث والعقيدة والتوحيد .
إضافة إلى انه يقرأ في كتب التفسير .
سؤال : كيف أحفظ ما أتعلمه حتى استطيع استرداده ؟
يكون ذلك بأمور هي :
1" المراجعة , وقد ذكر أن بعض العلماء انه يأتي إلى جارية في البيت ويقرأ عليها الأحاديث وهي تقلب ناظريها ولا تفهم ما يقول , ويقول لها : اعلم انك لا تعلمين ما أقول لكن إنما أردت المذاكرة
2" تعليم هذا العلم
3" المذاكرة مع نفسه ومع غيره , وذكرنا انه لا بد أن يكون له صاحب يتعاون معه في الحفظ , لان الإنسان عموما ضعيف بنفسه قوي بإخوانه .
4" أن يشرح هذا الشيء ويتكلم فيه قدر المستطاع .
سؤال : تأتيني وساوس تمنعني من التعلم من أجل الرياء ومن أجل أن لا يقال عني متعلمة ؟
هذه وساوس من الشيطان , يحاول الإنسان أن يخلص نيته لله سبحانه وتعالى , وان تكون نيته في العلم أن يرفه الجهل عن نفسه وعن غيره وينفه إخوانه من المسلمين , وينشر علم الله , ولا يريد بذلك شيئا آخر , لا يقصد بهذا العلم شيئا من الدنيا ولا يكون عمله للدنيا .
سؤال : من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه , ما مدى صحة هذه المقولة ؟
هذه المقولة فيها تفصيل , إذا كان شيخه في بداية العلم كتابه فلا شك أن خطؤه أكثر من صوابه , إما إذا كان في نهاية المرحلة الثانية أو ما بعدها فلا تنطبق هذه المقولة , لأنه يعرف المراجع لكل كتاب ويمكن أن يصحح ما يجده في هذا الكتاب من أخطاء , لأنه تكون عنده آلية الرجوع إلى المصادر , كما يفعل العلماء , فهم إذا وجدوا حديث في أحد الكتب رجعوا إلى الكتاب الأصل ... وهكذا .
سؤال : إذا انتهى الطالب من هذه المراحل هل ينتقل إلى مرحلة التخصص , وهل يعود لبقية العلوم إن هو تخصص ؟
نعم لا بأس ممكن أن يتخصص , ويعود لبقية العلوم ويأخذها , لكن التخصص يكون له النصيب الأكبر , ويجعل من بقية العلوم ما هو أساسيات له فقط , يعني إذا تخصص في الحديث مثلا ينظر إلى كتب التفسير على أنها مراجع له إذا احتاج , تفسير ابن كثير – القرطبي – ابن جرير –
وفي العقيدة ينظر إلى الكتب على أنها مراجع له : العقيدة الطحاوية –العقيدة الواسطية ..... وهو سيعرف الكتب التي هي مرتكزات للعلماء ولن يخفى عليه هذا , وأي مكتبة طالب علم يجب أن لا تخلو من الكتب الأساسية .
سؤال : كيف أحث ولدي على طلب العلم ؟
يكون هذا بعدة أمور :
1" التحفيز والتشجيع وإعطاؤه مكافئة إذا حفظ
2" إلحاقه بالمجالس الشرعية والحلقات أو المراكز التي تهتم بهذا الجانب , ويكون عندهم تحفيظ للمتون الصغيرة
3" المتابعة
4" الدعاء له – أولا وأخرا – الدعاء له بصلاحه وفلاحه وان يكون من أهل العلم الذين ينفع الله بهم عباده
5" إبعاده عن الأمور التي تعيق تقدمه في الحفظ , كالملهيات أو الألعاب تكون بقدر محدود ولا تكون إلا إذا أنتج , ولا تكون بشكل مفتوح بحيث يمل , فلا بد أن يكون بين هذا وهذا
في مسألة القراءة : لا بد أن يديم القراءة للكتب , يقال : اثنان لا يشبعان : طالب العلم وطالب المال .
فحري بان يكون الكتاب بين يدي طالب العلم , وكل ما تقدمت المرحلة كل ما كثر عليه مجال القراءة والاطلاع والنظر .
في المرحلة الأولى يكون الاهتمام غالبا في الحفظ والقراءة وضبط المتون , وفي المرحلة الثانية يضاف إليها مسألة البحث , أي يبحث في مسالة أو تخرج حديث أو مسألة علمية , إذا وصل المرحلة الثالثة يكتمل عنده مثلث طالب العلم :
رأسه الحفظ , شقه الأيمن القراءة وشقه الأيسر البحث , وداخل المثلث يكون الفهم .
لابد لطالب العلم أن يرتكز على هذه الثلاثة أمور لأنه مستقبلا ستأتيه مسألة البحث ومناظرة المسائل فيستطيع معرفتها .
في المرحلة الأولى: الأصول الثلاثة – الأربعين النووية – منهاج السالكين – القواعد الأربعة – الورقات – الآجرومية –تحفة الأطفال .
ويقرأ الشروح التي عليها . يأخذها واحد تلو واحد أو إذا استطاع الجمع بين أكثر من متنين فهذا جيد .
المرحلة الثانية : يبدأ في البحث , إذا قرأ كتاب فينظر في مسألة ويتوسع فيها , فإذا كان فيها قول واحد ينظر إلى الأقوال الأخرى وأن كان عليها دليل يبحث في بقية الأدلة , يتعلم كيف يرجع إلى أمهات الكتب , فهذا تدريب له
وتكون البحوث يسيرة ويحفظ متون هذه المرحلة والشروح التي عليها , ثم بعدها ينتقل إلى الثالثة وهكذا ...
هل يكتفي فقط بما عنده من هذا إن كان لديه وقت , بماذا يقضيه ؟
أقول إن هناك كتب يقرؤها تكون على جانب المنهجية , مثلا في التفسير يقرأ :
تفسير السعدي , و يقرأ في كتب ابن القيم , فهو له كتب تربوية وإيمانية مثل : الجواب الكافيكتاب الفوائدإغاثة اللهفانالتبيان في آداب حملة القرآن
أيضا رسائل ابن رجب مثل : كتاب التخويف (على ما اعتقد )
وفي الحديث : هناك كتاب الصحيحينفتح الباري لابن حجر وهو شرح لصحيح البخاريكتب السنن الأربع
بالنسبة لكتاب البداية والنهاية وكتاب زاد المعاد أرى أن يؤخر قليلا إلى المرحلة الثانية لأنه يحتاج إلى نفس طويل ويكون عنده لياقة في قراءة الكتب ,
ولكن ممكن قراءة مختصر زاد المعاد للشيخ محمد بن عبد الوهاب , فهذا يناسب أن يقرأ في المرحلة الأولى
و أفضل لمن يريد أن يقرأ كتاب لا بد أن يسأل عنه قبل قراءته ... أما قراءة الكتب اجتهادا من نفسه فلا أفضله , إما أن يكون ليد أسماء المؤلفين أو أسماء الكتب .
بالنسبة لكتب في طلب العلم :
- هناك برنامج عملي للمتفقهين للدكتور عبد العزيز طالب , هذا كتاب جيد.
- أيضا كتاب حلية طالب العلم وشرحه لابن عثيمين رحمه الله , لا شك انه كتاب جيد وقيم جدا ينصح بقراءته أكثر من مرة .
- وكتاب تذكرة السامع والمتكلم في آداب العلم والمتعلم , أيضا كتاب قيم جدا ,
- وكتاب جامع بيان العلم وفضله لعبد البر , وله مختصر حذف فيه الأسانيد وأبقى على المتون.
- كتاب معالم في طريق طلب العلم للشيخ عبد العزيز السدحان ,
- كتاب المنهج العلمي للمؤلف ذياب الغامدي .: هو كتاب منهج قيم للذي يستطيع عليه لأنه يحتاج إلى طول صبر
والعلم بشكل عام يحتاج إلى صبر , لا يؤخذ في يوم أو يومين , ولا في سنة أو سنتين , العلم يؤخذ مع الليالي والأيام , وحتى يستطيع الإنسان أن يحصل العلم , لا بد أن يبقى زمنا طويلا في العلم . لا يظن انه في فترة وجيزة سيحصل العلم .. أبدا .... صحيح انه سيكون عنده ثقافة علمية وحصيلة علمية بعد سنتين , ولكن حتى يعرف هل تقدم في العلم أو لا , ينظر إلى حصيلته خلال سنة .
مثلا التجار كل سنة يعملون أرباح وخسائر , فإذا وجد انه ربح , استمر في هذه التجارة , وإذا وجد انه لا يربح , تركها وانتقل لغيرها .
فطالب العلم من باب أولى , ينظر كل سنة إلى مسألة الأرباح , ماذا حصل في منهج طالب العلم خلال سنة ؟ ما هو الخلل في تقصيره ؟ وغير ذلك ....
ثم بعد ذلك يحاول أن يصلح هذا الخلل في السنة التي تليها , وينظر إلى الكتب التي لم يستفد منها فيبعدها , وينظر الكتب التي استفاد منها فيتمسك بها و يعض عليها بالنواجذ .
سؤال : هل يثبت العلم الذي نتعلمه في سن الثلاثين ؟
يثبت إن شاء الله حتى سن متقدمة ... إلى الستين .... إذا كان الإنسان يمارس العلم , العلم إذا لم يمارس ينسى .
طيب , إذا انتقل الطالب إلى المرحلة الثانية وحفظ وضبط المتون في المرحلتين يكون تأهل لان يعلم , ولكن يعلم على شكل يسير .. بدايات فقط , حلقات مغلقة , دروس بين اثنين أ, ثلاثة , يعلم ويستفيد من الأخطاء التي تحصل معه أثناء التعليم , ثم يترقى بعد ذلك إلى أن يستطيع أن يلقي كلمة ودروس , ولا يجد في ذلك مشقة .
سؤال : ما معنى يمارس العلم ؟
بأن يشرح الكتاب , يعني مثلا إنا حفظت الأربعين النووية أحاول أن أشرح الحديث , وكيف أشرحه ؟ أقرأ الشروح التي شرح بها العلماء ثم بعد ذلك أشرح حسب ما حفظت وفهمت
سؤال : كيف أعرف حصيلتي الشرعية ومدى استفادتي منها ؟
الحصيلة تعرف بالممارسة كما قلت , وبالمدارسة مع طالب علم آخر , يمكن أن أعرف إن كان لدي حصيلة أم لا , بعمل اختبار مثلا , إذا حفظ أربعة متون يطلب من أحد أن يختبره وينظر هل استطاع أن يحصل علما أم لا .
سؤال : هل يؤثر طلب العلم في تحسن أخلاقي وسلوكياتي ؟
بلا شك طلب العلم يؤثر تأثيرا كبيرا خاصة إذا كان صاحبه متعلق بأثر الرسول صلى الله عليه وسلم , وبالكتب الإيمانية والتربوية ..... هذه الكتب تحسن الأخلاق وتهذب السلوك , ولا شك أن الذين يتعلمون لهم ميزة عن الناس الذين لم يتعلموا , يجدون ميزة أكبر في هذه المسالة , والوقع يشهد بهذا .
ذكرنا من آداب طلب العلم :
الصبر , لا بد للطالب من أن يصبر كما قال بعضهم
صبر كصبر الحمار وبكور كبكور الغراب
وقال بعضهم : لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فلا بد من أن يصبر ويتحمل ولا تعيقه أمور الحر والبرد كما قال بعضهم :
إذا كان يؤذيك حر المصيف وبرد الشتاء .... ويلهيك حسن جمال الربيع فقل لي أخذك للعلم متى ؟
سؤال : ماذا ممن عنده بعض اللوثات العقائدية الخاطئة ؟
تصحح هذه اللوثات العقائدية بأن يطلب العلم على أيدى العلماء ويتعلم العقيدة الصحيحة ، أو يذهب إلى من يساعده , والكتب التي ذكرتها لكم صافية في العقيدة حتى لا يتلوث بها الطالب من البداية , لأن الطالب إذا كان يجتهد فانه سيقع في كتب فيها أخطاء في العقيدة , ثم بعد ذلك يشب عليها ويمشي عليها . ولذلك لا بد أن يسأل أهل العلم عن أي كتاب يريد أن يشتريه , أو يسألهم ما الكتب التي نتصحون بها .
نتابع عن آداب طالب العلم ... قلنا : الصبرالإخلاصالعمل به :
أن يعمل بالعلم , إذا تعلم من الدين شيئا فانه يطبق ما تعلمه , إذا حفظ القرآن فانه يصلي به ,
أيضا مراقبة الله عز وجلاغتنام الأوقات : كما ذكرنا كلام الإمام النووي , بان تكون القراءة عند الطالب بشكل كبير ويكون عنده فهم في العلم .
إذن الحرص وكثرة القراءة وعدم الاكتفاء بالقليل مع إمكان أخذ الكثير , ويقول الشافعي :
كنت أصفح الورق بين يدي مالك صفحا رقيقا – حتى لا يؤثر الصوت .
سؤال : ممكن أن تمثل لنا بمثال عن تطبيق العلم ؟
ذكرت سابقا يبدأ بحفظ القرآن وذلك بالالتحاق بدور التحفيظ .
ثم ينتقل إلى المتون وقراءة الشروح التي عليها والكتب التي ذكرتها .
أما إن كان المقصود العمل بالعلم : فنقول إن طالب العلم إذا تعلم مثلا في العبادات يطبق هذه العبادات , فإذا تعلم دعاء الاستفتاح فانه يطبقه في الصلاة وإذا تعلم دعاء استفتاح آخر أيضا يطبقه .
فكل ما تعلم دعاء في الدرس جاء وطبقه في الصلاة .. وهكذا ..... بالنسبة للمعاملات أيضا يطبق ما تعلمه .
فتطبيق العلم لا يعني أن يخالف ما يتعلم , مثلا يحفظ قوله تعالى (( ولا يغتب بعضكم بعضا )) ثم يجلس في مجلس ويغتاب إخوانه ... هذا ليس تطبيقا للعلم بل هذا خلاف العلم .
والمقصود أنه إذا تعلم الأوامر فإنه يأتمر بها ، وإذا تعلم النواهي فإنه ينتهي عنها وهكذا
سؤال : إذا رجع طالب العلم لبداية الطلب بعد أن قطع فيه شوطا كبيرا , هل فيه بأس ؟
يعني العودة كمراجعة لا بأس في ذلك , يعني مثلا شيخ له في العلم أربعين سنة ثم يأتي ويشرح الأربعين النووية فلا بأس هذا كمراجعة له , أو إذا شرح الأصول الثلاثة وغيره ... فالمسائل الموجودة في المتون الصغيرة موجودة في المتون الكبيرة , لكن بشكل أوسع منها . فالعلم يتكرر عليه ولكن المهم أن يضبط العلم من البداية , لأنه إن لم يضبط العلم من بدايته فسيكون عنده كثيرا من الخلل في كثير من الأمور .
سؤال : بارك الله فيكم وأحسن إليكم , قلوبنا حال طلب العلم غير حال الاشتغال بالعبادات ؟
يجمع بين هذا وهذا , والموفق من وفقه الله , وقد رأينا من المشايخ من وفق إلى هذا وله من الدروس الكثير , وله من العبادة الشيء الكثير , ويأتي بالعبادات على أكمل وجه , إن جئته بعد صلاة الفجر وجدته يجلس في قراءة الأذكار إلى وقت طويل , وترى آثار قيام الليل ظاهرة عليه , ومع ذلك يجلس لطلب العلم , فالجمع بينهما ليس فيه صعوبة .
سؤال : ما هو علاج الفتور في طلب العلم ؟
المجاهدة في طلب العلم , يجاهد نفسه , قال بعض العلماء : جاهدت نفسي على قيام الليل زمنا فاستراحت .
يكون درسنا القادم إن شاء الله خاص في مسالة التعليم , لان مسالة الأدب في طلب العلم كلنا نحتاج إليها . والإنسان في طلب دائم للعلم , لا يقول انتهيت , طالب العلم يشتغل بالكتب يقرأها مرة ومرتين وثلاث ...
ولا يمل ولا يكل من هذا الأمر , وطلب العلم ليس كالدراسة النظامية يدرس أربع سنوات وينتهي , لا أبدا , طلب العلم يستمر حتى الموت ... العلماء بين موتهم وبين طلب العلم فترة مرضهم الذي ماتوا فيه ,,,فقط
نسال الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح , وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم , انه ولي ذلك والقادر عليه .
سبحانك اللهم وبحمدك ,نشهد أن لا اله إلا أنت , نستغفرك ونتوب إليك , والسلام عليكم ورحمة الله .


إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً