عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-09, 08:09 AM   #2
راحلة لديار الأخرة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-02-2009
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 47
راحلة لديار الأخرة is on a distinguished road
افتراضي

قـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد

فصـل : كيـف ‏تصلـح حالـك
. وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ‏، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى ‏تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك ‏فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، ‏وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس ‏هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك
معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة ‏جازمـة ..." .ا .هـ . ‏






•ويقـول ابـن القيـم ـ رحمه الله ـ : ‏
كـل نَفَـسٍ أو كـل عـرَقٍ سـيخرج فـي الدنيـا فـي غيـر طاعـة الله أو ‏فائـدة فـي الحيـاة ـ
[ تعيـن علـى حسـنة ] ـ (2) سـيخرج يـوم القيامـة ‏حسـرة وندامـة .
------------------
‏( 2 ) ما بين المعكوفتين تصرفا . هـ
.
‏ويقـول عمـار بـن رجـاء : سـمعت عبيـد بـن يعيـش " شـيخ البخـاري ‏ومسـلم " يقـول :

" أقمـتُ ثلاثيـن سـنة مـا أكلـتُ بيـدي بالليـل ، كانـت ‏أختـي تُلَقِّمُنـي وأنـا أكتـب الحديـث " . ا .هـ . ‏
عندمـا يخلـص الإنسـان لربـه وخالقـه ويشـتغل بكـل دقيقـة مـن وقتـه ‏وعمـره فـي طاعـة ربـه يُبـارك الله لـه فـي عمـره وإن كـان قصيـرًا ، ‏والرجـال لا يقاسـون بطـول أعمارهـم ، وإنمـا يقاسـون بأعمالهـم ، والله ‏عـز وجـل تعبدنـا بحسـن الأعمـال وذلـك فـي مقدورنـا وفـي إمكاننـا ‏بـإذن ربنـا ، ولـم يتعبدنـا بطـول أعمارنـا فـإن ذلـك ليـس بمقدورنـا ولا ‏بإرادتنـا .

فالإنسـان الـذي يعـرف حـق وقتِـه وقيمتـه ينبغـي عليـه أن يعمِّـر وقتَـه ‏بالخيـرات ما اسـتطاع إلـى ذلـك سـبيلاً ويسـارع فيهـا ، فكلمـا تيسـر ‏إليـه خيـر بـادر إليـه تطبيقـًا للآيـة : ‏
قـال الله تعالـى :
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . ‏سورة طه / آية :

احـرص علـى ما ينفعـك . ‏

‏* فعـن أبـي هريــرة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" ‏المؤمـن القـوي خيـر مـن ‏‏المؤمـن الضعيـف وفـي كـل خيـر ، احـرِص علـى مـا ينفعــك واسـتعن ‏بالله ولا تعجِــز ، وإن أصابـك‏ شـيء فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قَـدَرُ ‏الله ، ومـا شـاء فعـل ، فـإن ‏لـو تفتـح عمـلَ الشـيطانِ " .
‏ { صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب ‏‏: في الأمر بالقوة وترك العجز ، .. / ‏
‏ حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمـراد بالقـوة هنـا عزيمـة النفـس والقريحـة فـي أمـور الآخـرة .
احـرِص علـى مـا ينفعـك .... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله ‏تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ‏ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب ‏الإعانـة . ‏
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر ‏بالقوة و ... / ص : 329.

قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : ‏

‏* " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله ‏نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله ‏أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " .
‏ أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه ‏الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ‏
‏ ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا ‏وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه ‏بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض .
‏فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه ‏القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة ‏العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن ‏فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا .

وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة " ‏.وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : أفضـل أيـام الدنيـا أيـام ‏العشـر " .رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير ‏وزيادته / الهجائي / ‏
‏ ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ... / ج : 2 / ص ‏‏: 71 .‏
وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ‏ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا


ولكن صدري يضيق علي !
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وبعد السلام عليكم ورحمة الله

( إني أحاول أن أقرأ القرآن الكريم، وأحب كتاب الله كثيرًا، ولكن صدري يضيق عليَّ، فلا أستطيع أن أكمل التلاوة؛ فما هو الحل‏؟‏
الحل فيما أرشد الله سبحانه وتعالى إليه في قوله‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ الآيات 98-100‏]‏‏.‏
أرشدنا الله سبحانه وتعالى قبل أن نتلو القرآن أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من أجل أن يطرد الله عنا هذا العدو وأن يبعده عنا‏.‏
وعليك بالتدبر؛ فإنك إذا تدبرته؛ فإن هذا مما يجلب لك الخشوع، ويرغبك بالقرآن الكريم، ولا يكون كل همك إكمال السورة أو ختم الجزء أو ما أشبه ذلك، بل يكون مقصودك هو التدبر والتفكر فيما تقرأ من آيات الله سبحانه وتعالى‏.‏
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطيل القراءة في صلاة الليل، ولا يمر على آية رحمة؛ إلا وقف وسأل الله، ولا يمر بآية فيها ذكر العذاب؛ إلا وقف واستعاذ بالله، مما يدل على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ بتدبر وحضور قلب )‏‏.‏
فضيلة الشيخ العلامة صالح بن الفوزان الفوزان - حفظه الله وشفاه وغفر له

الشهر الثالث الشهر الثالث
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاثي عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرون
الجزء الواحدوالعشرون
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون
الجزء الرابع والعشرون
الجزء الخامسوالعشرون
الجزء السادس والعشرون
الجزء السابع والعشرون
الجزء الثامن والعشرون
الجزء التاسع والعشرون
الجزء الثلاثون
راحلة لديار الأخرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس