عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-14, 09:42 AM   #12
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

* المحنة في عهد الواثق: " دور استمرارها ":

مات المعتصم سنة (227 هـ) ، ثم تولى ابنه الواثق، وهو من أم وَلَدٍ كذلك، وكانت وفاته سنة (232 هـ) .
ولم يُؤثر عنه أَنه أَلحق بالإمام أَحمد أذى، أو محنة في الفتنة؛ لأَنه علم مقام الإمام أَحمد من العامة والخاصة، فخشي ثورتهم عليه،
ولأَن ذلك يزيد أَحمد منزلة عند الناس ويزيد فكره ذيوعًا وانتشارًا، لكن لقاء تحريك ابن أَبي دؤاد لها، وتأليفه للخليفة ضد الإمام أَحمد،
وتعاون قضاة السوء معه، وتخوفهم من الإمام أَحمد لمَّا انبسط في التحديث، كتب الواثق كتابه إلى عامله إِسحاق بن إِبراهيم،
ينهى فيه الإمام أَحمد عن مساكنته وليذهب حيث شاء عندئذِ قطع أَحمد التحديث في آخر سنة (227 هـ) واختبأ بين داره، ودُور أَصدقائه،
وما زال كذلك حتى هلك الواثق سنة (232 هـ) .
وفي موت المعتصم، تم تَوَلِّي الواثق، قال دِعْبِل بن علي الخزاعي المتوفى سنة (246 هـ) :
خليفة مات لم يحزن له أَحد وآخر قام لم يفرح به أَحد
ثم أَجج هؤلاء المبتدعة الفتنة مُتَسَتِّرِيْنَ بالواثق، فاشتد أَحمد البدعة، وأَذناب الفتنة، يتابعون علماء أهل السنة، ويمتحنونهم،
فاشتد أمر المحنة على علماء أهل السنة، وألحقهم صُنُوْفَ الأذى:
فسلَّط الواثق غَضْبَتَهُ على الإمام أَحمد بن نصر الخزاعي،
فقتله الواثق بيده؛ لامتناعه عن القول بخلق القرآن،
وذلك سنة (231 هـ)فرؤي أَحمد بن نصر حين قُتل، قال رأسه: " لا اله إلَّا الله ".
وكان رأسه إلى غير القبلة، فتديره الريح إلى القبلة، وبقي الرأس منصوبًا ببغداد، والبدن مصلوبًا بسامراء،
ست سنين إلى أن أَنزل سنة (237 هـ) فجُمع وَدُفِنَ- رحمة الله تعالى عليه-.
ولعل الدافع لقتله ما ذكر في ترجمته، من أَنه هو وسهل بن سلامة بَايَعَا الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لكن سهلا بايع المأمون لما قدم، فلزم ابن نصر بيته،
ثم تحرك في آخر أيام الواثق، فاحتشد الناس حوله، فخاف الواثق من تفاقم شأنه، في خبر يطول ذكره، فصار ما صار وإلى الله المصير.
وتسلط الواثق على الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأَذرمي، شيخ أبي داود، والنسائي، وغيرهما،
فجيء به مسجونا، مقيدا، مهانًا، ليناظر أَحمد البدعة،
فجرت بينهما مناظرة طويلة كما في: " النجوم الزاهرة: 2/ 261- 262 ".
وانتهت المناظرة بخروج الأذرمي على ابن أبي دؤاد، فَحُلَّ قَيْدُ الشيخ،
وبكى الواثق، وصرفه مكرما
وقيل: إن الواثق تاب من القول بخلق القرآن بسببه.
والحافظ نعيم بن حماد مات في سجن الواثق.
ومن مصر صاحب الإمام الشافعي وتلميذه: البويطي- نسبة إلى بويط من عَمَلِ مصر-: أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي؛ إذ جيء به مصفدًا بالحديد، فسجنه حتى مات في السجن سنة(231 هـ) في عهد الواثق.
وجريمته: أَنه لم يجب أَحمد البدعة إلى مقالته.
وكان من أمر الواثق لما استخلف أنه كتب إلى قاضي مصر محمد بن الحارث بن أبي الليث، المتوفى سنة (250 هـ) ببغداد: بامتحان الناس في القرآن،
فَهربَ كثير منهم، وملأ السجون بالكثير ممن أنكر المسألة، وكتب على أبواب المساجد " لا إله إلا الله رب القرآن وخالقه ".
ثم عوقب بالسجن، والضرب، والطرد، في ولاية المتوكل، نعوذ بالله من الخذلان والضلالة
(1)


__________________________

(1) انظرلسان الميزان: 5/110 -111



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 22-05-14 الساعة 09:50 AM
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس