عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-15, 05:18 PM   #26
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

الصفة الثانية عشر والأخيرة من صفات عباد الرحمن.
& ..............&

&..الدعاء بصلاح الأزواج والذرية والإمامة في الدين .. &


{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } (الفرقان:74)

& ..............&
وقد حدثنا الله عن حالهم في أنفسهم أنهم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وأما حالهم مع الناس فهو حال من لا يشغل نفسه بالسفهاء ولا يخاطب الجاهلين إلا سلاما
{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } وعن حالهم مع الله { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }
وعن خوفهم من عذاب الله ورجائهم في عفوه ورحمته { والذينَ يَقولونَ رَبنا اصرِف عنّا عَذابَ جَهنّم إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }
ثم وصف حالهم في أموالهم فقال تعالى :{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }
ثم وصفهم الله بعمل الخيرات واجتناب السيئات فهم { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) } ،
ثم وصفهم الله بأنهم { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } ،
ثم ذكر الله تعالى تجاوبهم مع آياته فوصفهم بأنهم { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا }

& ..............&



واليوم نتناول الصفة الأخيرة من صفاتهم وهي الواردة في قوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } (الفرقان:74)

& ..............&

فعباد الرحمن يدعون الله ويسألونه أن يهب لهم من أزواجهم وذرياتهم ما تقر به أعينهم وتسر به قلوبهم وتنشرح به صدورهم ، وأن يجعلهم أئمة وقدوة للمتقين.

* وقرة العين معناها: سكونها.

والعين بطبيعتها دائماً تتحرك وتلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن الأفضل، لكن حينما تحصل العين على مطلوبها من زوجة صالحة أو من ولد صالح تقر هذه العين.
أي: لا تلتفت إلى غيرها من النساء ، ولا إلى أولاد الناس، فلا تكثر هذه العين الحركة، فهم يريدون أن يكون لهم أهل صالحون وأولاد صالحون وتقر عيونهم بهؤلاء الصالحين.

فعين المؤمن تقر بامرأة صالحة ؛ تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، وتحفظه إذا غاب ، وتعينه على طاعة الله ، وتحذره من المعصية.

قال تعالى: { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (البقرة:201)

قال الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية:
قيل: إن حسنة الدنيا هي الزوجة الصالحة، وحسنة الآخرة هي الحور العين.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
( ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ) رواه أبو داود.

& ..............&

والمرأة إن وَعَتْ معنى الطاعة وأدّتها بحقّها فإنها تملك قلب زوجها ، وتكسب ثقته ، ودوام حبّه ، فيقابلها بأضعاف ما أعطته حتى يصير الأمر كأنه هو الذي يطيعها ، ويلبّي رغباتها.

قليل من النساء من يفهم ذلك ، وأقل منهن من تعمل به.
لا شك أن الطاعة تقوّي أواصر المحبة بين الزوجين ، وعندما تحب الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها ، وما ذلك إلا صورة عملية وإشعار لزوجها بالحب الذي استقر في قلبها ،
لهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا أقسمت عليها أبرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في عرضها ومالها ).

إنها زوجة صالحة ، محبة ، تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها فلا تقطيب للحاجبين ، ولا نظرات شزرة بل ابتسامات مفعمة بالحب والبشر.

فالمرأة الصالحة عون للزوج في الدنيا والآخرة.
يقول الشاعر:
وزوجة المرء عون يستعين به *** على الحياة ونور في دياجيها
مسلاة فكرته إن بات في كدرٍ *** مدّت له تواسه أياديها
في الحزن فرحته تحنو فتجعله *** ينسى آلاماً قد كان يعافيها
وزوجها يدأب في تحصيل عيشه *** دأباً ويُجهد منه النفس يشقيها
إن عاد للبيت وجد ثغر زوجته *** يَفْتُرُ عمّا يسُّر النفس يُشفيها
وزوجُها مَلِكٌ، والبيت مملكةٌ *** والحب عطر يسري في نواحيها

& ..............&

والمرأة الصالحة ليست كالمرأة التي تقول لزوجها هات وهات ، ألست كفلان وفلان الذي يكتسب كذا وكذا ، ويأتي لزوجته بكذا وكذا .... كل يوم موضات وتقليعات.... ماكياجات وتسريحات وإكسسوارات ....وإزاء كل هذه المعروضات تجد نفسها في مسابقة ومنافسة مع أقرانها في مسايرة كل جديد وما أكثره كل يوم.... فيكون العبء في توفير ذلك على الزوج ..... من أين لا يهم....
من حلال أو حرام ....من سحت أو غيره.... لا يهم !! فإذا خرج من البيت كانت قائمة الطلبات الكثيرة أمامه.

فإذا قال لها ومن أين لي ثمن ذلك ؟!
تقول: لا يهمني ! مثل ما فعلوا افعل !! وربما تعيره بفقره وقلة ذات يده فيركب مركب السوء فيهلك.

وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء لزوجته:
فأنت التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي *** وأنتِ التي إن شئت أرحتِ باليا
فأشهد عند الله أني أحبها *** فهذا لها عندي فما عندها ليا


& ..............&

لقد كانت المرأةُ من نساء السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج لكسبٍ أو تجارة:
اتق الله فينا ، إياك وكسبَ الحرام فإنا نصبر على الجوع والعطش ، ولا نصبر على حرِّ النار وغضب الجبار.
فما أحوج المؤمن إلى زوجة تذكره بالله، وتوقفه عند حدود الله، وهي التي أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
( ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجةً مؤمنةً صالحةً تعينه على آخرته ) أخرجه أبو نعيم والحاكم.


وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( من سعادة بن آدم ثلاثة، ومن شقوة بن آدم ثلاثة:
من سعادة بن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح.
ومن شقوة بن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء ) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:
( ثلاثة من السعادة، المرأة الصالحة، تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة (ذلول سريعة السير)، تلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق.
وثلاثة من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً (بطيئة)، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك،
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ) حسنه الألباني في صحيح الجامع.


& ..............&


يتبع بإذن الله مع ...
& ...الأولاد قُرَةُ العَين:

.
.
.



توقيع أَمَةُ الله
اَلْحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَلَالِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ.
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس