عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-07, 08:33 PM   #43
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
افتراضي

السلام عليكم
ساعرض جوابي بطريقة واضحة وسهلة ان شاء الله
وتعتمد الاجابة على محاور

الاول

((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ............))(آل عمران:133)
((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ .....))(الحديد:21)

سارعوا -سابقوا :لفظين يحملان معنى السباق والاتجاه لهدف معين
ولكن كثرة الخلق المتجهين لمكان واحد تقتضي المسابقة
فإن قلوا اقتضى ذلك المسارعة فقط ، وليس المسابقة

الثاني

((..............أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))(آل عمران:133)
((......أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ...............))(الحديد:21)

الذين آمنوا:قول يتسع ليعم الخلق
المتقين:هم جزء من الذين آمنوا ففي هذه الكلمة تضييق وتحديد

الثالث
السماء في اللغة: هي كل ما علا وارتفع عن الارض
ـ فسقف البيت في اللغة يسمى سماء، قال تعالى: " مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" ـ الحج:15
يقول المفسرون : (أي ليمد حبلا إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه)

ـ وقد تكون بمعنى السحاب: "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ّالرعد:17
ـ وقد تكون بمعنى المطر : " ينزل السماء عليكم مدرارا" نوح

ـ وقد تكون بمعنى الفضاء والجو : "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ـ النحل:79

ـ وقوله عن السحاب: "فيبسطه في السماء كيف يشاء"

-و ذكر هذا الارتفاع العالي : "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)

* فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف

و تأتي عامة:
-- "والسماء بنيناها بأيد"
"وفي السماء رزقكم وما توعدون"
"أأمنتم من في السماء.."
ثم تتسع لأشياء أخرى، فعندما يقول: "سبع سموات طباقا" فهي ليست الفضاء ولا السقف ولا السحاب

*السموات:هي السموات السبع


(( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)) ـ الحجر:15
فالإنسان إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر
وبهذا تكون السموات جزءا من السماء

((.........عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ ....))(آل عمران:133)

((.........عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ ..........))(الحديد:21)

(السماء) أوسع بكثير من (السموات)، ولذلك لما قال (السموات) قال (عرضها السموات)، ولكن عندما اتسعت اتساعا هائلا جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) لأن المشبه به عادة أبلغ من المشبه، فهي لا تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء

لنتأمل مجمل الاية نجد عظمة القرآن الكريم

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
(آل عمران:133)
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْوَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
(الحديد:21)
اتسع المكان فاتسع الخلق فكانت المسابقة،
ذكر السماء التي تشمل السموات وزيادة ،
وذكر الذين آمنوا بالله ورسله ووهي تشمل
المتقين وزيادة والمسابقة اعم واشمل من المسارعة

ثم زاد وقال:
((..... ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.....))
لأن الفضل أوسع مما جاء في آل عمران بل الفضل واضح إذ جاءت عامة



والله اعلم

ارجو ان تكون قد وضحت الفكرة



توقيع إيمان مصطفى عمر
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس