عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-14, 04:14 PM   #18
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
Books2




العُلماءُ- رَحِمَهم اللهُ تعالى- يقولون: إنَّ الشِّركَ الأكبرَ له أنواعٌ خَمسة،

وبَعضُهم يَزيدُ في ذلك.

- فمنه ما يُسمَّى بشِركِ الدَّعوةِ أو الدُّعاءِ؛ وهو الذي قال اللهُ فيه:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ غافر/60. فمَن دَعَا غيرَ اللهِ تعالى، فهو مُستكبِر.

- ومِن الشِّركِ ما يُسمَّى بشِركِ القَصدِ والإرادة: وهو ما يتعلَّقُ بقولِهِ تعالى:

﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾
الكافرون/1-3،
وفي قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ
فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا
فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
هود/15-16؛ لأنَّهم يُريدونَ الدُّنيا. وجاءت في قول
الله تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ
لَهُ ﴾
الأنعام/162-163.


- منها كذلك: شِركُ الطاعة: وهو يُوجَدُ على مَرِّ العصور والدُّهور.

أليس اللهُ يقول: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ الأنعام/57،
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ الشورى/21،
وفي قول الله تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ التوبة/31.
وجاءت في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴾
الأحزاب/67.


- مِن الشِّركِ: شِركُ المَحبَّة: جاء في قول الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ
مِنْ
دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ البقرة/165.

- مِن الشِّركِ ما يُسمَّى: شِركُ الخَـوف: وهو ما يُسمَّى " خَوف السِّرِّ"،
والأصلُ: اللهُ
تعالى يقولُ: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
آل عمران/175،
﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ﴾ البقرة/150.
ويقولُ العُلماءُ: إنَّ الخَوفَ في أصلِهِ-
يعني يُقصَدُ به- ( الشِّركيّ)
خوف السِّرّ؛ وهو الخَوفُ الاعتقاديُّ.

قالوا: وكذلك الخَوف العَمليّ الذي يُؤدِّي إلى تركِ شيءٍ من الواجباتِ،
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ آل عمران/173، دَلَّ على أنَّهم صَدَقوا
مع الله،
فلَجأوا إليه، فكَشَفَ اللهُ عنهم ما هم فيه؛ ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
وَفَضْلٍ لَمْ
يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ﴾ آل عمران/174، كان هذا
ثمرة التَّوحيد؛
أنَّ قلوبَهم تعلَّقَت بالله، فأبدلَهم اللهُ بهذه الطُّمأنينة.

أمَّا ما يُسمَّى "الخَوف الطبيعيّ"، فهذا لا يُنكَر على الإنسان.


- ثُمَّ نَجِدُ بَعضَ العُلماءِ يُضيفُ مِن الشِّركِ النَّوعَ السادس، وهو: الشِّرك في التَّوكُّل.

ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ الفرقان/58،
﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ إبراهيم/12،
﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ المائدة/23.
التَّوكُّلُ: هو اعتمادُ القلبِ على اللهِ تعالى.







توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس