عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-11, 10:44 PM   #2
المُحبة لكن
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 27-06-2009
المشاركات: 163
المُحبة لكن is on a distinguished road
افتراضي

أستاذتنا الفاضلة : ابتلينا فيما ابتلينا به من غزو فكري بجملة من الأفكارالعقدية الوافدة -وبما أنّك حفظك الله من أوائل من تنبّه لخطرها - فالرجاء تسميةبعض الممارسات التي تروج لمثل هذه الأفكار ..




تسرب كثير من الضلات الفكرية والعقائد الباطلة اليوم بطرق باطنية تخفي حقيقتها تحت ستار التدريب والتطبيب ، ففي مجال التدريب تحمل دورات البرمجة اللغوية العصبية ودورات التفكير الإيجابي وكيف تجذب قدرك ودورات الطاقة والريكي والتي كونغ والتنفس العميق والجرافولوجي والحرية النفسية وغيرها كثير من الضلالات وفي مجال التطبيب يقدم تحت اسم الطب البديل كثير من الشركيات كالعلاج بالأحجار والعلاج بالأهرام والعلاج بالطاقة الكونية والفينغ شوي وغيره كثير .


* برأيك ما سبب انجراف وافتتانالكثيرين بها


أرى أن لذلك أسباب عدة منها : أن مؤسسات التدريب الأولى (البيت والمدرسة ) لأسباب كثيرة تقلص دورها وقصرت في التدريب والتنشئة فنشأت أجيال هزيلة تقبل على كل جديد بظن أنها ستحقق منه مبتغاها .


ومن الأسباب أيضا : قوة الدعاية التي صاحبت نشر هذه الدورات والاستشفاءات سواء بتهويل واقعنا والمخاطر التي تواجهنا ، أو من حيث( ادعاء) نفع وسرعة تأثير هذه البرامج في إحداث التغيير المطلوب حيث النجاح والصحة والسعادة .






*



ما علاقة البرمجة اللغوية العصبية بتدريبات علوم الطاقة?







البرمجة اللغوية العصبية هي جزء من المنظومة الكاملة لهذه البرامج التي صممتها وروجتها حركة العصر الجديد والمؤسسات التي تبنت فكرها في العالم ، وأعدها الخطوة الأولى أو الطعم الذي يدخل الفرد إلى طريق هذه البرامج لكونها برنامجا انتقائيا يجمع كثير من الفوائد المأخوذة من علوم إدارية ونفسية تغطي ضلالات الباطنية فخدعت ومازالت تخدع كثيرين يظنونها مجرد دورات تطوير ذات .


* يبحث الكثيرون عن السعادة أو يسعون لطرد القلق وقد يضلون الطريق الموصلة , فينخرطبعضهم في تدريبات يظنون أنها ستحقق الأمل المنشود فهل قادت البرمجة أهلها الغربيينللسعادة وما مدى قبولها عندهم كعلم وهل قبلوها كنظرية لمنح التميّز أو حتى بناءالشخصية؟.


رفضت الأوساط الغربية البرمجة وأخواتها ، واعتبروها في البدء صرعات جديدة فتركوها للمفتونين بها ، ثم ما لبثوا أن حذروا منها في الأوساط العلمية ومن آثارها النفسية والاجتماعية السلبية ، وعدتها الأكاديميات القومية بيع للوهم .


*


ما سر تعلق بعضنا بها؟


برأيي أن من لم يتدرب ويتعرف في حياته على كيف يعيش سعيدا ويخطط ويجتهد لينتقل من نجاح إلى نجاح ربما ستبهره هذه البرامج للوهلة الأولى فيما تزعم أنها تقدمه من تميز ونجاح للفرد في فترة قصيرة






ثم إن انخراط بعض من سيماهم الصلاح ، ومن لهم مهارات تدريبية وشخصية في التدريب على هذه البرامج جعل الناس يثقون ويتسابقون عليها .


وهناك ثمة أمر أخير أنها قدمت فرص دخل ممتاز لكثيرين ممن امتهنوا التدريب عليها فتعلقوا بها ومنهم من حاول ولا يزال أن يقتبس منها ويحذر ضلالاتها ولكن الواقع ينبئ عن انغماسهم في كثير من الضلالات من حيث يعلمون أو لا يعلمون .




* قد يسمع البعض عن أقوالأهل العلم في البرمجة ولكن قد ينخرط في بعض ممارساتها بسبب جهله بتدريباتها أو بسبخلطها ببعض المعاني المستقاة من ديننا فعلام تقوم هذه التدريبات وما أهم ما نميّزهابه .؟


البرمجة اللغوية العصبية كماذكرت برنامجا انتقائيا فكثير من تدريباتها مسروقة من علوم إدارية ونفسية لا حرج في تطبيقها منفصلة لكن البرمجة كبرنامج متكامل تنبع من فكر باطني يهدف للاستغناء عن الإله .


* يسمي البعض البرمجة اللغوية العصبية بتقنيات الدماغ فهل ترقى لمستوىالعلم التجريبي المثبت علمياً أم أنّه مجرد ترويج لتدريباتها؟





الأوساط العلمية في الغرب نبذتها وضحك على خرافاتها وعلى تجاربها غير العلمية كبار علماء النفس هناك وهذه الأسماء من وجه دعاية ومن وجه آخر هي تعطي تقنيات حقيقية لإفساد الفكر والعقل في ظاهر حسن .




* قرأت أنها كانت تمارس من قبل بعض حكماء الغرب لعلاج المرضى النفسانيين والآن نراها عممت وصارت تدريبات لمنح الثقة بالنفس وزرع التفاؤل وبما أن البعض دخلها ومن ثم صار يدربعليها فما الخطورة المتوقعة من ذلك خاصة وأن تلميذ اليوم هو أستاذ الغد؟.



* طفحت بعض العبارات مثل ثق بنفسك , أيقظ العملاق الذي بداخلك , قرر من تكون! فأخرجتجيلاً يعلوه الغرور وتقهرت أمامها معرفة الإنسان بقدره وكم هو فقير لربّه لا يملكلنفسه نفعاً ولا ضراً , لا حول له ولا قوة إلا بالله ..فما علاقة هذه بتدريباتالبرمجة اللغوية العصبية؟.



هذا الذي أسميته (الغرور) هو جزء مهم من مخرجات البرمجة اللغوية العصبية، وأصل في جوهر أهداف حركة العصر الجديد المصممة والمسوقة لهذه البرامج ، لذا أؤكد أن الهدف النهائي لهذه البرامج هو ما يمكن تلخيصه في الجملة التالية "كيف تستغني بنفسك عن أي مصدر خارجي "



* وهل تفلح هذه في نفض غبار الإحباط عند البعضوما التوجيه الشرعي لغرس علو الهمة عندنا والتطلع للعز والتمكين ..


لا يمكن أن ننكر أثر الإيحاء على النفس ، فقد تكون هذه العبارات وتلك البرامج ذات أثر في نفض غبار الإحباط ، ولكنها أحيانا كثيرة تنقله من محبط إلى مغرور مريض ليس لديه مقومات النجاح ويظن أنه من العظماء !!!



والتوجيه الشرعي لغرس علو الهمة وإذكاء مشاعر العزة في تحقيق العبودية لله عزوجل ، فالدعاء والتذلل لله عزوجل والثقة في وعده ، والفرح بدين الله والاستعلاء به على كل أنظمة الأرض ، دوام الصلة بالله والتوجه إليه والرضا بأقداره كل ذلك من أنواع العبودية يرفع من الهمة ويعظم الاعتزاز بالدين .






* مع محاولة أسلمة البرمجة العصبية من قبل البعض صار البعض يوظفها لمعانٍ سامية كحفظالقرآن والخشوع في الصلاة وغيرها ..فما الخطورة في هذا التلبيس على العوام خاصة وأنبعض من يدخلها يدخلها مدفوعاً بما يتوهمه من فائدة..
أولا: التدريب على تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية ومحاولة جعلها منهجا حياتيا يوميا ، أو نافعا في أداء العبادات كحفظ القرآن أو الخشوع أو نحو ذلك هو في الحقيقة أخطر من التدريب عليها كبرنامج مستقل لأنه يروج لفكر باطني ينبغي أن يحذّر منه وإن لم يعرف أهله أو لم يسمعوا قط عن اسم البرمجة اللغوية العصبية ، إذ العبادة وطريقتها لا تؤخذ إلا من منهج النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين المهديين رضوان الله عليهم أجمعين .
ثانياً : غاية المسلم التي لا ينبغي أن تغيب عن باله أبدا هي تحقيق العبودية لله رب العالمين فلا يحفظ القرآن ولا يتعبد بأي عبادة إلا من أجل تحقيق معنى العبودية ، وهو كمال الذل والافتقار والحب لله تعالى ، ودوام دعائه والتضرع إليه بكل الرجاء والذلة . وإدخال تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العبادات يجعلنا نطبقها بكيفيات غير التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، كالتنفس ومخاطبة اللاواعي ويكون الهم الأول : كم حفظنا؟ والدارج على الألسنة: أنا حافظ أنا قادر!! غافلين عن أن الحفظ -كما بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم- ليس هدفا في ذاته ؛ فقد قد يكون طريقا إلى النار كما يكون طريقا إلى الجنة . وأول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم حافظ للقرآن قرأ وحفظ ليقال حافظ وقارئ!


*



الدورات الإبداعيةودورات تغيير العقل لحفظ القرآن وتغييبه بدعوى تنشيط شقه اللاواعي بمهارات التنفسالعميق والاسترخاء والتخيل ما حكمها وما خطورة انتشارها خاصة وأنها تمارس على أرضالواقع مع دعاية كبرى ..



أولا : فلسفة العقل الباطن اللاواعي وقدراته المدعاة ، وتطبيقات التنفس ونحوها أمور وراءها معتقدات ملحدة خطيرة ولا يمكن فصل التطبيق عن أصله وكثير ممن مارسوا تطبيقات البرمجة الغوية العصبية أصابتهم لوثة الفلسفة فيما بعد بينما هم منشغلون ببعض النتائج الإيجابية التي يجدونها لحماسهم وبذلهم قصارى جهودهم في بداية تطبيقهم فلا ينتبهون أنهم ينحرفون بعيدا عن منهج العبودية متبعين خطوات الشيطان التي نهوا عن تتبعها.
ثانياً: : كل البرامج والفلسفات التي تدّعي معرفة حقيقة العقل وحقيقة نفس الإنسان بعيدا عن هدى النبوات هي في جملتها ضلالات وإن تضمنت جوانب صحيحة ، وأسماء الدورات المروج لها وقناعات مقدميها عن العقل اللاواعي (الباطن) تدل على الوقوع في لوثة هذه الضلالات ، فالدين يأمرنا بحفظ العقل ويحذر من التلاعب به ويعطي منهجا للمحافظة عليه وإعماله فيما خلق من أجله وهؤلاء يدعون لتغييره أو تغييبه ويفسرونه على غير المعروف عند العقلاء قديما وحديثا.


*



صرنا نسمع عن تسخير العقل الباطن







لتحقيق كلّمستحيل ولتحقيق كلّ الخوارق و بتنا نسمع عن كيف تحفظ القرآن وأنت نائم وعن كيف تستغل الأم سنوات الحمل ليحفظ جنينها القرآن وهو في بطن أمّه فما حقيقة مقدرة العقلالباطن ( اللا واعي ) على تخزين المعلومات وهل سمعنا عن الحفظة من سلفنا سلكوا مثلهذه المسالك العجيبة مع نبوغهم في الحفظ نبوغاً لا مثيل له ..


موضوع العقل الباطن وقدراته موضوع واسع الانتشار في العصر الحديث بدعم من التوجه الباطني العالمي ، وإلا فما تشير إليه الدراسات النفسية العلمية عن ما يسمى العقل الباطن فلا تبلغ قدراته ولا عشر معشار ما يروج له هذا التيار الملحد ، لذلك ينبغي الحذر عند التعامل مع الألفاظ المجملة التي يريد بها مستخدميها معاني مختلفة وقد تكون متناقضة أحيانا .
وبالنسبة لحفظ القرآن فوصية شيخ الإسلام ابن تيمية التي تستحق أن تسطر بماء الذهب " كن طالب استقامة لا طالب كرامة " ضابط في هذا الباب فحفظ القرآن تعبد وينبغي أن يكون على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فإن لم يثبت الحفظ وتفلت فهذه خاصية جعلها الله في القرآن , والحفظ بلا نسيان كرامة لا يكن طلبها همنا وإنما الهم تحسين
القراءة وتعاهد القرآن وتدبره والاستهداء به .فواعجبا لمن يسترخي ليحفظ ويستمع للقرآن بسرعة عالية لا تفهم كلماته بزعم أن العقل الباطن يعيها ويفهمها ، و...و....و....غير ذلك من الترهات !!!

يا معشر القراء يا ملح البلد ما يصلح الملح إذا الملح فسد.


وأذكر الحفاظ بأنه ليس من طريقة نافعة في الدارين لحفظ القرآن إلا قراءة القرآن بالتدبر ودوام صحبته والعمل بهداه ، والاستهداء بمنهجه، والاستشفاء بأدويته ، وهذا هو ما ينبغي أن ينصرف له هم أهل القرآن ليكون القرآن قائدهم إلى الجنة لا زاجاً بهم في النار ، ولحفظ آيهِ الحكيم لنتواصى بإخلاص النية لله أولا .
وثانيا لنتبع هدي نبينا عليه الصلاة والسلام (قراءة ومدارسة وفهم معاني وعمل وتعاهد وصلاة به ودعاء دائم ) . ولنثق أننا على خير مادمنا على هذا المنهج سواء تم مرادنا وأكرمنا الله بحفظه في الصدور أو مازال يتفلت منا ومازلنا نتتعاهده .



توقيع المُحبة لكن
[CENTER][SIZE=4][FONT=Arial Black][COLOR=darkred]ما اتقى الله من أحب الشهرة، وقال: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة[/COLOR] [/FONT][/SIZE][/CENTER]
[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4] [/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4] [/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4] [/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][SIZE=4][FONT=Arial Black][COLOR=red][U]قال الفضيل ///[/U][/COLOR][COLOR=red][U]إن استطعت ألا تعرف فافعل[/U][/COLOR] [/FONT][/SIZE][/CENTER]
[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4] [/SIZE][/FONT][/CENTER]
[CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=4] [/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Arial Black][SIZE=4]مـــن منـــا ســــالم مــن تقصـــــير ؟!
عن أبي هريرة قال : [COLOR=red][U]((يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ، وينسى الجذل - أو الجذع - في عين نفسه ))[/U][/COLOR]
صحيح الأدب المفرد / رقم: 460 / صحيح[/SIZE][/FONT] موقوف [/SIZE][/FONT][/CENTER]
المُحبة لكن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس