الموضوع
:
~ مِن شَرح [ القواعِـدِ الأربَع ] للشيخ : عُمَر العِيد ~
عرض مشاركة واحدة
21-03-14, 04:14 PM
#
18
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
تاريخ التسجيل: 22-04-2008
الدولة: رياض الجنة
المشاركات: 5,432
العُلماءُ- رَحِمَهم اللهُ تعالى- يقولون: إنَّ الشِّركَ الأكبرَ له أنواعٌ خَمسة،
وبَعضُهم يَزيدُ في ذلك.
- فمنه ما يُسمَّى بشِركِ الدَّعوةِ أو الدُّعاءِ؛ وهو الذي قال اللهُ فيه:
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾
غافر/60
. فمَن دَعَا غيرَ اللهِ تعالى، فهو مُستكبِر.
- ومِن الشِّركِ ما يُسمَّى بشِركِ القَصدِ والإرادة: وهو ما يتعلَّقُ بقولِهِ تعالى:
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾
الكافرون/1-3
،
وفي قوله تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ
فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا
فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
هود/15-16
؛ لأنَّهم يُريدونَ الدُّنيا. وجاءت في قول
الله تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ
لَهُ ﴾
الأنعام/162-163
.
- منها كذلك: شِركُ الطاعة: وهو يُوجَدُ على مَرِّ العصور والدُّهور.
أليس اللهُ يقول:
﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾
الأنعام/57
،
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾
الشورى/21
،
وفي قول الله تعالى:
﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾
التوبة/31
.
وجاءت في قول الله تعالى:
﴿ إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾
الأحزاب/67
.
- مِن الشِّركِ: شِركُ المَحبَّة: جاء في قول الله تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ
مِنْ
دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾
البقرة/165
.
- مِن الشِّركِ ما يُسمَّى: شِركُ الخَـوف: وهو ما يُسمَّى " خَوف السِّرِّ"،
والأصلُ: اللهُ
تعالى يقولُ:
﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
آل عمران/175
،
﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ﴾
البقرة/150
.
ويقولُ العُلماءُ: إنَّ الخَوفَ في أصلِهِ-
يعني يُقصَدُ به- ( الشِّركيّ)
خوف السِّرّ؛ وهو الخَوفُ الاعتقاديُّ.
قالوا: وكذلك الخَوف العَمليّ الذي يُؤدِّي إلى تركِ شيءٍ من الواجباتِ،
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
آل عمران/173
، دَلَّ على أنَّهم صَدَقوا
مع الله،
فلَجأوا إليه، فكَشَفَ اللهُ عنهم ما هم فيه؛
﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
وَفَضْلٍ لَمْ
يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ﴾
آل عمران/174
، كان هذا
ثمرة التَّوحيد؛
أنَّ قلوبَهم تعلَّقَت بالله، فأبدلَهم اللهُ بهذه الطُّمأنينة.
أمَّا ما يُسمَّى "الخَوف الطبيعيّ"، فهذا لا يُنكَر على الإنسان.
- ثُمَّ نَجِدُ بَعضَ العُلماءِ يُضيفُ مِن الشِّركِ النَّوعَ السادس، وهو: الشِّرك في التَّوكُّل.
ولهذا قال الله تعالى:
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾
الفرقان/58
،
﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾
إبراهيم/12
،
﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
المائدة/23
.
التَّوكُّلُ: هو اعتمادُ القلبِ على اللهِ تعالى.
توقيع
رقية مبارك بوداني
الحمد لله
أن رزقتني
عمرة
هذا العام ،
فاللهم
ارزقني
حجة
،
اللهم
لا تحرمني فضلك ، وارزقني
من
حيث لا
أحتسب
..
رقية مبارك بوداني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها رقية مبارك بوداني