عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-08, 07:19 PM   #37
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

القاهر ــ القهار
جل جلاله وتقدست أسماؤه

المعنى اللغوي : القهر الغلبة والأخذ من فوق، وقهر يقهره قهراً : غلبه، وتقول أخذتهم قهراً، أي: من غير رضاهم، وأقهر الرجال : صار أصحابه مقهورين
وقال الزجاج : القهر في وضع العربية : الرياضة والتذليل، يقال : قهر فلان الناقة: إذا راضها وذللها
وروده في القرآن العظيم :
(القهار) فعال، مبالغة من (القاهر) فيقتضي تكثير القهر،
وقد ورد الاسم (القاهر) في الكتاب العزيز مرتين :
1-في قوله تعالى : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (الأنعام:18)
2- قوله تعالى : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً (الأنعام: من الآية61).
و (القهار) ورد ست مرات:
منها1- قوله تعالى : قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (الرعد: من الآية16) 2- وقوله تعالى " لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (غافر: من الآية16) .
معنى الاسمين في حق الله تعالى :
قال ابن جرير :
(القاهر) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم، وإنما قال فوق عباده لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعليا عليه، فمعنى الكلام إذاً : والله الغالب عباده المذلل لهم، العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه
وقال ابن كثير :
وهو (القاهر) فوق عباده أي : هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه
وقال الخطابي :
(القهار) : هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة وقهر الخلق كلهم بالموت
وقال الزجاج :
والله تعالى قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه وقهر الخلق كلهم بالموت
وقال الحليمي :
(قاهر) معناه : إنه يدبر خلقه خلقه بما يريد، فيقع في ذلك ما يشق ويثقل ويغم ويحزن، ويكون منه سلب الحياة أو نقص الجوارح، فلا يستطيع أحد رد تدبيره، والخروج من تقديره.
وقيل في (القهار) : أن يقهر ولا يقهر بحال
آثار الإيمان بهذين الاسمين :
1-إن القهار على الحقيقة هو الله وحده سبحانه، هو قهر وغلب عباده أجمعين، حتى إن أعتى الخلق يتضاءل ويتلاشى أمام قهر الله وجبروته، فها هو الموت الذي كتبه على عباده، لا يستطيع الخلق رده أو دفعه عن أنفسهم، ولو أوتوا من القوة والجبروت ما أوتوا، وقد ذكر الله الموت قريباً من وصفه بـ (القاهر) ليذكرهم بشيء قد قهرهم به أجمعين وذلك في قوله : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (الأنعام:61-62).
ومما قهرهم به أيضاً : الأمراض والمصائب والنكبات التي لا يملكون ردها عن أنفسهم.
وما أحسن قول من قال : القهار الذي طاحت عند صولته صولة المخلوقين، وبادت عند سطوته قوى الخلائق أجمعين، قال تعالى : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (غافر: من الآية16) فأين الجبابرة والأكاسرة ؟ عند ظهور هذا الخطاب وأين الأنبياء والمرسلون، والملائكة المقربون في هذا العتاب، وأين أهل الضلال والإلحاد، والتوحيد والإرشاد، وأين آدم وذريته، وأين إبليس وشيعته، وكأنهم بادوا وانقضوا زهقت النفوس، وتبددت الأرواح وتلفت الأجسام والأشباح، وتفرقت الأوصال، وبقي الموجود الذي لم يزل ولا يزال
2-وأما صفة القهر في الخلق، فغالباً ما تكون مذمومة لقيامها على الظلم والطغيان، والتسلط على الضعفاء والفقراء كما قال فرعون لعنه الله : سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (الأعراف: من الآية127) ، وقال تعالى : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (الضحى:9) أي : لا تسلط عليه بالظلم وادفع إليه حقه، وخص اليتيم لأنه لا ناصر له غير الله تعالى :، فغلظ في أمره بتغليظ العقوبة على ظالمه، وقوله : وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى:10) أي لا تزجره ولا تغلظ له القول.
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى:11) قال القرطبي : وهذه هي النعمة العظمى، وهي ما من الله عليه من الرسالة والنبوة والخلة والمحبة والعلم والحكمة، فأوجب عليه أن يظهر ذلك ويشيعه ويحدث به، ويعلم الجاهل غير ممتن عليه ولا متطاول ولا قاهر له.
وكذلك قال معاوية بن الحكم السلمي : "فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني" الحديث أخرجه مسلم
وقرئ فلا تقهر بالكاف وهي قراءة عبد الله بن مسعود، قال الكسائي : كهره وقهره بمعنى.
3-قوله تعالى : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ (الأنعام: من الآية61) يستفاد منه صفة العلو لله سبحانه على عباده، سواء علو المكانة والرتبة، أو علو المكان والجهة، وقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة عليه ـ أي الثاني ـ كقوله تعالى : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (طـه:5) وقوله : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ (الملك: من الآية16) 
4-أنه سبحانه هو الذي قهر الخلق جميعاً على ما أراد.
5-إن الله هو القهار المستحق للعبادة والألوهية، وما سواه من الألهة فإنما هي مخلوقات عاجزة مقهورة، لا تملك أن ترد الضر عن نفسها فكيف تقهر غيرها، وبهذا جادل نبي الله يوسف عليه السلام صاحبه في السجن فقال : يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (يوسف:39) فبين لهم أن آلهتهم متعددة متفرقة، والعابد لها متحير أيها يرضي، وأيها مسخرة ومقهورة لله وفي قبضته، وليس لها من الألوهية إلا الاسم الذي أعطى لها زوراً وبهتاناً دون حجة ولا برهان : مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ (يوسف: من الآية40).



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس