عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-08, 09:37 PM   #35
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الغافر ــ الغفور ــ الغفار
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :

أصل الغفر التغطية والستر، غفر الله له ذنوبه أي : سترها، وكذا غفر الشيب بالخضاب وأغفره أي : ستره، والمغفرة : التغطية.
ورود الأسماء في القرآن الكريم :
سمى الله نفسه بالغفور: في إحدى وتسعين آية.
وأما اسمه (الغفار): فقد جاء في حمس آيات.
فعلم أن ورود (الغفور) في القرآن الكريم أكثر بكثير من (الغفار)
و (الغفار) أبلغ من (الغفور) وكلاهما من أبنية المبالغة.

وقال سبحانه : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الحجر:49)
وقوله سبحانه : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (نوح:10)
معنى الاسم في حق الله تعالى :قال الزجاج :
ومعنى الغفر في حق الله سبحانه هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره
وقال الخطابي :
فالغفار الستار لذنوب عباده، والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته، ومعنى الستر في هذا : أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم
وقال الحليمي :
(الغافر) هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه.
(الغافر) : وهو المبالغ في الستر، فلا يشهر المذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
(الغفور) : وهو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته
وقال السعدي :
(العفور ـ الغفور ـ الغفار) : الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (طـه:82).

آثار الإيمان بهذه الأسماء :
1-وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه غفار للذنوب والخطايا والسيئات لصغيرها وكبيرها، وحتى الشرك إذا تاب منه الإنسان واستغفر ربه، قبل الله توبته وغفر له ذنبه.
قال تعالى :
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر:53) .
وقال تعالى :
وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء:110) . فمهما عظمت ذنوب هذا الإنسان فإن مغفرة الله ورحمته أعظم من ذنوبه التي ارتكبها.
قال تعالى :
إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ (النجم: من الآية32) .
وقد تكفل الله سبحانه بالمغفرة من تاب وآمن، قال تعالى :
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (طـه:82).
بل من فضله وجوده وكرمه أن تعهد بأن يبدلا سيئات المذنبين إلى حسنات،
قال تعالى عن التائبين :
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (الفرقان: من الآية70) .
2-ولكن لا يجوز للمسلم أن يسرف في الخطايا والمعاصي والفواحش بحجة أن الله غفور رحيم، فالمغفرة إنما تكون للتائبين الأوابين.
قال تعالى : إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (الإسراء: من الآية25) .
وقال سبحانه :
إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (النمل:11) .
فاشترط تبدل الحال من عمل المعاصي والسيئات إلى عمل الصالحات والحسنات لكي تتحقق المغفرة والرحمة,.
وقوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ (النساء: من الآية48 ، 116)
يبين أن المقيم على الشرك حتى الوفاة لا غفران له لأنه لم يبدل حسناً بعد سوء، وكذا قوله تعالى عن المنافقين :
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
(المنافقون: من الآية6) لأنهم لم يخلصوا دينهم لله ولم يصلحوا من أحوالهم.
وأما إذا حصل ذلك فإن المغفرة تحصل لهم مع المؤمنين.
قال تعالى : إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (النساء:146) .
فلابد من الأخذ بالأسباب المؤدية إلى المغفرة، وأما إن مات وهو مقيم على الكبائر من غير أن يتوب فإن مذهب أهل السنة والجماعة أنه ليس له عهد عند الله بالمغفرة والرحمة، بل إن شاء غفر له وعفا عنه بفضله.
كما قال عز وجل :
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ (النساء: من الآية48 ، 116) ، وإن شاء عذبه في النار بعدله، ثم يخرجه منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته، ثم يدخله الجنة، وذلك للموحدين خاصة.
3-اتصاف الله سبحانه وتعالى بأنه (غفار) للذنوب والسيئات، فضل من الله ورحمة عظيمة للعباد، لأنه غني عن العالمين، لا ينتفع بالمغفرة لهم، لأنه سبحانه لا يضره كفرهم أصلاً، ولا يغفر لهم خوفاً منهم أيضاً، لأنه قوي عزيز، قد قهر كل شيء وغلبه ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وقد نبه الله عباده إلى هذا الأمر في القرآن الكريم عدة مرات، باقتران اسمه (الغفور) مع (العزيز) كقوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (فاطر: من الآية28) .
وقوله تعالى : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (الزمر:5) ، فمع عزته وقهره إلا إنه غفور رحيم.
الفرق بين العفو والغفران :
قال بعض العلماء : إن الغفران ستر لا يقع معه عقاب.
والعفو :إنما يكون بعد وجود عذاب وعتاب



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس