عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-21, 11:49 PM   #2
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Home

وفصل النزاع أن يقال الجمال في الصورة واللباس والهيأة ثلاثة أنواع:
منه ما يحمد، ومنه ما يذم ،ومنه مالا يتعلق به مدح ولا ذم.
-فالمحمود منه:
ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود وهو نظير لباس آلة الحرب للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه فإن ذلك محمود إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه.أو اقتضت الدعوة إلى الله لبس الجيد لترقيق قلوب المدعويين الذين حالهم يستدعي ذلك ،فهذا يؤجر عليه لأن صحبه نية صالحة تقرب إلى الله.والعكس بالعكس.
فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال فإذا كان ترك رفيع الثياب تواضعًا لله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم إذا اقتضت الحال هذا ، دون إسراف ولا خُيلاء .
-والمذموم منه: ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه فإن كثيرًا من النفوس ليس لها همة في سوى ذلك.
-وأما مالا يحمد ولا يذم: هو ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين .

والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار فيعرفه بصفات الجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه .
الفوائد 1/185 .
المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد.ومصادر أخرى.



توقيع أم أبي تراب
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس